اعلان

الخميس، 9 أبريل 2015

صور لأولياء الله الصالحين

                       
                                                  بسم الله الرحمن الرحيم
                                                  والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
                                                   وعلى آله وصحبه أجمعين

على بركة الله ندرج لكم بعض الصور لأولياء الله الصالحين ، الذينهم من أبناء الولي الصالح ، القطب سيدي أحمد التيجاني ، شيخ الزاوية التيجانية المتواجدة بعين ماضي بولاية الأغواط ، وهي منتشرة عبر معظم أنحاء العالم..
يرجع الفضل لهذه الزاوية في القيام بأعظم الفتوحات الإسلامية..
من هذه الصور من نعرف أسماءهم ، ومنهم من نوافيكم بها في حينها..
وكل واحد من أصحاب هذه الصور له قصة روحية عجيبة وكرامات فاقت كل إعتبار.. وسوف نقدم اقصة الروحية لكل واحد منهم في الآجال القريبة..
























































كرامات أهل التصوف





لقد أيد الله كل رسول أو نبي بمعجزة خارقة تجعل الناس يؤمنون بصدق رسالته ، وبأنه مفوض من عند الله تفويضا مطلقا ، وأن الكتاب الذي بين يديه هو كتاب سماوي...
وكما أيد رسله بالمعجزات ، أيد أيضا أولياءه الصالحين بكرامات تستخلص الناس من ورائها مصداقية ذلك الولي وصحة أقواله وأفعاله...
فما هو معجزة لنبي هو كرامة لولي...
 فمن أولياء الله من صام في المهد ..
ومنهم من عرج إلى السماء..
ومنهم من رأى اللوح المحفوظ ...
ومنهم من وصل سدرة المنتهى..
ومنهم من إستطاع أن يتنبأ بأجله قبل دنوّه..
ومنهم من أخبرنا بتاريخ المستقبل وعما يحدث في الخمسمائة سنة القادمة..
كان سيدنا البسطامي ، سائرا تحت الجبل ، وإذا بأحدهم ينحدر ساقطا من الأعلى فيرده البسطامي بعينيه إلى مكانه بسرعة خاطفة قبل أن يصل إلى الأرض..
وقد أعطاه الله كرامة الإنتفاخ ، فلما طلبه هارون الرشيد بالمثول بين يديه ، إنتفخ بالشكل الذي لم يجدوا سبيلا لإخراجه من الباب فتخلوا عنه..
وقد تعرض الحلاج لعقوبة الإعدام من طرف هارون الرشيد ، فقطع يده اليمنى دون أن يتأثر بشيء ، حيث لم يظهر عليه إحساس بالألم أو الإكتراث .. ذلك لأن سيدنا الحلاج يعلم جيدا أن الإنسان هو إنسان بروحه لا بجسده.. وقطعت يده اليسرى ولم يتراجع عن قوله أو يحس بشيء ثم رجله اليمنى واليسرى.. ونفس الشيء.. وبقي يتكلم كما هو دون أي تأثر أو تأثير..
ولم يسع هارون الرشيد إلا أن يفصل رأسه عن جسده ، لكن الحلاج بقي يتكلم كما هو..
فقطعوا لسانه .. وغريب الأمر أن لسانه بقي يتكلم كما هو دون أن يرجع عن عزمه ودون أن يتأثر بالمؤثرات الجسدية ..
وقد كان هارون الرشيد يعتقد أن ما يقوم به الحلاج هو نوع من الشعوذة والسحر.. لكنه لما رأى تلك المبادرات الخارقة التي صدرت عن الحلاج ، والتي تفوق قدرة الساحر بملايين الأضعاف .. أدرك أن الأمر لا يرجع إلى السحر بإمكانياته الضعيفة .. وإنما يرجع إلى قوة أخرى إكتسبها الحلاج عن طريق قوة إيمانه الديني العميق.. وندم عن فعله بالحلاج..
ومن أولياء الله  من أوقف محركات الطائرات في السماء ..
ومنهم من عطل محركات الدبابات الفرنسية على الأرض..
ومنهم من أوقف مفعول ضربات السيوف والنبال.. وضربات الرصاص..
ولقد وقف العالم حائرا أمام سر تلك القوة[1] التي تبعث في الإنسان قوى أخرى يؤثر بها على الطبيعة دون مؤثرات مادية ، اللهم إلا بقوة الإيمان العميق بما يعمل من خير من أجل الخير...
هذه القوة التي السر الأساسي فيها هو التصعيد[2] الذي يتماشى جنبا إلى جنب مع الزهد في الدنيا[3]... يمتلكها الإنسان حينما يرتبط إيمانه بمتطلبات هذا الإيمان . وهنا يصبح الإنسان يرى بغير عينيه.. ويستمع بدون أذنيه .. ويلمس بغير يده ، و... حتى يتحول إلى خليفة الله في أرضه ، طبق للآية :
" .. إني جاعل في الأرض خليفة .. "
فالحواس الخمس كلها تتحد في حاسة واحدة إضافية تعطي الصورة الحقيقية للإنسان وشكله الحقيقي الذي أراد الله للإنسان أن يكون كذلك[4] .
لقد برهن الصوفيون بما لا يقبل الشك بأن الحواس الخمس ما هي إلا وسائل تمد الإدراك بالتدعيم اللازم من أجل القيام بمهمته الحسية التي تعتمد على الواقع الحسي بغية التعامل مع الحياة بما فيها من حياة ..
أما الإدراك الحقيقي فهو ذلك الذي يستمد معلوماته الصافية من الواقع الخارجي دون الإعتماد على هذه الحواس المزيفة غالبا.
ورواد التصعيد هم الصوفيون الذين تعلموا هذه الحقائق مباشرة من معطيات القرآن ..
وإن المفاهيم التي كتبها أهل الصوفية فيما يتعلق بعمق التعاليم الدينية وأبعادها الفكرية ، غير قابلة للفهم من طرف عقولنا ، مما يجعلنا نواجههم بالعداء والإنتقادات اللاذعة .




[1] كرامات أهل التصوف-
[2] -تحويل الشهوات البشرية إلى ما هو أسمى
[3] راجع التصوف عند حجة الإسلام أبي حامد الغزالي-
[4] -في الحديث القدسي : " عبدي إنك إن أطعتني جعلتك عبدا ربانيا تقول للشيء كن فيكون "

الأربعاء، 8 أبريل 2015

أولياء الله الصالحين في القرآن





يقول سبحانه عز وجل :
" ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنزن "
فقد أكد الله سبحانه وتعالى الخبر بمؤكدين إثنين[1] :
 أولهما : " ألا "
وثانيهما " إن "
دلالة على أنه سوف يأتي اليوم الذي يتعرض فيه أولياء الله إلى الإنتقادات الجارحة عن طريق الفهم الخاطئ لهم .. فأكد الخبر بالمؤكدين منعا لهذا الإنحراف عن المفهوم..
فالمؤكد الأول " ألا "
هو بمثابة دائرة محيطة بدائرة أخرى متمثلة في المؤكد الثاني:
" إن "
فإن إستطاع بعضهم تحطيم الدائرة الأولى ،  فإن تحطيم الدائرة الثانية هو في المقام الأعلى من الإستحالة ، كشكل واضح من الإعجاز في القرآن الكريم.                
لقد كان نبي الله سليمان بن داود عليه السلام ، قد أيده الله بمعجزات عظيمة لم يؤيد بها أنبياءه الآخرين طبقا للآية:
" قال رب أغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب "
وفي آية أخرى :
"... فسخرنا له الريخ الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب ، والشياطين كل بناء وغواص "
فعفاريت الجن تخدمه في كل ما يريد من أمور الدنيا .. والريح تحمله في سرعة البرق حيثما أراد .. والطير يستخدمها في المخابرات .. وحتى أنه إستطاع أن يأتي بعرش بلقيس في ظرف لا يتجاوز لمح البصر ..
وبالرغم من كل هذه المعجزات ، يقوم سيدنا سليمان يدعو ربه فيقول:
".. وقال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل عملا صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين"[2]
أي أن سليمان أدرك حاجته في الإلتحاق بأولياء الله الصالحين ، وراح يطلب ربه من أجل ذلك ..
أما سيدنا يوسف عليه السلام ، وبالرغم من المعجزات التي أيده الله بها ، حيث أنه كان آية من آيات الله في جمال الشكل واللون ، حتى أن إمرأة عزيز مصر شغفت به ، كما جاء ذلك واضحا في الآية :
" وقال نسوة في المدينة ، إمرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه ‘ قد شغفها حبا.. "
وحتى أن بنات ونساء الحي أفقدن صوابهن عندما رأينه يدخل عليهن ، كما جاء في الآية:
" فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن وقلن حاش لله ما هذا بشر ، إن هذا إلا ملك كريم"
ثم أن الله علمه علما لم يعلّم به غيره من البشر ، وهو علم تفسير الأحلام ..
فالعقل الباطني يستخدم لغة غير اللغة التي يستخدمها العقل الواعي ، وهذه اللغة عبارة عن نسغ من الرموز الكاشفة عن معاني وأمور غيبية ، مازال العالم كله لم يصل إليها.
وكل ما وصل إليه العلماء هو ذلك الجانب من التفسير المرضي ، حيث يقوم العقل الباطني بإعطاء إشارات ورموز تعبر عن أسباب متاعبه ومكبوتاته وصدماته إبان الطفولة ، التي لا تزال تمد بعلاقتها إلى الوقت الحاضر..
أما التفسير الغيبي الذي أدركه سيدنا يوسف ، فقد فاق التفسير المرضي بآلاف الأضعاف ، وأصبح بمقدوره أن يتنبأ عما يحدث للإنسان أو ما يحدث في الكون مستقبلا ، عاجلا أم آجلا.. 
ولا زالت مجهولية هذه العلاقة الرابطة بين العقل الباطني والمفاهيم الغيبية تمد بخيوطها إلى الوقت الحالي..
وبالرغم من هذه المعجزات العظيمة لسيدنا يوسف عليه الصلاة والسلام ، إلا أنه أدرك لزومية الإلتحاق بأولياء الله الصالحين ، فيدعو ربه قائلا:
" رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث ، فاطر السماوات والأرض ، أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين "
ويقوم سيدنا إبراهيم عليه السلام في دعاء ربه  حيث تقول الآية :
رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ..[3]
وفي سيدنا موسى عليه السلام ، آيات لأولي الألباب ، حيث أنه كان من المرسلين ، وكان يكلم الله جهرة وبدون أي وسيط بينهما من الملائكة ، وتلقى واحدا من الكتب الأربعة وهو كتاب التوراة ..
ويوم مواجهته لفرعون ، أخرج يده بيضاء للناظرين كبرهان على نبوته..
واستطاع أن يلقي بعصاه لتتلقف ما يأفكه السحرة ..
وأن يأتيهم بتعريف دقيق للسحر من الواقع الملموس ويكشف عن مجهوليته ووهميته ..
كما إستطاع بقوة الله أن يشق طريقا في البحر لنجاة قومه وإغراق فرعون وآله ..
 و أن يفجر ينابيع الارض ماء ..
وأن يأتيهم بطعام من مختلف الالوان والأذواق في ارض قاحلة..
و أن يكشف عن الدجل الذي قام به السامري..
و...
إلا أنه لما إلتقى مع أحد أولياء الله الصالحين ، وهو سيدنا الخظر عليه السلام ، وقف عاجزا أمام كراماته ، وقدراته العلمية ، ومعرفته لأسرار الكون والحياة..
إن موسى كونه نبي مرسل ، يتلقى كتابا سماويا عظيما وهو كتاب التوراة.. وأيده الله معجزات فائقة تمثلت في ما تقوم به عصاه من أعمال فاقت القدرة البشرية على الإستعاب ..
ويكلفه بهداية فرعون إلى الصراط المستقيم ، مع أن فرعون كان أكبر طاغية في العالم وفي ذلك العصر.. كما يكلفه بشرح آية علمية في المقام الأعلى من التعقيد والصعوبة ، من حيث أن العقل البشري قاصر على فهم ما سيقوله موسى في تعريفه للسحر.. فإن قال موسى بأن السحر هو ما يقوم به الساحر من خوارق الطبيعة ، نتيجة لاستعانته بالجن ، فإن ذلك سيكون أقرب إلى الإستعاب والفهم..
لكن إذا قال موسى بان السحر هو ما يقوم به الساحر من خوارق الطبيعة نتيجة للإستعانة بقوة التخيل ، فإن ذلك أبعد بكثير من الإستيعاب والفهم ، خصوصا بين قوم يتميزون بثقافة سحرية ولا يفسرون الأحداث وحوادث الطبيعة إلا تفسيرا سحريا.. ولا علاقة لهم بالمفاهيم العلمية أبدا..
تصور أنك طبيب نفساني.. إستقبلت مريضا يعاني مما لا شك فيه من إضطرابات هستيرية.. واستطعت أن تتأكد من ذلك عن طريق الفحص والإختبارات النفسية.. بينما هذا المريض ثقافته هي ثقافة سحرية ، ويعتقد أنه مصاب بسحر أو مس جني أو الحسد.. إنه يؤمن بهذه الفكرة منذ طفولته..
فما العمل عندئذ ؟
سيكون من الصعب جدا ، بل من المستحيل إقناعه في أنه مصاب بحالة نفسية تميزت بظهور أعراض هستيرية سببها عقدة نفسية سقطت في اللاشعور إبان الطفولة.. وما إلى ذلك من مفاهيم اللاشعوروالعقل الباطني.. والجهاز النفسي و..
سيذهب هذا المريض ضحية لمعتقده الراسخ في ذهنه.. يمشي في طريقه نحو الهلاك لا محالة..
هذا هو الإشكال الذي سقط فيه سيدنا موسى ، فواجه سحرة فرعون واتباعهم الذين يعتقدون بوساطة الجن في التأثير على الطبيعة وما عليها بما فيها الإنسان.. ومن الصعب على موسى في أن يعاكس ثقافتهم الوهمية التي ترعرعت معهم منذ طفولتهم ليقول لهم بأن ما حدث لهم هو نتيجة لقوة التخيلات كما جاءت به الآية :
" فإذا حبالهم وعصيهم يخـيـّل إليه من سحرهم أنها تسعى"
ومن الصعب جدا أن يقول لهم بأن ما جئتم به ما هو إلا ذلك الإدراك الوهمي للواقع نتيجة لقوة التخيلات..
لكن موسى واجه تلك الفيالق التي تميزت بالجهل والثقافة السحرية واثبت لهم بما لا يقبل الشك بطلان معتقداتهم ، وكان نتيجتها أن إستسلم السحرة واتبعوه في عقيدته المقدسة.. وتلك قوة الله التي أودعها في أنبيائه..   
كما أن سيدنا موسى كان يكلم الله جهرة بدون وسيط على خلاف الانبياء الآخرين .. ويخالف جميع هؤلاء الأنبياء من حيث الوظيفة ، فيخرج من نطاق التشريع إلى التربية والتعليم المعقد ليكشف للناس وهمية السحر ..
ونحن وبالرغم من أننا مسلمون ، ونمتلك أقوى كتاب أنزله الله على وجه الكرة الأرضية ، وفيه شرح دقيق جدا لوهمية السحر ، إلا أننا لم نتمكن من إستعاب المفهوم .. وكان فهمه بالنسبة لنا يتميز بالصعوبة والإستحالة ، للدرجة التي نرفض فيها ما تقوله الآية لنستمع إلى ما يقوله الآخرون..
هذا كله لندرك المهمة الصعبة التي قام بها سيدنا موسى ، لتصل في ما بعد إلى حبيبنا محمد (ص) عن طريق القرآن فتزداد إسجلاء ووضوحا..
كل هذه الإمكانيات جعلت موسى يقف عاجزا أمام إمكانيات ذلك الولي الصالح سيدنا الخضر عليه السلام .. ويقرر في الأخير التتلمذ على يده ويتبعه حيثما سار مغتربا عن قومه..
إنه شيء بطبيعة الحال غير معقول تماما.. والعقل في هذه الحالة يقوم بانتقدات لاذعة ، ويقدم مفاهيم مخالفة ، لكن الواقع الذي جاءت به الآيات في سورة الكهف تثبت بأدلة قاطعة في أن سيدنا موسى إتبع سيدنا الخظر إبتغاء إثراء الجانب العلمي الذي يفتقده موسى..
وعجز موسى عجزا كاملا عن مواصلة الدراسة بسبب تعقيد المنهجية التي يقدمها سيدنا الخظر عليه السلام ، وانسحب من الدراسة..
إن رسائل الأنبياء تنتهي بموتهم ، أما رسالة أولياء الله الصالحين تبقى متواصلة إلى يوم الدين وهو السر الذي جاءت به الآية :
" إني جاعل في الأرض خليفة.."
وقعت الآية موقع شبه جملة فتعرب حالا.. أي أنها تدل على الحالية.. والحالية تعقبها الإستمرارية كتكامل بين الأنبياء والأولياء.. وهو ما ظهر من إثراء الجانب الباطني من القرآن عن طريق أهل الصوفية .
وتتواصل الآيات مبرزة عظمة هؤلاء الأولياء ، حيث يقول عز وجل :
" ولقد كتبنا في الزابور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون "
إنهم بما يملكون من أحكام باطنية ، يقومون بإثراء الجانب الغامض من القرآن الكريم ، فيعطونه حقه من الوضوح والتفسير .
والأولياء من هذا المنظور ، يقومون بمحاولة إصلاح الأرض وما ظهر عليها من فساد ، عن طريق الشرح الكامل لآي القرآن مدعمين أقوالهم بالكرامات العالية التي تفوق مستوى التقدير الإنساني ..
                                                                                                            


[1] - الإمام الجرجاني
[2] - سورة النمل.. الآية 19
[3] - سورة الشعراء

الثلاثاء، 7 أبريل 2015

هل صحيح أن الرسول(ص) سحروه ؟


                          هل صحيح أن الرسول(ص) سحروه ؟

إنهم يقولون أن النبي (ص) قد سحره لبيد بن الأعصم في مشطه .. حتى أنه أصيب في صحته النفسية ...
ومنه نستنتج بأنه ما دام حتى الرسول سحر، وتأثر بهذا السحر.. فكيف بالبشر العاديين ؟
إنهم سوف يتأثرون لدرجات خطيرة..
ونحن نتساءل..
إنهم يقولون بتشديد أن السحر هو من أمر الساحر الذي يأمر الشياطين فتهجم على المسحور وتنفذ فيه أوامر هذا الساحر...
أي أنه في هذه الحالة قام الساحر لبيد بن الأعصم بسحر رسول الله (ص) ، فأمر الشياطين أن تهجم على هذا الرسول وتنفذ فيه أوامره..
فهجمت هذه الشياطين على النبي (ص) وفعلت فعلها فيه ..
 بينما نحن نعلم أن الملائكة التي هي أقوى من الشياطين بآلاف الأضعاف ، كانت تحب رسول الله (ص) حبا جما ، وتحب زيارته ولقائه ، لكنها كانت تخاف منه ، وما تتقدم لزيارته حتى تطلب الإذن من الله مصداقا لقوله تعالى:
" وما نتنزل إلا بأمر ربك ".
هذه الملائكة تخاف من مقابلة رسول الله (ص) ، فكيف بالشياطين إذن ؟...
*****************************************************
الرسول (ص) محصن من عند الله بموجب الرسالة التي يحملها ..
فالغمامة كانت تظلله من حر الرمضاء..
والملائكة عن يمينه وعن شماله.. وأمامه ووراءه..
وجبرائيل يكون عنده من وراء سبع سماوات في أسرع من لمح البصر...
 والعلاقة مباشرة بينه وبين الله سبحانه وتعالى ..
*****************************************************
لقد واجه سيدنا موسى عليه السلام آلاف السحرة ، ولم يؤثروا عليه بشيء ، بل هزمهم هزيمة عنيفة جعلتهم يدخلون تحت دعوته بسرعة فائقة .. بينما يتأثر النبي محمد عليه أفضل الصلوات والسلام بسحر واحد فقط إسمه لبيد بن الأعصم ..
ينتصر موسى عليه السلام على آلاف السحرة ، وينهزم محمد عليه الصلاة والسلام أمام ساخر واحد..
الأمر يدعو أيها القارئ إلى فرصة أكبر للتفكير في صحة هذا الإدعاء من خطئه..
*****************************************************
بعد حوالي سنة من إنتصار المسلمين في غزوة بدر ، جاءت قريش ثائرة في غزوة أحد ، يقودها خالد بن الوليد قبل إسلامه ، والذي كان مكلفا بقتل الرسول محمد (ص).. وانتصرت قريش في هذه المعركة إنتصارا باهرا بسبب كثرة عددهم .. وبسبب مخالفة بعض من المسلمين لأوامر النبي (ص)..
وخرج خالد وجها لوجه مع النبي (ص) شاهرا نبله تجاه صدره ، لكن النبل أبى إلى أن يخرج من يد خالد .. وأبت يد خالد في أن تطلق النبل منها بالرغم من تصميمه على قتل النبي.. وبعد المحاولة والجهد الذي باء بالفشل إنصرف خالد آسفا وموقنا بأن وراء الرجل نبوة بالفعل.. وبعدها بقليل أشهر إسلامه.
إذن فهذه النبل إمتنعت عن القيام بجريمة في حق نبي البشرية جمعاء ، ولم يستطع الحديد النفاذ إلى جسم الرسول لأنه محصن بعناية السماء.. فكيف بالسحر إذن ؟
*****************************************************
في أحد الغزوات التي كانت بقيادة سيدنا خالد رضي الله عنه .. أوصى في غزواته بأن يتركوا له قائدهم " عقة بن أبي عقة " لكي يقتله بنفسه.. ولما إنتصر المسلمون في هذه الغزوة ، كان خالد يجري على حصانه وينادي بأعلى صوته :
" دعوا عقة بن أبي عقة لي.. دعوا عقة بن أبي عقة لي.."
ومسك به خالد.. ونزع الخاتم الذي كان في يده مغمورا بسم الأفاعي..
لقد حضر عقة بن أبي عقة سم الأفاعي في جوف الخاتم تحسبا في أن يقع في يد خالد ، فيموت إنتحارا بالسم بدلا من الموت بسيفه..
فارتشف سيدنا خالد ذلك السم بالرغم من صياح الصحابة وممانعتهم وتحذيرهم من ذلك.. لكنه لم يطرأ عليه شيء ..
لم يتأثر خالد بذلك السم القاتل.. ولم يعمل فيه شيئا..
ولما رأى عقة تلك الكرامة العظيمة التي حصنت خالدا حتى من سم الأفاعي أيقن من صحة ما يدعو له المجاهدون المسلمون و أشهر إسلامه..
إذن فهذا خالد الذي هو واحد من أصحاب رسول الله لم يعمل معه السم شيئا ، فكيف بالسحر أن يعمل في رسول الله إذن ؟
ألم يؤدي هذا الإدعاء إلى الحط من قيمة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام ؟
إلى الحط من قيمة نبي البشرية جمعاء..؟
إلى الحط من قيمة أعظم نبي ، مفضل على سائر الأنبياء والرسل..؟
إلى الحط من قيمة أغظم رجل على وجه الكرة الأرضية والكون كله ؟
*****************************************************
إنهم يقولون أن السحر يزول بالرقيا.. حيث يقوم الراقي بتلاوة القرآن بما فيه آيات بطلان السحر.. فيتخلص المصاب من هذا السحر بسبب هذه التلاوة..
غير أن الرسول (ص) يحمل هذا القرآن في صدره منقوشا في ذاكرته وفي قلبه ، بقراءته الصحيحة كما سمعها من سيدنا جبرائيل عليه السلام ، وليس كما يقرأها الراقي.. ولا نظن أبدا بوجود شخص يعرف القرآن أحسن من محمد (ص) ، ويقرأه بمخارج حروفه مثله.. وهو إضافة إلى ذلك يقرأ وردا صباحا ومساء.. ويذكر الله قائما أو قاعدا أو نائما.. حتى أن زفرات أنفاسه كانت كلها ذكرا لله سبحانه وتعالى..
هذا النبي الذي يحمل ما هو ضد السحر ، يتأثر بهذا السحر..
هذا النبي الذي يرقي نفسه بنفسه يتأثر بالسحر..
ألم يقل أهل الرقيا أن هناك آيات في القرآن تحصن الإنسان وتحفضه من السحر ؟
إذا كان الأمر كذلك فكيف بالنبي الذي لا يحفظ مجرد آيات فقط ، بل يحفظ القرآن كله مع طريقة قراءة ، ومعرفة شرحه وأسراره..
إن الأمر يدعو إلى التساءل ، والتفكير ولو قليلا في الأمر..