اعلان

‏إظهار الرسائل ذات التسميات العلاجات النفسية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات العلاجات النفسية. إظهار كافة الرسائل

الجمعة، 30 أكتوبر 2020

الدرس العاشر في الروحانيات

 


علم الحركات

كل المحاضرات التي بعثنا بها إليكم تتمحور حول ذلك السر الروحاني الذي يظهر في الرقم خمسة ، كما هو في الوضعيات الخماسية التي شرحناها لكم .

فلقد لاحظنا بأن الحرف ينطوي على خمسة وضعيات وهي الوضعية الفردية والثنائية والثلاثية والرباعية والخماسية .

وفي هذه المحاضرة نتطرق معكم إلى علم الحركات وهي الفتحة ، والضمة ، والكسرة ، والسكون ، إضافة إلى الشد والمد ، التي تظهر على الحروف في وضعية خماسية أيضا .

هذه الحركات هي التي تخلق الصوت وتحدده ، سواء على مستوى الحرف أو على مستوى الكلمة بأكملها ، حيث أن حرف الباء مثلا عليها فتحة تختلف عنها في حالة الضمة وفي حالة الكسرة وفي حالة السكون وكذلك في حالة الشد والمد .

تمديد الصوت يخلق حروفا بالضرورة ، فلو كتبنا حرف الباء مفتوحا ومددنا صوته لصار با وأدى ذلك إلى خلق حرف الألف وكذلك الكسرة تخلق حرف الياء والضمة تخلق الواو والشدة تؤدي إلى تكرار الحرف المكتوب عروضيا ، أما السكون فتؤدي إلى إعدام هذه الحروف بطبعها حركة ساكنة .

الحركات الثلاثة بالتمديد خلقت ثلاثة حروف وهي الألف ، والواو ، والياء ، وهي حروف ساكنة تدل على التوقف ونهاية الفعل أي نهاية الحركة وتفيد في توقيف بعض السلوكيات السلبية كالتوقف عن إدمان الخمر والمسكرات عموما وتوقيف النزاع بين الزوجين ، وتوقيف العلاقة بين إثنين مجتمعين على فساد ، وتوقيف الألم من الجسم ، توقيف إرتفاع درجة الحرارة ، ونسيان شخص ما ، توقيف الموانع عن الكنوز المطلسمة ، وأمور كثيرة .

الفتحة والضمة في أعلى الحرف تتولى البنية الخارجية بالنسبة للإنسان ، أما الفتحة فتتولى البنية الداخلية له .

تنطلق الفكرة من جوف الإنسان أي بنيته الداخلية ويمثله في ذلك الكسرة ويصلح ذلك في عمليات التخاطر فتبنى كلمات الإرسال بشكل مكثف على الحروف المكسورة أولا ثم الكلمات المفتوحة والمضمومة مع الإبتعاد كلية عن الحروف الساكنة لأنها تقطع الإرسال .

أما الإدغام أو ما يسمى بالشدة ، فهو يظهر في الحروف الشمسية على غرار الحروف القمرية ، فلو كتبنا كلمة الشّمس تظهر الشدة فوق حرف الشين مما يجعلنا نكرر حرف الشين في كتابتها العروضية وهي عندئذ حذفت الشين الثانية كما حذفت النطق بالألف واللام ، والشين الأولى في هذه الحالة هي متحركة أما الثانية فهي ساكنة وبالمثل بقية كل الحروف الشمسية ، ومنه نستنتج بأن كل الحروف الشمسية تمثل الحركة والسكون في آن واحد أي الشيء ونقيضه في وقت واحد .

هذه الحروف الساكنة والمتحركة في نفس الوقت ، وفي شكل من التناقض ، ينطبق على ما ذكرناه حول النقطة كما ينطبق على إسمه الله الذي يدل على إخراج الأشياء من العدم إلى الوجود كفعلين متناقضين مع بعضهما .

وإذا تطرقنا لإسمه الله ، نجد أن حرفي الألف واللام هما حرفان أصليان فيه على عكس الاسماء الشريفة الأخرى التي تأخذ هذين الحرفين بالإضافة فقط  كما في حالة المعرفة والنكرة ، ولا يوجد ما يطابق هذا الإسم من الأسماء الحسنى سوى إسمه اللطيف ، ويوافقه من الآيات قوله تعالى بعد بسم الله الرحمن الرحيم اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ       

الشورى/19                                                                                          وفي ذلك سر عظيم لمن يريد الرزق .

لو حذفنا الألف من إسمه تعالى الله أو اللطيف يبقى الإسم قائما وثابتا دون أن يتأثر بهذا الحذف ، وكذلك لو حذفنا اللام الأولى أو الثانية ، ذلك لأن إسمه الله هو إسم الذات الإلهية وهو منزه عن الكيفية .

بالمنظور الظاهري للمفاهيم نرى أنه لا يمكننا أن نتصور شيئا موجودا ومعدوما في نفس الوقت ، لكن بالمنظور الباطني نرى ما هو عكس ذلك تماما كما يبرهن على ذلك إسمه تعالى الله .

لكل حرف بمعية حركته صدور صوت يختلف عن صوت الحرف الآخر ويضرب في مواقع معينة من الإدراك أو الذاكرة فيخلق التنبيه والإثارة كما يخلق إستجابة أو رد فعل قد تكون إجابية أو سلبية ، وتختلف درجة تأثير الصوت حسب الترتيب الفني أو التقني للحروف والكلمات في شكل من البيان أو القوة البلاغية ولذلك يقول الرسول الكريم إن من البيان لسحر ويؤيد القرآن هذا الحديث مما يدل بأنه صحيح .

التقنيات الإلهية في ترتيب الحروف والكلمات فاقت كل تصور بحيث تصل بالإنسان الذي له حسن الذوق وإرهاف في الحس إلى السكر المشروع وقد يفقد صوابه في كثير من الأحيان كما يظهر ذلك على النبي ص أثناء نزول الوحي ، وكما يظهر على بعض أولياء الله الصالحين عند الوصول لحالة المكاشفة الباطنية ، كما يظهر جليا حالة العلاج بالقرآن الكريم لبعض المرضى حيث يفقد المريض صوابه ويبدأ في الكلام بما يوجد في عقله الباطني ، وللأسف الشديد ينخدع المعالج في أنه يتكلم مع جني .

وللصوت الناتج عن حركة الحروف بداخل الكلمة بحركاتها المختلفة ، علاقة كبيرة جدا بحاسة السمع ، ولذلك لما أراد سبحانه وتعالى تنويم أهل الكهف أوصد حاسة السمع لديهم كما في قوله بعد بسم الله الرحمن الرحيم فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا    الكهف / 11

عندما تجتمع الحروف لتشكيل الكلمة ، تجتمع معها مجموعة من الأصوات المختلفة الناتجة عن إختلاف الحركات ، واختلاف هذه الأصوات بين الحرف الواحد أو بين مجموعة من الحروف يخلق صوتا موسيقيا يضرب الوجدان .

وصل الإفرنج إلى هذه الحقيقة في عصرنا الحالي وأصبح يعالج بواسطتها حتى الأمراض المستعصية عن طريق الإختيار العلمي لبعض الكلمات ، في حين نعتبرها نحن نوعا من الشعوذة والدجل بالرغم من توجيهات القرآن ، فكان من المفروض أن نتول نحن صدارة هذا العلم من حيث أنه وصلنا عن طريق الوحي ، في حين تولاه الإفرنج الذي وصلهم عن طريق العقل ، وشتان فرق بين الوحي والعقل .

العلاج بالكلمات وصل إليه الإفرنج خاصة الصين واليابان بعد دراسات طويلة تطورت إلى مفهوم ما يسمى بالشعور الجمعي الموحد الذي نكتسبه نحن المسلمون من صلاة الجماعة ، وذلك في شكل طاقة متكونة من الروح الجماعية أثناء إتحادهم في المشاعر والأحاسيس والمعتقدات .

هذه الاصوات بالمفهوم الظاهري نسميها بالصوت الموسيقي ، أما بالمفهوم الباطني فنسميها بصوت الطاقة من حيث التاثير على الطبيعة وما فيها وما عليها من كائنات ، كما يظهر ذلك في بعض الأبيات الشعرية والأغاني حيث يؤدي بعضها إلى الحماس ، وبعضها الآخر يؤدي إلى الإبتهاج ، وبعضها يؤدي إلى الحزن والبكاء ، والبعض يؤدي إلى التذكر وهكذا حسب التخصص الذي ترمي إليه هذه الأصوات .

هذه الظواهر تحدث بسبب تأثير الصوت الطاقوي الذي جاء من تموقع الحروف على بعض المراكز الواعية في المخ بسبب ترتيبها الحسي كما جاء من ترتيب الكلمات ترتيبا حسيا أيضا ، بحيث يسيطر على العواطف والوجدان .                                              ألم تر أن الخيل تشرب بالصفير؟ وأن موسيقى الحرب تؤدي إلى الشجاعة والإقدام ؟ وصوت الطبل والمزمار يؤدي إلى حركات جسدية راقصة وقد يؤدي في كثير من الأحيان إلى السقوط في غيبوبة والنطق بكلمات غيبية ؟ ألم تر ذلك يظهر جليا عند أصحاب الحضرة المقدسة عندما يتطرقون لذكر الله والصلاة على نبيه ، ذكرا يتم بعمق إحساسهم ، وبحركة ألسنتهم ، وحركة أجسادهم طبقا لقوله بعد بسم الله الرحمن الرحيم وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ                                                                                   الإسراء/44

لاحظ الآن المثال الأول الذي تم من صنع الإنسان :                                          لقد خلق الله الإنسان من الطين في تقويم جيد .                                                هذه الجملة هي من تعبير الإنسان الذي لا يحسن ترتيب الحروف والكلمات بسبب جهله لفنياتها ، فهي لا تأثير لها على الإدراك إلا بشكل ضعيف .                                    ولاحظ الآن المثال الثاني الذي تم من صنعه عز وجل : بسم الله الرحمن الرحيم هو الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين                                             السجدة / 7                                                                                          إنك بتأملك لهذه الكلمات الشريفة وحسن ذوقك لها ، تلمس طاقة منطلقة من هذه الكلمات لتسري مع العروق إلى المراكز العصبية والإدراك فتشعر بنشوة عظيمة وهي النشوة التي تحدث عند التأثير البلاغي و ما خلقته طاقة الحروف والكلمات المرتبة في صورتها الفنية الرائعة .

حركة الشدة تحدث بضغط اللسان على نقطة معينة من اللثة فهي تشير إلى عملية توتر ، والتوتر بدوره يشير إلى إسمه تعالى القابض ، ويعاكسها المد الذي يشير إلى الإسترخاء ، وهذا الإسترخاء بدوره يشير إلى إسمه تعالى الباسط .                                     ولاحظ الآن أن هناك مفاهيم إلتقت كلها في نقطة واحدة وهي نقطة العدم والوجود ، ونقطة الحركة والسكون ، وهذه المفاهيم هي :                                                    النقطة ، الله ، اللطيف ، القابض ، الباسط ، وفي ذلك أسرار عظيمة جدا .

القبض والبسط عمليتان توجدان في كل حركة من حركات الكون ، وفي كل حركة من الحركات الحيوية للجسم ، في مثل حركة القلب من إنقباض وانبساط ، وحركة المعدة ، والحركة الدودية للأمعاء ، وأجفان العيون من غلق وفتح ، وحركة الرئتين من شهيق وزفير ، وحركة العضلات من شد ومد ، إلى غير ذلك ، وقد يدفعنا ذلك إلى الشك في أن لهذين الإسمين علاقة باسم الله العظيم الأعظم والله أعلى وأعلم ، وإذا كان كذلك فإن الاسماء الخمسة التي نبحث عنها والممثلة في العلاقة خمسة هي :                              الله ، اللطيف ، القابض ، الباسط ، ويبقى الإسم الخامس قيد البحث .

إذا كتبنا حروف الإسمين الشريفين بدون تكرار لحروفها يكون ذلك كالتالي :                    ا ، ل ، ق ، ب ، ض ، س ، ط ، وهي سبعة حروف .                                  الالف واللام والباء هم الحروف المشتركة بين حروف الإسمين ، وذلك ما يتناول تعديل الدورة الدموية في الجسم ، وتعديل نسبة السكر في الدم ، وخلق التوازن النفسي ، كما سنشرح ذلك في المحاضرة المتعلقة بأسماء الله الحسنى بإذن الله .                        وتقبلوا سادتي الطلبة ، وسيداتي الطالبات أخلص التحيات يبعثها إليكم رابح ميساوي .

 

  

الجمعة، 21 فبراير 2020

لدرس السادس في العلاجات النفسية


ا
إلغاء الإيمان بالأوهام والخرافات وكل تشخيص مسبق
كن كما ولدتك أمك
بسم الله الرحمن الرحيم
سيداتي أوانسي سادتي
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
لا زال بعضهم يسألني عماذا يعمل عند دخوله إلى الجلسة ، ولا أعرف كيف أجيبه بعد أن شرحت الجلسات الخمسة الماضية شرحا مفصلا .
قلت أن المريض يدخل الجلسة بشروطها المذكورة ، دون أي جهد يقوم به ، ودون أي تكليف ، وبعبارة أوضح وأوضح لا يقوم بشيء ، لا يعمل شيئا ، فقط عليه الخلود للفراش والإستسلام إلى الإسترخاء لوقت معين يوميا ودون إنقطاع إلا للضرورة ، ويواصل يوميا دخوله للفراش في وقت محدد ومضبوط
يواصل يوميا وأظن هذه العبارة واضحة جدا ، ويستمر هكذا ، وكلما تلقى درسا جديدا ينفذ محتوياته جيدا وبدون أي جهد ولا ينتظر شيئا من وراء هذا العمل
ووضحنا كذلك بأن هذه الجلسات لا تهم فقط المرضى ولكن تهم أيضا الطلبة الباحثين في العلوم الروحانية وسيتضح ذلك أكثر في الدروس القادمة بإذن الله
وفي هذا الدرس سوف نتعلم شيئا جديدا ويعتبر من أساسيات الجلسة وهو أن يقوم المريض أثناء دخوله للجلسة بإلغاء كل تشخيض مسبق لحالته المرضية أي يلغي جميع الأفكار التي تدور حول حالته المرضية ولا يؤمن بها بل يلغيها جانبا
فقد قال له الأطباء أن مرضك هو كذا وكذا وهو عبارة عن كذا بل يجب إلغاء هذا المعتقد من ذهنه ولا يؤمن به ولو كان صحيحا ، وهذا فقط عند دخوله الجلسة أما خارج الجلسة فهو حر في معتقده وإيمانه
أو حدثته نفسه ووساوسه بأنه مصاب بكذا وفي هذه الحالة عليه إلا أن يلغ هذا المعتقد من ذهنه مباشرة عند دخوله الجلسة
أما الأمر الذي هو أخطر من هذا كله ، ويلعب دور الشيطان في تعقيد حالته المرضية ، هو أن يعتقد المريض حسب تفكيره الخاص أو حسبما قال له بعضهم بأنه مصاب بالسحر أو المس الجني
هذا المعتقد يلعب دورا خطيرا في تعقيد حالته ويصبح مسحورا أو ممسوسا بمعتقده ، وهو بذلك يصنع جدارا وحاجزا ضخما أكبر من جدار برلين يمنع الإيحاءات الشافية من الوصول إليه كما يمنع الجلسة من الوصول إلى نتائجها العظيمة ، وبهذا يكون معتقده هذا أصعب من حالته المرضية نفسها
يجب على المريض أن يدخل الجلسة بذهن صافي تماما خالي من كل المعتقدات الوهمية والخرافات كما خلقه الله أول يوم أو كما ولدته أمه ، لا يعترف بشيء ، ولا يؤمن بشيء ، ولا يعتقد بشيء ، عدى إيمانه بالله سبحانه وتعالى
فالإنسان ولد حرا مستقلا ليس له أي إرتباط بما يصنعه بعضهم من أفكار سلبية ، فهو نوع من الإستعباد ، وليتذكر قول سيدنا عمر رضي الله عنه في أحد خطاباته
متى إستعبدتم الرجال وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا.
لنفرض بأنك تريد الدخول لمؤسسة معينة ، وعند ذلك تصطدم بالحارس أو الحاجب عند الباب فيطلب منك مثلا بطاقة التعريف الوطنية أولا التي قد تكون معك أو ليست معك ، ثم يطلب منك الإنتظار لغاية ما يوافق المدير أو رئيس المصلحة على دخولك إليه وقد لا يوافق أو يعطيك موعدا آخر ليس في صالحك
وقد تعود في الموعد الذي حدده لك لكنك تجده مشغولا باجتماع طارئ أو ما شابه ذلك ، فتعود في يوم آخر بدون موعد وقد يظطر هذا المسؤول عن تحديد موعد آخر وهكذا تجد نفسك تدور في حلقة مفرغة دون نتيجة وتستسلم لليأس
كذلك نفس الشيء بالنسبة لما ذكرناه سابقا ، فقد تأتي الإيحاءات الشافية والطاقة الكونية من أجل دخولها إلى مؤسسة العقل الباطني ، فتجد المعتقدات الوهمية والتشخيصات المسبقة الخاطئة تمنع دخولها ، وقد تطلب منه التخلص من السحر أو المس الجني من أجل دخوله لهذه المؤسسة الباطنية فيروح مهرولا وراء هذا الإجراء ودون نتيجة . وهذا طبعا لأنه يريد أن يتخلص من شيء غير موجود أصلا فهو أشبه بالذي يبحث عن قطة سوداء في الظلام لا وجود لها
لكن إذا كان ذهنه صافيا مثلما ولدته أمه أول يوم ، فإنه يتمكن بذلك من إقتناص الإيحاءات الشافية والطاقة الكونية بسرعة رهيبة ويرى نفسه وكأنه ولد لأول مرة
وبالنسبة للطلبة فإنهم يصلون إلى النتائج الروحانية عن جدارة تامة ، والتجربة هي معيار الحقيقة
وخلاصة القول هو أن تدخل الجلسة وأنت تتمتع بذهن صافي تماما من جميع المعتقدات الوهمية ولكم مني أطيب التحيات الأخوية   



الثلاثاء، 4 فبراير 2020

العوامل المساعدة على نجاح الجلسات


بسم الله الرحمن الرحيم
الرجاء من المتابعين لهذه الجلسات أن يعلموا جيدا بأن الدروس التي نبعث بها لهم هي دروس متسلسلة مع بعضها بحيث لا يمكن تجاوزها والإستغناء عنها وبحيث أن كل درس يخدم ما قبله ويمهد لما بعده ، فلا يستغنى المريض عن درس من هذه الدروس ويذهب مباشرة إلى ما بعده بل يجب متابعتها الواحد بعد الآخر.
ثم أن هذه الدروس تتطلب تنفيذ الأوامر الموجودة بها بحيث لا يكتفي المريض فقط بالإستماع بل لابد من التنفيذ والتطبيق مع الإلتزام بالنصائح والإرشادات الطبية التي قدمناها له
كما يجب عليه ولو مرة في كل أسبوع أو أسبوعين أن يرتمي في أحضان الطبيعة بعيدا عن الضجيج والضوضاء لمدة ساعة على الأقل
وقبل الخلود إلى الجلسة ولو مرة كل ثلاثة أيام أو أربعة يقوم باستعمال دوش بماء فاتر يوميا على شكل رذاذ لمدة عشرة دقائق على الأكثر لأن ذلك يؤدي إلى التخفيف من حدة القلق وتهدئة الأعصاب ، وهذا طبعا إذا كان في حدود الإمكان وإلا فليعمد قبل الجلسة إلى غطس قدميه في الماء البارد لمدة خمسة دقائق على الأكثر لأن هذا يساعد على تخفيف حدة  ضغط الدم الواقع على الرأس وإصرافه إلى القدمين خصوصا الذين يعانون من الدوخة المستمرة.
كذلك تزيين الغرفة المخصصة للجلسات بالازهار الإصطناعية وخاصة اللونين الأخضر والأصفر لأن ذلك يبعث بالبهجة في النفس والسرور بما يعني التخفيف من حدة القلق والإكتئاب وذلك كما جاء واضحا في القرآن الكريم في قصة سيدنا موسى عليه السلام وبقرة بني إسرائيل ذات اللون الأصفر والمتواجدة في حقول خضراء
الروائح الجميلة ، وتزيين الفراش ، وكل ما من شأنه أن يؤدي إلى الشعور بالجمال ، لأن الجمال الذي يراه الإنسان خارج ذاته سوف ينعكس على داخل ذاته أيضا وهو ما يؤكده علماء الإفرنج وعلماء الإسلام من أمثال المفكر الاديب عباس محمود العقاد رحمه الله
في كل مرة أو في كل درس يتعلم المريض كما يتعلم الطالب أيضا خطوات جديدة تساعده على جمال الجلسة ونجاحها ووصولها إلى الهدف أو الأهداف المطلوبة ، وعليه أن يعلم جيدا بأن هذه الجلسات لم تكن مخصصة فقط إلى العلاجات النفسية فحسب بل أيضا يمكن للطالب من التوغل والتعمق في أمور روحانية عجيبة بطرق علمية خالية من جميع الإعتبارات الأخرى
ومن بين هذه الأمور الروحانية ، التخاطر عن بعد ، قراءة الأفكار، الإطلاع على الأمور الخفية ، الإستخارات ، الجذب الكوني وما إلى ذلك من فوائد عظيمة
وأخيرا أتنمى الشفاء لكل المرضى المتابعين ، كما أتمنى نجاح المقاصد لطلبتنا الأعزاء ولكم مني فائق التحيات الأخوية