اعلان

‏إظهار الرسائل ذات التسميات الأشباح. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الأشباح. إظهار كافة الرسائل

الجمعة، 3 يوليو 2015

مـن واقـع الوفاء





في ضواحي بوغزول.. كانت تسكن الحاجة مريم.. وهي  في عمر يناهز الثمانين..
مات زوجها عنها منذ حوالي عشرين سنة..
تزوجت بناتها..
وتزوج أولادها ، الواحد تلو الآخر ، وانفصلوا عنها في سكنات أخرى مع زوجاتهم دون مراعات لحقوق الوالدين وبرهم .. ودون مراعاة لصلة الرحم..
بقيت الحاجة مريم وحدها في الدار ، وليس لها ما يؤنسها سوى كلبة من كلاب الصيد..إسمها " ريشة "..
وشيئا فشيئا..ويوم بعد يوم.. أصيبت الحاجة بمرض شديد ألزمها الفراش..وعجزت عن النهوض من مكانها.. ولم يصبح لديها القدرة على تحضير الأكل أو الإتيان بالماء..
ولما أشرفت على الهلاك ، لم يبق لها إلا الإستنجاد بكلبتها ريشة..
فنادتها حتى جاءت وبدأت تحاورها :
" عزيزتي ريشة.. منذ أن ربيتك.. لم أبخل عليك يوما بتقديم أحسن المأكولات من طعام ، ولبن ، ولحوم.. ولم أتركك جائعة أبدا.. وكنت لا أنام حتى أطمئن عليك بأنك في أحسن حال ، لا تعانين من الجوع ولا العطش.."
" حبيبتي ، كنت أعتبرك بمثابة إبنتي.. لكنني أظن أنك أحسن من بناتي وأولادي.. حيث أنهم رحلوا عني وبقيتي أنت معي تؤنسيني.. فإذا كانت تربيتي لك في محلها .. فآتيني بقدح الماء لأشرب وأتوضأ.."
وعند ذلك صاحت ريشة صيحة شديدة كأنها تعبر بها عن حزنها على مولاتها الحاجة مريم.. ثم أخذت إناء الماء بفمها وقدمته لها لتشرب..
وجاءتها ببعض البقايا من الخبز فغمستها بالماء ، وراحت تعطيها قطعة بعد الأخرى حتى إطمأنت من أكلها وشبعها..
ولا زالت ريشة تخدمها ، وتقدم لها ما تحتاجه من أكل أو شراب ، وتنام بجانبها..
وما إنفكت تأتيها ببعض النباتات كالشيح وغيره ، بحيث تنقعه في الماء وتعطيها تشرب..
وبعد مدة .. طلبت الحاجة مريم من ريشة أن تذهب لإحدى بناتها ، التي تسكن منها على بضعة كيلومترات ، فتخبرها بأن أمها على وشك الموت..
إنطلقت ريشة كالسهم الخاطف ، حتى وصلت لإبنة الحاجة مريم.. وراحت تومئ وتشير برجلها إلى الجهة التي تسكنها الحاجة ، وتصيح أحيانا أخرى ، حتى تفطنت إبنتها في أن أمها قد تكون في خطر ، فأسرعت إليها على عربة من عربات الخيل مع زوجها..
أخبرت الحاجة مريم إبنتها بالدور الذي لعبته معها الكلبة ريشة .. وماتت بعد يومين..
ولقد ظلت ريشة عازفة عن الأكل والشرب طيلة أيام حتى ماتت هي الأخرى ..

الاثنين، 18 مايو 2015

يبقى السؤال سؤالا





قصة واقعية تكلم فيها عيسى وهو في عمر سبعة وسبعين سنة.. يخبرنا قبل موته بستة سنوات عن تعرضه لشبح في طريقه نحو السوق..
لقد كان عيسى فقيد الآب ، حيث تركه أبوه في سن إثنتي عشر سنة دون إخوة أو أخوات غيره .. وليس لديه من يكفله سوى أمه التي كانت تعيش معه في كوخ قديم بإحدى القرى ..
أرسلته أمه ذات يوم إلى السوق الذي كان يبعد عنهما بحوالي إثنتي عشر كيلومتر من أجل شراء بعض المصاريف ..
ركب على حمار واتجه إلى السوق ..
وفي منتصف الطريق أثناء عودته ، رأى زوبعة رملية تدور في شكل حلزوني ، وتقترب منه في سرعة خاطفة ، ولما وصلت عنده ، إنقشعت وظهر منها إمرأة ذات شكل غريب ..
يقول المرحوم عيسى بأنه شعر بقشعريرة تنتابه ، وارتجاف مصحوب بالخوف الشديد.. وقد إصطكت أسنانه من هول المنظر الذي أمامه..
كانت إمرأة سوداء اللون ، طويلة القامة ، مفتولة العضلات ، ذات أسنان كبيرة و بارزة.. مكشوفة الصدر ، وقد لوت بثدييها إلى الوراء على كتفيها .. في حين أنه لم يدرك جيدا اللباس الذي كانت تلبسه من شدة التأثر والخوف..
تقدمت المرأة الشبح نحو الحمار ومسكته من عنقه لكي تمنع تقدمه للأمام ..
ويقول عيسى بأن الحمار أيضا كان يرتجف..
وعندئذ قالت المرأة بصوت عال وخشن :
" إلى أين أنت ذاهب ؟ "
رد عيسى بصوت مذعور:
" أنا ذاهب إلى أمي "
قالت المرأة في حسرة :
" لك حظ عظيم ، عندما أحسنت الجواب.. لو لم تقل بأنك ذاهب لأمك لقتلتك.."
و همت بالإنصراف ثم عادت لتقول :
" ألا تخبرني عن حمّام خودة أين هو ؟ "
قال عيسى بصوت مضطرب :
" لا.. لا أعرف "
فقالت بكلمات تهديد :
" لو أعرف حمّام خودة أين هو ، فسأتركه حكاية للأجيال القادمة جيلا بعد جيل "
ثم إنصرفت متحولة إلى زوبعة رملية ، تدور بسرعة خاطفة ، حتى إختفت..
وصل عيسى إلى أمه يرتجف من شدة الخوف .. حيث أعطته مصحفا شجعته به ، إلى جانب أنها إستطاعت أن توهمه بأنها مجرد إمرأة تسكن في تلك النواحي ولديها إمكانيات سحرية تقوم بها..
وبعد أن قص علينا المرحوم عيسى القصة بحوالي سنتين.. جاء بعض من الرّحل الذين يسكنون الخيام ، ويرحلون من مكان إلى مكان طلبا لرعي ماشيتهم ، إلى الإمام الحاج بن شهرة رحمه الله يقصون عليه خبر شبح مرّ أمام خيامهم في وضح النهار..
كان الوقت صيفا.. بعد صلاة العصر.. خرجت جماعة من أهل الخيام ليجتمعوا في مكان واحد أمام خيمة كبيرهم إنتظارا للقهوة التي يشربونها جماعة على عادتهم.. وإذا بزوبعة رملية تدور بسرعة خاطفة ، وانقشعت لتظهر منها صورة لإمرأة مخيفة ، غريبة المنظر،
سوداء اللون ، وهي نفس المواصفات التي ذكرها المرحوم عيسى..
قالت الجماعة للإمام بأن المرأة الشبح لم يظهر عليها أي هجوم عدواني علينا ، ولا أي حركة مخيفة ، بل فقط سألتنا عن حمّام خودة أين هو.. لكننا إلتزمنا الصمت ولم نجبها عن شيء من شدة التأثر من شكلها الغريب ، وكأنها جاءت من عالم آخر..
لكن الإمام لم يجبهم إلا بما يعرفه عن الشياطين التي تقوم بهذه الملابسات صد بني البشر..
وبطبيعة الحال كانت هذه الجماعة خائفة على أموالها من الماشية وعلى أولادها ونسائها.. فاتجهوا لرجال الدرك .
قام رجال الدرك بمحاولة إقتفاء آثار الشبح لكن دون جدوى..
مما أدى بهؤلاء الرحل من مغادرة المكان ..
وبعد تحريات طويلة ، وجدنا أن المكان الذي ظهر فيه شبح الجماعة ، هو نفس المكان الذي ظهر فيه هذا الشبح على المرحوم عيسى.. مما يدل أنه نفس الشبح أيضا..
وتعاقبت الأخبار بما يزيد عن عشرة قصص ، روت عن ظهور نفس الشبح بنفس المنطقة على أناس لم يسمعوا قبل بهذه الحكاية.. وهو الأمر الذي جعلنا نتأكد من صحتها ..
وبعد سنوات طوال ، جاءت جماعة من المغرب الأقصى ، وعددهم أربعة رجال في زي حملة القرآن الكريم ، يحملون معهم مخططا يتكلم عن حمّام خودة.. ومكثوا بالمنطقة ما يزيد عن عشرين يوما طلبا للعثور على هذا الحمّام دون أن يأثروا على شيء ..
يتكلم المخطط عن كمية معتبرة من المجوهرات مدفونة بحمّام خودة منذ مئات السنين.. وقد جاء هؤلاء للتنقيب عنها بتقنيات يعرفونها في البحث عن الكنوز.. وانتهت مهمتهم بالفشل نظرا لجهلهم للمكان..
وبعد سنة إلتقينا بالحاج مبروك البالغ من العمر حوالي تسعين سنة.. وقادنا بنفس المنطقة إلى أرض جرداء ليس بها ما يدل على آثار هناك.. وأخبرنا بأن حمّام خودة يوجد بهذا المكان ، حيث كان قد رأى بعضا من آثار بناء هناك عندما كان صغيرا.. وسمع أيضا من بعض الناس الذين كانوا يكبرونه سنا في ذلك الوقت..
واعترف لنا الحاج مبروك بأنه يعرف المكان جيدا ، بينما لم يخبر به هؤلاء المغاربة خوفا منهم..
لم يكن المكان كأرض فلاحية ، لكن صاحبه منعنا من الحفر من أجل التأكيد ، إلا بعد محاولات طويلة..
حفرنا بنفس المكان ، وعثرنا فعلا على آثار البناء في شكل هندسي رائع..
لما تأكدنا من موقع حمّام خودة توقفنا عن البحث ، نظرا في أن الشيء الذي كان يهمنا هو التأكد من صحة الشبح ولغزه ، ولا يهمنا تلك المجوهرات التي يتكلمون عنها ، حيث لا يوجد دليل ملموس سوى رقعة عليها مخطط قد يكون خاطئا من أساسه..
لكن ما اللغز الذي وراء ظهور هذا الشبح ؟
لماذا يبحث عن حمّام خودة ؟
أيكون قد جاء باحثا عن عائلة له كانت تسكن بهذا الحمّام وانقرضت دون أن يدري بها؟
أتكون هذه المجوهرات من ملكه الخاص واختفت عنه باختفاء الحمّام بسبب زلزال رهيب هز تلك المنطقة في زمن ما ؟
هل هذا الشبح من عائلة الجن أم من عائلة مخلوقات أخرى في بقعة خفية من الأرض أو الجبال ؟
هل يمكن أن يكون هذا الشبح إنسان عاش في زمن آخر قديم وجاء إلى هذا الزمن لأسباب معينة لا زلنا لا ندركها بعد ، خصوصا وأن التحريات أثبتت على مدى الأزمنة بأن هذه الأشباح لا تختلف شكلها عن شكل الإنسان عدى في الطول أو ضخامة الجسم ؟
والتاريخ الطبيعي الذي جاءت به الحفريات يثبت بما لا يقبل الشك في أن الإنسان القديم كان طويل القامة ، وضخم الجسم..
والقدماء يتكلمون في مجموعة من الكتب القديمة ، على وجود علاقة قوية تربط بين دفائن الارض وطوائف الجن.. وأن هؤلاء الجن يمنعون الإنسان من الوصول إلى هذه الدفائن.. لكنه دائما كلام نظري لا يحوي الملموس..
وعلى كل سوف يبقى السؤال سؤالا..
ويبقى اللغز لغزا..
               

الأحد، 10 مايو 2015

les mediums الوسطاء الروحانيون




  
تتكون الحزمة الضوئية من سبعة ألوان ، منها الألوان الأساسية ، والألوان الغير أساسية.. وهي تخضع للرؤيا بالعين المجردة..
بينما توجد ألوان أخرى من غير ألوان الطيف السبعة ، لا تخضع لرؤية العين ، وتسمى بألوان ما فوق البنفسجية أو ما تحت الحمراء..
وحسب النتائج العلمية ، فإن الحيوانات لا ترى من ألوان الطيف السبعة إلا لونين إثنين ، هما اللون الأبيض واللون الأوسود ، بينما لها القدرة على عكس الإنسان ، من رؤية الألوان ما فوق البنفسجية.. ولذلك يتوقف الحيوان أحيانا فجأة في مكان ما ، ويبدأ في النظر بنظرات غريبة يتخللها الهلع والخوف ، ولا يستطيع إقتحام تلك الطريق التي توقف فيها إلا بتغيير مسار مشيته .. مما يدل على أنه يرى أشياء وقعت في مجاله البصري والتي لم يتمكن الإنسان من رؤيتها..
وهذه الأشياء عبارة عن أشباح تم خلقها بصورة تختلف عن خلق الإنسان ، فهي خلقت من تلك الأشعة ما فوق البنفسجية .. ولهذا جاءت الآية الكريمة :
" .... وخلق الجان من مارج من نار"
ومن هذا المنطلق يكون مارج النار هو تلك الأشعة التي لم تخصع للمجال البصري لدى الإنسان ، وخضعت للمجال البصري الحيواني ، وظهرت تحت مفهوم الأشعة ما فوق البنفسجية أو ما تحت الحمراء..
ويقول العلماء[1] في هذا الشأن بأنه من غير الحيوان ، يرى الأطفال الذينهم في سن الثالثة والرابعة أيضا هذا النوع من المخلوقات الغريبة ، وكثيرا ما يحاولون إخبارنا عن    أشياء تمر أمام أعينهم في أوقات معينة ، بينما نتجاهل كلامهم الغير واضح أحيانا..
وقد إستطاع العلماء من صنع أجهزة لها القدرة على إلتقاط هذا النوع من الأشعة ، وتمكنوا من رؤية مخلوقات غريبة جدا عن الإنسان ، وتمكنوا من إدخال بعضهم إلى المخبر من أجل التجريب والدراسة[2]..
وهناك نسبة قليلة جدا من الناس ، لديهم القدرة على رؤية الأشباح ويسمون بالوسطاء..
هذه الفئة لديها صفات جسدية متميزة يتمتعون بها ، وأهمها الشكل الدائري للعيون.. حيث أن هذا الشكل الدائري يتمكن من إلتقاط الأشعة التي تقع على القطر الكبير للعين على عكس العيون المتطاولة ، خصوصا في فترة المساء حيث تكون أشعة الشمس مائلة على سطح الكرة الأرضية.. مما يجعلها تسقط على العين بشكل مائل أيضا.
ويسود الإعتقاد بأن العدسات الدائرية للنظارات قد تساعد الإنسان من رؤية هذه الأشباح في فترة زمنية ما قد لا تتجاوز عدة ثواني..
ويقول بعضهم بأن الحيوانات المتسكعة ليلا في الظلام قد يكون بعضها لا ينتمي لعالم هذه الحيوانات ، إذ هي من الأشباح ، ولذلك ينهى عن ضربها والإساءة إليها..
ويتطرق بعضهم من المجربين إلى أنه من أجل التأكد من حقيقة هذا الحيوان ليلا يجب رصده بمرآة ، فإن إرتسم خياله على هذه المرآة فهو مجرد حيوان.. أما إذا لم يرتسم خياله فإن ذلك من الأشباح وبكل تأكيد..
وفيما يتعلق بهؤلاء الوسطاء ، فإنهم جاءونا بأوصاف لهذه الأشباح والمخلوقات الغريبة ، ويقولون بأنهم يوجدوا على أوصاف مختلفة ، وكل واحد منهم لا يشبه الآخر في أغلب الأحيان.. ولكل واحد شكله المميز والخاص به.. يجيبون عن الاسئلة التي تطرح لهم بلسان عربي دون أي صعوبة في الكلام أو اللغة.
وكان البعض من حملة القرآن الكريم يقومون بكتابة معينة على كف الوسيط ، ويشرعون في قراءة القرآن إلى أن ير الوسيط نزول أحد من الجن في كفه ويبدأ المعني بالأمر في طرح اسئلة معينة والجن يجيب عنها حسب قولهم باعتبارات صادقة في الكلام شريطة أن تكون هذه الأسئلة لا علاقة لها بالأمور الغيبية.. ويسمى هذا النوع من العمل بالإستنزال.. ويعللون ذلك بان للجن علاقة مباشرة مع الوسيط الذي تتوفر فيه شروط الوساطة.. ومن بينها علامات مميزة كالشكل الدائري للعيون ، وشكل الأنف المتطاول ، لكنهم يركزون على وجود خطوط بالكف تعطي العلامة المميزة للوسيط .
في الجزائر يمى هذا النوع من الناس بالزهريين ، أما في بقية الدول العربية الأخرى فيمونهم بالوسطاء ، وفي الدول الأجنبية:
Les mediums
ويقوم العلماء الإختصاصيون في كثير من الدول الأجنبية بتحضير أرواح الموتى والتخاطب معهم حسب زعمهم ، إعتمادا على هؤلاء الوسطاء..
هؤلاء الإختصاصيين يحضون في الخارج باسم علماء أما عندنا فيحضون باسم مشعوذين.. 
وتؤكد أقوالهم بأنهم إستطاعوا أن يحضروا أرواح شخصيات كبيرة في العالم ، وأجابتهم عن أدق الأسئلة وكانت تتكلم بنفس أساليب أصحابها..
ويرد البعض كعادتهم في تفسير الأمور العلمية بالرجوع إلى التفسير الشيطاني ، ويذهبون في قولهم تارة بملابسات الشيطان والجن ، وتارة أخرى ما يسمى بالقرين ..
أما نحن ، فيجب علينا أن نقف وقفة علم في تساءل باهتمام وتركيز.. هل ما يقوله هؤلاء الوسطاء هو حقيقة أم وهم ؟
هل ما يقولونه يدل على واقع علمي لازلنا نجهله أم هو مجرد هلوسة بصرية ؟




1- لا نقصد بالعلماء تلك الطائفة التي تقوم على الأحكام النظرية التي ليس لها برهان منطقي.. بينما نقصد بالعلماء تلك الطائفة التي تقوم على أساس التجريب
- عن مجلة العلم والإيمان[2]

الجمعة، 1 مايو 2015

في وضح النهار



في وضح النهار

الحاجّة بركاهم عجوز في الثانية والسبعين من عمرها.. تحكي لنا قصة شبح ظهرعليها أيام شبابها .
لقد سكنت مع زوجها في إحدى الضيعات التي خلفها الإستعمار الفرنسي والأقدام السوداء بالجزائر، وكان زوجها يعمل كفلاح في إحدى الضيعات الأخرى البعيدة عنهم ، بحيث يتركها وحدها طوال النهار ولا يعود إلا بعد العصر أو قبل المغرب بقليل..
وفي إحدى الصائفات ، في شهر أوت ، منتصف النهار ، كانت الحاجة بركاهم وحدها في الدار ، تشتغل بطهي الخبز على نار الحطب ..
وبينما هي كذلك على حين غفلة ، وإذا بإمرأة تدخل عليها ، وتقف بركاهم مذهولة دون حراك..
لقد كانت المرأة عظيمة الجسم ، طويلة القامة ، سوداء اللون ، كبيرة العيون ، ذات أسنان وأنياب بارزة.. وقد لوت بثدييها على كتفيها إلى الوراء .. وكانت تلبس لباسا يبدو عليه بأنه ليس من لباس ذلك العصر .. أو ينتمي لحظارة أخرى لا نعرفها..
كان جسمها وشكلها شكل آدمي ، لكنه يختلف بعظمته الغير معقولة والغير مألوفة ، وكل ما على جسمها من ثياب يدل على إنحدارها من زمن غير هذا الزمن ، وإلى حظارة قديمة من حظارات التاريخ..
وكل مافيها من نظرات وحركات يبعث على الشك في أن هذه المرأة كانت ميتة منذ آلاف السنوات وجاءت إلى هذه الحياة الدنيا بطريقة تختلف عن حياة بني آدم..
تقول الحاجة بركاهم بعد تحريات طويلة معها ، أن المراة الشبح قد طلبت منها أن تعطيها الخبز ، دون أن تؤذيها بشيء.. فأعطتها ذلك  بيدين مرتجفتين من شدة الخوف ..
 أخذت المرأة الشبح ذلك الرغيف بيدها ثم أدارت بظهرها الضخم وانصرفت بعيدة عنها بحوالي خمسين مترا أو ستين ، وجلست على الأرض جلسة التبول..
بدأت المرأة تبول حتى صنع بولها ساقية وصلت حتى عند الحاجة بركاهم وهي واقفة في ذهول .. ثم اختفت المرأة الشبح..
تقول الحاجة بركاهم بأنها لم تعد تدري كيف جاز عنها ذلك اليوم من شدة الخوف ، حيث كانت تتوقع دخولها عليها في أي لحظة.. إلى أن جاء زوجها ، فحكت له القصة بكاملها..
أخذ زوجها البندقية ، وراح يقتفي آثار أقدامها إلى أن إختفت عنه تلك الآثار ولم يعد له دور في الإقتفاء..
واتصل بأحد الجيران الذي كان يبعد عنه بحوالي كيلومترين ، لكنه لم يتحصل على شيء..
يقول زوجها الذي يبلغ الآن من العمر إثنتي وثمانين سنة ، بأنه أثناء إقتفائه لأثار الشبح ، وجد فعلا آثار أقدام آدمية في اتجاه الغرب ، لكنها كانت غير مألوفة في الطول والحجم .. ويبدو أنها كانت أقدام لكائن يشبه الإنسان لكنه ليس من فصيلته.
وفعلا فقد تكلمت القصص والأساطير ، عن مخلوقات غريبة كانت تظهر بين الحين والآخر في الأماكن الخالية ، خصوصا في الصحراء ، وفي وضح النهار ، تبدو أجسامها على هيئة وشكل الإنسان إلا أنها بطول وحجم يختلف تماما..
وتتميز هذه المخلوقات الغريبة بقدرتها على الإختفاء ، فلا تظهر إلا بحسابات دقيقة ولأسباب غير معروفة..
بنو آدم يخافون من هذا النوع من المخلوقات الغريبة ، لدرجة الرعب.. لكن الذي يظهر أيضا هو أن هذه الأشباح هي التي تخاف بني البشر ، بدليل إختفائها عنهم وعدم قدرتها على مقابلتهم ، خصوصا أمام الجماعة ، فلا تظهر أحيانا إلا لشخص واحد..
 أو ربما هناك أسباب أخرى ، قد ترجع إلى الإشعاعات التي تصدر عن أجسامنا والتي لا تتحملها أجسام هذه المخلوقات الغريبة.. حسب الآية :
" أفمن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس "
فقد يكون هذا النور هو تلك الإشعاعات الصادرة عن جسم الإنسان والتي تخافها هذه المخلوقات الغريبة.. لكن ليس بالضرورة أن يكون هذا التفسير صحيحا ، إنما هذه وجهة نظر فقط ، إذ يمكن لعلمائنا الأجلاء أن يأتونا يوما ما بالحقيقة المطلقة.
وغريب ما في الأمر أنه في وقتنا الحالي ، إختفت هذه المخلوقات الغريبة والأشباح عن الظهور تماما.. حتى نكاد نجزم بأنه لم يعد لها من وجود .
وقد تطرق أحدهم من أصحاب الرغبة في الإكتشاف والذي تتحكم فيه غريزة حب الإستطلاع ، بالذهاب إلى الأماكن الخالية منفردا ليلا ، خاصة في الأماكن المشهورة بالحوادث والقتل أيام الإستعمار الفرنسي.. وكرر التجربة طيلة سنوات حتى في أماكن أخرى ، ولم يحصل على شيء أبدا.
قد يبدو للقارئ أن هذا نوع من الهلوسة والوهم.. أو نوع من الخرافة والتسلية.. لكنه لو قام مثلنا بالتحقيق مع الذين رأوا هذه المشاهد ، وتأكد من مبادئهم السامية ، وأخلاقهم الكريمة ، والتزامهم الديني ، وصدقهم في الكلام.. لتأكد في نفس الوقت من أن الموضوع يحتاج إلى إهتمام .. إذ ربما أن الحياة في حقيقتها ليست على الشكل الذي نظنه تماما ، وأنها تخضع لقواعد وقوانين لازلنا لم ندركها بعد ، خصوصا إذا رجعنا لقوله عز وجل:
" ويخلق ما لا تعلمون "
وفي آية أخرى :
" ومن آياته أن خلق السماوات والأرض وما بث فيهما من دابة ، وهو على جمعهم إذا يشاء قدير"
ويظهر ربما من غير جزم ، أن موضوع الأشباح ، والمخلوقات الغريبة ، له علاقة كبيرة بموضوع تحضير الأرواح ، الذي قد نتطرق إليه ربما في أحد الواضيع القادمة في هذه المدونة بصورة مفصلة.
وإلى ذلكم الحين دمتم في رعاية الله وحفظه.    


الجمعة، 24 أبريل 2015

الأشبــاح





نحن بطبيعة الخال لا نعيش وحدنا في هذا الكون..
هناك مخلوقات غير الإنسان تعيش معنا..
ومن بين هذه المخلوقات ، الملائكة والجن والشياطين.. ومخلوقات أخرى..
وبعض المعلومات لا ندري صحيحها من خطئها ، تتكلم عن وجود ما يسمى بالأطباق الطائرة .. أو الصحون الطائرة.
كما تواترت المعلومات عبر العصور والأزمنة وتكلمت عما يسمى بالغول.. وهو نوع من المخلوقات شبيهة بالإنسان تأكل بني البشر.. وقد تمت هذه المعلومات عن شهود عيان..
وتكلم الكثير والكثير عما يسمى بالمقتول .. ومنهم من يسميها عندنا في الجزائر تسمية دارجة باسم " ترقو " Tergou.. ومنهم من يسميها " زقوق "..
"المقتول"  يظهر دائما بصفة الإنسان الذي تعرض لجريمة قتل في زمن ما..
" ترقو" تظهر دائما في صفة مرأة سوداء بشكل غريب ومخيف..
" زقوقي " يظهر بصفة حيوان مألوف في حجمه العادي.. ولا يلبث أن يكبر جسمه ويغير حجمه إلى شكل مخيف وخطير..
لقد سمعنا الكثير والكثير عن مثل هذه المخلوقات الغريبة.. من أشخاص كبار السن..
وغريب الأمر أن العلم وقف عاجزا على تفسير مثل هذه الأمور والألغاز..
يظهر المقتول ليلا بعد نوم الناس .. ونادرا ما يظهر في النهار وقت السكون في المكان الذي حدثت فيه جريمة قتل..
يظهر الشبح في صفة الإنسان الذي تعرض لجريمة قتل في زمن ما.. بنفس المواصفات التي قتل بها.. فيصيح كما لو كان قد قتل في هذه اللحظة بالضبط ويتخبط و هو مخضب بالدماء.. أو يظهر عليه صوت الإختناق إن كان قد قتل شنقا.. ويصيح من شدة الألم.. أو تسمع صراخه بكلمات الترجي والعفو والإستنجاد والإستغاثة بمثل الحال الذي ظهر عليه أثناء قتله.. وكأنه فيلم سينمائي يصور الحدث بطرق فنية رائعة.. أو كأن عدسات الكاميرا قد إلتقطت الحدث وقت حدوثه بصورة مدهشة..
يقول عدد كبير من شهود عيان.. أن المشاهد تنتابه حالة من الخوف والرعب الشديد .. و حالة من عدم القدرة على الحركة والهروب.. مع تسارع في نبضات القلب .. وشعور بحالة تنمل وشيء يشبه وجود الشوك في جسمه.. وقد يفقد القدرة أحيانا حتى على الصياح والإستنجاد..
ويغلب أن يظهر المقتول أمام شخص منفرد ومنعزل عن الآخرين .. لكنها في كثير من المرات تظهر لمجموعة من الأشخاص حسب بعض التحريات التي قمنا بها.. مع التحقيق التام والدقيق.. فكنا نتصل بالمجموعة التي تعرضت لهذا الحدث ونسأل كل واحد منهم على إنفراد بأسئلة دقيقة .. فيظهر عدم الإختلاف في رواياتهم .. وهو السبيل الوحيد للتأكد من صحة الرواية أو من خطئها..
ويقول بعضهم أن هذه الحالة ما هي إلا نوع من الهلوسة البصرية والسمعية .. تحدث للشخص الذي لديه الإستعداد للإصابة بحالة الهلوسة.. وهذا صحيح من جانب الطب النفسي.. غير أن الهلوسة تحدث للشخص الواحد وهو وحده فيرى المقتول أمامه دون أن يراه الآخرون.. لكن هذه النظرية غير صحيحة عندما يتعلق الأمر برؤية مجموعة من الأشخاص لنفس الحدث وبنفس التفاصيل.. أي أنه لا يمكن أن تحدث الهلوسة لمجموعة من الأشخاص حول موضوع واحد.. بمعنى أنه لا توجد هلوسة جماعية..
ويؤكد علماء النفس في أنها حالة من الأوهام ..
غير أن فكر الإنسان شيء والواقع الذي حوله شيء آخر..
فكثير من النظريات والأحداث التي لا يعترف بها العلم ، لا تزال تثبت وجودها على ساحة الواقع وتلوح كل مرة بألغاز يعجز العلم عن تفسيرها..
ويقول بعض العلماء أن الروح في حالة خروجها من جسد القتيل.. تخرج معتقدة بأنها لا تزال على قيد الحياة.. ولا زال حقها في هذه الحياة.. وبإمكانها العودة إلى جسدها.. أي أنها غير راضية بخروجها من الجسد وموتها.. ولذلك تحاول العودة كل مرة حسب قانون روحي يضبطها ..
لكن لماذا تحاول هذه الروح الرجوع إلى الجسد فقط أمام شخص منفرد أو أمام مجموعة من الأشخاص ؟ ولماذا وقت الظلام فقط أو وقت السكون ؟
وعند المسيحيين ، يقوم البابا بمعاينة مكان الحادث بنفسه ، والذي تكرر فيه الحدث بشكل مطول .. كما لو كان في سكن ما بحيث يبعث الرعب والخوف بين أهله .. ثم يقوم بإلقاء خطاب طويل يوعظ فيه هذه الروح بأن حياتها إنتهت .. وأنه لم يبق له بصيص أمل في الرجوع.. وأن تاريخ حياتهم قد توقف نهائيا .. وأنهم في دار الآخرة وهم من الأموات..ولا سبيل لهم من الرجوع إلى الدنيا.
ويؤكد المجربون في أنه إبتداء من هذا اليوم يتوقف المقتول عن ظهوره نهائيا..
أما عند المسلمين ، فيقوم من يسمى بالطالب أو الحكيم بكتابة بعض الآيات وأسماء الله الحسنى على قضيب من حديد ويدقه في ذلك المكان.. ويقول المجربون أيضا من أن المقتول يتوقف عن ظهوره إلى الأبد .. إلا في حالة إذا أنتزع هذا القضيب من مكانه..
ويقول علماء آخرون بأن الشيطان لحظة الجريمة يلحس أول قطرة من دم القتيل ليبق في حالة الظهور دائما وفقا لقانون مجهول.. لكن تفسير الحوادث بالرجوع إلى الشياطين أمر مفروغ منه.. لأن حوادث الكون تجري بصورة طبيعية مضبوطة ضبطا علميا ولا علاقة للشيطان بذلك على الإطلاق... تماما مثل المعادلات الرياضية أو الفيزيائية أو الكيميائية.. فإضافة الأوكسجين إلى الهيدروجين يعطي ماء بالضرورة ولا علاقة للشيطان في ذلك.
ويضيف شهود عيان أن المقتول يختفي بمجرد أن تقول : " أعوذ بالله من الشيطان الرجيم " .
ويؤكد البعض الآخر بأن المقتول يختفي تماما بمجرد إشعال النار بعود كبريت..
في حين يؤكد البعض الآخر أن هذه الأشباح المخيفة تهرب وتختفي من أمام الشخص إذا ظهر بمظهر الشجاع ..
كذلك يختفي الشبح عند إستماع صوت الحديد ، كصوت المفاتيح مثلا..
وقد روت لي أحد العجائز التي لا تزال على قيد الحياة وعمرها الآن يتجاوز الثمانين سنة.. قالت بأنها لما كانت في ريعان شبابها تزوجت وسكنت مع زوجها في أحد الضيعات التي خلفها المعمرون الفرنسيون..
ذهب يوما زوجها إلى العمل وتركها وحدها في الدار.. وكان الوقت صيفا.. فدخلت عليها مرأة سوداء اللون ، عظيمة الجسم ، طويلة القامة ، أسنانها كبيرة وبارزة ، عيناها كبيرتان تبدو بمظهر قبيح..لا جمال عليها.. وبين فتحتي الأنف مسافة كبيرة .. وقد لوت بثدييها فوق كتفيها.. ترتدي بذلة قديمة ، غير موجودة في ذلك الوقت.. وساقاها مكشوفتان.. ورأسها مكشوف أيضا.. ويدل شكلها عموما على أنها ليست من نساء ذلك العصر.. بل أن زمنها كان قديما ..
تقول الراوية بأن الشبح قد تقدم نحوها ، وطلب منها الخبز ، ثم الماء وانصرف دون أن يؤذيها.. ولم يظهر عليها الخوف سوى نوع من الإرتباك..
وأضافت تقول بأن المرأة إبتعدت عنها بحوالي مائتي متر ، ثم جلست في وضعية التبول.. وبالت بحيث أن بولها صنع مثل الساقية الطويلة حتى وصل عند العجوز.. وانصرفت..
ولما جاء زوجها وأخبرته ، أخذ البندقية وخرج يلتمس آثار أقدام الشبح .. لكن سرعان ما إختفت تلك الآثار ولم يصل إلى شيء.. واتصل بالجيران الذين يبعدون عنه بحوالي كيلومتر ودون جدوى.
وهناك قصص كثيرة من هذا النوع ، تمت وفق تحريات طويلة مع شهود عيان ، منهم من مات ، ومنهم من لا يزال على قيد الحياة .. وسنوافيكم بها في الصفحات القادمة بإذن الله.