المغالطات
المنطقية المشهورة
يعمد بعض من السياسيين ، والمحامون، والخطباء ، والصحفيون ،
والكتاب ، والمؤلفون .. وكذلك الذين يتحركون من أجل تفجير الوضع في بلد ما ، إلى
إستخدام مجموعة من الطرق والأساليب ذات الصبغة الديماغوجية الهادفة إلى التظليل
والإيهام والمغالطة من أجل الإقناع بما هو مزيف ..
وقد أشار آرسطو
إلى بعض منها كما يلي :
/1 المغالطة بالعرض:
وهي استنتاج قاعدة
عامة من حالة شاذة ..
أو تطبيق االخاص
على ما هو عام ..
مثل الحكم على سكان بلد معين بحسن الخلق أو الذكاء من خلال
مخالطة أحدهم ..
فقد ندخل بلدا ما ، ونخالط أحد سكانه مخالطة
طويلة ، نكتشف من ورائها إيجابيات أخلاق ذلك الشخص ، من حسن في المعاملة ،
واستقامة في السلوك ، والكرم.. وعند ذلك نحكم على جميع سكان هته البلاد بحسن
الأخلاق بناء على حسن أخلاق الشخص السابق.
فالمقياس المستعمل
هنا ، هو مقياس خاطئ من أصله ، ذلك لأن لزيد سلوك ، ولعمر سلوك آخر يختلف.. ولأن
السلوك هو وليد البئة التي يعيش فيها الإنسان.. والبئة ليست بئة واحدة بل هي بئات
متعددة..
فالبئة الحالية
التي يعيش فيها الإنسان ، ليست هي البئة التي إنحدر منها هذا الإنسان..
وليست هي البئة
التي قضى بها طفولته..
وليست هي البئة
التي عاش فيها أجداده القدماء..
فقد نجد إنسانا
يعيش حاليا في بئة ما بجسده.. لكنه يعيش بفكره وسلوكه في بئة ترجع إلى مئات أو
آلاف السنوات..
أو نحكم على
الإسلام من خلال المنتسبين إليه...
فالمسلمون غالبا
ليسوا هم الإسلام..
فالمسلمون شيء
والإسلام شيء آخر..
فهم يمثلون جزء من
الكل..
وعندما نرى جماعة
أو فئة منهم منحرفة عن النهج والصراط المستقيم ، نحكم على الإسلام كله بالإنحراف
عن الحقيقة ..
إن هذا المقياس هو
مقياس بالعرض.. أي بتطبيق ما هو خاص على ما هو عام.. أو التسوية بين الجزء وكله..
والكثير من أشباه
المثقفين يذهب ضحية لهذا الإيهام الخطير.
وقد نرى في
الجامعات ، طالبات منحرفات ، فنحكم على كل الطالبات الباقيات بالإنحراف.. بينما
منهن من تقوم الليل.. وتصوم كل إثنين وخميس.. وتترقب أوقات الصلاة مثلما يترقب
الرضيع لأمه.. تنام بالإستغفار ، وتستيقض به..
ويقول الرسول (ص)
:
" حسبنا
ونسبنا لا ينقطع إلى يوم الدين "
ومن الأساتذة من
يظهر بسلوك قبيح ، وليس عندئذ بقية الأساتذة...
مقياس العرض هو
ذلك المقياس الذي يملكه الإنسان الذي لا زال يعيش بعقل إنسان ما قبل التاريخ..أو
الإنسان الذي يأخذ منه الجهل مأخذا عظيما.. أو الذي لا زال يعيش بعقل الصغار..
2/ مغالطة المصادرة على المطلوب (
مغالطة تحصيل الحاصل ) :
وهي أن نحكم على
شيء ما حكما مسبقا دون أي دليل ، ثم نبدأ في البرهنة عليه بعد ذلك .. مثل أن نلقي
بشخص في السجن دون أي تهمة أو دليل قانوني
أو شرعي ، ثم نبدأ بعد ذلك
في البحث عن تهمة نوجهها إليه ..
في هذا النوع من
المغالطة ، التي قال بها آرسطو ، يكون الحكم سابقا للدليل..
أو مثل الذي يستحسن
نظاما من الأنظمة أو دينا معينا أو مذهب ما ، ثم يشرع بعد ذلك في التنقيب عن دليل يوافق
معتقده أو رغبته وهواه..
/3 مغالطة تجاهل المطلوب :
/3 مغالطة تجاهل المطلوب :
وهي تلك التي يتم
فيها عمليتان أساسيتان في المغالطة والإيهام .. وهما :
التجاهل
والإستبدال..
وفيه يتم تجاهل الموضوع المراد أثباته، واستبداله
بإثبات غيره ، حيث يتوهم المستمع
أو القارئ في أن المتكلم أو الكاتب قد جاء بالحجة والدليل الرسمي للموضوع المقصود .. فتلاحظ أن
هناك موضوعان تداخلا مع بعضهما بحيث جاء الثاني منهما من أجل الإيهام والمغالطة..
وهذا الأسلوب نجده
سائدا جدا في المجتمعات التي يتوفر فيها الجهل..
كأن نسأل احدهم أين تذهب
الروح عند خروجها من الجسد ؟
فيجيب و أين يذهب
النور عند إنطفاء الشمعة ؟
لاحظ أن الموضوع
الأول والأصلي هو " الروح و الجسد "
والموضوع الثاني
أو الإيهامي هو " النور والشمعة "
تداخل الموضوعان
في ما بينهما بحيث طغى هذا الثاني على الأول بالإعتماد على عملية الإستبدال وأصبحت
عملية الإيهام واضحة..
وكان يسأل شخص عن
سبب اندلاع الحرب العالمية الثانية
فيجيب باسباب
انتشار المجاعة..
وكان يقال لماذا
هذا الشخص لا يصلح ان يكون مديرا
لانه طويل اوقصيراو قبيح المنظر اوماشابه ذلك ..
لانه طويل اوقصيراو قبيح المنظر اوماشابه ذلك ..
أو يسأل أحدهم ما
تعريف السحر ؟
فيقال بأن الجن
مخلوق من مارج من نار..
فالموضوع الأول والأصلي كان المطلوب فيه هو تعريف السحر
وجاء الموضوع
الثاني يتكلم عن عملية خلق الجن ..
وبوضوح أكثر:
كان الموضوع الأول
هو السحر..
وجاء الموضوع
الثاني يتكلم عن الخلق..
وقد ظهر هذا النوع
من المغالطة في كتاب :
" الصارم
البتار في محاربة السحرة الأشرار"
حيث يهم الكاتب
بإعطاء تعريف للسحر على ضوء الكتاب والسنة فيأتي بأحاديث تتكلم عن الملائكة ، والجن والشياطين ، والرؤيا
الصالحة وغير الصالحة ، والآذان ...
وهنا يتوهم القارئ
في أن الكاتب جاء بالأدلة التي تعطي تعريف السحر .. في حين أن الكاتب جاء بأحاديث
تتكلم عن عملية الخلق.. ولا علاقة لهذا بذاك..
والمهم في هذا
النوع من المغالطة الآرسطوية هو أن القارئ أو المستمع يصاب بالوهم الناتج عن عملية
المغالطة بالإستبدال.. وقد راح شعبنا ضحية لهذه المكيدة وأصيب بزيغ في إيمانه
الديني..
4/ مغالطة التركيب :
وهى تنشأ عندما يستعمل لفظ له نفس التعريف
بمعنيين مختلفين
مثل:
مثل:
كل عسل لذيذ
العسل مائع
ـــــــــــــــــــــــــــ
النتيجة : المائع لذيذ
فتلاحظ عندئذ أن الموضوع الأول يقول بأن العسل لذيذ..
العسل مائع
ـــــــــــــــــــــــــــ
النتيجة : المائع لذيذ
فتلاحظ عندئذ أن الموضوع الأول يقول بأن العسل لذيذ..
ويأتي الموضوع الثاني ليقول بأن أحد
صفات العسل هو أنه مائع..
تداخل الموضوعان مع بعضها بالشكل الذي
يسمح للمخادع في أن يلقنك نتيجة عمياء وهي أن كل مائع لذيذ..
ويقابلها في
البلاغة ما يسمى بالتورية ، مثل : فدارهم ما دمت في دارهم
5/ مغالطة التقسيم :
5/ مغالطة التقسيم :
وهي التي تنشأ من
تقسيم الأشياْء أو تحليلها ، مثل قولنا : العدد 3 هو زوج وفرد في نفس الوقت ، لأنه يتألف
من 1، 2 .
فعند جمع 1 مع 2 نحصل على العدد 3
فعند جمع 1 مع 2 نحصل على العدد 3
6/مغالطة جمع المسائل في مسألة واحدة :
وهي الجمع بين
متاضدين والإجابة عنهما بجواب واحد .
مثل أن يقال لك :
هل القميص الذي
كان يرتديه فلان أسود ام أبيض؟
السواد والبياض
متضادان..فإن قال المجيب " نعم " فإن هذه الإجابة في نظر المستمع تنطبق
على اللونين مع بعض وتحدث المغالطة.
وهل الوقت الآن
ليلا ام نهار؟
فتجيب فقط بنعم
/7 مغالطة الشك :
فتجيب فقط بنعم
/7 مغالطة الشك :
الذي يشك لا يصدق
بالحقيقة . بينما ينسى أن شكه صدق وحقيقة
. أي أنه لا يشك بأنه يشك
اوالذي يشك في حقيقة الوجود ويتغافل عن وجود شكه ووجود ذهنه الذي يقوم بعملية الشك.
/8مغالطة النرجسية والغرور :
اوالذي يشك في حقيقة الوجود ويتغافل عن وجود شكه ووجود ذهنه الذي يقوم بعملية الشك.
/8مغالطة النرجسية والغرور :
وهو أن يشعر الشخص
بصحة معتقداته دون معتقدات غيره.. وأن أفكاره هي دائما الأحسن والأصح .. ولايستطيع
غيره بلوغ فعله اوالرقي الى منزلته ويظن ان الجهد المبذول من قبله هو اضعاف الجهد عند الغير فيوهم له انه
الافضل.. ويبطل كل الأدلة التي تثبت خطأه الراسخ في ذهنه بطلانا قسريا مهما كانت
هذه الأدلة..
هذا النوع من
المغالطة تتوفر كثيرا في المجتمعات التي تعرضت لضغوط نفسية واجتماعية كبيرة..
/9 مغالطة الثبات المطلق :
/9 مغالطة الثبات المطلق :
التغير هو سنة من سنن الكون.. والأشياء دائما في
تغير بما فيها الإنسان ..
فإذا علمنا في
الماضي بأن شخصا ما ، كان قليل
الثقافة والعلم والخبرة ، او انه كان منحرفا.. فليس بالضرورة أن يبق هذا الشخص
جاهلا أو منحرفا حتى هذا الزمن الحاضر.. فجهله وانحرافه كان في زمن ماضي .. وقد يكون قد تعلم او تحسن
سلوكه اوتغير جذريا، وفقا لمبدأ التغير في الإنسان والكون .. بينما يظل حكما ماضيا
ثابتا في أنه جاهل ومنحرق..
هذا الثبات في
الحكم على الأشياء هو نوع من المغالطة التعسفية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق