اعلان

الخميس، 23 أبريل 2015

الأمراض البسيكوسوماتية






هي أعراض مرضية نرجسية ، نفسية المنشأ.. تحدث في نفس الإنسان وتتحول إلى صبغة جسدية ، لأسباب ترجع إلى الميكانيزم الدفاعي الذي يتخذه المريض في مواجهة الصراع وحل أزمته.
إنها تلك الإضطرابات الوظيفية التي ترجع إلى الأحداث التاريخية السايكولوجية للشخص وإلى الصدمات الإنفعالية والأحداث الأليمة التي تعرض لها الفرد منذ طفولته ، وفي سن مبكر من هذه الطفولة.
فعندما تعجز النفس عن تحمل الصدمة ، ومقاومتها ‘ فإنها تدفع بها إلى الجسم حسب المنطقة المناسبة من الجسم.
ويتأثر جسم الإنسان حسب نوع الصدمة التي عاناها في طفولته .. فإذا كان لهذه الصدمة علاقة بالحالة العاطفية بحيث تمس الجانب العلائقي بينه وبين أحد أبويه ، أو كليهما ، فإن الإضطراب يذهب إلى منطقة الرأس على شكل توتر .. وقد يظهر ذلك في مرحلة كبره ويربك الأطباء العضويين.
وإذا كان للصدمة علاقة بالتعبير عن المشاعر ، فإن الإضطراب يذهب مباشرة إلى مركز التعبير على شكل إلتهاب في اللوزتين ، أو تضخم الغدة الدرقية ، أو خلل في الأحبال الصوتية..
وبالمثل ، فإن الإضطرابات الغذائية التي تحدث بين الطفل وأمه أثناء فترة الرضاعة ، تذهب في ما بعد إلى الجهاز الهضمي بما فيه المريء أو المعدة أو الأمعاء فيما يظهر من قرحة معدية أو إمساك مزمن أو إسهال حاد. وقد يخطأ الأطباء في تشخيصها ، ويوجهون المريض توجيها كيماويا بدلا من توجيهه توجيها نفسيا..
واضطراب الكبد ، له علاقة وطيدة بفقدان عزيز ما وقت الطفولة ، من حيث أن الكبد هو مركز الحب والحياة العاطفية.
والجهز البولي له علاقة وطيدة بما يحدث من مشاعر الخوف المبكر..
والجهاز التناسلي له علاقة بصفة عامة من الإخفاق في الحب أو الزواج ، خصوصا إذاكان المريض يعاني من عقدة الخصاء ومشاعر الذنب.
فعند المرأة يظهر الإضطراب على مستوى الحيض ، فيكون مؤلما وقد تطول مدة الحيض أو تقصر ، وغالبا ما يحدث إنقطاع أو إستمرار في النزيف.. وشيئا فشيئا يصل الأمر إلى الرحم وما يحدث به من إضطرابات يصعب تشخيصها.
وقد يعاني الرجل أيضا من فقدان القدرة على الإنتصاب ، والعجز الجنسي ، ونقص في الحيوانات المنوية .. وقد يؤدي ذلك إلى العقم سواء عند الذكر أو عند الأنثى.
وهكذا ، فما من إضطراب يحدث في منطقة ما من مناطق الجسم الداخلية أو الخارجية ، إلا وله سابق الإصابة بصدمة نفسية لها علاقة بتلك المنطقة ، حيث يكون الإستعداد للمرض جاهزا.
وما دامت هذه الأعراض ، هي أعراض نفسية المنشأ ، يجب معالجتها معالجة نفسية ، وما دور الدواء إلا دورا إستثنائيا يهدف لمقاومة المرض والتخفيف من حدته بدلا من زواله نهائيا..
فالزوال النهائي للمرض يكمن وراء متابعته بالعلاج النفسي ولا بديل لذلك على الإطلاق..




ليست هناك تعليقات: