اعلان

الجمعة، 31 يوليو 2015

التخاطر والحواس الخمس




            التفسير الشيطاني للأمور العلمية ، أغرق سفينة نوح في قاع البحر .. وكسر عصى موسى عليه السلام ..                   وحرق قميص يوسف .. وعقر ناقة صالح .. واعتبر المعجزات النبوية سحرا .. واعتبر كرامات أولياء                        الله الصالحين شركا.. ووصل بالمسلمين إلى أسفل سافلين ،  من  فشل وإخفاق وجمود وتقوقع ..                                 

تعمل الحواس الخمس تحت تدبير الجهاز العصبي الذي يسيطر على كل الوظائف الحيوية في الجسم..
ينقسم الجهاز العصبي إلى قسمين رئيسيين وهما:
الجهازالعصبي المركزي.
 و الجهاز العصبي الإعاشي أو النباتي ( السامباتوي ، والباراسمباتوي ).
يتكون الجهاز العصبي المركزي من الدماغ وتوابعه ..
 ومن النخاع الشوكي ، وما يمتد منهما من مجموعة أعصاب..
وله وظيفتان :
وظيفة داخلية والأخرى خارجية .
للداخلية علاقة بالفكر والشعور والإرادة.
وللخارجية علاقة بالعالم الخارجي عن طريق الحواس الخمس  ( البصر، والشم، والسمع، والذوق، واللمس ).
 وكذلك يتصل بالعالم الخارجي عن طريق عضلات الهيكل العظمي.
أعصاب الحواس الخمس الخاضعة للجهاز العصبي المركزي تؤدي أعمالا موجهة نحو الخارج.
فالعصب البصري ماهو إلا نتوء بارز في المخ.. وعصب الشم يتصل أيضا مباشرة بالمخ.. وكذلك عصب السمع ، وعصب الذوق ، وأعصاب اللمس التي هي منتشرة مع كل الجلد.
و هناك علاقة قوية تربط بين الوظيفة الداخلية للجهاز العصبي المركزي و الوظيفة الخارجية .
والتخاطر بطبيعة الحال له علاقة قوية بالجهاز العصبي.. وهو عملية مشتركة بين الحواس الخمس ..
يمكن أن يحدث التخاطر عن طريق البصر(التخاطر المباشر) ، كما حدث ذلك في الواقع مرارا وتكرارا..
فقد ترى شخصا يمر أمامك في لمح من البصر ثم يختفي بالرغم من بعده عنك بمئات الأميال ..
وقد يراك أحدهم وكأنك حاضرا معهم في مأدبة عشاء بالرغم من أنك لم تغادر منزلك إطلاقا ..
ومنهم من يرى أحدهم يطوف بالكعبة في مناسبة حج أو عمرة دون أن يقوم بذلك في الواقع.. والأمثلة كثيرة في هذا الموضوع.. فقد حدث ذلك للفاروق والخليفة سيدنا عمر بن الخطاب عنما كان في خطبة الجمعة حيث رأى معركة " سارية الجبل "[1] ماثلة أمامه ، وجيش المسلمين على وشك الإنهزام ، فنادى بأعلى صوته :
" ياسارية الجبل"
فسيدنا عمر رضي الله عنه إستقبل عملية إرسال تمثلت في رؤيا المعركة جاثمة أمامه كما هي في واقع أمرها.. ثم قام هو بدوره بعملية إرسال إلى قائد جيش المسلمين أنذاك..
فتميز سيدنا عمر بالقابلية للإستقبال والإرسال في نفس الوقت.. ورؤيته للمعركة كانت تخاطرا بصريا.. وإرساله للنداء والتوجيه كان تخاطرا سمعيا..
وعليه ، فالتخاطر يمكن أن يكون عن طريق البصر فيسمى تخاطر بصري..
ويمكن أن يكون عن طريق السمع فيسمى تخاطر سمعي..
ويمكن أن يكون عن طريق الشم فيسمى تخاطر شمي..
ويمكن أن يكون عن طريق الذوق فيسمى تخاطر ذوقي..
ويمكن أن يكون عن طريق اللمس فيسمى تخاطر لمسي..
وبه وعليه ، يحدث التخاطر وفقا لوظيفة أحد الحواس الخمس ..
إنما كيف يتنوع التخاطر موزعا بين الحواس ، هو ما سنتطرق إليه في أحد المواضيع القادمة..
وقد يفسر بعضهم في أن ذلك نوع من الهلوسة التي قد تكون بصرية..أو سمعية..أو...
 غير أن الهلوسة من أي نوع كانت  لها أعراض مرافقة ولا تحدث إلا في بعض الحالات المرضية ..
وسيدنا عمر رضي الله عنه لم يكن مريضا ، بل كان القائد الأعلى للقوات المسلحة الإسلامية ، وخليفة سيدنا وحبيبنا محمد (ص).. يتمتع بصحة جسدية.. وبكامل قواه العقلية والنفسية ..  مما يدل على بطلان عملية الهلوسة ..
كما قد يفسر البعض هذه الحالة في تمثل الشيطان مكان الشخص الذي تراه أو تسمع صوته ..
والتفسير الشيطاني للأمور العلمية ، أغرق سفينة نوح في قاع البحر .. وكسر عصى موسى .. وحرق قميص يوسف عليه السلام .. وعقر ناقة صالح .. وقضى على المعجزات النبوية باعتبارها سحرا .. وقضى على كرامات أولياء الله الصالحين باعتبارها شركا.. ووصل بالمسلمين بالشكل الذي هم عليه من فشل وإخفاق وجمود وتقوقع ..
وتفسير الحوادث العلمية بالرجوع إلى الشيطان ، يرجع إلى اليهود وليس للمسلمين.. ولا توجد أي علاقة تربط بين الحوادث العلمية والسحر أو الشيطان، بدلالة ما جاء في أول آية من القرآن الكريم :
" إقرأ بسم ربك "
وبدليل أن الله سبحانه وتعالى ، لما أرسل سيدنا محمد(ص) لهداية الخلق أجمعين ، أرسله تحت وصية الآية الكريمة :
" أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ، وجادلهم بالتي هي أحسن "
ذلك لأن العرب هم أهل المنطق والعلم.. فطلب الله من نبيه محمد(ص) أن يعاملهم حسب طابعهم الثقافي وتوجههم الفكري ..
أما لما أرسل سيدنا موسى عليه السلام إلى طائفة اليهود قال له سبحانه وتعالى :
" واضمم يدك إلى جناحك تخرج بيضاء من غير سوء آية أخرى "
ذلك لأن اليهود هم أهل السحر..فطلب الله من نبيه موسى عليه عليه أزكى السلام في أن يعاملهم حسب طابعهم الثقافي وتوجههم الفكري..
لما كلف الخليفة سيدنا أبوبكر الصديق ، سيدنا خالد بن الوليد رضي الله عنهما أجمعين ، بإرجاع المرتدين من العرب إلى الإسلام..قام سيدنا خالد بحرب ضروس ضدهم من أجل هدايتهم ، لكنه تفطن إلى أن الذين يموتون ماهم إلا عرب .. وأن الدماء العربية الشريفة هي التي تسقط في حومة القتال مما يسبب خسارة كبيرة للإسلام.. فغير خطته إلى شكل من الحوار والمجادلة بالتي هي أحسن كما دعت لذلك الآية السابقة..
ضرب العرب خيمة لخالد أين يستقبل المفاوضين في الأمر، وبدأ في إستقبالهم الواحد  تلو الآخر .. وبعد لحظات طوال صاح سيدنا خالد رضي الله عنه بسرعة و بأعلى صوته في وجه أحدهم الذي كان على وشك الدخول من الباب :
" لا..لا.. أبعدوه عني..إنه خائن وغادر..أبعدوه عني..أبعدوه عني.."
وأسرع الصحابة الكرام في القبض على ذلك الرجل ، فوجدوا بحوزته سيفا تحت إبطه يريد أن يخدع به خالدا سيف الله المسلول..
لقد أدرك خالد بأن الرجل يخفي سيفا تحت إبطه ، ليغدر به ، بالرغم من أنه كان داخلا كبقية الآخرين ، ولم يبدو على ملامحه أو مشيته أو تصرفاته أي شيء يدل على ما تنبأ به خالد.. فالسيف كان مخبأ تحت إبطه ولم يبدو منه شيء..
إنها ثاني حالة في التخاطر ، ظهرت في الصحابي الجليل خال بن الوليد ، بعد أن ظهرت للصحابي عمر بن الخطاب رضي الله عنه..
وفي الحقيقة هي أول حالة تخاطر .. لأنها حدثت في خلافة أبي بكر الصديق..ثم ظهرت في خلافة عمر بن الخطاب الذي جاء من بعده ..
وماذا سيقول أهل الشيطان في تفسيرهذه الحادثة ؟
سيقولون بدون شك ودون ريب أن شيطانا نزل على سيدنا خالد بن الوليد أسد الله في أرضه ، وسيفه المسلول ، صاحب سيد الخلق محمد رسول الله (ص) فأخبره في أذنه- والعياذ بالله- بأن هناك أحد يريد أن يغدر به..
خال رضي الله عنه ، الذي سماه الله " سيف الله المسلول" يقترب منه الشيطان ليخبره في أذنه – والعياذ بالله – بأن........
إن هذا الإعتبار هو كارثة كبرى في حق الإسلام..
بينما سيقول أهل الإسلام في أن تلك كرامة من كرامات أصحاب النبي محمد (ص) ، والبصيرة التي وهبها الله لهم ..
كرامة أو بصيرة أو تخاطر.. نفس المعنى ونفس المفهوم..
وتزكية الفعل  الشيطاني ، ووضعه في مقدمة تفسير الحوادث العلمية ، يخدم بالدرجة الأولى عقيدة بني إسرائيل التي جاءت بمعجزة سحرية حدثت وقت فرعون..
أما تزكية الفعل العلمي فإنه يخدم العقيدة الإسلامية التي جاءت بمعجزات علمية وبلاغية جاء بها القرآن والحديث ..
وكما يحدث التخاطر في اليقضة ، يمكنه أيضا أن يحدث في الحلم ( التخاطر الغير مباشر) ..
فقد يرى أحدهم في حلمه أن إنسان ما قد جاء ، دون أن يفكر في ذلك مسبقا ، وإذا به يأتي في صباح الغد أو مسائه..
ويرى الآخر في حلمه أن شيء ما سيحدث في المستقبل القريب أو البعيد ، ويحدث فعلا..
وكثيرا ما يأتي أحدهم بمواصفات غريبة عن مكان ما ، لم يسبق له أن رآه من قبل، أو أخبره به أحد..وعند معاينته من طرف غيره فإنه يجد صحة ما قاله بالحرف الواحد..
وقد إحتاجت الناس إلى علم يفسر هذه الأحلام ، التي تظهر غالبا على هيئة رموز وإشارات..
ففي حلم سيدنا يوسف عليه السلام ، كما في الآية :
" إذ قال لأبيه يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين "
فكانت الإحدى عشر كوكبا رمزا لإخوته أبناء سيدنا يعقوب عليه السلام..
وكانت الشمس والقمر رمزا لأبيه وأمه..
وكان السجود دلالة على النبوة والملك..
وفي حلم الفتيان اللذان دخلا السجن مع سيدنا يوسف عليه السلام ، حيث راى أحدهم أنه يسقي ربه خمرا ، وكان تأويل ذلك بأنه سوف يسقي ربه خمرا بالفعل.. ولا ندري لماذا لم تظهر الرمزية في هذا الحلم ، حيث كان يدل على الواقع مباشرة بمعنى أنه كان تخاطرا مباشرا بالرغم من حدوثه في الحلم..
بينما رأى الآخر نفسه يحمل خبزا تاكل الطير منه ، وكان تأويل ذلك هو الصلب والموت بحيث أكلت منه الطير فعلا..
وفي هذا الحلم الأخير ظهرت الرمزية في نصف الحلم بحيث دل الخبز على الصلب والموت .. بينما ظهرت الواقعية في النصف الثاني من الحلم ممثلة في الطير.. وهو ما يتطلب بحثا دقيقا وفي غاية الأهمية .. وربما سيحل ذلك الرموز المشفرة في عملية التخاطر الذي لا يزال قيد البناء والترميم.
التخاطر البصري قد يكون مباشرا عن طريق البصر..
أو قد يكون غير مباشر عن طريق الحلم ..
إضافة إلى ظهور بعض من التقاطع بين الحالتين..
وكذلك بالنسبة لبقية الحواس الأخرى ، كالسمع مثلا..أو الذوق..أو اللمس..او الشم.
فقد يكون السمع مباشرا لحالة من الحالات في زمن ومكان معينين.. وقد يكون غير مباشر كما يحدث في الحلم .. حيث تسمع في نومك أحدا يخبرك بشيء ما.. وقد يتطلب ذلك تأويلا من حيث ظهوره في صفة رمزية..وقد يحدث بصورة مباشرة في الحلم نفسه دون ظهور رمزياته ، لأسباب لا تزال مجهولة.. والبحث فيها قد يعطي مفاتيح للدخول إلى مجهولية علم التخاطر..
ويبدو أن هذه الحواس تعمل تحت سيطرة حاسة أخرى يمكنها أن تكون هي الحاسة السادسة ، إذا بحث فيها العلماء..
وتظهر كثيرا عند الشعراء بصورة غير معقولة تماما.. خصوصا الشعراء أهل البدو.. فقد يخبرك في شعره عن أشياء سوف تحدث بعد ثلاثمائة أو أربع مائة سنة .. ويحدث ذلك بالفعل ..
فمنهم من أخبرنا سنة 1900 عن ظهور الماء في أنابيب بالجدران..
والكلام يكون في الخيوط..
والتواصل يكون عبر علب صغيرة بالجيب.. تمشي باستعمال الناقوص.. وهو الهاتف المحمول في عصرنا هذا..
وأخبار العالم في قصعة تتلقى المعلومات من قمر مصنوع بيد الإنسان..
ظهور جزارة الدجاج..
والجدران مبنية بالزجاج..
إلى آخره..
تكلم هذا الشاعر كثيرا في أمور مستقبلية خارقة ، لم تكن معروفة في ذلك الوقت ولا يمكن أبدا أن يتنبأ بها الإنسان ، في وقت لا يزال أهله يستعملون الجمال والبعير في سفرهم.. والقربة للماء.. والحطب للنار.. والخيمات للسكن.. و..
ولم يفهمه قومه في ذلك الوقت ، ولم يفقهوا قولا مما كان يقول ، حتى وقتنا الحالي ، إذ تمكن الناس من إيجاد قصيدته التي تزيد عن مائتي بيت.. وبدأوا في قراءتها من جديد..
إسم الشاعر الحاج عيسى من ولاية الأغواط .. ولد في النصف الثاني من سنة 1800 وتوفي في ما بعد 1900 بالتقريب[2]..
ولحد الآن نكون قد تكلمنا عن أفكار في التخاطر، نلخصها في ما يلي :
يحدث تواصل غير عادي بين إنسان وآخر ، دون أي أداة أو جهاز لهذا التواصل..
يسمى هذا التواصل بعملية التخاطر..
يتميز التخاطر بفكرتين أساسيتين هما : الإرسال و الإستقبال.
تصدر الفكرة عن شخص ما  تجاه شخص آخر ويسمى ذلك بعملية الإرسال..
ويستقبل الإنسان الفكرة من الشخص الذي قام بعملية الإرسال ويسمى ذلك بعملية الإستقبال..
قد يحدث هذا التخاطر بصورة متعمدة بين شخصين ، وذلك نادر الحدوث تماما أو شبه معدوم ، نظرا في أن علم التخاطر لا يزال مجهولا تماما ، حيث تعتقد الأغلبية الساحقة من الناس الجهلة بأنه ضرب من الخيال والوهم..
لكن مما لا شك فيه أنه يحدث بصورة تلقائية أو لا إرادية..حيث يكون الإنسان على غير علم بأنه قام بعملية إرسال..ولا يزال سبب ذلك مجهولا.. ومما لا شك فيه أيضا أن التخاطر يخضع لظروف معينة  تتميز بالقابلية لكل من الإرسال والإستقبال.. ويتوجب علينا عندئذ دراسة الظروف الشخصية للمرسل في زمان ومكان ما .. وأيضا الظروف الشخصية المحيطة بمن قام بعملية الإستقبال طبقا لذلك الزمن والمكان نفسه..
كما يوجد تخاطر مباشر ، كالذي يحدث بصورة مباشرة أثناء اليقضة.. وتخاطر غير مباشر كما يحدث أثناء الحلم..
ويحدث هذا التخاطر وفقا للوظيفة الحسية وموزعا بين أعضاء الحواس الخمس.. فيكون هذا التخاطر بصريا ، أو سمعيا، أو لمسيا..أو....
يتميز التخاطر الغير مباشر ، بظهور رموز تجبرنا على عملية التفسير والتأويل..فيسمى عندئذ بالتخاطر الغير مباشر السالب..
كما يتميز بظهوره كما لو كان في الواقع ، ويسمى عندئذ بالتخاطر الغير مباشر الموجب..
وتوجد حالات تقاطع بين هذه العمليات جميعا ، مما سيفتح لنا ثغرة لدراسة هذه الملاحظات التي سوف تمكننا من إيجاد المفاتيح العامة التي تكشف الغطاء عن لغز التخاطر ومبهوميته ، وتمكننا في نفس الوقت ن تطويره بالشكل الذي يخدم بني الإنسان مستقبلا تخلصا من التواصل التكنولوجي وأثره السيء على البئة والإنسان والكون .


- أرجع إلى موضوع "أول حالة تخاطر" من هذه المدونة[1]
- يمكننا الحصول على القصيدة وإرسالها إليكم عبر هذه المدونة .. وهي قديمة جدا يكاد كل شيء فيها ممزق.. ولا يمكن قراءتها إلا بجهد جهيد[2]

الاثنين، 27 يوليو 2015

فرضية التخاطر




لقد قلنا في الموضوع السابق تحت عنوان ( مؤشرات التخاطر) ، بأن هناك مجموعة من الملاحظات التي صاغها الإنسان عبر العصور السابقة والعصر الحالي ، والتي تلفت الإنتباه بأن هناك أشياء تفرض نفسها على ساحة المعرفة ، وتلزمنا بالإنتباه إليها بالتفاتة علمية من أجل تفسيرها ، وتوضيح جوانبها الخفية وألغازها المبهمة ..
ولا يجهل أحدنا أبدا بأن هناك أمور غير طبيعية ، أو غير عادية ، تحدث لنا في كثير من المرات ، على مدار الحياة ، غير أننا  نجهل تفسيرها وأسبابها..
جهل التفسير للحوادث وعدم معرفة أسبابها ، لا يرجع إلى الفشل في المعرفة فحسب ، وإنما يرجع بالدرجة الأولى إلى عدم الإهتمام ، اللامبالات والتجاهل ورفض الإعتراف بالواقع..
ورفض الإعتراف بالواقع هو نوع من التحدي الذي يستعمله الإنسان الخائف والفاقد للشعور بالأمن.. حيث أن رفضه للفكرة في أي مجال كانت ، هو رمز للشجاعة والإنتصار بالنسبة إليه..
فعندما يرفض الإنسان الإعتراف بفكرة ما ، فإنه يشعر بنشوة الإنتصار على الذي طرح هذه الفكرة.. وإنما ذلك إنتصار وهمي ومؤقت إذ تعود الفكرة تراوده في يوم من الأيام ولم يجد لها سبيل ، بحكم ضياع وقتها ومناسباتها التي حدثت فيها..
والحادثة العلمية لا يمكن دراستها إلا بالعلم ، ولا مجال للميادين الأخرى من مناقشتها مهما كانت أدلتها الوهمية..
وإذا تدخل العلم في تفسير هذه الحوادث المعقدة ، والألغاز المبهمة ، فإنه يبدأ  بتطبيق خطوات المنهج التجريبي في دراسته التي تبدأ كالعادة بمجموعة من الخطوات ، وأولها الفرضية ..
لتدخل بعد ذلك خطوة التحقق من هذه الفرضية والتحقيق فيها عن طريق التجربة..
ثم خطوة الملاحظة..
ثم خطوة الإستنتاج..
ونعني بالفرضية تلك الخطوة التي يبدأ بها العالم في دراسته لظاهرة من الظواهرالتي  أثارت إهتمامه ، حيث يضع تفسيرا مبدئيا أو إفتراضيا لتلك الظاهرة.
أما التجربة ، فنعني بها تلك الإجراءات التي يتخذها العالم من أجل التحقق من تلك الفرضية التي وضعها..
ويلي التجربة مباشرة ، خطوة الإستنتاج الذي نعني به الإنتقال من الحكم الذاتي على الظاهرة إلى الحكم الموضوعي ، حيث يتمكن العالم من وضع التفسير الأخير لهذه الظاهرة ، والذي لا يختلف عنده إثنان ، مهما إختلفت جنسياتهم أو عقيدتهم .
حينما يضع العالم فرضيته ، فإن تفسيره للظاهرة يكون ذاتيا ، مع تدخل المعارف المسبقة في هذا التفسير التي تشكل عائقا  إبستيمولوجيا ..
وحينما يصل لخطوة الإستنتاج ، فإنه ينتقل من الحكم الذاتي إلى الحكم الموضوعي ، حيث تتلاشى في كثير من الحالات المعارف المسبقة بحكم خطئها ، وتتلاشى العوامل الإبستيمولوجية تحت ضوء المعطيات الباشلارية.
وفي مثل موضوعنا هذا ، فإن العالم يفسر الظاهرة التي أشرنا إليها تحت مفهوم التخاطر..
أي أن العالم بعد ملاحظته لتلك الظواهر المعرفية والشعورية والعاطفية التي أدت إلى حدوث تواصل بين إنسان وآخر دون أي وساطة .. يفسرها بمفهوم التخاطر..
ونعني به ذلك التواصل الذي يحدث بين إنسان وآخر ، دون أي وساطة ، في زمان معين ، وفقا لأسباب وشروط مجهولة..
ويقوم الإفتراض على أساس وجود قدرة خاصة لدى الإنسان تمكنه من إرسال أفكار أو مشاعر أو عواطف إلى إنسان آخر لديه القدرة أو الإستعداد لاستقبال هذه الأفكار..
وبهذا يصبح لدينا مبدئيا مفهومين أساسيين في فرضية التخاطر وهما :
الإرسال:
وهو المبادرة التي يقوم بها إنسان ما من أجل التواصل مع إنسان آخر تواصلا مجردا من أي جهاز..في زمان ومكان معين.
الإستقبال :
هو ذلك الإستعداد الذي يملكه الإنسان في لحظة ما ، من أجل تلقيه لأفكار مرسولة من طرف غيره.
غير أن هذه المفاهيم التي جاءت بها الفرضية ، هي مفاهيم ذاتية ، كأي رأي من طرف أي إنسان ، ليس لديه أي دليل علمي في ذلك الحكم.. وهو ما يرفضه العلم رفضا قاطعا ، إذا لم يتم التحقق منه عن طريق التجربة والملاحظة والإستنتاج ، حيث يدخل الحكم في إطاره الموضوعي بدلا من إطاره الذاتي .. وهو ما سنتطرق إليه في المواضيع القادمة ، حيث نقوم بتطبيق تجارب من أجل التأكد من صحة الفرضية ، والتأكد من صحة التخاطر.

الأحد، 26 يوليو 2015

وكل شيء أحصيناه في إمام مبين




 العمليات الذهنية اليومية ، تحدث لنا مرارا وتكرارا ، عبر مدار السنة.. وتفاجئنا بغيبياتها أو تظاهراتها الخارقة وألغازها المبهمة .. دون أن نعرف لها سببا..أو نعرف لها أسبابا.. ولا نستجيب لها إلا باستجابة التجاهل أو اللامبالاة وعدم الإهتمام.
ولا زال العلم بطبيعة الحال يحاول أن يكشف الغطاء عن هذه الألغاز المبهمة ، والطلاسم المعقدة ، دون أن يهتد لشيء من أسرار هذه الحوادث المجهولة الأسباب..
غير أننا لا نستطيع القول في أن العلم فشل في محاولاته ، نتيجة لقصوره وإخفاقه في المعرفة .. لكنه فشل نتيجة لتدخل العقليات البدائية للإنسان باعتبارها عائق إيبستيمولوجي خطير على المعرفة العلمية ، وعلى النشاط المعرفي للإنسان في جميع المجالات.
فحينما يكون الإنسان لديه تفسير مسبق لحادثة من الحوادث ، فإنه يظل عبدا لهذا التفسير دون أن يسمح لنفسه بتلقي تفسير آخر، ظنا منه بأنه وصل إلى الحقيقة المطلقة ، في حين أن هذا التفسير ما هو إلا سراب يحسبه الظمآن ماء..
وعقليتنا البدائية ترد الحوادث الغريبة  إلى الصدفة التي ليس لها أي قانون يضبطها..
ونحن بطبيعة الحال في معرفتنا وثقافتنا لا نملك سوى كتابا صغيرا يحوي صفحة واحدة مكتوب عليه أربعة كلمات فقط :
الصدفة..
الجن..
السحر..
لقرين..ا
فعقولنا لا زالت لم تتحرر من عقلية الإنسان البدائي ..
هذه المفاهيم الأربعة سيطرت على عقولنا فأصبحنا عنوانا كبيرا في حديقة الجهل.. بعد أن كنا في القرون الماضية نتولى صدارة العلم..
في حين أن هذه العوامل الأربعة يستجيب لها العلم إستجابة الرفض ، ولا تختلف عن إستجابة القرآن الكريم ، بين أمة خصها الله بكلمة " إقرأ " في أول مخاطبة من هذا القرآن..
فأمة " إقرأ " تملك آلاف المجلدات في العلم وليس صفحة واحدة مكتوب عليها أربعة كلمات وهمية..
ويحق لنا نعترف إلى جانب السيد رئيس الأطباء أبو علي بن سينا وزملائه من العلماء ، في أنه لا مكان للصدفة في العلم ، حيث يقول رحمه الله في كتابه الإشارات والتنبيهات
" لو أمكن للإنسان أن يعرف ما في الكون جميعا وعناصره وطبائعه وتمكن من معرفة العلاقات بين الظواهر لتمكن في نفس الوقت من معرفة ما يحدث في الكون مستقبلا بما فيه الإنسان.. "
قالها ابن سينا في الوقت الذي كان فيه علماء الإسلام لا يزالوا عاكفين على تفسير الظواهر العلمية بالشيطان . وقد هز الأمة الإسلامية آنذاك هزة عنيفة بهذا التصريح جعلت السلطان محمود يحكم عليه بالإعدام .. لكن شجاعته وآراءه الحرة وفهمه الإسلام بشكله الصحيح.. وفهمه للعلم بشكل يجعل الفصل بينه وبين الدين أمرا مستحيلا.. جعلته يضرب الإفرنج ضربة عنيفة إصطكت منها أسنانهم حينما أعلن هذا المسلم أن الظواهر العلمية متسلسة مع بعضها البعض بالشكل الذي يجعلنا نعترف بأن توفر الشروط الواحدة يؤدي إلى حدوث الظاهرة وأن نفس الأسباب تؤدي إلى نفس النتائج.. وأن الظواهر العلمية مهما تعقدت مسالكها فإنها تخضع لمفهوم الحتمية...
العلية والحتمية والسببية والمنطقية و.. هي الأسلحة أو المفاتيح التي حملها العرب آنذاك وبرهنوا للعالم على أن الدين الإسلامي هو دين علم ، لا دين شيطان وشعوذة .
ولم يعرف الإفرنج هذه الحقائق إلا بعد أن تعلمها عن المسلمين..
فالأحداث تجري وراء سلسلة من الأسباب إذا ما توفرت أدت إلى حدوث الظاهرة دون تدخل الشيطان في ذلك تماما.. مثل المعادلات الكيميائية.. فإضافة الأوكسوجين إلى الأيدروجين يعطي ماء بالضرورة.. وواضح جدا أن الشيطان لم يتدخل في هذه العملية على الإطلاق .
إن عدم القدرة على دراسة الظاهرة دراسة موضوعية تستند على المنهج التجريبى ..  يكمن وراء عدم القدرة على التطبيق وإجراء التجربة ، بسبب إنتهاء المهمة بالفشل نظرا لعدم القدرة على معرفة مجاهيلها..
وبالمثل مشى الخوارزمي، وأبوبكر الرازي،والحسن بن الهيثم، وابن الطفيل، ومجموعة كبرى من علماء ذلك العصر ، حيث سيطروا على العالم آنذاك سيطرة علمية كاملة في جميع المجالات المعرفية..
ولم يكن بحث هؤلاء العلماء في الجانب المادي من الكون والحياة فحسب ، بل كانوا علماء للروح أيضا ، حيث بحثوا في الجوانب المختلفة والمختفية فيها ..
فكان الواحد منهم طبيبا مثلا ، لكنه كان في نفس الوقت فقيها ذكيا ماهرا بالدرجة التي تساعده حتى على إصدار الفتوى في المسائل الفقهية المعقدة.. ومع ذلك لم يثنيهم عن عزمهم الفهم الخاطئ للآية:
" وسألونك عن الروح، فقل الروح من أمر ربي ، وما أتيتم من العلم إلا قليلا "
وعلموا من خلال الشرح الصحيح للآية بأن الروح من أمر ربي، مثل كليات الأشياء من أمر ربي أيضا.. فالجسد من أمر ربي ومع ذلك بحثت فيه العلماء.. والكون أيضا من أمر ربي لكنه لم يسلم من غزو العلماء له..
بمعنى أن الآية كانت تصدر حكما عاما وليس خاصا.. مما يحطم القيد الذي يمنعنا من البحث..
وراح العلماء يصولون ويجولون في علم الروح.. فتوصل سيدنا أبوحامد الغزالي رحمه الله إلى ما لم يتسع ذكره في هذا المقام.. وعلماء الصوفية من بعده.. ثم توصل علماء الإفرنج إلى نتائج باهرة في اليوغا والكارما والتأمل ، ومنه إلى فكرة الخروج عن الجسد أو ما يسمى بالإسقاط النجمي..
وما دامت الصدفة مرفوضة من الساحة العلمية ، فإنها مرفوضة أيضا من القرآن الكريم..
فقد جاءت الكثير من الآيات لتنص على أن كل شيء في الكون مدبر تدبيرا كاملا وفقا لحسابات دقيقة ، وتقدير مضبوط ضبطا كميا وكيفيا..
ومن بين هذه الآيات :
" وكل شيء أحصيناه في إمام مبين "
وفي آية أخرى :
" وعنده مفاتيح الغيب لا يعلمها إلا هو ، ويعلم ما في البر والبحر ، وما تسقط من ورقة إلا ويعلمها ، ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين "
والآية :
" وكل شيء عنده بمقدار"
وهكذا فقد تكاثفت الآيات في القرآن الكريم مبرهنة بأنه لا مجال للصدفة ، بل كل شيء مدروس دراسة إلهية ومقدرة تقديرا كاملا ، حتى أن الورقة التي تسقط من الشجرة مقدر مسارها تقديرا كاملا وفق حسابات دقيقة.
وهو ما يجعلنا ننتبه إلى أن هناك شيء لم نعطيه إهتماما وفقا لما جاء في القرآن الكريم.. إنه التخاطر.

الاثنين، 20 يوليو 2015

مؤشرات التخاطر




يبدو أن هناك أشياء تحدث لنا في حياتنا اليومية بصورة غير معقولة تماما.. وبصورة غير طبيعية.. ونحن لا نعطيها أي إهتمام...
وهي تلك الأمور التي تلفت إنتباهنا بشدة إلى تلك الحوادث الباراسايكولوجية أو الميتافيزيقية ، غير أن إنتباهنا إليها يكون أصما بأتم معنى الكلمة في صورة من التجاهل وعدم الإهتمام..
فكثيرا ما يتصرف الإنسان بصورة تكون إرادته فيها مشلولة تماما ، وتخضع لحتمية سايكولوجية أو باراسايكولوجية  ليس له عليها أي سلطان ، يضبطها قانون لازلنا نجهله تماما..
هذه الأمور التي تحدث لنا ، نجهل تفسيرها ، ولا نعرف لها أي سبب معقول.. ولا نستجيب لها إلا باستجابة طفولية تتمثل في عملية الرفض أو الهروب أو التجاهل واللامبالاة ..
إننا نرفض الإعتراف بوجود الفكرة ونهرب منها ، مثلما يرفض الطفل الصغير الإعتراف بوجود آخ له ينافسه في علائقيته بأبويه..
وأبحاث العلماء في هذا الشأن لا تزال في مهدها وبدايتها.. ومعظمهم يعتبرون ذلك ضربا من الخيال والوهم .. ولم تأتينا لحد الآن بدراسات مقنعة..
فقد تقرر الخروج يوما ما من دارك على ساعة معينة .. ثم تتأخر عن هذا الخروج .. حيث تشعر وكأنما شيء ما يثنيك عن عزمك ويرجعك إلى الوراء .. ويطول الوقت.. وأنت تتردد بين الرغبة في الخروج وبين تأخيره إلى أجل مسمى .. وإذا بضيف قادم من بعيد يطرق بابك.. فتقف قائلا :
" سبحان الله ، وكأنني كنت في انتظاره.."
وتكاد تجزم بأنك كنت في إنتظاره فعلا دون أن تتعمد ذلك..
ولقد كنت في إنتظاره بكل تأكيد ، بفعل عملية تخاطر حدثت بينكما ، دون أن يدري احد منكما..
كما يحدث أن  تقف أمام بابك في وضعية الإنتظار دون تعمد ، ودون أن تدر بذلك .. وبالرغم من أنه ليس من عادتك أن تجلس أمام بابك..
وقد تريد أن تغادر الباب ، لكن وكأن شيء ما يمنعك..وإذا بصديق يأتي إليك وهو يقول :
" كنت أتمنى أن أجدك أمام الباب ، والحمد لله وجدتك "
وقد تسير على  الطريق ذهابا لمكان ما ، ثم تغير إتجاهك مع طريق آخر .. دون أي هدف ..وهذا الطريق لم تتعود على المرور منه.. وإذا بك تلتقي مع أحدهم وأنت في حاجة إليه.. أو كان هو في حاجة إليك..
وفي كثير من الحالات ، تلتفت أحيانا بصورة سريعة في إتجاه ما ، فترى أن أحدهما كان ينظر إليك ، ويترصد حركاتك وسكناتك ..وكأن شيء ما قد نبهك بهذا الأمر.
وتذكر يوما أنك كنت تكتب رسالة لصديق ما ، تطرح  فيها بعض الأفكار التي تجول في ذهنك.. وتتفاجأ حينما يقول لك هذا الصديق بأن ما كتبته كان إجابة عن الأسئلة التي كانت تدور في ذهنه .. وتضايقه..
وقد حدث لك في كثير من المرات أن تشعر بفرحة كبيرة وابتهاج لم تشعر به من قبل.. ولم تعرف سببه أبدا.. وإذا ببشرى مفرحة فعلا تأتيك في ذلك اليوم..
لقد فرحت بالبشرى قبل أن تصلك..
أو قد يخطر ببالك أن شيء ما سيحدث لا محالة ، وإذا به يحدث فعلا..
كما يحدث أن يشم أحدنا رائحة أحد أصدقائه الذي هو على بعد مئات الأميال منه.. أو شم رائحة أحد من أهله.. وبعد ساعة يلتقي معه.
ويمكن أن تسمع صوت صديقك أو واحد من أهلك يناديك.. وبعد ساعات تلتقي به..
وهناك من الأشخاص من لم ترغب في رؤيتهم أو مكالمتهم أو معاشرتهم إطلاقا.. لكنك في لحظة ما تشعر بأنك تنجذب نحو أحدهما ، وتنقاد إليه دون إرادتك.. بل تسير إليه دون هدف ، حتى تقف أمامه ، وكأنك تنتظر منه شيئا.. وقد حدث هذا مرارا وتكرارا..
وكثيرا ما يكون الإنسان يخط على ورقة خطوطا أوكتابة عشوائية .. فيكتب إسم مدينة من المدن.. أو إسم صديق من الأصدقاء.. دون أن يتعمد ذلك .. وإذا به قد تتهيأ له الأسباب فيصل إلى تلك المدينة دون أن يكون قد فكر في الذهاب إليها من قبل.. أو يأتيه شخص هام من تلك المدينة..أو يلتقي مع الشخص الذي كتب إسمه ..
ويحدث كثيرا أن تنادي صديقك بإسم آخر غير إسمه الحقيقي .. وقد تتساءل لماذا ناديته بهذا الإسم.. وبعد فترة تكتشف أن هذا إسم ثاني له.. وتتساءل كيف عرفت ذلك.. ولا تعرف..
وعندما يكون أحد الأولاد غائبا عن الدار لظروف ما ، فإن أمه تتنبأ بكل ما يحدث له من مشاكل أو آلام أو دخوله في ظروف غير ملائمة..وهذه الحالة تكاد تكون بديهية لا لزوم لإنكارها..
وقد تقف البنت موقف المحتارة من غياب أبيها عن الدار للدرجة التي تتنبأ فيها عن كل ما يحدث له.. وكذلك يتأثر الولد بأمه بنفس تأثر البنت..
وقد تحدث هذه المشاعر أيضا بين الإخوة والأخوات ، خصوصا تأثر البنت من أختها التي تليها مباشرة سواء التي تصغرها أو تكبرها.. ونفس الشيء بالنسبة للأولاد الذكور..
ويكون الأمر واضحا في التوأم خصوصا إذا كانا من نفس الزايغوت.
والأمثلة كثيرة في هذا الموضوع ولا يمكننا الإحاطة بها كلها..وهي من المؤشرات التي تلفت إنتباهنا إلى أن هناك سؤال لم يجب عنه العلماء ولم يأخذ إهتمامهم بالحجم المكافئ لهذا السؤال ..وقد يمكننا هذا الإنتباه من التركيز في وضع فرضية التخاطر التي تتطلب التجارب التطبيقية والإستنتاج الدقيق والموضوعي.. وهو ما سنتطرق إليه في المواضيع القادمة..