ا
إلغاء الإيمان بالأوهام والخرافات وكل تشخيص
مسبق
كن كما ولدتك أمك
بسم الله الرحمن الرحيم
سيداتي أوانسي سادتي
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
لا زال بعضهم يسألني عماذا يعمل عند دخوله
إلى الجلسة ، ولا أعرف كيف أجيبه بعد أن شرحت الجلسات الخمسة الماضية شرحا مفصلا .
قلت أن المريض يدخل الجلسة بشروطها المذكورة
، دون أي جهد يقوم به ، ودون أي تكليف ، وبعبارة أوضح وأوضح لا يقوم بشيء ، لا
يعمل شيئا ، فقط عليه الخلود للفراش والإستسلام إلى الإسترخاء لوقت معين يوميا
ودون إنقطاع إلا للضرورة ، ويواصل يوميا دخوله للفراش في وقت محدد ومضبوط
يواصل يوميا وأظن هذه العبارة واضحة جدا ،
ويستمر هكذا ، وكلما تلقى درسا جديدا ينفذ محتوياته جيدا وبدون أي جهد ولا ينتظر
شيئا من وراء هذا العمل
ووضحنا كذلك بأن هذه الجلسات لا تهم فقط
المرضى ولكن تهم أيضا الطلبة الباحثين في العلوم الروحانية وسيتضح ذلك أكثر في
الدروس القادمة بإذن الله
وفي هذا الدرس سوف نتعلم شيئا جديدا ويعتبر
من أساسيات الجلسة وهو أن يقوم المريض أثناء دخوله للجلسة بإلغاء كل تشخيض مسبق
لحالته المرضية أي يلغي جميع الأفكار التي تدور حول حالته المرضية ولا يؤمن بها بل
يلغيها جانبا
فقد قال له الأطباء أن مرضك هو كذا وكذا وهو
عبارة عن كذا بل يجب إلغاء هذا المعتقد من ذهنه ولا يؤمن به ولو كان صحيحا ، وهذا
فقط عند دخوله الجلسة أما خارج الجلسة فهو حر في معتقده وإيمانه
أو حدثته نفسه ووساوسه بأنه مصاب بكذا وفي
هذه الحالة عليه إلا أن يلغ هذا المعتقد من ذهنه مباشرة عند دخوله الجلسة
أما الأمر الذي هو أخطر من هذا كله ، ويلعب
دور الشيطان في تعقيد حالته المرضية ، هو أن يعتقد المريض حسب تفكيره الخاص أو
حسبما قال له بعضهم بأنه مصاب بالسحر أو المس الجني
هذا المعتقد يلعب دورا خطيرا في تعقيد حالته
ويصبح مسحورا أو ممسوسا بمعتقده ، وهو بذلك يصنع جدارا وحاجزا ضخما أكبر من جدار
برلين يمنع الإيحاءات الشافية من الوصول إليه كما يمنع الجلسة من الوصول إلى
نتائجها العظيمة ، وبهذا يكون معتقده هذا أصعب من حالته المرضية نفسها
يجب على المريض أن يدخل الجلسة بذهن صافي
تماما خالي من كل المعتقدات الوهمية والخرافات كما خلقه الله أول يوم أو كما ولدته
أمه ، لا يعترف بشيء ، ولا يؤمن بشيء ، ولا يعتقد بشيء ، عدى إيمانه بالله سبحانه
وتعالى
فالإنسان ولد حرا مستقلا ليس له أي إرتباط
بما يصنعه بعضهم من أفكار سلبية ، فهو نوع من الإستعباد ، وليتذكر قول سيدنا عمر
رضي الله عنه في أحد خطاباته
متى إستعبدتم الرجال وقد ولدتهم أمهاتهم
أحرارا.
لنفرض بأنك تريد الدخول لمؤسسة معينة ، وعند
ذلك تصطدم بالحارس أو الحاجب عند الباب فيطلب منك مثلا بطاقة التعريف الوطنية أولا
التي قد تكون معك أو ليست معك ، ثم يطلب منك الإنتظار لغاية ما يوافق المدير أو
رئيس المصلحة على دخولك إليه وقد لا يوافق أو يعطيك موعدا آخر ليس في صالحك
وقد تعود في الموعد الذي حدده لك لكنك تجده مشغولا
باجتماع طارئ أو ما شابه ذلك ، فتعود في يوم آخر بدون موعد وقد يظطر هذا المسؤول
عن تحديد موعد آخر وهكذا تجد نفسك تدور في حلقة مفرغة دون نتيجة وتستسلم لليأس
كذلك نفس الشيء بالنسبة لما ذكرناه سابقا ،
فقد تأتي الإيحاءات الشافية والطاقة الكونية من أجل دخولها إلى مؤسسة العقل
الباطني ، فتجد المعتقدات الوهمية والتشخيصات المسبقة الخاطئة تمنع دخولها ، وقد
تطلب منه التخلص من السحر أو المس الجني من أجل دخوله لهذه المؤسسة الباطنية فيروح
مهرولا وراء هذا الإجراء ودون نتيجة . وهذا طبعا لأنه يريد أن يتخلص من شيء غير
موجود أصلا فهو أشبه بالذي يبحث عن قطة سوداء في الظلام لا وجود لها
لكن إذا كان ذهنه صافيا مثلما ولدته أمه أول
يوم ، فإنه يتمكن بذلك من إقتناص الإيحاءات الشافية والطاقة الكونية بسرعة رهيبة
ويرى نفسه وكأنه ولد لأول مرة
وبالنسبة للطلبة فإنهم يصلون إلى النتائج
الروحانية عن جدارة تامة ، والتجربة هي معيار الحقيقة
وخلاصة القول هو أن تدخل الجلسة وأنت تتمتع
بذهن صافي تماما من جميع المعتقدات الوهمية ولكم مني أطيب التحيات الأخوية