اعلان

الثلاثاء، 12 نوفمبر 2019

الدرس الأول في العلاجات النفسية


التهيئة العامة للعلاج
بسم الله الرحمن الرحيم
سيداتي أوانسي سادتي السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

قد تكون مصابا بأحد الأمراض النفسية أو الجسدية كتلك التي تسمى بالأمراض البسيكوسوماتية ، وقد أمضيت وقتا طويلا أو مدة طويلة في علاج هذه الحالة دون جدوى ودون أي نتيجة .
 ترددت بين الأطباء وبين العيادات النفسية أو عيادات الأمراض العضوية وقد مضى وقت طويل وأنت تدور في حلقة مفرغة دون الوصول إلى نتيجة حاسمة .
 وقد تكون هذه الحالة إستمرت معك طوال حياتك لم تذق فيها طعم الراحة والسعادة واستسلمت لليأس .
وكنت خلال هذه المدة الطويلة قد إعتدت الأدوية فتعرضت إلى مشاكل أخرى لا سبيل إلى ذكرها وربما أقنعوك بأن مرضك غير قابل للشفاء
في هذا الدرس سنوجهك إلى الطريقة النهائية والحل الوحيد والأخير للتخلص من آلامك النفسية وحتى الآلام الجسدية أو العضوية والفصل النهائي فيها، وذلك يعتمد على الخطوات التالية
أولا: قوة الإرادة
يجب أن تتمسك بقوة إرادة صلبة وقاسية لا تعرف التقهقر ولا الرجوع إلى الوراء فتتخذ موقفا حاسما بأنك بدأت في علاج حالتك النفسية دون تراجع عن قرارك ودون توقف وحسب الشروط العلاجية المطلوبة
يجب أن تتعهد مع نفسك بأك بدأت من نقطة اللارجوع ،وأنه يجب أن تصل إلى النتيجة مهما كان الثمن
ذلك لأنه في الوقت الذي تكون لديك الرغبة في العلاج والشفاء ، تنطلق رغبة أخرى معاكسة لها ، تمنعك من هذا العلاج وهذا الشفاء ، فيصبح لديك رغبتان متعاكستان مع بعضهما إحداهما إيجابية والأخرى سلبية وذلك ما يسمى بالصراع النفسي
هذه الرغبة السلبية المعاكسة هي عبارة عن إنعكاسات من العقل الباطني لدى الإنسان في شكل من المقاومة والوساوس والتشكيك في مصداقية العلاج فتوقفك عن الإستمرار في العلاج
فمثلا عندما تحاول الدخول في جلسة العلاج تبدأ الأفكار السلبية تدخل إلى عقلك بأن هذه الطريقة غير مجدية في العلاج وهذه أوهام وخرافات ، وكيف يمكن للإنسان أن يعالج نفسه بدون دواء ، مضيعة للوقت ، ليس هناك أي علاقة بين ما تعانيه وبين هذه الأفكار إلى آخره ، هذا إلى جانب العجز عن الدخول في الجلسة
هذه الأفكار السلبية المعاكسة تسمى في القرآن الكريم بالشيطان الرجيم ، وفي الطب النفسي تسمى بقوة المقاومة ، وما عليك إلا أن تتغلب عن هذا الشيطان المريد وترمي بأفكاره عرض الحائط وتواصل العلاج
وبهذا يكون إنتصارك مزدوجا أي تنجح في شيئين أساسيين وهما أولا قهر الشيطان والفوز بمرضاة الله وثانيهما النجاح في العلاج أثناء إستمرارك في الجلسات العلاجية

ومن الناس من لديهم حالة رفض الإعتراف بالواقع ورفض الإعتراف بالعلم ورفض علاج حالتهم النفسية والجسدية وهو مرض متأصل فيهم يسميه العلماء بحالة النيفروز أو يسمى عربيا بالعصاب
في حالة العصاب يكون للإنسان رغبة لا شعورية في استمرار الأعراض دون أن يدري بأنه يجد في ذلك لذة إهتمام الآخرين به ، أو نتيجة لرغبته اللاشعورية في عقاب ذاته لما إرتكبته من ذنوب وأخطاء ، أو نتيجة في عدم قدرته على أداء واجبات مفروضة عليه ، فيبرر فشله بأنه مريض ولا يستطيع على ذلك ، ويحارب فرص العلاج بكل ما لديه من قوة مهما كلفه ذلك من متاعب وآلام
وقد يختفي وراء العلاج بما يسمونه بالرقيا وهو يعلم في قرارة نفسه بأن هذه الطريقة غير مجدية ، ومع ذلك فهو يشعر بنشوة الإنتصار لأنه يضرب عصفورين بحجر واحد فهو يقنع الطرف الأول من الصراع الذي يحتوي على الرغبة في العلاج فيبادر إلى العلاج بالرقيا ، وفي نفس الوقت يقنع الطرف الثاني من الصراع الذي يحتوي على البقاء على حالته المرضية فيختار العلاج بالرقيا الغير مجدية
 وما يزيد النار شعلة هم المعالجون بالرقيا حيث يقنعون المريض بأنه مصاب بالسحر وأن الرقيا كفيلة بعلاجه
وقد وصل الغرور بهؤلاء إلى إعتبار بأن الطبيب الذي وصف لهم هذه الأدوية أو هذه التمارين مريض وما عليه إلا أن يأت للعلاج بالرقيا ، وسبحان الله .
 ولو بحثنا في المستوى الدراسي لهذا الراقي الواهم لوجدنا بأنه لا يتجاوز مستوى السنة الأولى أو الثانية إبتدائي ، بينما الذين يعالجون عنده هم أعلى منه مستوى
وعلى كل هذا الدرس طويل جدا وليس من السهل فهمه وما على المريض إلا أن يرمي كل أفكاره  الماضية عرض الحائط ويفتح صفحة جديدة في حياته ويبادر إلى العلاج حسب الخطوات التي نصفها له
ثانيا : عدم إنتظار النتيجة والتعجل بالشفاء
فعندما تدخل في جلستك النفسية يجب عليك أن تنس تماما بأنك في علاج حالتك النفسية وأن تنس تماما بأنك مريض وأن لا تستعجل الشفاء وتتعجل به ، فالشفاء قد يحدث بعد يوم أو بعد أسبوع أو بعد شهر أو بعد سنة ولا يهمك الزمن بل ما يهمك هو أن تؤمن بأنك في الطريق الشرعي الصحيح لأن ما تقوم به ليس مجرد علاج بل هو عبادة كاملة حيث يقول النببي (ص) :
تأمل ساعة خير من عبادة سبعين سنة
علماء الفقه يعتبرون الحديث ضعيفا بناء على فكر معين يعتمد على ماقاله فلان أو لم يقله هذا الفلان
لكن الحديث صحيح ليس لأنه رواه فلان بل هو صحيح لأنه جاء مطابقا لما يزيد عن مائتين وسبعين آية شريفة في القرآن الكريم وهي تلك الآيات الحاثة على التأمل .
عندما كلف الله سيدنا موسى عليه السلام بمواجهة الطاغية فرعون لم يطلب هذا النبي الكريم من ربه أن يخلصه من سحر طرأ عليه أو شفائه من مس جني بل بادر لعلاج حالته عن طريق الدعاء ومواجهة الشيء المخيف بكل شجاعة واطمئنان لأن حالته النفسية عبارة عن عقدة حدثت بلسانه وعلاجها هو المواجهة لا غير
وعندما مرض سيدنا إبراهيم عليه السلام لم يطلب منه الله سبحانه وتعالى علاج حالته عن طريق  التخلص الوهمي من السحر أو المصارعة مع عفاريت الجن بل طلب منه أن يمارس التأمل ، فكان عليه السلام يتأمل النجوم ليلا
وفعلا فقد توصل العلماء إلى أسرار عظيمة وراء ممارسة عملية التأمل واكتشفوا بأنه بإمكانه تغيير الخلايا الوراثية بما فيها الخلايا السرطانية
وخلاصة الكلام هو أن يمارس الإنسان الجلسات العلاجية دون المسارعة والتعجل بالشفاء
ثالثا: إختيار الوقت المناسب
فعلى الذي يريد الدخول في العلاجات النفسية أن يفكر طويلا في الوقت الذي يختاره لعلاج حالته النفسية أو الجسدية ليكون هذا الوقت مناسبا له في جميع الحالات ، لأن هناك ذبذبات تتواجد بنفس المكان الذي مارس فيه تمارينه ونفس الوقت أيضا
هذه الذبذبات تنتظره عندما يصل وقتها وتساعده على تعميق وتوطيد عملية العلاج ولهذا يجب أن يكون الوقت ثابتا قدر المستطاع
رابعا : إختيار المكان المناسب
ما ينطبق على إختيار الوقت ينطبق أيضا على إختيار المكان للسبب نفسه وهو ميكانيزم الذبذبات ذات الطاقة الكونية العظيمة
المكان يجب أن يكون هادئا ، بعيدا عن الضوضاء ، مناسبا لإجراء التمارين المطلوبة ، كما يجب أن يكون مظلما فيستعين المريض بستار يضعه على النافذة
وهناك تقنيات إضافية كتزيين الغرفة بالورود والفراش الجميل والرائحة الطيبة إلى غير ذلك من التقنيات التي سيكتشفها المريض بنفسه حيث أن الذبذبات التي ذكرناها ستنير له الطريق الذي يجب أن يجدده ويتبعه لأنها عبارة عن طاقة كونية كاملة
والمهم يجب أن يعتاد المريض على هذا المكان في وقته المناسب .
 وبعد مدة سيبدأ يشعر بمتعة عظيمة لم يشعر بها من قبل طوال حياته حتى أنه يبدأ في إنتظار ذلك الوقت بفارغ الصبر
خامسا: إرتداء لباس عريض ومريح
طبعا هذا يساعد كثيرا على تعميق وتوطيد عملية العلاج لأنه يتيح الفرصة للطاقة الكونية بأن تتغلغل في أعماق النفس ، كما يسمح للجلد بان يتنفس بسهولة ويتيح الفرصة لمسام الخلايا بان تقوم بوضيفتها على أحسن وجه ، ويؤدي إلى إرتياح العضلات الدقيقة وخاصة الشعور بالحرية النفسية عند التخلص من الثياب الضيقة
وهذا عنصر هام جدا في الجلسات العلاجية
سادسا : الإستلقاء على الفراش
بعد أن يصل المريض إلى تطبيق الخطوات المذكورة بكل جدارة ، يستلقي على ظهره في الفراش ، ويغمض عينيه بكل إرتياح وهدوء ويبقى على ذلك دون أن يقوم بأي شيء آخر ، ولا يكلف نفسه بأي مجهود يقوم به ، بل يبقى في فراشه فقط إلى أن يسترخى تلقائيا وبدون أي محاولة للإسترخاء ، بل أن هذا الإسترخاء يحدث تلقائيا بفعل الطاقة الكونية
سابعا : إلإلتزام بالبطء في كل شيء
يستلقى المريض على فراشه ببطء ، يغمض عينيه ببطء ، يتنفس ببطء ، وعندما يحرك ذراعه أو يده فليحركهما ببطء إلى غير ذلك
الحركة البطيئة تساعد على إنتشار الطاقة الكونية في الجسم والنفس.
يستمر المريض على ذلك يوميا حتى يتعود جيدا على هذه الجلسة الأولى ويترك الفرصة للطاقة الكونية بأن تتغلغل إلى أعماق نفسه وتساعده على تطبيق باقي الجلسات كما سنسفها في الدروس القادمة بإذن الله
وما على المريض إلا أن يبادر في تطبيق هذه الإجراءات في إنتظار الجلسة الثانية وباقي الجلسات الأخرى
ونشير لا إلى المرضى فقط بل إلى كل الطلبة بأن هذه الجلسات ليس لها فقط مجرد علاج حالات نفسية أو جسدية فحسب ، بل تتعدى حدود ذلك للدخول في عالم الروحانيات كالتخاطب عن بعد ، قراءة الإفكار ، حالات الجذب الكوني ، العلاج على بعد آلاف الأميال لأشخاص آخرين ، الإطلاع على الأشياء الخفية بكل جدارة واستحقاق ، الإستخارات العجيبة إلى غير ذلك بالطرق العلمية المجربة
وأخيرا تقبلوا مني فائق التحيات الأخوية
الأخصائي النفساني رابح ميساوي

ليست هناك تعليقات: