اعلان

‏إظهار الرسائل ذات التسميات التأمل. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات التأمل. إظهار كافة الرسائل

الجمعة، 21 يونيو 2019

كيف تكتسب النظرة المغناطيسية الجذابة


 النظرة المغناطيسية2

تحتلف نظرة الناس لبعضهم البعض بين نظرة الحب ونظرة العدوان
نظرة الحب تبعث بطاقة إيجابية ، ونظرة العدوان تبعث بطاقة سلبية
فإذا كان الإنسان يملك طاقة إيجابية فإن ذلك يؤدي به إلى جذب الناس لمحبته من ذكور وإناث .
وإذا كان يملك طاقة سلبية فإن ذلك يؤدي إلى بغض الناس له والنفور منه ، ذلك لأن الخير ينجذب نحو الخير ، والشر ينجذب نحو الشر ، وبالمثل ينجذب الحب نحو الحب والعدوان نحو العدوان
الطاقة الإيجابية المنطلقة من الحب تظهر على وجه الإنسان وخاصة نظرات عينيه ، بمثل ما تظهر الطاقة السلبية المنطلقة من العدوان أيضا ، ولذلك يبقى السر كامنا في نظرات العيون والتمرن عليها
هذه النظرة تجعلك محبوبا من طرف الجميع سواء من الجنس المقابل أو غيره ، وتجعلك جذابا لكل الأطراف من ذكر وأنثى ، ويهم على الخصوص الفتيات اللائي في سن الزواج حيث يصبحن مطلوبات على سنة الله ورسوله
كما يساعد كثيرا العمال وترقيتهم من طرف المصالح المعنية بهذه الترقية وكذلك لنجاح التجار وأصحاب المناصب العليا ، والطلبة وغير ذلك من أمور الدنيا
ويتم ذلك عن طريق إتباع أسلوب في السلوك الأخلاقي يختلف عن السلوك الماضي ويتمثل في التخلص من مشاعر العدوانية واستبدالها بمشاعر الحب والتمرن على هذا الحب خطوة خطوة كما يتدرب الطفل الصغير على المشي
هذا الأسلوب يتطلب إرادة قوية بكل حزم وعزم يوما بعد يوم وكل يوم يحدث تحسن أكثر من اليوم الذي قبله ويتم ذلك حسب المعلومات التالية
يقول العلماء بأن ما يدور في ذهن الإنسان من قلق واكتئاب وتوتر واضطراب في المشاعر والسلوك ينعكس على وجهه ويكسبه صفة غير محمودة وغير محبوبة من طرف الآخرين ، فيظهر أمامهم بصفة قبيحة المنظر ويظهر أمامهم بأنه عدواني حتى ولو لم يكن عدوانيا أصلا
العدوانية تظهر صفاتها على ملامح الوجه فتصبغه بمنظر قبيح ، مما يؤدي إلى نفور الناس منه                                                                       ووجه الإنسان عبارة عن مرآة ينعكس عليها كل ما يدور في نفس هذا الإنسان سواء كان ذلك حب أو عدوان ولذلك يقول سبحانه عز وجل                                 بسم الله الرحمن الرحيم سيماهم في وجوههم من أثر السجود
الفتح/29
بمعنى أن علامات العبادة وعلامات التقوى وجميع السمات الأخلاقية تظهر على وجه الإنسان
هذا الإنعكاس يضفي على الإنسان المحب صفة جمالية ، وعلى الإنسان العدواني صفة لاجمالية مما يؤدي لى نفور الناس منه ، ذلك لأنه يكتسب طاقة سلبية يؤثر بها على نفسه وعلى غيره من الناس بدلا من طاقة إيجابية تفيده وتفيد غيره
وعلامة الإنسان العدواني التي تظهر بداية هي الظهور بمظهر الكبرياء ، ويرافق ذلك رفض الإعتراف بالواقع خاصة الواقع العلمي والعلماء ، إلى جانب الغرور بالنفس ، والغيرة الشديدة لدرجة الإضطراب خصوصا عندما تمدح شخصا أمامه ويصاحب كل هذا شدة الإنتقاد الجارح المنطلق من عاطفته لا من عقله
وعدوانية الإنسان تأخذ واحدة من ثلاثة إتجاهات فقد لا يظهر عليه الإتجاه الأول ويمضي إلى الثاني ، وقد لا يظهر عليه الثاني فيمر إلى الثالث وهكذا
الإتجاه الأول تظهر فيه عدوانيته بالعقوبات الجسدية للناس والعنف تجاههم ولا يعرف سوى الإشتباكات والضرب وهذا النوع من العقوبات تكون فيه اليد هي الوسيلة الوحيدة للتعبير عن عدوانيته
أو قد يتخذ منحى آخر يستعمل فيه اللسان كوسيلة للتعبير عن هذه العدوانية ، فيحاول إبراز أخطاء الناس وزلاتهم ، وانتقادهم إنتقادات جارحة حتى ولو كانوا علماء خصوصا إنتقاد المفاهيم العلمية
والإجاه الثاني تظهر فيه عدوانيته تجاه نفسه فهو يقوم بعقوبات جسدية لنفسه لا لغيره كما في حالات الإنتحار ، فقد يضرب نفسه أو يقوم بجروح عميقة في جسده أو تمزيق ثيابه إلى غير ذلك
وفي الإتجاه الثالث تظهر عدوانية الإنسان نحو الأشياء فيقوم بتكسيرها مهما كان ثمنها ، قطع النباتات ، تمزيق الصور التزيينية إلى غير ذلك
هذا الدرس طبعا طويل جدا والكلام فيه يخرجنا عن الموضوع الذي نحن بصدده وإنما ليعلم الطالب الأشكال المختلفة للعدوانية فيعرف كيف يتعامل مع معطيات هذا الدرس أثناء المحاولات التطبيقية
فالطاقة السلبية التي يكتسبها ممثلة في عدوانيته تجعله غير محبوب كشخص منبوذ ومطرود من خلال الجميع ، لا يحبه أحد فيقول عندئذ بأنه ليس لديه حظ وهكذا بطبيعة الحال يخسر نفسه ويخسر المحيط الذي حوله كما يعيش فاشلا في جميع الأحوال وقد يشعر بأن الأبواب كلها مغلقة عنه لا ينجح في أي شيء يتوجه إليه كما لو كان لديه شخص يعرقل مساعيه ويخطط لفشله
في كثير من الأحيان تكون هذه العراقيل والمحبطات بصورة ملموسة جدا يكاد الإنسان يراها بعينيه ويلمسها بيديه فيذهب به الظن بأنه مسحور أو ممسوس فيتبع الرقاة ودون جدوى
قد يكون الباب مفتوحا لكن لما يصل إليه ينغلق في وجهه ، وتحدث هذه الأمور بصورة متكررة حتى تصبح أمورا معتادة فيعبرعن هذه الأشياء بنقص في الحظ أو الإصابة بالسحر أو الجن أو الحسد
لكن أأكد للقارئ أن هذا يحدث بسبب وجود طاقة سلبية خطيرة جدا سببها العدوانية الشيطانية النكراء التي تسكن مشاعره وأحاسيسه وعواطفه ويكتسبها الإنسان من أحد ثلاثة أشياء مختلفة
فإما أن يكتسبها الإنسان بسبب صدمة عاطفية حدثت في طفولته وتعرضت لطيات النسيان وسكنت في اللاشعور وأصبحت تلوح بأعراض العدوانية والغيرة كما تقر بذلك مدرسة التحليل النفسي
 أو يكتسبها بسبب الظروف المحيطة به والمليئة بالفشل والمعتقدات اللاعقلانية كما تراها المدرسة السلوكية
 أو يكتسبها بسبب العدوى النفسية من غيره ، فقد يحتك بشخص أو بأشخاص عدوانيين ومتشائمين يتميزون بطاقة سلبية عالية يؤثرون بها على غيرهم ، كما يؤكد ذلك العلماء الروحانيون وعلى رأسهم الدكتورة مريم نور
 وقد يوجد هؤلاء في الدار ، في الشارع ، في المتجر أو في مقر الدراسة أو العمل  ، وتكتشفهم من خلال كلامهم بسهولة كالإنتقاد الجارح مثلا ، الميل إلى النميمة ، إبراز أخطاء الناس ، يستشهدون بغيرهم ممن يوافقون أهواءهم وأمزجتهم
والمهم ماذا يعمل الإنسان إذا أحس بهذه الأشياء ؟                                 وكيف يتخلص منها ؟                                                                 كيف يمكنه إكتساب نظرة مغناطيسية بحيث تنجذب الناس لمحبته من ذكر وأنثى ؟ وبعبارة أوضح ماذا يعمل الإنسان إذا أحس بأنه غير محبوب من طرف الناس ومشلول في جميع الأمور ؟
أول خطوة يجب عليه أن يعترف لنفسه بأنه يملك طاقة سلبية وقد جاءته بسبب
الإضطرابات النفسية أو بسبب العدوى . وهذه الطاقة إنعكست على وجههه وتصرفاته ومختلف سلوكياته مما أدى إلى نفور الناس منه ونفور الأشياء من حوله وطبعته بطابع العدوان والتشاءم ، وما عليه إلا أن يحارب هذه العدوانية بحرب ضروس لأيام معدودة دون فشل أو تراجع وذلك عن طريق الحب طبقا لقوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
الرعد/11
تبرز هذه الآية بإعجازها العلمي العظيم وتشير إلى المحور الأساسي في علم الروحانيات وتمدنا بالمدخل الأولي لعلم التأمل حيث ينطلق المتأمل من داخل نفسه لا من خارجها ويبدأ بالتغيير إنطلاقا من هذا الداخل .                                   هذا الدواء الروحي العظيم جاءنا منذ أربعة عشر قرنا وحجبته أنانيتنا النكراء بابتعادنا عن القرآن وعن كلام الله وإتباعنا لكلام الإنسان
التغيير له علاقة بما هو خارج ذات الإنسان أي ما قلنا عنه سابقا تحت موضوع النظرة الخارجية للأشياء ، والتي تتم بواسطة العقل ، أما النفس فهي تمثل الوعاء الداخلي لهذا الإنسان وتمثله تلك النظرة الداخلية لهذه الأشياء والتي تتم بواسطة البصيرة . وخلاصة القول هو أن إرادة تغيير الخارج تتم أولا من الداخل
 ليس للعدوانية دواء إلا الحب فهو الترياق الوحيد لها ويبدأ أولا بحب الأشياء من حوله فيعطي بذلك إشارة التغيير إلى عقله الباطني ، ويتمثل هذا الحب مثلا في الكتاب ، الكراس ، القلم ، الجدران ، الأشجار ، الغرف ، الأزهار إلى غير ذلك
ومن أجل التأكد من ذلك يقوم بالتجربة التالية                                        وقبل التجربة ندعوك لقراءة قوله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم وكأين من آية في السماوات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون                                                                      يوسف/105
تشير هذه الآية الكريمة من الذكر الحكيم إلى أن الكثير من الأشياء التي تتواجد من حولنا والتي لا ننتبه لها ولا نعيرها أي إهتمام ، وقد ننظر إليها بأنها تافهة وليس لها أية قيمة أو معنى ، هي في الحقيقة عبارة عن آيات عظيمة إذا بحثنا فيها نصل من وراءها إلى أسرار كثيرة مثل ما حدث لكثير من العلماء وهو ما يماثل هذه التجربة
لاحظ نفسك في المرآة وركز إنتباهك على عينيك فتراهما ضيقتين نوعا ما ، ثم باشر التمرين الذي نشرحه الآن وذلك لمدة عشرة دقائق أو أقل من ذلك ، وبعدها أعد النظر إلى المرآة فترى إتساع حدقة العينين وبروزهما بشكل واضح
إتساع حدقتي العينين يدل على أنك كنت فعلا حائزا على طاقة سلبية وأنك بدأت في إستبدالها بطاقة إيجابية
لقد بدأ جهاز الإستقبال للحب ينفتح بعد أن كان مغلقا وبدأت العدوانية الشيطانية تتلاشى شيئا فشيئا ويوما بعد يوم ، وكلما تحطم جزء من العدوانية حل جزء من الحب محلها وهو مؤشر بأنك بدأت في إكتساب الطاقة الإيجابية وبدأت الطهارة الروحية تملأ قلبك ، وكل من كان عدوا لك ينقلب إلى صديق حميم
ويقول المولى عز وجل                                                                بسم الله الرحمن الرحيم وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ                                                   فصلت/34                                                                             إدفع بالعدوان تنقلب قلوب الناس لك بالمحبة الدائمة
وبعد المراقبة الأولى للمرآة وتأكدك من نجاح العملية إبدأ في هذا التمرين ، إمسك أي شيء في يدك وليكن كتاب مثلا وتخيل بأنك تحبه حبا جما ، لا تستطيع أن تضعه من يدك ، قبله وضمه إلى صدرك ، وانظر إليه بحب كامل ، ثم تخيل بأنه هو يحبك أيضا ويبادلك نفس الشعور وتمتع جيدا بهذا الحب
تخيل بأن هذا الحب ليس حديث العهد بل أنت تحبه من زمان وهو كذلك ، ثم ضعه من يدك وأنت تقرر عودتك إليه من شدة حبك له وبعدها أنظر في المرآة تجد أن الفرق كبير جدا . ولو قمت بقياس ضغط الدم في هذه الفترة بالضبط لتأكدت من تهدئة نبضات القلب بشكل كبير
وبعد التمرن والتدريب على حب الأشياء كما ذكرنا ، تنتقل لحب الحيوانات كالقطط والكلاب ، العصافير ، زقزقة هذه العصافير إلخ.... وبعدها يتحول إلى حب بني الإنسان                                                                                      صافح أصدقاءك بحرارة ومن كل الأعماق وعانقهم بشوق وحنان ..الإبتسامة دائما على شفتيك ودع ما تعتقد عنهم من سلبيات فقد تكون فقط من زيغ الشيطان    وكذلك تفعل الأنثى مع صديقاتها                                                 الإبتسامة تعتبر سلاح ذو حدين                                                       فمن جهة تحطم بها العدوانية الشيطانية النكراء فتكتسب طاقة إيجابية             ومن جهة أخرى تمد تلك الطاقة الإيجابية إلى غيرك ، ولهذا يقول الرسول (ص) إبتسامة في وجه أخيك صدقة                                                             إنها صدقة مضاعفة ، فقد تصدقت على نفسك حينما عتقتها بتحطيم عدوانيتك فاكتسبت بسبب ذلك طاقة إيجابية ثم تصدقت على غيرك حينما أعطيته تلك الطاقة الإيجابية أيضا.
وبهذه الطاقة التي إكتسبتها تستطيع التأثير في الأشياء التي حولك حيث أن الباب إذا كان مفتوحا يبقى مفتوحا وإذا كان مغلقا ينفتح أيضا ، والمهام والمقاصد والأهداف تقضى بكل سهولة ، وكل من كان عدوا ينقلب من أشد أحبائك وتنقاد لك الناس بالمحبة والمودة الدائمة
وخلاصة القول هو أن إستبدال العدوانية بالحب يمنح الإنسان طاقة إيجابية وهذه الطاقة الإيجابية تنعكس على وجه الإنسان فتعطيه جمالا في اللون وجمالا في الروح .                                                                                     الجمال الروحي يتعامل مع المحيط حوله في شكل تخاطري أو في شكل جذب كوني حيث تنجذب الناس لحبه دون إرادتهم ويصبح مالكا لزمام أمرهم
تقوى الله أيضا تنعكس على وجه الإنسان وعلى روحه بحيث يملك القلوب قبل العقول ذلك لأن التقوى طاقة روحانية عظيمة ، ولذلك بعثنا لكم محاضرات روحانية كثيرة تتكلم في هذا الصياغ
بعد أن يكتسب الإنسان تلك الطاقة الإيجابية يصبح متصرفا في الأشياء والناس من حوله دون تعمد ودون أدنى جهد أو إجهاد وقد يتم ذلك بقوة جذب تخاطري          وفي إنتظار موضوع خاص بالجذب التخاطري تقبلوا مني أخلص التحيات
رابح ميساوي 

الأربعاء، 23 سبتمبر 2015

كيـف تنسـى





يحدث أحيانا إن لم نقل غالبا ، أن يصاب الإنسان بحالة حب أو علاقة جنسية غير موفقة..
قد يكتشف الإنسان بعد طول الوقت خيانة زوجه ، أو إنحرافه عن النهج المستقيم..
قد يتغير زوجه فجأة ويتعلق بأخرى ، فتتوتر الأمور بينهما لدرجة الفراق والإنفصال والطلاق  ..
قد يجد الإنسان نفسه مجبرا على الفراق ، لكنه يجد صعوبة كبيرة في نسيان شخص قد أحبه وعلق عليه جميع آماله مع الشعور بخديعته النكراء..
وقد..
وقد..
أمور كثيرة قد تحدث بهذا الشكل ، وكأنها سنة الحياة..
والمهم ماذا نعمل في مواجهة هذا الشعور الجديد وهو يفتك بأعصابنا وصحتنا النفسية ؟
نصاب بالإكتئاب والقلق الشديد..
العزوف عن الأكل وفقدان الشهية..
فقدان القدرة على النوم..
الأعصاب متوترة..
تغير السلوك من الحالة الهادئة إلى ألوان من العدوانية تجاه النفس وتجاه الناس الأبرياء..
الحل بسيط مع توفر الإرادة..
الإرادة في هذا المعنى تتعلق بقوة العزم على تطبيق هذا التمرين..
إن ظهرت النتيجة في أول يوم من التطبيق فذلك هو المبتغى وإلا فالتكرار أحسن..
لا تستسلم للياس..
فالنتيجة تكون في أول يوم ربما بنسبة 5 في المائة..لكنك لا تشعر بها .. بل ترى أن الأمر إزداد أكثر.. فلا تستسلم لهذا الشعور.. بل إستمر..
وفي ثاني يوم تكون النتيجة بنسبة 10 في المائة ولا تشعر بها أيضا..
وهكذا لما تصل النسبة إلى 50 في المائة تكون المشكلة قد إنحلت عن بكرة أبيها.. وهذا من المجربات الصحيحات..
من الناس من يصل في أول يوم من التمرين على نسبة 50 في المائة.. ومنهم من يطول وقته..
والمهم في هذا التمرين هو قوة الإرادة وعدم الإستسلام لليأس.
كيفية إجراء التمرين :
عملية التدريب على البطء
خذ من وقتك ساعتين على الأقل تقوم فيها بالتدريب المتواصل على التصرفات الحركية البطيئة جدا..
هذا التدريب في اليوم الاول فقط..
مثال :
ضع قلما على الطاولة أو كأسا أو أي شيء آخر ببطء .. ثم خذه من على الطاولة ببطء كبير.. أي بحركات بطيئة جدا.. ثم أعد وضعه على الطاولة ببطء أيضا..
إلتفت بنظرك إلى النافذة أو الباب ببطء أيضا.. لا تلتفت سريعا بل بكل بطء..
قم من مكانك ببطء.. أخطو خطوات بطيئة جدا حتى تصل إلى الغرفة المجاورة ..
إجلس على كرسي هناك أو أي شيء ببطء..
إذا حركت يدك فحركها ببطء .. وكذلك تفعل بحركات رجليك.. حتى رمشات عيونك..
قف إن شئت بهدوء وبطء واذهب بخطوات ثقيلة إلى الفناء مثلا..
وبالإختصار يجب أن تكون كل تصرفتك بطيئة..
حتى لو فرضنا أن أحدا قد كلمك بالهاتف فرد عليه بكلمات هادئة بطيئة..
ثم..
على الجزء الآخر من التمرين ..
عملية التدريب على النظرات البطيئة :
وهي تنقسم إلى قسمين :
النظرة المباشرة :
ومدتها 10 دقائق على الأكثر.
تجلس جلسة مريحة، ومن الاخسن أن تكون وضعية اللوتيس( تجدها في نفس المدونة )
ثم تضع أمامك شيئا ما ولتكن باقة من الأزهار الإصطناعية.. وتبدأ في النظر إليها ببطء كبير.. إلى أن تنتهي 10 دقائق.
النظرة الغير مباشرة :
مدتها تزيد عن 20 دقيقة..
إستلق على فراشك بثياب واسعة فضفاضة.. في غرفة شبه مظلمة .. اغمض عينيك بهدوء وبطء..
راقب حركات تنفسك ببطء..
راقب دخول الهواء وخروجه..
أحسب ببطء حركات بطنك عند دخول الهواء إليه وعند خروجه ، حتى تصل إلى 50 حركة في التنفس.. على أن يكون كل هذا ببطء كبير..
ثم ..
تخيل تلك الباقة من الأزهار التي كنت تنظر إليها بنظرة مباشرة..
الآن أنظر إليها في مخيلتك فقط بنظرة بطيئة جدا..
إستمر في هذه المشاهدة والمراقبة لمدة تزيد عن 20 دقيقة..
ملاحظة :
هذه التمارين تطبق في يوم واحد فقط دون تكرارها في اليوم الثاني أو ما بعده ، إلا في الحالات التي يريد فيها القارئ الزيادة فيها من أجل توطيد وتقوية عمله..
أما التمرين الآتي فهو الذي يجب تكراره حتى يصل إلى النتيجة المطلوبة..
هذا التمرين يسمى بالمبادرة المقلوبة.
إسترخ على فراشك بنفس المواصفات السابقة..
راقب حركات تنفسك ببطء مع حسابها إلى 50 مرة..
وعندئذ قم بعملية تخيلات..
لقد قمت في السابق بتخيل باقة من الأزهار.. أما الآن فتخيل صديقك الذي غدر بك أو زوجك الذي خانك ورمى بك جانبا ..
شاهده وراقبه ببطء كبير..
عش في شعورك الجديد معه.. فكر ببطء كيف خانك.. وكيف غدر بك.. وكيف كنت تحبه.. وتثق فيه.. كيف أصبحت مضطربا منه ومما قام به نحوك من غدر وخيانة..
عش بأفكارك معه ببطء كبير..مهما كانت هذه الأفكار .. سواء كانت أفكار حبك له.. أو أفكار بغضك له.. عش مع الحدث بإحساسك نحوه.. لكن ببطء كبير..
واجه كل ما حدث بينكما في الآونة الخيرة ببطء..
لا تهرب منها.. بل واجها ببطء..
عش في هذا التمرين مدة أطول قدر المستطاع.. ولتكن نصف ساعة على الأكثر..
تذكر أن نجاح التمرين يتعلق ببطئك في التطبيق..
يمكنك أن تحاوره بداخل نفسك بكلمات بطيئة.. كأن تقول مثلا :
" لقد كنت أحبك.. وعلقت بك آمالا كبيرة..واكتشفت غدرك وخيانتك.. فاصبحت متاثرا من صدمتك.. لكنني لم أستطع أن أنساك.. غير أنني متأكد من أنني سوف أنساك.. ولا تصبح تعني شيئا في قلبي..وقد أوشكت على نسيانك فعلا..إنك من الآن لا تعني شيئا في قلبي "
هذه الكلمات تعتبر بمثابة البرمجة العصبية..
يقوم فيها العقل الباطني بتنفيذ كل ما تقوله وما تتمناه أن يكون..
ويمكنك صياغة عبارات أخرى مناسبة للمشكلة..
ومع التكرار تصل إلى الهدف المطلوب .
مجرب مرارا.
ملاحظة:
بعد تطبيق التمرين تشعر بارتياح كبير جدا وببهجة وسرور .. فتلك هي علامة نجاح المهمة..

الاثنين، 13 يوليو 2015

عندما تتكلم الأشياء





إجلس على الأرض .. وأمامك طاولة.. عليها باقة من الأزهار الإصطناعية..
لا يهم إن جلست في وضعية القرفصاء..أو وضعية اللوتيس.. أو تمددت على فراشك..
بل المهم أن تشاهد .. وتراقب.. وتتأمل تلك الباقة من الأزهار..
بكل إسترخاء..
إنها تظهر في ألوان زاهية من ألوان الطيف..
ألوان الطيف عددها سبعة.. وما يظهر أمامنا إلا بعضها في كثير من الأحيان..
ولقد علمنا أن الشيء يمتص معظم الألوان ، ويعكس لونا واحدا معينا..
فعندما يظهر اللون الأبيض مثلا على الزهرة ، معناه أن هذه الزهرة عكست هذا اللون الأبيض وامتصت الألوان الباقية..
لقد أوحت لنا هذه الزهرة الإصطناعية بدرس بيولوجي وفيزيائي في نفس الوقت ، وكأنها تعلمنا ما لم نكن نعلمه ، أو أرادت أن تذكرنا فقط بعجائب صنع الله..
لكن تمهل.. رويدك.. فكر ببطء.. والوقت لازال صبحا..
هناك ألوان أخرى.. هي الألوان ما فوق البنفسجية أو ما تحت الحمراء.. والتي لا يمكننا رؤيتها.. وقد تكون هذه الألوان هي التي تخفي الأشباح والجن.. بدليل إنتشارها في الظلام.. أي في الوقت الذي يبدأ فيه نشاطات المخلوقات الغريبة والكائنات الغير مرئية.. خصوصا إذا تطرقنا للآية :
" خلق الإنسان من صلصال كالفخار وخلق الجان من مارج من نار"
ولقد فسر العلماء مارج النار  على أنه ما ينتشر من النار أثناء توهجها..
هذا التفسير كان في زمن لا يدرك فيه العلماء إلا سر الألوان الظاهرة للعيان(ألوان الطيف السبعة)..
أما الألوان المختفية فلم يعلموا عنها شيئا..
ومارج النار قد يكون هو تلك الأشعة البنفسجية وما تحت الحمراء..
والآية التي يكون لها معنى في زمن ما ، قد يكون لها معنى آخر في زمن آخر.. ذلك لأن القرآن صالح لكل زمان ومكان..
فقديما كان تفسير الآية :
" إنا جعلنا الرياح لواقح "
يقتصر على التلقيح الذي يحدث في السحاب.. حيث يلتقي السحاب في السماء حاملا شرارات كهربائية موجبة مع سحاب آخر يحمل شرارات كهربائية سالبة.. مما يؤدي إلى البرق والرعد.. والمطر...
ولما تطور العلم وصولا إلى مفاهيم الوراثة .. أصبح معنى التلقيح هو ما تحمله الرياح من حبيبات الأزهار الذكرية لتلقيها على الأزهار الأنثوية فيحدث تلقيح هذه النباتات..
ثم وصل الأمر إلى تعريف معنى الأمشاج التي جاءت في الآية :
" إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه "
وأصبح معنى الأمشاج هو تلك الحبيبات الموضوعة على خيوط الشبكة الخلوية والمسؤولة عن الوراثة في الإنسان والحيوانات والنباتات..
هذه الزهرة الإصطناعية أوحت لنا بكل هذه الأشياء ، ومع ذلك فهي تظهر أمامنا جامدة لا شيء فيها..
وفي الحقيقة أننا نحن الجامدين..
نحن الذين لم نفكر..
وبكلمة أصح نحن الذين لم نتأمل في عجائب صنع الله..
الشيء القليل قد يعلمنا الكثير والكثير..
والشيء التافه قد يعلمنا بأمور ذوات بال..
تمهل من فضلك.. رويدك .. من أين جاءت هذه الزهرة ؟..
إنها من صنع الإنسان..
الإنسان هو الذي صنع هذه الأزهار بوحي من أشياء أخرى..
لقد أوحت الزهرة الحقيقة إلى الإنسان في أن يصنع زهرة إصطناعية إنطلاقا من مواد معينة..واعتمادا على موهبته الفنية..
ومن أين جاءته هذه الموهبة ؟
لقد جاءته هذه الموهبة من تأمله للأزهار الحقيقة طبعا ..
إنهم يقولون بأن الفن هو إنعكاس للطبيعة على الذات..
ويقولون بأن الميول الفنية هي  ضرب من التعبير عن الأفكار المكبوتة..
وأيهما الأصح ؟
لقد دخلت بنا هذه الزهرة إلى مشكلة فلسفية..
ثم أننا لا ندري فيما إذا كانت هذه المشكلة هي مشكلة فلسفية أم معرفية..
لكن الفلسفة تطلب المعرفة..
والمعرفة تحتاج إلى الفلسفة..
وتلك هي المشكلة الفلسفية..
وما الداعي لكل هذا ونحن لسنا بفلاسفة ؟ وما نحن بطلاب فلسفة .. دعنا وشأننا من هذا الموضوع..
قل للزهرة تخبرنا عن أصلها أولا..
لقد جاءت من مادة البلاستيك..
يخبرنا العلم بأن بقايا الكائنات الحية من عظام الحيوانات والنباتات ، وخاصة الاشجار التي دفنت في الأرض بعوامل جيولوجية قد تعرضت لعملية تخمر بعامل الضغط وعبر آلاف وملايين السنين وتحولت إلى بترول ..
ومن البترول تم إستخلاص مادة البلاستيك التي نراها أمامنا الآن..
ويقول القرآن الكريم :
" ..الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون "
ومعنى هذا أن الزهرة الإصطناعية جاءت لتخبرنا عن عدة أشياء..
ومنها عملية التخمر التي حدثت عبر آلاف وملايين السنين في باطن الأرض..
ثم عملية التحول إلى بترول..
ثم الوقت الذي إستغرقته هذه العملية..
ثم التاريخ الذي لا يمكن أن يخبرنا به أحد عدا القرآن الكريم..
ثم أخيرا القرآن الذي علمتنا إياه هذه الزهرة الإصطناعية البسيطة..
تمهل.. رويدك.. ما هذا ؟
لقد كان في البداية أمامنا زهرة..
وبتأملنا تحولت هذه الزهرة إلى بلاستيك..
وتحول هذا البلاستيك إلى بترول..
وأصبحنا وكأننا نرى البتول أمامنا لكن في زمن آخر..
يعود هذا الزمن إلى آلاف وملايين السنوات..
وكأنه أمامنا كتاب تاريخ حقيقي.. وليس تاريخ مزيف يحكي أمورا نابعة من ذاتية المؤرخ..
الزهرة لا ذات لها .. فهي تحكي الحقيقة التاريخية كما كانت..
ثم أن هذه الأشجار التي تخمرت ، كانت هي الأخرى عليها أزهار حقيقية..سقطت هذه الأزهار منها وتخمرت في باطن الأرض عبر ملايين السنوات وتحولت إلى بترول إستخلصنا منه مادة البلاستيك ، التي صنع منها الإنسان الفنان هذه الزهرة التي هي أمامنا ..
أي أن هذه الزهرة الإصطناعية كانت في الماضي البعيد زهرة حقيقية..
لقد عاد إليها شكلها دون أن تعود إليها روحها..
وإني لأكاد أجزم بأنها عادت إليها روحها أيضا ، مادامت قد أعطتنا كل هذه المعلومات والتفاصيل التي كانت خفية عنا..
أم أن هذه الزهرة هي نفسها كتاب..
وأنها صورة رمزية لذاتها الحقيقية..
إن الزهرة التي هي أمامنا الآن ، ليست زهرة إصطناعية فحسب بل هي زهرة حقيقية ، عاد إليها شكلها ولونها وروحها بعد آلاف السنوات..
وكأنها كانت نائمة في سبات عميق لآلاف السنوات..
إن هذا ليذكرنا بقصة أهل الكهف.. كما يذكرنا بقدرة الله اللامحدودة..
كل هذا جاءت به الزهرة..من وراء عملية التأمل..
وهو ما جاءت به الآية :
" إنه يبدأ الخلق ثم يعيده "
كأن هذه الزهرة تشرح لنا هذه الآية بالتفصيل المفصل.. وبإجابات تطبيقية .. من الواقع الملموس..
عندما تقرأ هذه الآية بعقلك فإنك لا تعيرها أي إهتمام..
أما عندما تقرأها بإحساسك وبصيرتك المنطلقة من وراء التأمل .. فإن فهمك لها واهتمامك بها يختلف كل الإختلاف..
ولذلك جاء في القرآن 270 آية تدعو إلى التأمل.. مقابل 170 آية تدعو إلى العلم..
لا نريد أن نتوقف هنا.. من فضلك .. تمهل..
هذه الأشجار التي تخمرت في باطن الأرض من أين جاءت ؟
لقد جاءت طبعا من بذور.. وغرسها الإنسان الفلاح..
إذن الإنسان الذي غرس تلك البذور هو نفسه الإنسان الذي قام بصنع تلك الأزهار الإصطناعية ؟ ..
لقد كان في الماضي فلاحا.. وأصبح الآن فنانا..
من الفلاحة إلى الفن.. لم أفهم هذا..
المزيد من التأمل يساعدك على الفهم..
طيب.. إسأل الزهرة..
من أين جاءت هذه البذور ؟
جاءت من تراب طبعا ..
يقول العلماء بأن التراب يحوي ذرات لمواد معدنية يصل عددها إلى مائة وعشرة عنصر..
ولقد سن الله هذه المواد المعدنية التي إستخلصها من التراب بعلمه بحيث شكل منها تلك البذور المختلفة في عملية الخلق..
وهو ما تشير إليه الآية :
"وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من صلصال من حمإ مسنون...."
فكل ذرة تحوي مدارات عليها إلكترونات ..
وكل إلكترون يحوي شحنة موجبة أو سالبة..
وعملية المزاوجة بين هذه المواد المعدنية بإلكتروناتها المختلفة والمدارات التي تدور حولها هذه الإلكترونات ، تعتمد على مفاهيم رياضية وفيزيائية و كيميائية وبيولوجية ..
وهو ما يشير إلى مفهوم كلمة " مسنون "  التي جاءت في الآية الشريفة..
لقد إختفت الزهرة تماما من أمامنا.. وأصبحنا نرى تلك المواد المعدنية التي باشر الله بها سبحانه عز وجل عملية خلق النبات والحيوان والإنسان..
لكن تمهل .. لحظة واحدة.. لا تسرع..
من أين جاءت هذه المواد المعدنية..؟
من التراب طبعا ..
ومن أين جاء هذا التراب ؟
يقول العلماء بان الأرض مثل بقية الكواكب والنجوم الأخرى إنفصلت عن الشمس.. وبهذا فقد كانت الكرة الأرضية كلها عبارة عن كرة نارية ملتهبة..
ويتعين علينا حسب هذه الفرضية أن التراب جاء من النار ، بعد أن بدأت الكرة الأرضية تبرد شيئا فشيئا عبر ملايين السنين..
وما يدلنا على ذلك هو إحتواء الكرة الأرضية في باطنها على النار التي تخرج أثناء البراكين ..
ثم المشابهة المعدنية بين الأرض والشمس..
فعند تحليل التراب من الارض تبين أن الكرة الأرضية تتكون من مجموعة من المعادن يغلب عليها عنصر الحديد والنيكل..
وعند تحليلنا للحزمة الضوئية القادمة من الشمس تبين أنها تتكون من مجموعة من المعادن يغلب عليها عنصر الذهب..
آسف.. لقد إختفت الزهرة تماما .. وأصبحت أمامنا كرة نارية ملتهبة..
لكن تمهل.. هل هذه الزهرة هي معلم ؟
لا.. بل كتاب تاريخ..
وأين هو هذا الكتاب ؟
إنه يتحول كل مرة إلى شيء جديد .. حسب المعلومة التي يريد أن يقدمها..
إن المفاهيم التي يقدمها ليست عبارة عن خطوط مكتوبة.. بل حقائق مصورة.. لن يرفضها العقل على الإطلاق.. بسبب أدلتها الواقعية..
آه.. تمهل.. لا تقل لي كتاب.. بل مخبر..
وهل للتاريخ مخبر..؟
ليس هذا غريبا .. مادامت الآية تقول:
" قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين "
والسير في الأرض هو ما يطرحه علم الجيولوجيا .. وعلم الآثار..
لقد ذهبنا بعيدا فعلا..
ومعنى هذا أن هذه الزهرة تعطينا تاريخا مصورا ومتحركا .. وليس خطوط في التاريخ..
فعلا.. هذا ما يجب أن يقوم به التاريخ..
إنه نفس الإشكال بين النظري والتطبيقي..
بين قال فلان.. وقالت الحادثة التاريخية..
بين شيء نقرأه في كتاب.. وشيء نستخلصه من المخبر..
الواقع أغنى من النظرية..
ثم ماذا ؟
طبعا نسأل الزهرة عن علة هذه النار..
من أين جاءت هذه النار ؟
يقول العلماء بأن الكون كله كان في الحالة الغازية..
وتحول إلى الحالة السائلة..
ثم إلى الحالة الصلبة..
ويقول سبحانه عز وجل :
"... ثم استوى إلى السماء وهي دخان..."
ولم يختلف العلماء مع قوله عز وجل..
ولم تختلف الزهرة أيضا..
وقد أشار الله في حقها بالآية :
" وكأين من آية في السماوات والأرض يمرون عنها وهم عنها معرضون "[1]
تمهل .. تمهل.. من فضلك إسأل الزهرة عما وراء هذا الدخان..
من أين جاء هذا الدخان ؟
قد يكون الفراغ المطلق..
لكن العلماء يقولون بأنه لا فراغ في الكون..
كل شيء يتكون من شيء..
وكل شيء ينتهي إلى شيء..
سلسلة من العمليات والعلل والأسباب.. بحيث أن الواحد منها يسبق الآخر..
ومن هو الذي وراء كل هذه الأشياء ؟
إنه الله الواحد الأحد ، الفرد الصمد ، الذي لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفوء أحد..
لا إله إلا الله.. محمد رسول الله..
لقد كنت في السابق تقول شهادة التوحيد بعقلك.. لكن دون أي ذوق..مجرد ترديد لكلمات فقط..
أما الآن فتقولها بإحساسك.. والذوق يتبع الإحساس ولا يتبع العقل..
إنك الآن سوف تقولها من أعمق الأعماق عندما تأملت في تلك الزهرة..
ولذلك يقول حبيبنا محمد (ص) :
" تأمل ساعة خير ممن عبادة سبعين سنة "


-سورة يوسف[1]