هي
تلك الأمراض التي تحدث في نفس الإنسان وتتحول إلى صبغة جسدية ..
وترجع
إلى الصدمات الإنفعالية والأحداث الأليمة التي تعرض لها الفرد منذ طفولته ..
فعندما
تعجز النفس عن تحمل وقع الصدمة المبكرة ، تبعث بها إلى الجسم في شكل أعراض مرضية..
تصور
أنك تملأ دلوا بالماء.. وعندما يمتلئ فإن الفائض يتدفق على جوانب الدلو ومنه على
الأرض..
الدلو
يمثل نفس الإنسان..والماء يمثل الصدمات النفسية..أما الأرض في هذه الحالة فتمثل
جسم الإنسان..
عندما
تحدث للإنسان مشكلة ما في كبره..فإنه يعرف كيف يتعامل معها ، وشيئا فشيئا يتغلب
عليها بإحكام عقله وبصيرته..
أما
عندما تحدث مشكلة ما للإنسان وقت طفولته.. فإن الطفل بطبيعة الحال ، صغير العقل،
لا يعرف كيف يتعامل مع هذه المشكلة.. ولا يعرف سوى الهرب.. سيهرب من المشكلة عن
طريق النسيان والتناسي.. وهو ما يعبر عنه علم النفس المرضي بالكبت..
نسيان
المشكلة لا يعني إنعدامها .. فهي نظل موجودة ومختبئة في العقل الباطني لدى الإنسان
.. وتظل تترقب فرصة الظهور..
إنها
تريد أن تطلع على مستوى ساحة الشعور ، لكن العقل الواعي يفرض عليها مراقبة شديدة
ويمنعها من الظهور..
لما
يسقط الإنسان في كبره في ظروف مشابهة للظروف التي حدثت فيها المشكلة أو
الصدمة..فإن ذلك يستدعي الصدمة القديمة لتخرج على مستوى الوعي.. لكن الوعي
يمنعها.. وهكذا يحدث ما يسمى بالصراع النفسي..
هذا
الصراع بين العقلين : الواعي والباطني يتطلب الحل..
والحل
مفقود تماما بين أطباء عضويين لا يعرفون سوى ثقافة الميكروب..وابتلاع الدواء.
وباشتداد
الصراع ، يستجيب الجسد لتلقي الفائض الذي لم تستطع النفس تحمله ، فيعبر عن ذلك على
شكل إضطرابات مرضية جسدية ليس لها أي إنعكاس عضوي في جسم الشاكي..
هذه
الإضطرابات المرضية تظهر حسب طبيعة الصدمة ..
إذا
كانت الصدمة تدور في مجال العلائقية بين الطفل وأحد الابوين ، فإن الإضطراب يظهر على شكل توتر بالرأس ..
ولذلك نلاحظ دائما أن أمراض الرأس تحدث بشدة لدى الأطفال وقت دخولهم للمدرسة لأول
مرة.. ذلك لأنهم يشعرون بابتعادهم عن الشخص المحبوب لا سيما الأم..
وفي
الحالات القصوى التي يرفض فيها الطفل رفضا قاطعا الدخول إلى المدرسة ، فإن
المسؤولية تكون بالدرجة الأولى على عاتق الأم..إذ يستوجب عليها أن ترافق إبنها إلى
المدرسة وقت دخوله ووقت خروجه لأيام معدودة .. ذلك لكي يشعر هذا الطفل بعدم إنحلال
العلائقية بينه وبين أمه بسبب إبتعاده عنها..
وفي
كثير من الأحيان .. يرفض الطفل الذهاب إلى المدرسة لأسباب أخرى تتمثل في عقدة
أوديب[1]
والطفل
في هذه الحالة يرفض الذهاب للمدرسة لكي لا يخلو أبوه بأمه..
وإذا
كان للصدمة علاقة بكبت التعبير عن المشاعر ، فإن الإضطراب يذهب إلى مركز التعبير
على شكل إلتهاب في اللوزتين ، أو تضخم الغدة الدرقية ، أو خلل في الأحبال الصوتية ..
فالطفل
الذي يشعر بتفضيل أحد إخوته عليه ، أو يشعر بإهماله من طرف الأبوين ، يشعر في نفس
الوقت بعدم القدرة على مواجهة أبويه في هذا الشأن نتيجة لخوفه منهما.. فيكبت هذا
الشعور .. مما يجعله يظهر مستقبلا على شكل إضطراب في مراكز التعبير .. ويحدث هذا
الإضطراب خصوصا عند الإناث نتيجة للتهميش الذي يشعرن به نتيجة لشعورهن بالأنوثة
المرفوضة من طرف الأبوين..
الإضطرابات
الغذائية التي تحدث بين الطفل وأمه أثناء فترة الرضاعة ، تذهب في ما بعد إلى
الجهاز الهضمي على شكل قرحة معدية أو إمساك مزمن أو إسهال حاد.
واضطراب
الكبد ، له علاقة وطيدة بفقدان عزيز ما وقت الطفولة .. ذلك لأن الكبد هو موطن
الحب..
واضطراب
الجهاز البولي له علاقة وطيدة بما يحدث من مشاعر الخوف المبكر..
يقوم
الأبوان بعقاب ولدهما على التبول الليلي ، ويحتمان عليه التحكم في عملية التبول ،
مما يؤدي به إلى عادة إحتباس البول ومنه إلى تضخم المثانة مستقبلا..
وفي
تضخم المثانة لا يعرف الأطباء سوى عملية الشق..
والجهاز
التناسلي له علاقة بعقدة الخصاء ومشاعر الذنب.
يبدأ
الإضطراب التناسلي عند المرأة على مستوى الحيض ، فيكون مؤلما .. وقد تطول مدته أو
تقصر ، وغالبا ما يحدث إنقطاع أو إستمرار في النزيف.. ليصل الأمر إلى الرحم فيما
بعد .. وسقوط الماء بصورة مزعجة.. كذلك التقلصات المهبلية.. والشعور بالآلام عند
الجماع.. وكثيرا ما تؤدي هذه الحالة إلى الإنفصال والطلاق بين الزوجين.. وقد تظهر
حالة البرود الجنسي.. أو حالات إنحرافات جنسية لا شعورية..
الحكة
التي تظهر عند المرأة بالمناطق التناسلية لها علاقة وطيدة جدا بالبرود الجنسي الذي
تستعيض عنه بتلك اللذة أثناء الحك.. ومن الواضح جدا أن هذه الحالة لا علاقة لها
بالميكروب..
وعند
الرجل يظهر فقدان القدرة على الإنتصاب ، والعجز الجنسي ، ونقص في الحيوانات
المنوية .. وقد يؤدي ذلك إلى العقم ..
الإضطرابات
القلبية الوظيفية لها علاقة بفقدان الإستقرار وقت الطفولة..
فعدم
إنتظام حركة القلب بين القبض والبسط.. يشير إلى عدم إنتظام في الأفكار الناتجة عن
الشعور بعدم الإستقرار في نفسه.. كالرحيل من سكن لآخر.. ومن بلد لآخر.. وتغيير
المدرسة .. والأصدقاء.. وتفاوت المربيات..الخصومات الحادة أو الشبه دائمة بين
الوالدين .. وخصوصا إنصراف الأم إلى العمل ، وغيابها عن المنزل لساعات طوال..
النمو
الفوضوي للأفكار يؤدي إلى النمو الفوضوي لبعض خلايا الجسم.. ومنه إلى ظهور مرض
السرطان..
سرطان
الثدي يحدث نتيجة للفشل والإخفاق في الحياة الجنسية أو الحياة التناسلية.. كتلك
التي لم تحظ بالإنجاب.. أو لم تحظ بزواج سعيد..
ويقابله
سرطان البروستات عند الرجال..
أمراض
العيون غالبا ما تكون لها علاقة باضطراب الحياة العاطفية.. مثلما حدث لسيدنا يعقوب
عليه السلام..
الروماتيزم
العضلي له علاقة بكبت المشاعر ومنع الطفل من البكاء والتعبير عن حاجياته..
الأمراض
الجلدية عموما ترجع إلى كبت إنفعالات الخوف أثناء الطفولة..
وغالبا
ما يعبر الجسم عن الإنفعال المكبوت المصاحب للخوف عن طريق زيادة نسبة السكر في
الدم.. وإضطراب الدورة الدموية..
هذه
رؤوس أقلام فقط عن الأمراض البسيكوسوماتية..
ومن
هذا نستخلص بأن كل إضطراب يحدث بالجسم ، له سابق الإصابة بصدمة نفسية ..
دور
الدواء هو دور إستثنائي يهدف لمقاومة المرض والتخفيف من حدته لا لزواله نهائيا..
والشفاء
يكمن وراء العلاجات النفسية..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق