كيـف تتغلـب علـى الأرق بـدون دواء
يحدث الأرق لسببين :
سبب عضوي : وفي هذه الحالة لابد من
تدخل الدواء
سبب نفسي : وقد يحدث نتيجة لحدة
الصراع الناتج عن الدخول في وضع غير مناسب أو غير ملائم .. فيبدأ المريض في محاولة
إخضاع النوم لإرادته في صورة إجهاد مما يؤدي إلى إشتداد حدة الصراع ويؤدي ذلك إلى
فقدان القدرة على النوم وهذا طبقا لقانون كامل الوضوح يسمى بقانون السطوة.. حيث
يعمل الإجهاد في إتجاه عكسي..
وللتخلص من هذه الحالة لا بد من
تراجع هجوم الأنا أمام العقل الباطن.. لا بد من شعور الأنا بالخوف عن طريق
التخيلات.. وذلك بالطريقة التالية :
عندما تأوي إلى فراشك.. إسترخ جيدا
لمدة دقائق مع تطبيق جميع آليات الإسترخاء التي سوف نقدمها في أحد الفصول
القادمة.. وأهمها أن تستلق على ظهرك وإغماض عينيك دون الضغط عليهما.. ودون الضغط
على الفم.. تنفس ببطء كبير.. أترك حركات التنفس بطيئة جدا.. أحسب هذه الحركات ببطء
كبير أيضا إلى أن تصل إلى عشرين أو ثلاثين مرة.. وكلما كان العدد كبيرا كانت
النتيجة أحسن.. وعندها ستشعر باسترخاء كبير في كل عضلات جسمك الإرادية..
والإسترخاء هو المقدمة الأولى للنوم.. ثم تبدا في تطبيق الوصفة التالية :
تخيل ببطء أنك تائه في صحراء
ليلا.. لا تعرف الطريق..لا تعرف هل تمضي إلى الأمام أم الوراء.. هل ستذهب على
اليمين أم الشمال.. الظلام الدامس .. لا قمر ولا نجوم.. لا بصيص من النور.. حتى
إذا أخرجت يدك لا تكاد تراها.. السماء ملبدة جدا بالغيوم.. وقد إخترت أن تمض إلى
الأمام في إرتباك وبصورة عشوائية.. لكن الطريق مليئة بالحفر .. والآبار
العميقة..فكنت تمشي ببطء كبير لتتمكن من تحسس الآبار برجليك..وأنت على وشك السقوط
في الخطر.. وفجأة تحسست برجليك أنك على حافة بئر.. توقفت في حيرة.. وقررت أنك لا
بد من الدوران إلى جهة اليمين.. فتحسست بئرا آخر.. ونفس الشيء على الشمال.. أخذت
حجرة أو صخرة ورميتها في البئر لتتمكن من معرفة عمق البئر عن طريق إستماع صوت
إرتطام الحجر بالقاع.. لكنك لم تسمع صوتا أبدا .. وكأن البئر لا قاع له..وشعرت
بالخوف..وازداد الخوف أكثر وأنت محاسر بالآبار من جميع الجهات.. وفجأة بدأت تسمع
صوت الذئاب.. وقد بدأت هذه الأصوات تقترب منك شيئا فشيئا.. أين المفر ؟ وما الحل ؟
وهناك بئرين متجانبين ملتصقين ببعضهما يفصل بينهما جدار مشترك.. فقررت أن تجازف ..
مع زيادة إقتراب صوت الخطر.. صوت الذئاب.. فركبت فوق الجدار الفاصل بين البئرين..
لتتمكن من العبور..لكن الجدار بذأ يتزلزل من تحتك .. وأوشكت على السقوط في أحد
البئرين.. وفي نفس الوقت أوشكت على السقوط في أنياب ذئب قد إقترب منك من الخلف..
ملاحظة : يمكنك الزيادة في نسيج
القصة من إبتكارك.. لكنك إذا تتبعت هذه القصة الخيالية لن تصل إلى نهايتها حتى
تكون قد سقطت في نوم عميق هادئ مريع للأعصاب.. وهذا من المجربات مرارا عديدة ..
كرر التمرين ليلتين أو ثلاثة حتى تكتسب عادة النوم بدون دواء وبدون الحاجة إلى
تكرار هذا التمرين..
عن الأخصائي النفساني رابح ميساوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق