اعلان

الجمعة، 17 أبريل 2015

الفرق بين المعجزة.. والكرامة.. والسحر






يرتاب الكثير من الناس في الخلط الغريب بين مفاهيم إلهية جاءت عبر العصور للمنفعة البشرية ، في ما يخص تعليمهم بدينهم وما يتعلق بهذا الدين من معجزات وكرامات.
وراح معظمهم يخلط بين هذه المفاهيم المقدسة وبين السحر بصورة مؤسفة للغاية ذهبت بهم إلى أبعد حدود الكفر..
فالمعجزات هي تلك الإمكانيات الخارقة التي أيد الله بها أنبياءه ورسله ، والتي تبرهن للناس صدق وصحة الرسالة التي بعثها الله لهم عن طريق هؤلاء الرسل والأنبياء ، واختلفت عبر العصور باختلاف الزمن والظروف التي جاءت فيها ..
فلما كان عصر سيدنا موسى هو عصر تميز بوصول الإمكانيات السحرية إلى أوج تطورها بعث الله بنبيه ورسوله وكليمه موسى عليه السلام بعصا تتلقف ما يأفكه سحرة فرعون آنذاك.
ولما وصل عصر الطب إلى حد بعيد ، بعث الله بنبيه عيسى عليه السلام ليأتيهم بمعجزة  مطابقة لظروف ذلك العصر ، فكان يشفي الأبرص والأكمه ويحيي الموتى بإذن الله.
ولما وصلت البلاغة العربية إلى أقضى حدودها ، في العصر الجاهلي ، بعث الله بسيدنا محمد (ص) ليأت ببلاغة أعجزت النوابغة والشعراء في ذلك الوقت وفي وقتنا الحالي.. وستبقى إلى يوم يبعثون.
أما الكرامات فهي تلك الإمكانيات العظيمة والخارقة التي أيد الله بها أولياءه الصالحين من أجل مواجهة أهل الكفر والطغيان ، ومن أجل تعليم الناس المبادئ الدينية الحنيفة والأخلاق السامية ، وحمايتهم من الإبتعاد عن النهج والصراط المستقيم.. فمنهم من كان يطير في السماء ، ومنهم من كان يطوي الأرض ، ومنهم من كان يمشي على الماء..
ذلك لأن الله جعلهم خلفائه في أرضه مصداقا لقوله :
" .. إني جاعل في الأرض خليفة.."
وفي آية أخرى :
" ولقد كتبنا في الزابور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون "
وقد تعرض أولياء الله الصالحين إلى الإنتقادات الجارحة ، والمشاكل العويصة ، والتكذيب والإهانة ، واتهامهم بالشعوذة ، بمثل ما تعرض له الأنبياء والرسل أيضا..
هذه الكرامات كانت خاصة بأوليائه الصالحين دون غيرهم..
وهناك كرامات أخرى موجودة في القرآن ، أعطاها الله لجميع عباده المؤمنين دون إستثناء ، سواء كانوا أولياء أم غير أولياء.. وهي تلك التي تتعلق بالمداوات بكتابة القرآن..
فما من مؤمن ، يكتب آية من القرآن بخشوع على صحن أو قطعة من ورق بنية شيء ما من أشياء الخير إلا أعطاه الله له دون شك أو إرتياب في ذلك..
ويقول العلماء في هذا الشأن بأن كتابة القرآن تفوق قراءته بسبعين مرة..
ومن يرى تلك الكرامات الموجودة في القرآن والتي أعطاها الله لعباده المؤمنين ، يزداد إيمانه ويقينه بالله ورسله.. وهذا بطبيعة الحال يقلق كثيرا أعداء الإسلام والمسلمين..
أما السحر فهو عبارة عن تلك التقنيات والأساليب الخادعة والمربكة للعقل ، والتي تجعل الإنسان يرى الأشياء على غير حقيقتها ، حيث يختل إدراكه للواقع عن طريق ما يصاب به من تخيلات مصداقا لقوله عز وجل :
"... فإذا حبالهم وعصيهم يخيّل إليه أنها تسعى "
وكلمة يخيل إليه واضحة جدا في القرآن الكريم ، على شكل بديهي ، فلا تحتاج إلى شرح ولا إلى تدخل أو مداخلة .. ولا تحتاج إلى إجتهاد .
وما أن بحث العلماء الأجلاء في قوة التخيل التي أودعها الله في الإنسان ، حتى وصلوا إلى علم قائم بذاته لا ينتهي البحث فيه إلى يوم يبعثون.. وتوصلوا إلى القيام بإمكانيات خارقة من وراء التخيل تبرهن على المفهوم الوهمي للسحر.
ونوجه القارئ الكريم إلى النظر بدقة وتركيز في الفرق بين هذه المعطيات الإلهية التي أشرنا إليها والمتمثلة في الفرق بين المعجزة والكرامة والسحر دفاعا عن القرآن الذي أصبح يرمى في المزابل والمراحيض من طرف أناس لا يفقهون شيئا.        

ليست هناك تعليقات: