اعلان

الأربعاء، 15 أبريل 2015

الضعف الجنسي





الضعف الجنسي عموما هو مرض من الأمراض البسيكوسوماتية وليس لديه أي علاقة بما يسمونه بالسحر أو الربط .. وإن حدث شيء من هذا فإنه يرجع بصورة خاصة إلى: عمق المعتقد الباطني لدى المريض..
 فهو يؤمن إيمانا باطنيا في أنه مربوط ولا سبيل له من الشفاء إلا بنزع هذا الربط.. وعندئذ لا سبيل له من الشفاء فعلا ويظل مربوطا بمعتقده الراسخ في ذهنه.. طبقا لقاعدة واضحة في الطب النفسي تقول :
" أنت على ما تعتقد "
إنه أسير لفكرة وهمية ، تجعله يضع حاجزا وجدارا صلبا بينه وبين الأخصائي القائم بعلاجه .. وبهذا الجدار يمنع وصول الإيحاءات الإيجابية لديه بموجب أسبقية تلقيه للإيحاءات السلبية من طرف المروجين لبضاعة السحر الوهمية ..
وفي الحقيقة هو من فعل إيحاءات سلبية ، ذات تقنيات الإيهامية ، أدت إلى إقناع المريض في أنه تعرض إلى عملية سحر ضربت جانبه الجنسي في شكل ربط..
وبالشكل الذي ضربت فيه الجانب الباطني من إيمانه بحيث أصبح يرى أن هذا السحر حقيقة لا مناص منها..
والحل يكمن في تقنيات أخرى معاكسة ، يتم من خلالها إقناع المريض بطرق منطقية جد معقدة في أنه لا يعاني من الربط إطلاقا .. بل يعاني من إعتقاده لهذا الربط فقط ..
وقد وصلت نتيجة هذا العلاج فعلا إلى نتائج حاسمة حتى عند الذين عانوا من هذا المرض لسنوات طويلة..
وقد يزداد الطين بلة حينما يلجأ المريض إلى الراقي ليرقيه ضد هذا الربط.. فيباشر هذا الراقي بالتدليل على أنه مسحور فعلا ، وهنا يستعصى الشفاء..
والراقي في هذه الحالة يستعمل تقنية الإيهام ، وقد يكون غير متعمد لذلك حسبما تمليه عليه ثقافته ، حيث يبدأ هذا الراقي بتلاوة آيات بطلان السحر ، فينخدع المريض في أنه يعاني من السحر فعلا.. خاصة وأنه يتجاهل فهم هذه الآيات تجاهلا قسريا من حيث يظن باستحالة فهمه لهذه الآيات لأنها من إختصاص العلماء..
في حين أنه لو تبصر قليلا واستجاب لنداء الله لوجد أن الآية تخاطبه هو بالضبط وبشكل مباشر:
" فتبصروا يا أولي الألباب.. "
و لوجد أن الله يخاطبه بلغته كعربي مسلم .. يخاطبه هو على الخصوص لا غيره.. لأن القرآن وضع في شكل مخاطبة لكل من يقرأه ، وليس فقط لطائفة معينة من الناس.. وبكلمات سلسة واضحة .. في إستدراج وتسلسل منطقي .. وبمعاني قابلة للفهم ، وبأسلوب يسير مطابقة للآية:
" إنما يسرناه بلسانك "
ولوجد من وراء هذه المخاطبة أيضا ، أن هذا الراقي يقوم بتلاوة آيات تتكلم عن بطلان السحر ولا تتكلم على إصابته بهذا السحر إطلاقا.
فبطلان السحر و الإصابة بهذا السحر أمران مختلفان.
والإلتصاق الذي يحدث بين آيات بطلان السحر و إعتقاد المريض بإصابته بهذا السحر هو المفهوم العميق للسحر ..
ذلك لأن السحر كما جاء مفهومه في القرآن الكريم عبارة عما تقوم به تخيلات المريض فقط ولا علاقة له بالواقع[1].
الشخص الذي يعاني من الضعف الجنسي ، هو شخص يعاني من عقدة الخصاء[2] التي تتطلب تدخل الأخصائي أو المحلل النفساني ، وليس تدخل الراقي أو الطبيب العضوي.
المصاب بعقدة الخصاء يخاف - دون أن يدري- من العقاب الناتج عن القيام بالعملية الجنسية ، وهذا الخوف يدفعه إلى إخصاء قضيبه التناسلي من القيام بالعملية ليتجنب العقاب الذي سوف يتعرض له[3].


[1] - راجع موضوع (مفهوم السحر في القرآن الكريم) في هذه المدونة
[2] - عقدة الخصاء في معناها الضيق هو الخوف وتوقع العقاب
[3] - من معطيات مدرسة التحليل النفسي

ليست هناك تعليقات: