اعلان

الأربعاء، 8 يوليو 2015

أول حالة تخاطر





بعد وفاة الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه ، تولى الخلافة بعده سيدنا عمر رضي الله عنه.. وهو ثاني الخلفاء الراشدين..
وكان الصحابي سارية بن زنيم الدؤلي الكناني أحد قادة جيوش المسلمين في فتوحات بلاد الفرس سنة 645م  الموافق للسنة 43 هجري .
وبينما كان يقاتل المشركين على أبواب نهاوند ببلاد الفرس ، تكاثر عليه الأعداء من كل حدب وصوب .. ودخل الجيش الإسلامي في خطر كبير .. وفي نفس اليوم كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يخطب يوم الجمعة على منبر رسول الله (ص) في المدينة ، وإذا بعمر رضي الله عنه ينادي بأعلى صوته أثناء خطبته :
" ياسارية الجبل، الجبل، من استرعى الذئب الغنم فقد ظلم "
فانبهر الصحابة واحتاروا في هذا النداء الموجه إلى سارية وهو في حربه مع الفرس وبعيد عنهم تماما..
وبعد إنتهاء الخطبة تقدم الناس نحو عمر بن الخطاب وسألوه عن هذا الكلام فقال :
" والله ما ألقيت له بالا، شيء أتى على لساني "
ثم قالوا لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه :
" ما هذا الذي يقوله عمر؟ وأين سارية منا الآن ؟ "
فقال :
" ويحكم دعوا عمر ، فإنه ما دخل أمرا إلا خرج منه "
وبعد مدة ،  قدم سارية على عمر في المدينة فقال :
" يا أمير المؤمنين ، تكاثر العدو على جنود المسلمين وأصبحنا في خطر عظيم ، فسمعت صوتا ينادي :
" يا سارية الجبل ، الجبل، من إسترعى الذئب الغنم فقد ظلم " وعندئذ إلتجأت مع أصحابي إلى سفح الجبل واتخذت ذروته درءا لنا يحمي مؤخرة الجيش، وواجهنا الفرس من جهة واحدة ، فما كان إلا ساعة حتى فتح الله علينا وانتصرنا عليهم "..
فلقد كان سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، قد ألهمه الله تلك القدرة على التنبؤ بالخطر الذي حدق بجيوش المسلمين وقت حربهم مع الفرس بقيادة الصحابي سارية بن زنيم الدؤلي الكناني.. كما ألهمه بتلك القدرة على مخاطبة قائد الجيش الإسلامي ونصحه بالتوجه لسفح الجبل الذي سيعصمهم من الخلف ويحميهم من هجومات الفرس..
هذه الحادثة مشهورة في تاريخ الصحابة تحت عنوان " سارية الجبل " مما يبعث على التأكيد من أن سيدنا عمر رضي الله عنه هو أول من إستعمل التخاطر في الحالات الغير عادية كحالات الحرب مثلا.. كما يبعث على التأكيد أيضا من صحة علم التخاطر..
والقصة رواها أحمد في (فضائل الصحابة) ، وأبو نعيم في (دلائل النبوة ) ، وإبن حجر في (الإصابة ) والضياء في (المنتقى من مسموعاته) ، وابن عساكر (في تاريخه) ، والبهقي في (دلائل النبوة )، والهيثمي في (الصواعق المحرقة).

آيات في السماء

الثلاثاء، 7 يوليو 2015

الصراع النفسي



                                                
ما أن تمشي على الطريق بغية الوصول إلى مكان ما ، حتى تتفرع أمامك مجموعة من الطرق الأخرى والشعاب والمسالك ، فيصعب عليك حينئذ إختيار الطريق المناسب الذي يوصلك إلى المكان المطلوب..
وما أن تشرع في التفكير عن السبل التي تعلمك حسن الإختيار للباب المناسب لاكتساب المعرفة ، حتى تتشعب أمامك مجموعة من الأبواب والافكار المختلفة مع بعضها البعض ، بحيث يتراءى لك أن كل فكرة منها صحيحة ، بالرغم من تضادها أو تناقضها مع بعضها .. و يصعب عندئذ تحديد الفكرة الأصح منهم..
وكلما ناقشت فكرة ما على العموم ، تظهر مختلطة مع أفكار أخرى وملتصقة بها ، فتسلّط عليك جانبا من الإرتياب في إتخاذ الفكر الصحيح..
وما أن تقول نعم.. حتى تسمع ألف صوت ينادي بكلمة لا..
ذلك هو الصراع الناجم بين المتضادات والمتناقضات من الأفكار..
بين نعم ولا..
بين نكون أو لا نكون..
نحب أو نبغض ..
بين القبول أوالرفض..
بين الحب والعدوان..
هذا التناقض والتضاد ينتج عنه صعوبة القدرة على الإختيار..
وهو ما يعطي لنا مفهوم الوجه السطحي من الصراع الذي يبدأ مباشرة من القطب الأمومي أو الأبوي ..
فالذكر من الأطفال و مع بداية نمو الأنا الإجتماعي لديه ، يبدأ في تعلم شيئين متضادين مع بعضهما تمام التضاد.. سيتعلم حب أمه لكنه في نفس الوقت يتعلم النفور والبغض والكراهية لأبيه[1]..
ومن هنا يظهر الحب والبغض في آن واحد..
والبنت تحب أبيها وتبدأ في نفس الوقت تتوجه مشاعرها نحو بغض أمها والعدوان لها[2]..
وقد يأمر الآب إبنه بالذهاب للسوق مثلا ، وشراء بعض المستلزمات.. في الوقت الذي تأمره أمه بمراجعة دروسه ،إستعدادا للإختبارات..
وهنا يصعب على الطفل إختيار الأمر الذي سيرضخ له..
هل ينفذ أمر أبيه مع علمه بصلابة رأيه..
أم ينفذ أمر أمه مع علمه بحنانها وعطفها عليه..
سيعمد هذا الطفل ربما ، إلى تنفيذ أمر أبيه والذهاب إلى السوق.. في نفس الوقت الذي يأخذ فيه كراسه ليراجع في الطريق..
ومن هنا يكون قد نفذ الأمرين في آن واحد..
هذا إذا كان في مستوى سني مناسب لإيجاد الحلول..
أما إذا كان دون ذلك ، فإن كل من الأمرين المتضادين يظلان يدوران في رأسه ، إضافة إلى بعض الأواملر الأخرى المتضادة.. وسيواجه مستقبلا أزمة نفسية قد تكون سكيزوفرينيا مثلا..[3]
وعندما يصل الطفل إلى مستوى معين من العمر ، يظهر الصراع في شكله الواضح تماما.. حينما تبدأ تلك الرغبة في التخلص من السلطة الأبوية ، حيث تبدأ حالة التمرد واضحة مقترنة مع رفض أوامر الأبوين والمواجهة العدوانية لهما ..
وفي نفس الوقت يشعر الطفل بأنه لا زال في حاجة ماسة إلى إهتمام أبويه به ، وحنانهما عليه ، وحبهما له..
ومن هنا تبدأ المشكلة.. ويبدأ الصراع واضحا..
صراع بين الرغبة في التخلص من السلطة الأبوية...وبين الحاجة الماسة إليهما..
ويتعذر وجود الحل عندئذ في كثير من الحالات ..
وتعذر وجود الحل يؤدي إلى تلك الإضطرابات النفسية والإضطرابات الجسدية بعيدا تمام البعد عما يسمى بالميكروب..
وقد يبدأ الصراع بادئ ذي بدئ بسبب حدوث إثارة خارجية .. إثارة من الوسط الخارجي..
هذه الإثارة تؤدي إلى نشوب الصراع..
مثل شعور الطفل باهتمام أبويه بولادة طفل جديد لهما..أو الشعور بتفضيل أحد إخوته عليه.. وهو ما يحدث غالبا عند الأنثى بصفة عامة..
هذا الشعور الجديد عبارة عن إثارة خارجية..
وعند الكبار قد تحدث الإثارة على شكل إخفاق في العمل..أو الحب..أو في الحياة الزوجية.. الإمتحانات...
وما أن تحدث الإثارة حتى يحدث الصراع تابعا لها في وقت واحد..
الصراع بطبيعة الحال يؤدي إلى قلق الأنا.. ويدفع به إلى لزومية إيجاد الحل..
الحل الذي يقوم به الأنا تجاه ذلك الوضع الصراعي يسمى بميكانيزم الدفاع..أو الآليات الدفاعية..
......................................................................................................
- أبو سفيان غادر بالتجارة شرقا مبتعدا عن آبار بدر
- إذن القافلة في أمان..أرى ألا نحاربهم..
- لا نحارب ؟
- ولماذا نشب على قومنا حربا قد تظل مشتعلة طيلة 40 سنة ؟
- تعني حرب الولد و أبيه.. فولدك حذيفة معهم.. أنا أقول بالحرب .. وهذا الصابئ يجب أن يجلد.. ولدك الحقيقي هو الوليد..
......................................................................................................
لقد لاحظنا أن الصراع في هذه الحالة يوجد في فكرتين متضادتين :
- الرغبة في الحرب إنتقاما من الصابئين(المسلمين)
- عدم لزومية الحرب لأن التجارة في أمان..
ثم تدخل الحسم واتخاذ القرار السياسي بعنف..
هذا القرار السياسي هو ما يقربنا نوعا ما من مفهوم ميكانيزمات الدفاع..
إلا أن هذه الميكانيزمات قد تتخذ في كثير من الحالات طرقا ملتوية يصعب تحديدها..
وإذا فشلت هذه الميكانيزمات ، فإن الإضطراب النفسي والجسدي يدخل من بابه الواسع .. على شكل حرب صعب..
......................................................................................................
- يامحمد أخرج إلينا رجالك..
من أنتم ؟
يا محمد أخرج إلينا نظرائنا من قومنا..
- عبيدة..وأنا(حمزة).. وعلي..
هل نحن نظرائكم ؟ لا إله إلا الله ، محمد رسول الله..
......................................................................................................
عندما تحدث الإثارة ، فإن ذلك يؤدي إلى نشوب الصراع..
الصراع يؤدي إلى قلق الأنا..
الأنا يكون ملزما باتخاذ موقف معين..
هذا الموقف يسمى بميكانيزمات الدفاع أو يسمى بآليات الدفاع..
هذه الميكانيزمات تبحث عن طريقة تمكن من إيجاد التوافق بين الطرفين المتصارعين..
أي إيجاد التوافق بين العقل الواعي والعقل الباطني..
......................................................................................................
أقبل مفاوض آخر..
- محمد..عرضنا عليك شروطا للصلح من قبل
ما هذا بسم الله الرحمن الرحيم.. لا أعرف هذا.. قل باسمك اللهم..
من محمد رسول الله.. لو شهدت أنك رسول الله..لم أقاتلك..
أكتب : من محمد بن عبدالله إلى ..
أليس هذا هو الأفضل..؟
......................................................................................................
لقد لاحظنا كيفية إيجاد التوافق أو التسوية بين الأطراف المتنازعة..
وهي تماما التسوية التي تحدث بين العقل الواعي والعقل الباطني التي يقوم بها الأنا عن طريق أحد ميكانيزمات الدفاع..
وعندما تفشل هذه الميكانيزمات في الحل..
فإن ذلك يؤدي إلى الأمراض النفسية والجسدية..
تماما مثل الحرب..
......................................................................................................
- يامحمد لسنا نحن الذين نقضوا عهد الحديبية.. بل نفر من قومنا هم الذين..
هل من يسمعني ؟ ياأبابكر..ياعمر..ياعثمان..ياعلي..
أنا سيد مكة..
- سيدنا خالد بن الوليد رضي الله عنه : لأنك لم تحفظ عهدا ولا أمانة..
بعد فترة..
المسلمون قادمون لفتح مكة..
- سنصبح عشرة آلاف قبل الغروب..
- جيوش المسلمين يدخلون مكة من أبوابها الأربعة..
- من دخل دار أبي سفيان فهو آمن..
......................................................................................................
عندما يفشل منطق الحوار يبدأ منطق الحرب..
عندما تفشل ميكانيزمات الدفاع تبدأ الإستجابة النفسية والجسدية تلوح بالحرب هي أيضا على شكل إضطراب مرضي ..
الفتاة العربية المسلمة ترى نفسها ملزمة على البقاء في البيت إستجابة للآية :
" يا نساء النبي قرن في بيوتكن "
وفي نفس الوقت ترى نفسها بأنه لا بد من الخروج من أجل العلم مثلا ، إستجابة للآية :
" إقرأ بسم ربك.."
إنه الصراع الي يتطلب الحل العاجل..
الطرف الأول من الصراع يطالب بمكوثها في البيت..
الطرف الثاني من الصراع يتطلب الخروج إلى طلب العلم..
وهو ما يتطلب ميكانيزما دفاعيا شرعيا..
وتجد الحل سريعا في الشريعة..
تخرج محجبة..
فالحجاب يرضي الطرف الأول من الصراع والطرف الثاني..
إنها بارتدائها للحجاب كأنها ماكثة في البيت ، وقد أرضت الطرف الأول من الصراع..
وخرجت لطلب العلم أو العمل فأرضت الطرف الثاني من هذا الصراع..
هذا ما يسمى بالتوافق والتسوية التي يسعى إليها الأنا عندما يحدث الإشتباك بين العقل الواعي والعقل الباطني..
وفي البنت الرافضة لأنوثتها آيات لأولي الألباب..
فأعضاءها التناسلية تذكرها بأنها أنثى .. وهو ما يشكل الطرف الأول من الصراع..
وهي ترفض هذه الأنوثة وتريد أن تكون رجلا.. وهذا يشكل الطرف الثاني من الصراع..
ولا بد للأنا من إتخاذ موقف..وإيجاد الحل عن طريق التوافق والتسوية..
ستلبس هذه البنت لباس الرجال ، وتتصرف كما لو كانت ذكرا..
فهي في هذه الحالة أنثى ورجل في نفس الوقت..
وهو ما نلاحظه في بعض الحالات الإكلينيكية ، والتي توضع تحت عنوان الإنحرافات الجنسية أو الشذوذ الجنسي..[4]
وفي الصفحة القادمة سوف نتطرق إلى الإستجابات التي يتخذه الأنا في مواجهة الأوضاع الصراعية .. والتي سميناها بميكانيزمات الدفاع.. وعددها يزيد عن الستين وضعية وتشكل المحور الأساسي في تعاليم مدرسة التحليل النفسي..






- عقدة أوديب[1]
-عقدة إليكترا[2]
- إنسحاب الأنا من الواقع بحيث يخلق عالما خاصا به[3]
- سنتطرق لهذا في أحد الصفحات القادمة بإذن الله[4]

آثار ومخلفات الإستعمار

الأحد، 5 يوليو 2015

الأمراض البسيكوسوماتية






هي تلك الأمراض التي تحدث في نفس الإنسان وتتحول إلى صبغة جسدية ..
وترجع إلى الصدمات الإنفعالية والأحداث الأليمة التي تعرض لها الفرد منذ طفولته ..
فعندما تعجز النفس عن تحمل وقع الصدمة المبكرة ، تبعث بها إلى الجسم في شكل أعراض مرضية..
تصور أنك تملأ دلوا بالماء.. وعندما يمتلئ فإن الفائض يتدفق على جوانب الدلو ومنه على الأرض..
الدلو يمثل نفس الإنسان..والماء يمثل الصدمات النفسية..أما الأرض في هذه الحالة فتمثل جسم الإنسان..
عندما تحدث للإنسان مشكلة ما في كبره..فإنه يعرف كيف يتعامل معها ، وشيئا فشيئا يتغلب عليها بإحكام عقله وبصيرته..
أما عندما تحدث مشكلة ما للإنسان وقت طفولته.. فإن الطفل بطبيعة الحال ، صغير العقل، لا يعرف كيف يتعامل مع هذه المشكلة.. ولا يعرف سوى الهرب.. سيهرب من المشكلة عن طريق النسيان والتناسي.. وهو ما يعبر عنه علم النفس المرضي بالكبت..
نسيان المشكلة لا يعني إنعدامها .. فهي نظل موجودة ومختبئة في العقل الباطني لدى الإنسان .. وتظل تترقب فرصة الظهور..
إنها تريد أن تطلع على مستوى ساحة الشعور ، لكن العقل الواعي يفرض عليها مراقبة شديدة ويمنعها من الظهور..
لما يسقط الإنسان في كبره في ظروف مشابهة للظروف التي حدثت فيها المشكلة أو الصدمة..فإن ذلك يستدعي الصدمة القديمة لتخرج على مستوى الوعي.. لكن الوعي يمنعها.. وهكذا يحدث ما يسمى بالصراع النفسي..
هذا الصراع بين العقلين : الواعي والباطني يتطلب الحل..
والحل مفقود تماما بين أطباء عضويين لا يعرفون سوى ثقافة الميكروب..وابتلاع الدواء.
وباشتداد الصراع ، يستجيب الجسد لتلقي الفائض الذي لم تستطع النفس تحمله ، فيعبر عن ذلك على شكل إضطرابات مرضية جسدية ليس لها أي إنعكاس عضوي في جسم الشاكي..
هذه الإضطرابات المرضية تظهر حسب طبيعة الصدمة ..
إذا كانت الصدمة تدور في مجال العلائقية بين الطفل وأحد الابوين  ، فإن الإضطراب يظهر على شكل توتر بالرأس .. ولذلك نلاحظ دائما أن أمراض الرأس تحدث بشدة لدى الأطفال وقت دخولهم للمدرسة لأول مرة.. ذلك لأنهم يشعرون بابتعادهم عن الشخص المحبوب لا سيما الأم..
وفي الحالات القصوى التي يرفض فيها الطفل رفضا قاطعا الدخول إلى المدرسة ، فإن المسؤولية تكون بالدرجة الأولى على عاتق الأم..إذ يستوجب عليها أن ترافق إبنها إلى المدرسة وقت دخوله ووقت خروجه لأيام معدودة .. ذلك لكي يشعر هذا الطفل بعدم إنحلال العلائقية بينه وبين أمه بسبب إبتعاده عنها..
وفي كثير من الأحيان .. يرفض الطفل الذهاب إلى المدرسة لأسباب أخرى تتمثل في عقدة أوديب[1]
والطفل في هذه الحالة يرفض الذهاب للمدرسة لكي لا يخلو أبوه بأمه..
وإذا كان للصدمة علاقة بكبت التعبير عن المشاعر ، فإن الإضطراب يذهب إلى مركز التعبير على شكل إلتهاب في اللوزتين ، أو تضخم الغدة الدرقية ، أو خلل في الأحبال الصوتية ..
فالطفل الذي يشعر بتفضيل أحد إخوته عليه ، أو يشعر بإهماله من طرف الأبوين ، يشعر في نفس الوقت بعدم القدرة على مواجهة أبويه في هذا الشأن نتيجة لخوفه منهما.. فيكبت هذا الشعور .. مما يجعله يظهر مستقبلا على شكل إضطراب في مراكز التعبير .. ويحدث هذا الإضطراب خصوصا عند الإناث نتيجة للتهميش الذي يشعرن به نتيجة لشعورهن بالأنوثة المرفوضة من طرف الأبوين..
الإضطرابات الغذائية التي تحدث بين الطفل وأمه أثناء فترة الرضاعة ، تذهب في ما بعد إلى الجهاز الهضمي على شكل قرحة معدية أو إمساك مزمن أو إسهال حاد.
واضطراب الكبد ، له علاقة وطيدة بفقدان عزيز ما وقت الطفولة .. ذلك لأن الكبد هو موطن الحب..
واضطراب الجهاز البولي له علاقة وطيدة بما يحدث من مشاعر الخوف المبكر..
يقوم الأبوان بعقاب ولدهما على التبول الليلي ، ويحتمان عليه التحكم في عملية التبول ، مما يؤدي به إلى عادة إحتباس البول ومنه إلى تضخم المثانة مستقبلا..
وفي تضخم المثانة لا يعرف الأطباء سوى عملية الشق..
والجهاز التناسلي له علاقة بعقدة الخصاء ومشاعر الذنب.
يبدأ الإضطراب التناسلي عند المرأة على مستوى الحيض ، فيكون مؤلما .. وقد تطول مدته أو تقصر ، وغالبا ما يحدث إنقطاع أو إستمرار في النزيف.. ليصل الأمر إلى الرحم فيما بعد .. وسقوط الماء بصورة مزعجة.. كذلك التقلصات المهبلية.. والشعور بالآلام عند الجماع.. وكثيرا ما تؤدي هذه الحالة إلى الإنفصال والطلاق بين الزوجين.. وقد تظهر حالة البرود الجنسي.. أو حالات إنحرافات جنسية لا شعورية..
الحكة التي تظهر عند المرأة بالمناطق التناسلية لها علاقة وطيدة جدا بالبرود الجنسي الذي تستعيض عنه بتلك اللذة أثناء الحك.. ومن الواضح جدا أن هذه الحالة لا علاقة لها بالميكروب..
وعند الرجل يظهر فقدان القدرة على الإنتصاب ، والعجز الجنسي ، ونقص في الحيوانات المنوية .. وقد يؤدي ذلك إلى العقم ..
الإضطرابات القلبية الوظيفية لها علاقة بفقدان الإستقرار وقت الطفولة..
فعدم إنتظام حركة القلب بين القبض والبسط.. يشير إلى عدم إنتظام في الأفكار الناتجة عن الشعور بعدم الإستقرار في نفسه.. كالرحيل من سكن لآخر.. ومن بلد لآخر.. وتغيير المدرسة .. والأصدقاء.. وتفاوت المربيات..الخصومات الحادة أو الشبه دائمة بين الوالدين .. وخصوصا إنصراف الأم إلى العمل ، وغيابها عن المنزل لساعات طوال..
النمو الفوضوي للأفكار يؤدي إلى النمو الفوضوي لبعض خلايا الجسم.. ومنه إلى ظهور مرض السرطان..
سرطان الثدي يحدث نتيجة للفشل والإخفاق في الحياة الجنسية أو الحياة التناسلية.. كتلك التي لم تحظ بالإنجاب.. أو لم تحظ بزواج سعيد..
ويقابله سرطان البروستات عند الرجال..
أمراض العيون غالبا ما تكون لها علاقة باضطراب الحياة العاطفية.. مثلما حدث لسيدنا يعقوب عليه السلام..
الروماتيزم العضلي له علاقة بكبت المشاعر ومنع الطفل من البكاء والتعبير عن حاجياته..
الأمراض الجلدية عموما ترجع إلى كبت إنفعالات الخوف أثناء الطفولة..
وغالبا ما يعبر الجسم عن الإنفعال المكبوت المصاحب للخوف عن طريق زيادة نسبة السكر في الدم.. وإضطراب الدورة الدموية..
هذه رؤوس أقلام فقط عن الأمراض البسيكوسوماتية..
ومن هذا نستخلص بأن كل إضطراب يحدث بالجسم ، له سابق الإصابة بصدمة نفسية ..
دور الدواء هو دور إستثنائي يهدف لمقاومة المرض والتخفيف من حدته لا لزواله نهائيا..
والشفاء يكمن وراء العلاجات النفسية..






- العقدة الرئيسية لكل العقد النفسية[1]