اعلان

الجمعة، 17 أبريل 2015

أسباب النزاعات الزوجية والطلاق





يقوم المفهوم العامي لأسباب التفرقة الزوجية تعسفا على أساس وجود السحر بين الزوجين والذي أدى إلى فك العصمة الزوجية بينهما.. ويعتمدون في ذلك على الآية :
"... ويتعلمون ما يفرقون به بين المرء وزوجه..."
غير أن مفهوم الآية ليس كما يعتقدون.. وشرحها ليس بهذه البساطة ..
فلكي نقوم بشرح هذه الآية يجب أن نربطها بالآيات التي سبقتها والمتكلمة عن السحر ، والتي عددها ثلاثة وستون آية.. لكي نخرج في النهاية بخيط واحد يربط بين مفهوم كل آية وأخرى..
فكل آية من الآيات المتكلمة عن السحر تعاكس المفهوم التعسفي الذي جاء في شرح آية التفرقة بين الزوجين .  
ويعتقدون أن هذا السحر قد تم بكتابة آيات قرآنية على أوراق ، واستعملت بمواصفات معينة ، على يد من يسمى عندنا بالطالب الذي يكون قد تعلم السحر من القرآن ، باعتبار أن هذا القرآن سحرا في نظرهم والعياذ بالله .. في حين أن القرآن الكريم يخبرنا في أن السحر هو :
" النفاثات في العقد "
وليس ما يكتبه القلم من القرآن.. بل القلم أعد للتعليم فيما تقول الآية :
" وعلم الإنسان بالقلم "
والقرآن ليس سحرا بل هو :
" قرآن مجيد في لوح محفوظ "
والقرآن هو القرآن سواء قرأته أم كتبته..
وكتابة القرآن كما يقول العلماء أحسن من قراءته بقدر سبعين مرة..
وبهذا أصبح القرآن سحرا .. وحامل هذا القرآن ساحرا.. والتفرقة الزوجية تحدث بسبب هذا الطالب الذي يكتب القرآن.
وهو ما يجبرنا على الإستفهام حول النزاعات الزوجية والطلاق خارج المفهوم التعسفي للسحر..
هناك أمور واضحة للعيان تتسبب في الخصومات الزوجية وتؤدي في كثير من الأحيان إلى الطلاق دون أن يكون لذلك علاقة بالسحر.. فلماذا نتجاهل الأسباب الملموسة ونذهب إلى مفاهيم ميتافيزيقية أو باراسايكولوجية لا نعلم صحيحها من خطئها..
فالزوج الذي يكون عزيزا على أمه لدرجة الدلع والدلال ، فإن أمه تكون عدوة لزوجته على الدوام ، لأنها سلبتها عزيزها ، فتتوتر الأمور بينهما يوما بعد يوم .. وبالتالي لا يجد زوجها حلا إلا الفراق.. وهو ما حدث في آلاف الحالات .. دون تدخل السحر الذي يتكلمون عنه..
وبالمقابل فإن الزوجة العزيزة على أمها ، تجعل الزوج وجها إلى وجه مع أم زوجته من النزاع والعدوان الذي يصل في كثير من الأحيان إلى الإنفصال الزوجي الدائم..
والزوجة المدللة على أمها لا تجد هذا الدلال عند أم زوجها ، فتتوتر الأمور بينها وبين زوجها لدرجة العدوان الذي يتزايد يوما بعد يوم إلى أن يصل لحد الرغبة في فك العصمة الزوجية والفراق..
كذلك الزوجة التي تعاني من العدوان اللاشعوري تجاه أبيها فإنها تستعمل ما يسمى بالإسقاط حيث تسقط عدوانيتها بصورة لاشعورية على زوجها.. ويوما بعد يوم.. يصل الأمر لدرجة التوتر والإنفصال ..
والزوجة الرافضة لأنوثتها يصعب عليها الأمر في مواصلة حياتها الزوجية لدرجة الإستحالة الكاملة مما يجعلها تتصرف بطرق تؤدي إلى فك العصمة الزوجية مهما كانت النتائج..
كذلك الزوجة التي تميل إلى فرض سيطرتها بداخل الدار.. يجعل هذا السلوك غير متوافق مع أهل زوجها.. وحتى مع زوجها.. مما يؤدي إلى إزدياد التوتر والقلق والنزاعات الزوجية ..
وفي معظم الحالات يكون  نقص التوافق الجنسي والعمليات التناسلية بين الزوجين
هو السبب الرئيسي الذي يؤدي إلى الطلاق.. خصوصا إذا لم يتوفر عنصر الحب المشترك بينهما..
وكثيرا ما يقف الإختلاف الثقافي بين الزوجين كعامل أساسي في التوتر بينهما.
وهناك مئات الأدلة العلمية التي توضح أسباب النزاعات الزوجية ، والخصومات التي تؤدي إلى الوقوف أمام المحاكم والإنفصال والطلاق بين الزوجين.
ولم يقم الخبراء يوما بدراسة الأسباب المؤدية لفك هذه العصمات الزوجية بين الأزواج ، بينما أرجعوا الأسباب كلها إلى السحر..
وكأن الفتى الذي طلب يد فتاة ، جاءها لأسباب سحرية وافترق معها لنفس الأسباب أيضا ..
وأن الإضطرابات العضوية لا ترجع أساسا إلى عوامل الميكروب .. والإضطرابات النفسية لا ترجع إلى العقد النفسية .. بل هي من السحر..
والتركيب الضوئي الذي يحدث في النباتات الخضراء هو من السحر أيضا.. ودوران السايتوبلازم بداخل الخلايا هو نتيجة لعوامل سحرية...
والأوكسجين لم يتحد مع الهيدروجين ليعطي الماء هو من فعل السحر أيضا..
والسحر الذي تكلمت عنه الآية التي رشحت الملكين هاروت وما روت ببابل لتعليم الناس السحر.. إنما كان ذلك بالوسوسة التي تكلم عنها الله سبحانه وتعالى في سورة الناس..
وبهذا يعتمد الساحر على الوسوسة لهذا الغرض الرامي إلى التفرقة الزوجية..
أم أن شيطان سورة الناس شيء ، وشيطان المروّجين للسحر شيء آخر..
وأيهما الأصح ؟

ليست هناك تعليقات: