هل صحيح أن الرسول(ص) سحروه ؟
إنهم يقولون أن النبي (ص) قد سحره لبيد بن
الأعصم في مشطه .. حتى أنه أصيب في صحته النفسية ...
ومنه نستنتج بأنه ما دام حتى الرسول سحر،
وتأثر بهذا السحر.. فكيف بالبشر العاديين ؟
إنهم سوف يتأثرون لدرجات خطيرة..
ونحن نتساءل..
إنهم يقولون بتشديد أن السحر هو من أمر
الساحر الذي يأمر الشياطين فتهجم على المسحور وتنفذ فيه أوامر هذا الساحر...
أي أنه في هذه الحالة قام الساحر لبيد بن
الأعصم بسحر رسول الله (ص) ، فأمر الشياطين أن تهجم على هذا الرسول وتنفذ فيه
أوامره..
فهجمت هذه الشياطين على النبي (ص) وفعلت
فعلها فيه ..
بينما نحن نعلم أن الملائكة التي هي أقوى من
الشياطين بآلاف الأضعاف ، كانت تحب رسول الله (ص) حبا جما ، وتحب زيارته ولقائه ،
لكنها كانت تخاف منه ، وما تتقدم لزيارته حتى تطلب الإذن من الله مصداقا لقوله
تعالى:
" وما نتنزل إلا بأمر ربك ".
هذه الملائكة تخاف من مقابلة رسول الله (ص)
، فكيف بالشياطين إذن ؟...
*****************************************************
الرسول (ص) محصن من عند الله بموجب الرسالة
التي يحملها ..
فالغمامة كانت تظلله من حر الرمضاء..
والملائكة عن يمينه وعن شماله.. وأمامه
ووراءه..
وجبرائيل يكون عنده من وراء سبع سماوات في
أسرع من لمح البصر...
والعلاقة مباشرة بينه وبين الله سبحانه وتعالى
..
*****************************************************
لقد واجه سيدنا موسى عليه السلام آلاف
السحرة ، ولم يؤثروا عليه بشيء ، بل هزمهم هزيمة عنيفة جعلتهم يدخلون تحت دعوته
بسرعة فائقة .. بينما يتأثر النبي محمد عليه أفضل الصلوات والسلام بسحر واحد فقط
إسمه لبيد بن الأعصم ..
ينتصر موسى عليه السلام على آلاف السحرة ،
وينهزم محمد عليه الصلاة والسلام أمام ساخر واحد..
الأمر يدعو أيها القارئ إلى فرصة أكبر
للتفكير في صحة هذا الإدعاء من خطئه..
*****************************************************
بعد حوالي سنة من إنتصار المسلمين في غزوة
بدر ، جاءت قريش ثائرة في غزوة أحد ، يقودها خالد بن الوليد قبل إسلامه ، والذي
كان مكلفا بقتل الرسول محمد (ص).. وانتصرت قريش في هذه المعركة إنتصارا باهرا بسبب
كثرة عددهم .. وبسبب مخالفة بعض من المسلمين لأوامر النبي (ص)..
وخرج خالد وجها لوجه مع النبي (ص) شاهرا
نبله تجاه صدره ، لكن النبل أبى إلى أن يخرج من يد خالد .. وأبت يد خالد في أن
تطلق النبل منها بالرغم من تصميمه على قتل النبي.. وبعد المحاولة والجهد الذي باء
بالفشل إنصرف خالد آسفا وموقنا بأن وراء الرجل نبوة بالفعل.. وبعدها بقليل أشهر
إسلامه.
إذن فهذه النبل إمتنعت عن القيام بجريمة في
حق نبي البشرية جمعاء ، ولم يستطع الحديد النفاذ إلى جسم الرسول لأنه محصن بعناية
السماء.. فكيف بالسحر إذن ؟
*****************************************************
في أحد الغزوات التي كانت بقيادة سيدنا خالد
رضي الله عنه .. أوصى في غزواته بأن يتركوا له قائدهم " عقة بن أبي عقة
" لكي يقتله بنفسه.. ولما إنتصر المسلمون في هذه الغزوة ، كان خالد يجري على
حصانه وينادي بأعلى صوته :
" دعوا عقة بن أبي عقة لي.. دعوا عقة
بن أبي عقة لي.."
ومسك به خالد.. ونزع الخاتم الذي كان في يده
مغمورا بسم الأفاعي..
لقد حضر عقة بن أبي عقة سم الأفاعي في جوف
الخاتم تحسبا في أن يقع في يد خالد ، فيموت إنتحارا بالسم بدلا من الموت بسيفه..
فارتشف سيدنا خالد ذلك السم بالرغم من صياح
الصحابة وممانعتهم وتحذيرهم من ذلك.. لكنه لم يطرأ عليه شيء ..
لم يتأثر خالد بذلك السم القاتل.. ولم يعمل
فيه شيئا..
ولما رأى عقة تلك الكرامة العظيمة التي حصنت
خالدا حتى من سم الأفاعي أيقن من صحة ما يدعو له المجاهدون المسلمون و أشهر
إسلامه..
إذن فهذا خالد الذي هو واحد من أصحاب رسول
الله لم يعمل معه السم شيئا ، فكيف بالسحر أن يعمل في رسول الله إذن ؟
ألم يؤدي هذا الإدعاء إلى الحط من قيمة
الرسول محمد عليه الصلاة والسلام ؟
إلى الحط من قيمة نبي البشرية جمعاء..؟
إلى الحط من قيمة أعظم نبي ، مفضل على سائر
الأنبياء والرسل..؟
إلى الحط من قيمة أغظم رجل على وجه الكرة
الأرضية والكون كله ؟
*****************************************************
إنهم يقولون أن السحر يزول بالرقيا.. حيث
يقوم الراقي بتلاوة القرآن بما فيه آيات بطلان السحر.. فيتخلص المصاب من هذا السحر
بسبب هذه التلاوة..
غير أن الرسول (ص) يحمل هذا القرآن في صدره
منقوشا في ذاكرته وفي قلبه ، بقراءته الصحيحة كما سمعها من سيدنا جبرائيل عليه
السلام ، وليس كما يقرأها الراقي.. ولا نظن أبدا بوجود شخص يعرف القرآن أحسن من
محمد (ص) ، ويقرأه بمخارج حروفه مثله.. وهو إضافة إلى ذلك يقرأ وردا صباحا ومساء..
ويذكر الله قائما أو قاعدا أو نائما.. حتى أن زفرات أنفاسه كانت كلها ذكرا لله
سبحانه وتعالى..
هذا النبي الذي يحمل ما هو ضد السحر ، يتأثر
بهذا السحر..
هذا النبي الذي يرقي نفسه بنفسه يتأثر
بالسحر..
ألم يقل أهل الرقيا أن هناك آيات في القرآن
تحصن الإنسان وتحفضه من السحر ؟
إذا كان الأمر كذلك فكيف بالنبي الذي لا
يحفظ مجرد آيات فقط ، بل يحفظ القرآن كله مع طريقة قراءة ، ومعرفة شرحه وأسراره..
إن الأمر يدعو إلى التساءل ، والتفكير ولو
قليلا في الأمر..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق