اعلان

الأحد، 17 مايو 2020

كشف الشيء الظال والمسروق وخبايا الكنوز



كشف الشيء الظال والمسروق وخبايا الكنوز
بسم الله الرحمن الرحيم
سيداتي وسادتي
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

عظمة أسماء الله تعالى وعظمة كلماته
يقول سبحانه وتعالى بعد بسم الله الرحمن الرحيم
قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا
الكهف / 109                                                                                        فكلماته سبحانه و تعالى لا تنفد ولا تنتهي و خاصة علم أسمائه الحسنى وما أودع فيها من الأسرار التي لا يبلغها سوى عباده المتقين                                                                       فلو تحول ماء البحر كله إلى حبر للكتابة لانتهى هذا الحبر دون أن تنتهي كلمات الله حتى لو مددناه ببحر آخر
وفي آية أخرى بعد بسم الله الرحمن الرحيم وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ  إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
لقمان/27
فلو حولنا الاشجار كلها إلى صناعة أقلام من أجل كتابة العلم الذي جاء في أسماء الله وفي كلماته التامات ، مانفدت هذه الكلمات والأسماء
ومن هنا نستنتج بأن علم الله واسع جدا وإلى ما لا نهاية بحيث لا يوجد شيء في الكون ولا في ما وراء هذا الكون إلا ذكره الله في كتابه الكريم                                                          ولا يوجد مشكل من مشاكل الحياة الدنيا إلا وأعطانا الله حله الكامل ، ولذلك يقول عز وجل بعد بسم الله الرحمن الرحيم
ما فرطنا في الكتاب من شيء
الأنعام/38
وإنما قصورنا في البحث هو الذي يحجب الرؤيا عنا ويجعلنا نستسلم لطيات الفشل بالحكم المستحيل والمضاد لقوله عز وجل
أسماء الله الحسنى وكلماته هي الأساس والقاعدة لكل العلوم
أسماء الله سبحانه وتعالى وكلماته هي القاعدة الأساسية لكل علم ومنها تنطلق العلوم على إختلاف أنواعها وتفرعاتها ، ولذلك أنزل الله الإسمين الشريفين الرحمن الرحيم في آية الإيمان وهي بسم الله الرحمن الرحيم ثم أنزل هذه الآية في بداية كل سورة من القرآن الكريم ليدلنا بعظمة أسمائه الشاملة لكل العلوم
كرامات أسماء الله الحسنى وكلماته التامات
هذه المفاهيم الشريفة المتعلقة باسماء الله الحسنى وكلمات الله التامات هي تلك الكرامات التي أعطاها سبحانه وتعالى لعباده المؤمنين .                                                           وعندما يرى المسلم هذه الكرامات يزداد نور الإيمان في قلبه طبقا لقوله عز وجل
قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين
النمل/64
 وبهذا النور يستطيع القيام بأمور خارقة في مجال حياته الدنيوية كتلك التي يقوم بها رجال الله الصالحين ، من شفاء لأمراض مستعصية ، وحل لمشاكل إجتماعية ، وتحقيق لرغبات معينة بصورة خارقة
العلاقة السماوية التي توجد بين الكلمة والعدد
وهناك آيات كثيرة في الذكر الحكيم تدلنا على العلاقة الموجودة بين الكلمة والعدد وكذلك بين الحرف والعدد من مثل
وكل شيء عنده بمقدار
الرعد/8
وطبعا المقدار هو ذلك التقدير الحسابي أو الرياضي
وكذلك الآية
إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ
القمر/49
إلى غير ذلك من الآيات الدالة على التقدير الكمي والرياضي في القرآن الكريم
الوضعيات التي نزلت بها الأسماء
وفي القرآن الكريم نزلت أسماءه بصغة عددية ليعلمنا سبحانه وتعالى العلاقة التي تربط بين الكلمة وبين العدد
فقد نزلت بعض الأسماء بصورة منفردة أو أحادية ، من مثل
لتعلموا أن الله على كل شيء قدير
الطلاق/12
هنا ظهر إسم الله قدير بصورة منفردة أو أحادية

كما نزل البعض الآخر في صورة ثنائية ، من مثل
الله لا إله إلا هو الحي القيوم
آية الكرسي/ سورة البقرة /255
وهنا ظهر إسمان في صغة ثنائية وهما الحي القيوم

والبعض الآخر نزل في صورة تعددية أي أكبر من إثنين من مثل
هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم
فنلاحظ هنا ثلاثة أسماء وهما
عالم الغيب والشهادة ، الرحمن ، الرحيم

وكذلك هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون ، هو الله الخالق البارئ المصوّر له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم
الحشر/22،23،24
 وهنا ظهرت مجموعة كبيرة من الأسماء وهي
الملك ، القدوس ، السلام، المؤمن، المهيمن ، العزيز ، الجبار، المتكبر ،الخالق ، البارئ ، المصور، العزيز ، الحكيم

عدد الأسماء هنا هو 13 وهو نفس عدد أيام القمر الأولى ونفس عدد الحروف الغير منقوطة
وجاء ذلك واضحا في قوله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إني رأيت أحد عشركوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين
يوسف/4
والعدد هنا واضح أي 11 + 2
العدد 11 يتعلق بعدد الكواكب ، يتعلق بالشمس و القمر
إنما فصلت الإثنان عن 13 بنفس فصل الإسمين من الآية السابقة وهما العزيز الحكيم لسر يعلمه الله
فنلاحظ أن هناك ثلاث وضعيات لنزول أسمائه الحسنى على أرضية القرآن الكريم ودعمها بالصغة الرمزية في بداية بعض السور
الوضعية الأحادية عبر عنها بقوله ص والقرآن ذي الذكر ، ثم ق والقرآن المجيد ، ثم ن والقلم وما يسطرون.
وفي الوضعية الثنائية يس ، حم
وفي الوضعية الثلاثية الف ، لام ، ميم وكذلك ألف ، لام ، راء
ويضيف سبحانه وتعالى الوضعية الرابعة ممثلة في المص أي ألف ، لام ، ميم ، صاد
والوضعية الأخيرة وهي الوضعية الخماسية في مثل كهيعص ، و حم عسق
إنما نحن قسمناها إلى الوضعية الأحادية ، ثم الثنائية ، ثم الثلاثية أي كل ما كان أكبر من إثنين
المفهوم الباطني لإسمه تعالى الهادي
لقد نزل هذا الإسم بصورة منفردة في الغالب على مستوى القرآن الكريم وعدد حروفه أربعة بدون ألف ولام التعريف وذلك لأن عدد المرسلين أربعة وعدد الجهات أربعة ، فهو يهدي العباد من كل الجهات و الجوانب وليس فقط من جهة واحدة
وعدد أرقام هذا الإسم الشريف هو عشرون 20 بنفس عدد إسمه ودود الذي يساوي أيضا 20 عشرين ، وذلك لأن هناك علاقة قوية تربط بين سر التودد وبين الهداية لأن التودد أو الحب لا يمكن إلا بالهداية والإهتداء
والإقتران بينهما في الذكر والدعاء يكون أجود وأحسن وأكمل
الهداية تتوجه بصورة مركزة إلى كل ما هو خفي وإلى كل ما هو ضال ، ولو حسبنا كلمة ضال لو جدنا أنها تساوي 111 مائة وإحدى عشر
ولو قسمنا كلمة ضال على إسمه الشريف هادي
أي قسمة 111 على 20 لكان الناتج 6 والباقي 1

والعدد 6 هو عدد الحروف التي يتكون منها إسمه الهادي بإضافة الألف واللام ، وهو ما يشير إلى إضافة جهتين إستثنائيتين للجهات الأربعة وهما الأعلى والأسفل
لأن الهداية موجهة أيضا إلى غير البشر من كائنات الفضاء الخارجي

والعدد الباقي 1 يشير إلى أن هذه الهداية تكون لمن يريدها وعبر عن ذلك بالآية السابقة
والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم
النور/25
ونجد هذا الإسم الشريف له علاقة وطيدة بالرؤى والأحلام والمكاشفات الباطنية في الرؤيا خصوصا
ولذلك نجد آثاره واضحة في سورة يوسف عليه السلام التي إختصت بإبراز المكاشفة الباطنية أثناء الرؤيا
فقد جاء في قوله عز وجل
وإن كنت من قبله لمن الغافلين
يوسف/3
فالإنسان سواء كان نبيا أو عاديا وصفه سبحانه وتعالى بأنه كان غافلا وجاهلا قبل نزول القرآن الكريم ، وبالتالي يكون نزول هذا القرآن الكريم هو هداية للبشر وهو ما يشير باطنيا إلى إسمه تعالى الهادي ، وعليه يكون القرآن الكريم كله ملخصا في إسمه الهادي ، ذلك لأن هذا القرآن جاء لهداية البشر بناء على قوله تعالى
إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم
الإسراء/9
وعلى سبيل الإيجاز تكون الفوائد الباطنية لهذا الإسم معلومة من خلال وجهه الظاهري ، فهو يدل على الوصول لكل ما هو خفي وما هو ضال عن الإدراك البشري للظواهر الخفية
والإطلاع على مكنونات الأمور
فيختص إسمه الهادي بصورة مركزة بالإستخارات والرؤى والأحلام  والإطلاع على خبايا الأمور ، ومسائل الكنوز الخفية وكل ما هو ضال عن إدراك الإنسان
كيفية العمل بإسمه الهادي
وكيفية العمل به هو الذكر والدعاء ، حيث تذكر الإسم بعدده مضروبا في عدد أيام الأسبوع فيكون مائة وأربعون 140 في اي وقت يكون لديك فيه الإستعداد للذكر أي حالة تواجدك
في خشوع تام

وفي آخر الذكر تذكر الدعاء سبعة مرات ، وأن ذكرت معه إسمه ودود تكون النتيجة أحسن وبصورة ملحوظة                                                                                      وفي هذه الحالة تذكر الإسمين بياء النداء مائتين وثمانين مرة والدعاء أربعة عشر مرة ، ويمكنك زيادة طلباتك كم تشاء من الأمور الخيرية في آخرالدعاء
تصريف إسمه الهادي في الإستخارات والإطلاع على الأمور الخفية
وإن شئت عمله للإستخارة عن أمر من الأمور الخفية مثل عاقبة أمر ما ، أو حل مناسب في مشكلة ما ، أو الإختيار بين أمرين أيهما الأحسن ، أو حالة البحث عن كنز خفي ، أو إرجاع مسروقات ومعرفة السارق ، فقم بنفس المواصفات التي ذكرناها ، وإنما عندما تلجأ لفراشك الطاهر ، تقوم بذكر الإسم أو الإسمين دون إنقطاع وبخشوع تام إلى أن يغلب عليك النوم ، فإنك نرى حاجتك بوضوح تام وعن إعتبارات مجربة
الدعاء الشريف
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم أنت الهادي لكل مخلوق لمعرفة ما لا تدركه القلوب والعقول وأنت الهادي لكل ظال إلى الصراط المستقيم ، هديت العالمين من الناس بدلائل إتقان
 صنع المخلوقات وهديت العاصي إلى معرفتك وأظهرت لهم من لطائف الكرامات وهديت الأطفال في صغرهم إلى الإرضاع والطير إلى الإلتقاط في البقاع و هادي النحل وكل ذي روح إلى صلاح حاله والإنتفاع والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم

أسألك أن تزيدني من حسن التوفيق مما تكمل به الهدى و تجعلني من أتباع نبيك محمد صلى الله عليه وسلم ، وأن تلهمني بكرامة التبصر والبصيرة حتى أتمكن من الإطلاع
على الأسرار الخفية ومواجهة أعداءك وأعداء نبيك ودينك وتهديني لمعرفة الظال من أمورك التي لا يعلمها إلا أنبياءك وعبادك الصالحون ، وأن تزيدني من قوتك في ضعف بصيرتي إنك أنت الهادي والقادر المقتدر وأنت على كل شيء قدير
السر العظيم في إستجابة الدعاء
والسر العظيم في أي دعاء ، والشيفرة الأساسية له هو ألا تقوم به على سبيل التجريب ، بل أدعو به وأنت على كامل اليقين بالإجابة التامة من لدن الله الرحمن الرحيم البصير بالعباد
رابح ميساوي