في وضح النهار
الحاجّة
بركاهم عجوز في الثانية والسبعين من عمرها.. تحكي لنا قصة شبح ظهرعليها أيام
شبابها .
لقد
سكنت مع زوجها في إحدى الضيعات التي خلفها الإستعمار الفرنسي والأقدام السوداء
بالجزائر، وكان زوجها يعمل كفلاح في إحدى الضيعات الأخرى البعيدة عنهم ، بحيث
يتركها وحدها طوال النهار ولا يعود إلا بعد العصر أو قبل المغرب بقليل..
وفي
إحدى الصائفات ، في شهر أوت ، منتصف النهار ، كانت الحاجة بركاهم وحدها في الدار ،
تشتغل بطهي الخبز على نار الحطب ..
وبينما
هي كذلك على حين غفلة ، وإذا بإمرأة تدخل عليها ، وتقف بركاهم مذهولة دون حراك..
لقد
كانت المرأة عظيمة الجسم ، طويلة القامة ، سوداء اللون ، كبيرة العيون ، ذات أسنان
وأنياب بارزة.. وقد لوت بثدييها على كتفيها إلى الوراء .. وكانت تلبس لباسا يبدو
عليه بأنه ليس من لباس ذلك العصر .. أو ينتمي لحظارة أخرى لا نعرفها..
كان
جسمها وشكلها شكل آدمي ، لكنه يختلف بعظمته الغير معقولة والغير مألوفة ، وكل ما
على جسمها من ثياب يدل على إنحدارها من زمن غير هذا الزمن ، وإلى حظارة قديمة من
حظارات التاريخ..
وكل
مافيها من نظرات وحركات يبعث على الشك في أن هذه المرأة كانت ميتة منذ آلاف السنوات
وجاءت إلى هذه الحياة الدنيا بطريقة تختلف عن حياة بني آدم..
تقول
الحاجة بركاهم بعد تحريات طويلة معها ، أن المراة الشبح قد طلبت منها أن تعطيها
الخبز ، دون أن تؤذيها بشيء.. فأعطتها ذلك بيدين مرتجفتين من شدة الخوف ..
أخذت المرأة الشبح ذلك الرغيف بيدها ثم أدارت
بظهرها الضخم وانصرفت بعيدة عنها بحوالي خمسين مترا أو ستين ، وجلست على الأرض
جلسة التبول..
بدأت
المرأة تبول حتى صنع بولها ساقية وصلت حتى عند الحاجة بركاهم وهي واقفة في ذهول ..
ثم اختفت المرأة الشبح..
تقول
الحاجة بركاهم بأنها لم تعد تدري كيف جاز عنها ذلك اليوم من شدة الخوف ، حيث كانت
تتوقع دخولها عليها في أي لحظة.. إلى أن جاء زوجها ، فحكت له القصة بكاملها..
أخذ
زوجها البندقية ، وراح يقتفي آثار أقدامها إلى أن إختفت عنه تلك الآثار ولم يعد له
دور في الإقتفاء..
واتصل
بأحد الجيران الذي كان يبعد عنه بحوالي كيلومترين ، لكنه لم يتحصل على شيء..
يقول
زوجها الذي يبلغ الآن من العمر إثنتي وثمانين سنة ، بأنه أثناء إقتفائه لأثار
الشبح ، وجد فعلا آثار أقدام آدمية في اتجاه الغرب ، لكنها كانت غير مألوفة في
الطول والحجم .. ويبدو أنها كانت أقدام لكائن يشبه الإنسان لكنه ليس من فصيلته.
وفعلا
فقد تكلمت القصص والأساطير ، عن مخلوقات غريبة كانت تظهر بين الحين والآخر في
الأماكن الخالية ، خصوصا في الصحراء ، وفي وضح النهار ، تبدو أجسامها على هيئة
وشكل الإنسان إلا أنها بطول وحجم يختلف تماما..
وتتميز
هذه المخلوقات الغريبة بقدرتها على الإختفاء ، فلا تظهر إلا بحسابات دقيقة ولأسباب
غير معروفة..
بنو
آدم يخافون من هذا النوع من المخلوقات الغريبة ، لدرجة الرعب.. لكن الذي يظهر أيضا
هو أن هذه الأشباح هي التي تخاف بني البشر ، بدليل إختفائها عنهم وعدم قدرتها على
مقابلتهم ، خصوصا أمام الجماعة ، فلا تظهر أحيانا إلا لشخص واحد..
أو ربما هناك أسباب أخرى ، قد ترجع إلى
الإشعاعات التي تصدر عن أجسامنا والتي لا تتحملها أجسام هذه المخلوقات الغريبة..
حسب الآية :
"
أفمن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس "
فقد
يكون هذا النور هو تلك الإشعاعات الصادرة عن جسم الإنسان والتي تخافها هذه
المخلوقات الغريبة.. لكن ليس بالضرورة أن يكون هذا التفسير صحيحا ، إنما هذه وجهة
نظر فقط ، إذ يمكن لعلمائنا الأجلاء أن يأتونا يوما ما بالحقيقة المطلقة.
وغريب
ما في الأمر أنه في وقتنا الحالي ، إختفت هذه المخلوقات الغريبة والأشباح عن
الظهور تماما.. حتى نكاد نجزم بأنه لم يعد لها من وجود .
وقد
تطرق أحدهم من أصحاب الرغبة في الإكتشاف والذي تتحكم فيه غريزة حب الإستطلاع ،
بالذهاب إلى الأماكن الخالية منفردا ليلا ، خاصة في الأماكن المشهورة بالحوادث
والقتل أيام الإستعمار الفرنسي.. وكرر التجربة طيلة سنوات حتى في أماكن أخرى ، ولم
يحصل على شيء أبدا.
قد
يبدو للقارئ أن هذا نوع من الهلوسة والوهم.. أو نوع من الخرافة والتسلية.. لكنه لو
قام مثلنا بالتحقيق مع الذين رأوا هذه المشاهد ، وتأكد من مبادئهم السامية ،
وأخلاقهم الكريمة ، والتزامهم الديني ، وصدقهم في الكلام.. لتأكد في نفس الوقت من
أن الموضوع يحتاج إلى إهتمام .. إذ ربما أن الحياة في حقيقتها ليست على الشكل الذي
نظنه تماما ، وأنها تخضع لقواعد وقوانين لازلنا لم ندركها بعد ، خصوصا إذا رجعنا
لقوله عز وجل:
"
ويخلق ما لا تعلمون "
وفي
آية أخرى :
"
ومن آياته أن خلق السماوات والأرض وما بث فيهما من دابة ، وهو على جمعهم إذا يشاء
قدير"
ويظهر
ربما من غير جزم ، أن موضوع الأشباح ، والمخلوقات الغريبة ، له علاقة كبيرة بموضوع
تحضير الأرواح ، الذي قد نتطرق إليه ربما في أحد الواضيع القادمة في هذه المدونة
بصورة مفصلة.
وإلى
ذلكم الحين دمتم في رعاية الله وحفظه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق