اعلان

الأحد، 22 مارس 2015

النظريات المفسرة للسحر




                           النظريات المفسرة للسحر

نظرية القدرة الخاصة:
تعرف العامية من الناس السحر بأنه قدرة خارقة في يد الساحر يعمل بها ما يشاء من خوارق الطبيعة والتأثير فيها عن طريق دخن يدخن به .. وعن طريق تلاوة يقوم بها والتي يكون قد تعلمها من مصادرها.. إلى أن يصل الأمر إلى إعتبار أن مصدر السحر هو القرآن بما يحويه من أفكار سحرية من جهة.. وما يتم عند مخالفة شريعته من جهة أخرى.. إلى أن يمس حملة القرآن الكريم.. وكرامات الأولياء ، ليصل المفهوم في ما بعد إلى حذف هذه الكرامات من المعتقد الروحي باعتبارها شركا بالله .. وإلى حد إعتبار أن المعجزات النبوية على مدى العصور ماهي إلا ذلك الجانب المتطور وفي الشكل الأعلى من السحر..
 وعند تحليلنا للموقف نلمس جانبا واضحا من الإستدراج الفكري في الموضوع .. حيث مرت هذه النظرية أولا بالمبالغة في تعريف السحر واعتباره قوة خارقة في يد الساحر تعطيه التفويض المطلق في التأثير على الطبيعة و الإنسان ..
 ثم وصلت إلى إعتبار أن هذا التفويض المطلق يكتسبه الساحر من مخالفة الشرع في القرآن..
 ثم الوصول إلى أن هناك آيات قرآنية لها التأثير السحري في هذا القرآن ..
 إلى أن يصل إلى إعتبار أن القرآن نفسه سحرا..
ويزداد الإستدراج خطوة خطوة إلى أن يصل إلى إعتبار أن كرامات أولياء الله الصالحين هي نفسها سحر أخذ صبغة التعظيم والتقديس ..
 وشيئا فشيئا يصل بك إلى أن جميع المعجزات النبوية على مر العصور إنما هو ذلك الشكل الأعلى والمتطوّر عن السحر ..
وواصل الإستدراج مسيرته ، وأخذ آخر شكل له في رمي آيات القرآن المكتوبة على أوراق في المزابل والبول والمياه القذرة عليها باعتبارها سحرا ..
ونظرية القدرة الخاصة تمزج السحر بالساحر، تماما مثل الطفل الصغير الذي يمزج العدد بالمعدود ، حيث يتحول هذا الساحر إلى سحر من حيث القدرة التي يطبعونه بها.. وهو ما يقوم إلا على أساس السمعيات التي إنتقلت من شخص لآخر ، وكل واحد يسمع من الشخص الذي قبله في شكل تواتر خيالي لا شرعي .. كمن يطارد خيط دخان.. ولم ير أحدهم يوما هذا السحر الوهمي الذي يتكلمون عنه منذ طفولته إلى يومه هذا ..
التعريف العامي للسحر ترجع نشأته إلى الإنسان البدائي .. الذي كان يخاف كل أشياء الطبيعة لدرجة الرعب الشديد.. ونتيجة لهذا الخوف.. أصبح يتمنى إمتلاكه لقوة خارقة يسيطر بها على الأشياء التي يخافها فيؤمن شرها ، مثل الأجرام السماوية والصواعق .. وهو ما ظهر جليا في القرآن حول سيدنا إبراهيم عليه السلام ، حينما رأى الشمس والقمر آفلين..
ثم تحول هذا التمني أو الحلم من طرف الإنسان البدائي الخائف إلى تبني هذه القوة الخارقة بخياله ، ووصل به هذا الخيال إلى التجسيد الواقي للفكرة  وانتقالها بين الأجيال آخذة مركبة خاصة مصنوعة من كلمة "..قالوا.." و "..سمعنا..".
النظرية النفسية والأنتروبولوجية في تفسيرها للسحر تعتمد على عاطفة الخوف لدى إنسان ما قبل التاريخ ، وهو التفسير الذي يعتمد على حاجة الإنسان إلى الأمن وإشباع الرغبات وبلوغ الكماليات[1] ...
ومحاربة الإنسان للطبيعة منذ ظهوره في الكون، إعتمدت على وسائل دفاعية سبقتها تخيلاته الخاصة المستوحاة من نفسه الخائفة ضد الآليات الهجومية متمثلة في ما صنعه من الحجارة.
الآلات المصنوعة من الحجارة تبرهن بحكم طبيعتها تخيلات صانعها المقترنة بخوفه .. ذلك لأن تخيلاته إقترنت بصنع وسائل دفاعية بدلا من هجومية .. ولما كان الخيال قد إرتقى لمستوى الدفاع المادي فلا بد أن تكون هذه التخيلات قد إرتقت هي الأخرى لمستوى الدفاع المعنوي أو الروحي ومنها تخيل تلك القدرة الخاصة التي سماها فيما بعد بالسحر دون أن يكون في وجودها المعنوي شيئا..
والفكرة لا تكون موجودة بوجود إستمرارية في الخيال، إذ ما دام الخيال مستمرا ما دامت الفكرة التي يبحث عنها غير موجودة ، لأننا لا نحلم إلا بما هو ليس في أيدينا.. وينتهي هذا الخيال بتجسيد هذه الفكرة على أرض الواقع ، ولكن الخيال يبقى مستمرا، مما يستلزم أن الفكرة التي يتبناها ما زالت غير موجودة .. وبالتالي فالسحر غير موجود بالشكل الذي يعرفه به الإنسان..
ونجد نظرية القدرة الخاصة منتشرة بشدة بين الأوساط التي يعمها الجهل وعامل الخوف و الإرهاب.. والقمع والحرمان.. الذي يؤدي إلى محاولة تحقيق الرغبات عن طريق التخيل .. المماثل للغشاوة البصرية التي أدلى بها الله في القرآن :
" أَفَرَأيـتَ مـَنِ اتَّخَتذَ إِلَهَتهُ هَـوَاهُ وَأَضَلَّتهُ اللَّـهُ عَلَـى‏ عِلْـمٍ وَخَتَـمَ عَلَـى‏ سَمْعِـهِ وَقَلْبـِهِ وَجَعَـلَ عَلَتى‏ بَصَـرِهِ غِشَـاوَةً فَمـَن يهْدِيـهِ  مِـن بَعـْدِ اللَّـهِ أَفـَلَا تَذَكَّـرُونَ "[2]
فتقنية الإستدراج في الطرح ضربت صميم عقله .. فأعطته قوة الإيمان بها دون الإيمان بمنتقداتها حتى ولو كانت هذه المنتقدات مستمدة من القرآن.. وقد رسخت في ذاكرته منذ طفولته فلا يمكنه تغييرها في ظرف قصير.. إلا بعد وقت طويل يتم فيه الإستدراج المنطقي المعاكس ..
وعند الضغط عليه بهذه الأدلة .. يستعمل التمادي .. إذ يلجأ إلى الإستعانة بشبه العلماء .. وهنا تدخل الضفدعة الخضراء في واد أخضر و تختفي عن الأنظار ..
فنظرية القدرة الخاصة ، تعرضت لعملية خلق من طرف الإنسان ، نتيجة لآليات نفسية يكون الخوف العميق في مقدمتها.. واتخذ هذا الخوف مجموعة من الأساليب تأمينا للموقف .. وهو ما خلق التدعيم اللازم لسيطرتها على عقول الناس بالشكل الذي خلقت فيه الإبتعاد عن العلم والتقرب من السحر..
إن السحر الذي نص عليه القرآن ، يعتمد أساسا على طرق فنية رائعة تهدف إلى مخادعة العقل بشتى الطرق والأساليب التي حافظ روادها على سريتها وإخفائها .. ولكي تؤمن هذه السرية والإخفاء .. بعثت به في قالب قرآني ..
نظرية الإتفاق:
 يعتقد أصحاب هذه النظرية ، أن الساحر يكتسب خبرته عن طريق مجموعة من التصرفات تحوي مخالفة الشرع في مضمونها .. مما يؤهله للتقرب من الشيطان الذي يحقق له رغباته من حيث التأثير في الطبيعة والإنسان..
غير أننا نرى في ما جاء به القرآن أن تسخير الشياطين هي من معجزات سليمان بن داود عليهما السلام دون غيره من البشر.. مصداقا لقوله تعالى:
" قـال ربـي هـب لـي مـن لدنـك ملكـا لا ينبغـي لأحـد من بعـدي ، فسخرنـا لـه الريـح تجـري بأمـره رخـاء حيـث أصـاب والشيطيـن كـل بنـاء وغـواص"[3] .
وتميزت هذه الآية بالملكية الخاصة لسليمان دون غيره من الأنبياء والبشر العاديين بما فيهم السحرة.. وهو ما جعل مقولة التسخير الذي جاءت به نظرية الإتفاق تتناقض مع مقولة الملكية الخاصة التي جاءت في الآية:
 " لا ينبغـي لأحـد مـن بعـدي"
وهو ما يرمي حتما إلى الإعتراف بتدخل تقنية المصادرة على المطلوب.. ثم ما الدليل على أن الشياطين هي التي تتوسط بين السحر والساحر؟.. وبين الساحر والمسحور ؟ ولماذا لا يكون هذا السحر أمرا مستقلا عن الشياطين ، يجري بصورة حرة تتحكم فيه قواعد خارجة عن نطاق هذه الشياطين ، تماما كالذي يحصل في المعادلات الكيميائية والقوانين الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية ... ؟ .
ثم أن مدلول الإتفاق يتنافى مع مدلول البراءة وفقا للآية :  
 " إنـي بـريء منـك "[4]     
فالشيطان يسقط الإنسان في الزلل ثم يتبرأ منه ويهرب منه .. ولا يتفق معه كما يقولون مصداقا لقوله عز وجل في الآية السابقة..
ولما طرد الله إبليس من الجنة أجابه هذا الشيطان:
 " وعزتـك لأقعـدن لهـم صراطـك المستقيـم"[5]
بمعنى أن الشيطان بوسوسته يتولى بالدرجة الأولى مهمة تحريف من هم في طاعة الله ومتمسكين بصراطه المستقيم .. أما الذين هم في مخالفة شرع الله فلا يهمونه لأنهم سقطوا في فخ الكفر والشرك..
ثم على أي منهج إعتمدت هذه النظرية في دراستها لهذه الظاهرة ؟ ومن أي منطلق ؟ وتحقيق لأي فرضية ؟ وما هي الخطوات الرئيسية التي إتبعها صاحب هذه النظرية للإدلاء بنظريته هذه ؟.. مع العلم أنه لا وجود لها في القرآن على الإطلاق ولا في الحديث..
ودراسة ظاهرة السحر تستلزم المنهج التجريبي .. فأين المخبر الذي أقام فيه هذا المنظّر تجربته ؟.. وإن قام فعلا بهذه التجربة المستحيلة فإن هذا المتكلم يرمي إلى أنه خالف الشرع وتعاهد مع الشيطان فوصل إلى هذه الحقيقة الوهمية ..
ولم تنسب هذه النظرية إلى من يقمن بأعمال شبه سحرية ، حينما يقمن بما يسمينه بالحساب أو الكشف الخاطىء.. حيث يدللن بأنه من قام بالسحر هو صاحب الأوصاف التي قد تنطبق في كثير من الأحيان على الزوج أوالزوجة ... فينتهي المطاف إلى الطلاق بين الأزواج .. مصداقا لقوله:
"...فيتعلمـون مـا يفرقـون بـه بيـن المـرء وزوجـه..."
ويقوم بعضهم بتلاوة القرآن على المريض المصاب حسب إعتقادهم بمس من الجن أو السحر .. حيث يكون لهذا المريض القابلية والإستعداد لفقدان الوعي كشأن جميع الأمراض الهستيرية .. فيبدأ عقله الباطني في التكلم عن أسباب سحرية من طرف شخص محدد وبرئ .. فيظن هذا الساحر الراقي بأنه يتكلم مع الجن ، وتحدث المكيدة البتراء متوافقة مع ما تقوم به النساء في سحرها الوهمي.. فيقترب القرآن من السحر في نظرهم ..
ولم تتوجه تهمتهم نحو هؤلاء إطلاقا ، بل جعلتهم يتبوؤون بمكانة محترمة بداخل المجتمع بمواصفات بريئة جدا.. في حين أنها توجهت بالتحديد المحدد وبالضبط إلى حملة القرآن الكريم في ما يقومون به من كتابة لآيات قرآنية على أوراق إلتماسا للشفاء .. وإبراز كرامات القرآن..
وهكذا ، فقد دخلت نظرية الإتفاق بين الساحر والشيطان باعتبارات عشوائية تتنافى مع ما جاء به القرآن الكريم.. من حيث أن الإتفاق بين الساحر والشيطان ، يجعل هذا الساحر قد إلتقى مع هذا الشيطان قبل الإتفاق وهو الوجه الأعلى من التناقض الفكري ..
فأسبقية اللقاء بين الساحر والشيطان هي مشروعية المنطق الذي حدد هذا اللقاء كما لو كان مصادرة على المطلوب ..  ثم أن الشيطان إشترط عليه مهمة مخالفة الشرع مقابل تحقيق آماله وطلباته .. وهذا الشرع إنما خالفه الساحر قبل أن يلتقي بالشيطان وإلا فإن هذا لا يفسر أصلا هذا اللقاء من الوجهة المنطقية .. وما دام هذا الساحر قد خالف الشرع من قبل أن يلتقي بالشيطان ، فلا يطلب هذا الشيطان منه ذلك.. وما هو موقعنا عندئذ من الآية ؟ :
 " فتبصـروا يـاأولـي الألبـاب قـد أنـزل اللـه إليكـم ذكـرا " ؟
والتبصر هو إنتهاج المنطق السليم واستخدام البصيرة في المفاهيم .. والذكر هو القرأن الذي يجب أن نواجه به ضربات الجلاد الذي يدلل بعدم الإستدلال بهذا القرآن..
نظرية التنكر والإختفاء:
وتقوم هذه النظرية على إعتبار أن السحر ما هو إلا مفاهيم متنكرة للعلم ، ونظريات علمية أخذت صبغة سحرية بحكم مجاهيلها التي إختفت عن الفكر المنطقي.. وسحريتها هذه تزول بمجرد معلوميتها.. فالساحر الذي يستعمل السحر لإيذاء الناس يكون قد أخذ موادا ضارة بصحة الإنسان ، تخضع في تحضيرها لمعادلات كيميائية ومضبوطة ضبطا رياضيا وكيميائيا ، بعيدا تماما عن مداخلة الشيطان ، ووضعت في صبغة سحرية لإيهام الناس وخداعهم وإبعادهم عن الإكتشاف العلمي للحقيقة.
فدم الحيض الذي تستعمله النساء في مأكولات ومشروبات الناس تعرضهم إلى أضرار صحية خطيرة نتيجة لما فيه من مواد سامة وميكروبات ..
وإذا أردت أن تجعل كل شيء يسعى في نظر شخص ما .. فعليك أن تأتي بنبتة دخنها له خاصية فيزيائية تتمثل في الحركة الأفقية الإهتزازية ، وعندما تجعل دخان هذه النبتة بين الشخص وبين الأشياء المراد رؤيتها في حالة حركة ، فإن حركة هذا الدخان الإهتزازية تسحر حاسة الرؤيا وتوهمها في أن هذه الأشياء هي التي تتحرك.. وذلك ما جاء واضحا في القرآن:
 " فلمـا ألقـوا سحـروا أعيـن النـاس واسترهبوهـم وجـاءوا بسحـر عظيـم"[6] .
وعندما تكون لدينا سحابة متحركة ، نرى الأجرام التي وراءها تتحرك بتحرك هذه السحابة..
ويلعب الإتجاه الثقافي للإنسان دورا كبيرا في الإيمان أو البطلان للسحر.. فإذا كانت تزعته علمية فإن أبا بكر الرازي يتحرك بداخله فيهتدي إلى تفسير الظاهرة تفسيرا علميا..
أما إذا كانت نزعته سحرية ، فإن فئة إشهار السحر تتحرك بداخله فيفسر الأمر تفسيرا سحريا .. فالمفاهيم السحرية ما فتئت بعد تحليلها أن تكشف الحجاب بينها وبين الناظر الحقيقي لها ، فتظهر أسرارها المبهمة في شكلها العلمي لا غير.
ولقد كان الأوائل يعالجون المريض بأكل لحم الطير في مواصفات تبعث على الإعتقاد بسحريتها.. حيث يدمجون هذا اللحم بعقاقير وتوابل وبعض الأعشاب الطبية .. وسمي هذا العلاج بـ " النشرة ".. وكانت هذه الوصفة شافية فعلا وبصورة ملموسة...عن إعتبارات مجربة..
وبموجب ذلك تحركت الفتنة بوجب الإعتقاد الخاطئ .. حيث يعتبرون أن الذبح للجن حرام بما يأخذه من إشراك بالله .. على ضوء الآية :
  ".. وما أهـل بـه لغيـر اللـه.."
وذلك باعتبار أن الذبح قد تم للجن.. غير أن هذا الذبح لم يكن للجن ولا للحيوان بل كان للإنسان .. من أجل التداوي بلحم الطير طبقا لما يوجد به من مواد مغذية ، وفيتامينات ، حيث يقول سبحانه وتعالى:
 " ولحـم الطيـر مما يشتهـون "..
ومن جهة أخرى فإننا نرى أن الآية واضحة حيث يقول سبحانه وتعالى :
" ولا تأكلوا ما لا يذكر إسم الله عليه "
فالذي ذبح الطير قال : بسم الله.. والله أكبر.." وهو متوجها للقبلة..
التنكر والإيهام والمغالطة التي استعملها الأوائل إنما ترمي إلى علاج من لديهم عمق المفاهيم السحرية الخاطئة ، فيتداوون طبيا وهم يعتقدون أنهم يتداوون بالسحر .. لكن هذا الأسلوب فتح ثغرة كبيرة لإشهار السحر عن إعتبارات خاطئة ..
فالتظليل الذي إستعمله هؤلاء المعالجون يستمد أصوله من قواعد شرعية ، كما فعل الطبيب ابن سينا رحمه الله في علاج مرض الوهم.. حيث أمتنع أحد المرضى من تناول الدواء معتقدا في أنه بقرة ولا بد أن يذبح .. وأكد له الرئيس علي ابن سينا في أنه لا بد من ذبحه الذي يشترط القضاء على هزاله أولا ، ليستفيد الناس من لحمه مما يستلزم أكل الدواء .. ومنه بدأ المريض في تناول العقاقير المساعدة على الشفاء في الوقت الذي يعتقد فيه أنه يتناول أدوية الزيادة في الوزن والسمنة ، فسقط في الفخ وتوصل إلى الشفاء التام..
وأسلوب هذا العلاج لا يزال قائما في قوائم الطب منذ آلاف السنوات إلى وقتنا الحالي ، لكن تبعه الإعتقاد بوهمية السحر وازداد الطين بلة..
وكم من حالات أستقبل فيها المرضى وفي كامل إعتقادهم مس من الجن.. أو ضرب من السحر.. فأعالجهم بطريقتي الخاصة مبتعدا عن معتقدهم دون أن يدروا ، وأصل بذلك لهدف الشفاء التام .. لأن إخبارهم بالحقيقة لن ينفع من شيء ما دام مفهوم السحر والمس الجني قد وصل إلى عمق إعتقادهم  . وهو ما يلزمني بتطبيق أسلوب المخادعة في فائدة المريض ..
ويتطرق المشعوذون إلى تطبيق نفس الأسلوب..غير أن مهمتهم تختلف عن مهمة المعالجين الأوائل .. فهم يعمدون إلى الكسب المادي عن طريق شعوذتهم .. وإلى إشهار السحر.. أما المعالجون الذي يسلكون مسلك الأوائل فيعمدون إلى مهمة الشفاء لا غير..
فالظواهر التي نعتقد بسحريتها ماهي إلا مفاهيم متنكرة للعلم في شكل من الغموض والإيهام ومخادعة العقل..
وإذا تطرقنا للقرآن الكريم ، بتركيز ودقة ، نجد أنه طرح موضوع السحر في ثلاثة وستين آية يختلف مفهومها تمام الإختلاف عما يقولون .. وتركز هذه الآيات كلها على إعتبار أن السحر ما هو إلا نتيجة لمفعول قوة التخيل التي تؤدي إلى إختلال عملية الإدراك السليم للواقع..  




[1] - آدلر
[2] - سورة الجاثية
[3] - سورة


[6] -

ليست هناك تعليقات: