اعلان

الجمعة، 24 أبريل 2015

إنجازات أهل التصوف





يرجع الفضل في بقاء دعائم الإسلام واقفة في الجزائر دون تصدع ، إلى التعاليم الدينية التي كان يقوم بها أهل التصوف بما جادت به من حسن في التربية والسلوك طيلة قرون من الزمن حتى في الدول التي خضعت للإستعمار بصفة مطولة .                                     كما يرجع الفضل إلى رجال الصوفية في إنتاج أجيال قاومت الحركات الإستعمارية طيلة قرون من الزمن واستطاعت أن تطرد أقوى أمبراطورية عرفها التاريخ بما فيها من قوات الحلف الأطلسي.                                                                         وجميع الأعلام التارخيين إنطلاقا من الأمير عبدالقادر إلى العربي بن مهيدي وأصحابه قد تخرجوا من زوايا مختلفة عبر الوطن الجزائري .
لما استقلت الجزائر وانتصرت في ثورتها المقدسة والمباركة.. وقف العالم الإسلامي حائرا في تواجد الجزائريين أمام المساجد وبقوة إيمان خارقة وأخلاقيات إسلامية عالية لا توجد في الدول العربية والإسلامية الأخرى...
وكانت هذه الدول العربية والإسلامية تعتقد أن الإسلام قضي عليه في الجزائر من طرف الإحتلال الفرنسي قضاء مبرما...لكنها تفاجأت لما رأته من إلتزام ديني ينطلق من رجال تحتظن الإيمان العميق في عمق قلوبهم ، وتحفظ القرآن الكريم و شرحه عن ظهر قلب .. وهو ما جعلهم يتساءلون عن السر الذي يكمن وراء هذا الإيمان..
أيكون ذلك بسبب وجود المساجد ؟ 
مع أنه في الدول الإسلامية الأخرى يوجد ما هو أعظم منها ولم يحدث فيها مثلما حدث في الجزائر...
أيكون ذلك بسبب تواجد علماء الدين في الجزائر ؟
وفي الدول الإسلامية يوجد من هم أكثر منهم علما..
هل يعود ذلك لسبب البئة التي كان يعيش فيها الجزائريون ، والتي تتوفر عن المعالم والتعاليم الدينية ؟
مع أنهم يعلمون أن البئة الجزائرية آنذاك كانت بئة تخضع للإستعمار الفرنسي والأقدام السوداء التي تقوم بتعاليم مخالفة تماما للدين الإسلامي ومبادئه السامية .. وكانت تسعى بكل جهودها المكثفة إلى إلى إرساء الديانة المسيحية في المنطقة..
إستفهامات وتساءلات مكثفة ، جعلتهم يهتدوا بعدها إلى أن سر قوة هذا الإيمان العميق يكمن وراء الزوايا ومشايخها من رجال الصوفية دون جدل أو جدال ...
فالزوايا التي يحكم عليها البعض بالشرك ، والشعوذة ، والدجل ، واستخدامها للجن في أغراضها الدنيوية.. ظلت طوال قرون من الزمان تقوم بالتعاليم الدينية الحنيفة وتربي أجيالا شاء لها القدر في أن تطرد أقوى أمراطورية في العالم ، وتحفز الدول الأخرى الواقعة تحت الإستعمار إلى التحرر..
فالأمير عبد القادر والشيخ المقراني وأمثاله ، والشيخ بوعمامة والجماعة الذين فجروا ثورة نوفمبر1954 ، والآساد الضراغم الذين عرفهم التاريخ ، من أمثال العربي بن مهيدي ، ومحمد بوضياف ، و الكولونيل عميروش ، ومصطفى بن بوالعيد ، و...كلهم من خريجي الزوايا المقدسة ...
ولم تخلو مشارق الوطن الجزائري ومغاربه ، في الجنوب والشمال والوسط ، من حركة أولياء الله الصاحين.. ومنهم العرب والقبائل والفئات الأخرى المسلمة.. ولا تزال إلى اليوم ترفع شعار التحدي وتخوض معركة تقييم السلوك ، وتحفيظ القرآن عبر كامل التراب الوطني ، بالرغم من الظنون الخاطئة والتهم التي يتعرضون لها.
وفي الوقت الذي كان يجب علينا تشجيعهم ، والوقوف بجانبهم ، جزاء لهم بما عملوا وما سيعملون .. راح البعض منا يضربهم بضربات عنيفة من الكلام الجارح والإتهامات الباطلة..

ليست هناك تعليقات: