اعلان

الثلاثاء، 21 أبريل 2015

عـد إلى رشـدك..





                                                                                
إننا نلاحظ على مستوى الساحة الإجتماعية ، فئة تتولى مهمة إشهار السحر بين الناس .. وتحسيسهم بأهميته في الحياة ، وإيهامهم بمفعوله وتضخيمه ، وراحوا يفننون في عظمته لدرجة أنهم زرعوا مرض " فوبيا السحر"[1] بصورة مخيفة ، وأصبح الناس يصرفون عن التخلص من هذا السحر بصورة وهمية أكثر ما يصرفون عن زادهم.. ويفسرون أعراضهم المرضية تفسيرا سحريا بعيدا عن جادة الصواب العلمي.
وضربت هذه الفئة ، حملة القرآن الكريم ، ضربا مبرحا ، حتى أصبح هؤلاء الحملة يندمون عن اليوم الذي قرأوا فيه القرآن نتيجة للتهم التي ألصقوها بهم ، باعتبار أن السحر هو ما يكتبه هؤلاء من القرآن على أوراق .. وظهر من جراء ذلك كارثة كبرى حيث تعرض القرآن الذي يجدونه مكتوبا على أوراق ، إلى رميه في المزابل والمراحيض والتبول عليه باعتبار أنه سحر ..
ويقوم هؤلاء المروّجون للسحر بتعريف خادع ووهمي يخالف تماما ما جاء واضحا في القرآن الكريم بآيات صريحة لا تحتاج إلى تفسير أو مفسر ، حيث يقول سبحانه وتعالى :
" من شر النفاثات في العقد "
وبهذا أصبح من الواضح للعيان ، بأن السحر ليس ما يكتبه القلم من القرآن بل هو عبارة عن نفث في عقد..
وقد وضع الله هذا التعريف للسحر في أبسط سورة من القرآن ، ولم يضعها في السور الكبرى التي لن يقرأها بعضهم .. ذلك لأن الله سبحانه وتعالى يعلم الفتنة التي سوف يتعرض لها القرآن الكريم وحملته ، فوضع هذا التعريف بالشكل الذي تتمكن كل الناس من قراءته[2]. 
ويذهب هؤلاء المروّجون ، إلى أن التداوي بالقرآن يكمن وراء قراءته في ما يسمونه بالرقيا ، ولا يكمن وراء كتابته ، لأن الرسول(ص) قرأ القرآن ، ولم يكتبه.. وأن كتابته هي مخالفة لسنة النبي (ص)..
بينما نحن نعلم علم اليقين في أن الرسول(ص) كان أميا لا يعرف القراءة ولا الكتابة .. ولو لم يكن أميا لكتبه دون جدال.. ثم أن القرآن كتب في مصاحف.. وأشار الله سبحانه وتعالى في أن القلم هو وسيلة للتعلم وليس للسحر ، وجاءت الآية واضحة في ذلك حيث يقول عز وجل :
" وعلم الإنسان بالقلم "
أويقول هؤلاء بأنهم وجدوا هذا القرآن مكتوبا على أوراق بدون نقط ، وعدم نقطه يكشف عن إعتبارات سحرية فيه..
لكن ألا يرمي هذا إلى الإعتقاد بأن القرآن هو نفسه سحر..؟
أليست هذه خطوات تمهيدية للإيمان بسحرية القرآن ؟
أليس هذا نوع من الإستدراج للمس بقداسة القرآن ؟
ثم أن القرآن نفسه نزل بدون نقط .. وأن كتابته بهذه الصورة هي الشكل الحقيقي له..
وإذا ألزمتهم الحجة يتطرقون لشيء آخر .. سيقولون بأنهم وجدوا على هذه الأوراق طلاسم سحرية..
إلا أننا نشير بأن السحر ليس هو كتابة الطلاسم ، بل هو :
" النفاثات في العقد "
بصورة واضحة للعيان ، لا تحتاج إلى تفسير أو مفسر..
ثم أن هذه الطلاسم التي يبررون كلامهم بها ، موجودة في القرآن بشكل مكثف ، وبصورة واضحة ، لا تقبل تدخل أو مداخلة .. فأول ما تفتح المصحف الشريف تجد سورة البقرة تبتدئ بـ "...ألم..." وكررت سبعة مرات في بعض السور الأخرى .. وتتواصل بداية بعض السور الأخرى بـ "...ألر...ألمص... حم.. ن..كهيعص...حم عسق ...."
وجاءت هذه الطلاسم في القرآن تحمل شيفرات غريبة تفسر مجاهيل الكون وأسراره إذا نحن تمعنا النظر فيها بتركيز ، وطردنا وهمية السحر وفتنته من أذهاننا.. 
إن ما يعتبرونه طلاسم ، والتي يكتبها حملة القرآن الكريم ، ماهي إلا مستنبطة من كتاب الله الذي لم يأت لتعليم الناس السحر ، بل جاء ليكشف عن وهمية هذا السحر ودجله كما جاء ذلك واضحا في قصة سيدنا موسى عليه السلام مع سحرة فرعون[3].
وعندما تجادلهم بالحكمة والموعظة الحسنة ، وبالتي هي أحسن ، كما أمرنا بذلك سبحانه وتعالى ، يتطرقون إلى شيء آخر..
يتطرقون إلى أنهم وجدوا جداول مكتوبة على هذه الأوراق .. والجدول هو السحر في نظرهم ..
لكن القرآن الكريم لم يشر إلى أن السحر هو كتابة الجداول ، بل أشار سبحانه وتعالى في أن السحر هو :
" ... النفاثات في العقد..."
ثم أن هذه الجداول الشريفة التي يتكلمون عنها موجودة في القرآن بشكل واضح للعقل والبصيرة ، دون جدال أو مناقشة ..
فالله كان يعلم الخطوة التي سوف ينتهي إليها هؤلاء المهاجمون على القرآن وحملته فأكدها  تأكيدا تاما في ما يسمى بآيات الحدس[4]..
هناك خمسة آيات تعجيزية في القرآن الكريم ، جاءت موزعة على مجموعة من السور ، لكي لا يتمكن الأعداء من تحريفها[5].
وهذه الآيات هي :
1/ " كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما تذروه الرياح "
2/  "هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم"
3/ "يوم الآزفة إذا القلوب لدى الحناجر كاظمين ، ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع "
4/ " علمت نفس ما أحظرت فلا أقسم بالخنس والجوار الكنس والليل إذا عسعس والصبح إذا تنفس"
5/ " ص والقرآن ذي الذكر بل الذين كفروا في عزة وانشقاق  "
إن هذه الآيات الخمسة يكمن وراءها جانب كبير جدا من الإعجاز الذي جاء في القرآن الكريم وبصورة مدهشة..
فأنت ترى الجدول الذي وضعه الله بصورة واضحة في القرآن الكريم.. حيث بدأت الآية الأولى بحرف من حروف كهيعص وانتهت بحرف من حروف حم عسق.
وبدأت الآية الثانية بالحرف الثاني من حروف كهيعص لتنتهي بالحرف الثاني من حروف حم عسق..
والآية الثالثة بالحرف الثالث من كهيعص لتنتهي بالحرف الثالث من حم عسق..
والآية الرابعة بالحرف الربع من كهيعص لتنتهي بالحرف الرابع من حم عسق..
والآية الخامسة بالحرف الخامس من كهيعص لتنتهي بالحرف الخامس من حم عسق..
وهو ما يظهر بالصفة التالية على شكل جدول :
ويظهر جانبه الإعجازي من خلال شكله التركيبي ، لنتمعن فيه وندرك السر الذي يتواجد وراء إرتباط هذه الآيات التي سمتها العلماء بآيات الحدس وبين كهيعص ، وحم عسق.. وهذه الآيات هي التي تكشف السر والنقاب والغطاء عن هذه الطلاسم المتواجدة في القرآن والتي ظل العالم الإسلامي وعلماء الإسلام يبحثون فيها دون إهتداء لمعرفة ألغازها ..
كما يظهر جانبه الإعجازي في تصليح مشاكل النزاع والخصومات الزوجية بين الزوجين ، عن إعتبارات مجربة آلاف المرات على يد أصحابها ..
ومن أراد التأكد من ذلك فليجرب بنفسه.. لكنني أأكد للقراء على كتابتها لا قراءتها كما يعتقدون.. وهو ما يسمى بكرامات القرآن التي أعطاها الله لعباده من المؤمنين ، والتي سماها أهل الفتنة بالسحر والعياذ بالله.
ولا تقتصر كرامتها في تصليح مجرى المشاكل الزوجية فحسب ، وإنما في أمور كثيرة تسبق حسابها وعدّها.. مثل الشفاء من بعض الأمراض ، إن لم أقل كلها ، ونجاح التجارة ، والدراسة .. وزواج البائرة .. وأمور خيرية أخرى..
وتكاد هذه الآيات الشريفة السر الأساسي في إدراج كرامات القرآن من وراء كتابته..  
وأخيرا فإن الكلام في هذا الموضوع طويل جدا وعريض ، وله مسالك يصعب على الإنسان الإحاطة بها كلها.. ولذا فإنني أقول للقارئ الكريم أن يتسلح بإرادة جبارة وقاسية لا تعرف الرجوع إلى الوراء في الدفاع عن القرآن الكريم وحمايته من الأوساخ والقاذورات والبول.. ويعلم أن هذا فاق بكثير الرسومات الكاريكاتورية التي طعنوا بها حبيبنا محمد عليه أفضل الصلوات والسلام..
دافع وجاهد ضد المساس بقداسة القرآن الكريم ، والتأثر بما يقولون.. يؤتك الله أجرك مرتين.. مرة في الدنيا .. ومرة في الآخرة..
" إنه قرآن مجيد في لوح محفوظ.." 



[1] - يتميز مرض الفوبيا بالوسوسة والخوف الشديد من أشياء معينة  كالحيوانات أو الجني أو السحر.. الأماكن الضيقة أو المرتفعة...
[2] - راجع الموضوع المتعلق بحفظ القرآن من التحريف
[3] - أرجع إلى الموضوع الخاص بمفهوم السحر في القرآن الكريم من هذه المدونة
[4] - كشف رجال الصوفية عن هذه الآيات من وراء الشرح الباطني للقرآن الكريم
[5] - راجع موضوع حفظ القرآن من التحريف في هذه المدونة

الأحد، 19 أبريل 2015

فنجان قهوة لو سمحت..





تزامنت الأمراض مع دخول العصر الحديث بأعراضها المختلفة.. وهرع الناس إلى الأطباء مذعورين.. وراح هؤلاء الأطباء في وصف عقاقير كيميائية بين الحين والآخر دون أن يكون لهذه الأدوية من فوائد سوى زيادة الطين بلة..
فالأمراض تزداد يوما بعد يوم ، وتتزايد معها وصفات لأدوية ليس لها من سلطان .. وهم يهمون في ذلك بقتل الميكروب المسبب حسب زعمهم للمرض.. دون القضاء على السبب الحقيقي .. في حين أن هذا الميكروب لم يأت إلا في مرحلة متأخرة من مراحل المرض ، وهو لا يهجم إلا حينما تكون منطقة ما من الجسم لها الإستعداد الكامل لتقبل هذا الميكروب .
وبهذا يحق لنا أن نقف وقفة تساءل وتفكير مع فنجان قهوة لو سمحت..
هل قطع الشجرة يكون من جذورها أم من أغصانها ؟
فنحن وضعنا كمية من الأعشاب في مكان ما ، وجاءت العنزة فأكلتها..
ولولا الأعشاب ما جاءت العنزة.
هيأنا الجسم للإصابة بالمرض ، وجاء الميكروب ليأكله..
ولولا هذا الإستعداد ما جاء الميكروب..
فأول ما يتضرر في الإنسان هو النفس ، نتيجة لصدمة نفسية عنيفة ومبكرة في حياته ، وهي تتحرك عند الدخول في ظروف خطيرة غير ملائمة ومشابهة لظروف الصدمة .. وعندما تعجز النفس عن تحمل وقع هذه الصدمة، فإنها تدفع بها إلى الجسم .. وبالتالي يكون هذا الجسم له الإستعداد الكامل لتقبل الميكروب ودخوله إليه..
وفي هذه الحالة يحق لنا أن نفكر مع فنجان قهوة لو سمحت..
هل في هذه الحالة نعالج الميكروب أم نعالج السبب الذي أدى لمجيء هذا الميكروب ؟
عندما نقضي على الميكروب أو الفيروس فإن هناك فيروسات تعود من جديد ولو بعد مدة لأن السبب لا يزال قائما..
وهو ما حدث بالفعل في كثير من الأمراض .. إذ يشفى المريض مدة قصيرة ثم يعود المرض من جديد..
فبالرغم من إستئصال اللوزتين عند المريض إلا أن آلامها تعود من جديد..
وبالرغم من الشفاء من بعض السرطانات إلا أنها تباشر عودتها..
وهناك الكثير من الامراض الجلدية تعود بعد الشفاء منها..
والأمثلة كثيرة ، تطالبنا بوقفة تفكير قبل فوات الأوان ، لأن الناس تحترق بغاز لا يزال مجهولا ، ويرغمنا بالتوقف قليلا مع فنجان قهوة لو سمحت..
قم وأغلق الباب أو النافذة ، هل يدخل الريح ؟
إن السبب الرئيسي لكل الأمراض الجسدية هو ذلك الإستعداد النفسي لها ، والذي يستلزم الدخول عليه من زاوية أخرى بعد تفكير طويل وصامت يتخلله فنجان قهوة ، وأقول لو سمحت..
فأمراض الرأس والتوتر الذي يحدث به على إختلاف أنواعه إنما يرجع إلى التعبير اللاشعوري عن الخوف من فقدان الموضوع[1] .. ولذلك نجد هذا المرض يظهر كثيرا عند الأطفال أيام دخولهم الأول إلى المدرسة.. لأنهم في هذه الحالة يبتعدون لساعات طوال عن الشخص المحبوب ، وقد تكون الأم أو الآب أو كليهما.
فالقلق عند الأطفال هو تعبير لاشعوري من فقدان الشخص المحبوب..وهذا التعبير اللاشعوري تتخلله تلك الرمزية التي تظهر في صفة أعراض.. ويظل اللا شعور أو العقل الباطني يحمل في طياته المنسية هذا الخوف إلى أبعد الحدود من سن متأخر ، ويربك الأطباء بتشخيصات ليس لها سلطان.
ويحدث مرض الشقيقة غالبا ، من الإنفصال عن أحد الأبوين في مرحلة مبكرة من طفولة المريض.. فهي تابعة لقلق الإنفصال..
فقد يمكن أن يحدث شبه طلاق بين الأبوين ، الذي يؤدي إلى خروج الأم من بيت زوجها إلى بيت أبيها لفترة من الزمن قد تطول أو تقصر ، حيث ينفصل فيها الطفل عن أبيه إذا أخذته أمه معها ، أو ينفصل عن أمه إذا لم تأخذه معها..
أو يمكن أن تصاب الأم بعاهة مرضية ، تلزمها المستشفى أياما أو أسابيع أو شهورا ، وتترك وليدها تحت كفالة إمرأة أخرى.. وبذلك يسقط الشعور بالإنفصال في المجال اللاشعوري ويصبح يلوح بعلائم مرضية و الشقيقة في مقدمتها.
وتتعدد أشكال الإنفصال بصور شتى ، ومجملها أنها تؤدي إلى التوتر والآلام في الرأس حتى في سن متأخر من العمر.
والتصلب والألم في عضلات الجسم ينبعان من موقف لاشعوري للحركات المعبرة عن الرغبة في التحطيم.. وهو ما ينشأ مباشرة في المرحلة الشرجية من مراحل النمو النفسي أو الجنسي.. وهكذا يمنع التقلص العضلي الصراع من الوصول إلى التفكير الواعي حيث يمكنه أن يسبب القلق .
وقد يحدث إلتهاب المفاصل نتيجة لكبث مشاعر العدوان.. كما يحدث تنمل الأطراف نتيجة لإضطراب التنفس الناتج عن القلق.
ونشير كذلك إلى أن إضطرابات الحلق وإلتهاب الأحبال الصوتية باختلاف أنواعها يعود إلى كبت المشاعر التي لها علاقة بالتعبير.. وتحدث كثيرا لدى الإناث بسبب ما يشعرن به من تفضيل الوالدين لأحد الأطفال بصورة مبالغ فيها ..
فالبنت في هذه الحالة تشعر أن لديها حقوق لكنها مهضومة من طرف الأبوين .. وتجد نفسها في حاجة لمواجهتهما بخصوص هذا الإجراء.. لكنها لا تستطيع هذه المواجهة بسبب الخوف من جهة ، وبسبب الحاجز المقدس الذي تشعر به البنت تجاه أبويها من جهة أخرى ، وعند ذلك تكبت هذه المشاعر فتسقط في اللاشعور.. والإضطراب بعد حين من الزمن يذهب إلى مركز التعبير أي إلى الحلق ، فيحدث إلتهاب اللوزتين ، أو إضطراب الأحبال الصوتية ، أوتضخم الغدة الدرقية...
ويلجأ الأطباء إلى معالجة الغدة الدرقية باعتمادهم على العقاقير الكيماوية ، لكن عبثا يفعلون.. مما يؤدي بهم في نهاية المطاف في كثير من الحالات إلى القيام بعملية جراحية.. لكن الغدة الدرقية تعود بعد فترة غير محددة من إستعصالها.. وكذلك الأمر بالنسبة لاستئصال اللوزتين..
وهنا يحق لنا ، ويسمح لنا أن نقف وقفة تفكير طويل في صمت مع فنجان قهوة لو سمحت ..
وتحل العملية الجراحية محل الدواء في البوليبات الأنفية عندما تصل العقاقير الطبية إلى الفشل.. لكنها تعود بعد فترة غير محددة أيضا ، وهو ما يوحي بأن المرض بقي متربصا فترة الرجوع سواء إستعملنا عملية الشق أم لم نستعملها..
 وأين المفر عندئذ..؟
ألا يوحي هذا بعملية تقصير في فهم أسباب السلوك المرضي الجسدي لدى الإنسان ؟
ألا يحق لنا أن نرتشف فنجان قهوة من أجل التفكير؟
وعلى الصعيد الهضمي وأمراض المعدة والقولون ، فإننا نعلم علم اليقين بأن عقدة الإتكال تولد قرحة المعدة ، التي يخطأ الأطباء في تشخيصها ، ويوجهون المريض توجيها كيماويا بدلا من توجيهه توجيها نفسيا..
فالإكتئاب يبدأ دائما بأعراض معدية دون جدال.. كما أن آلام البطن هي وسيلة للتحكم في الآخرين..
كما نعلم جيدا بأن ترك الطفل في دار وحده مع الشعور بالجوع ، قد يعرضه إلى اضطرابات هضمية في ما بعد أي في مرحلة الشباب أو الكهولة.
الإمساك المزمن سببه تلك العلاقة الصعبة بين الأم وطفلها في مراحل حياته المبكرة.. وعندما يصل الطفل إلى عمر التدريب على التحكم في التبرز ، فقد يؤثر في ذلك إنفعالاته وصراعاته مع أمه حيث يتحول ذلك إلى الإصابة بالإمساك ، والإحتفاظ بالبراز يعمل كرد فعل يرمز للتحدي ويصنع أساسا لحدوث الإمساك لدى الكبار.
المريض الذي يعاني من الإمساك المزمن يعاني من التشاؤم.. لايثق بالآخرين.. يشعر بأنه مرفوض لا يحبه أحد..
إلتهاب القولون يحدث عند الإخفاق في التعبير عن الإنفعالات والغضب ، فيصاب حالة القولون التقرحي شديد مع الإحساس باليأس والقنوط.. ويغلب على المريض أن يكون غير ناضج ويعتمد على غيره ، وكثيرا ما يكون مدققا متشددا ويكون أحد الأبوين مسيطرا ، ويظهر كثيرا عند الذين تعرضوا لأزمة خطيرة في حياتهم وخاصة في الفترة السابقة للمرض مباشرة.. ويظهر عليهم الإستسلام عند مواجهة العقبات ،يسهل عليهم أن يصابوا بالإحباط ، وسرعان ما يشعرون باليأس.. إنهم يعانون من صراع شديد من أجل تأكيد ذاتهم .
بعض من يصابون بالتهاب القولون يثبت سلوكهم عند مرحلة الطفولة..
إلتهاب القولون التقرحي غالبا ما يحدث بعد عمر الثمانية سنوات ، ويرتبط هذا المرض بالتهاب المفاضل ،وتأخر النمو ، والأمراض الجلدية وفقر الدم.. ويكونون من النوع المنطوي ، يدافعون عن أنفسهم ، ويشعرون بالذنب ، والميل للتزمت ، وفرط الحساسية ،وكثرة التفكير ،وغالبا ما تعتريهم مشكلات تشمل الحياة الجنسية..
وتناوب نوبات الإمساك والإسهال والتقلصات أو المغص ، إمتلاء البطن بالغازات.
عرض القيء :
هو دفاع هستيري ضد الأكل..
والقيء له علاقة رمزية للإحتجاج على موقف معين ، أو الشعور بالتقزز أو الإشمئزاز من شخص ما.. وقد يرجع إلى مرحلة قديمة جدا من مراحل نمو الطفل ، وبالضبط عند المرحلة الفمية ،أيام الرضاعة .. فالإشمئزاز من رائحة الأم ، أو العرق المتصبب على ثدييها أثناء الرضاعة ، أو المواقف الحرجة التي تتعرض لها الأم ، مثل خصامها مع زوجها ، أو عملية الإتصال الجنسي بين الآب والأم في الوقت الذي يحتاج فيه الطفل إلى الرضاعة.. هذه كلها من شأنها أن تسبب إضطرابات لاشعورية ذات موقف غير سليم تجاه الأكل في المستقبل ، وقد يتمثل في القمه وفقدان الشهية ، أو القيء المستمر.. ويحدث إرتباط شنيع بين أعراض قلة الشهوة للطعام ، والضعف الجنسي..
فالإتصال الجنسي بين الأبوين وقت الحاجة إلى الرضاعة ، تجعل هذا الطفل يسلك سلوكا عدوانيا تجاه العمليات الجنسية ، مما يؤدي في النهاية إلى إخصاء عضوه التناسلي مستقبلا ويصاب بالضعف الجنسي[2]..
رفض الأكل بسبب القلق ظاهرة معروفة في الحالات الذهانية (هذيان التسمم)
كما يمكن أن يكون فقدان الشهية العصبي كرد فعل ضد الخوف من السمنة.. ويكون متبوعا عند المرأة بانقطاع الحيض وانقطاع الرغبة الجنسية والهزال، إضطرابات سلوكية والإعياء السريع .
ومدرسة التحليل النفسي تعلل فقدان الشهية العصبي بمحاولة العودة من طرف المريض إلى المرحلة اللاجنسية النسبية حيث تقل الفروق بين الفتى والفتاة إذا هي أجاعت نفسها وأصبحت نحيفة ..
 كما ترجعه إلى الإعتقاد اللاشعوري بحدوث الحمل من الفم نتيجة للإرتباط الموجود بين اللذة الفمية في المرحلة الفمية حالة النمو الجنسي وبين اللذة الجنسية في المرحلة القضيبية .. وكذلك الربط بين إمتلاء البطن بالطعام وبين الحمل.
ومن جهة أخرى فإن مرض الشراهة في الأكل هو سلوك يرتبط بالعدوان.
إننا سننهي هذا الموضوع مع آخر إرتشاف لفنجان القهوة نظرا لطوله ، وتشعب نظرياته .. غير أن الملخص الكامل يرمي إلى أن الأمراض الجسدية التي لم يفلح فيها الدواء والعمليات الجراحية ، مع نسبة تزايدها يوما بعد يوم ، أجبرتنا على الوقوف لحظة تفكير في ما وراء هذا الفشل الغير مشروع ، ونغيّر موقعنا من هذا التفكير ، إذ لابد من النظر من زاوية أخرى التي قد تنصفنا ربما..
هذه الزاوية ترجع بنا مع فنجان قهوتنا إلى النظر بمجهر آخر مصنوع من عدسات تختلف عن الأولى.. فقد كانت في السابق عدسات مادية بحتة.. أما العدسات الحديثة فهي عدسات روحية والتي بدأ العالم ينتبه إليها بعد فوات الأوان..
إنها تلك العدسات التي تبحث في ما يسمى بالأمراض البسيكوسوماتية[3].. فهي تفسر الأعراض بالرجوع لاضطرابات اللاشعور بدلا من تفسيرها بالميكروب والفيروس..
فالمادة ما فتئت تكشف عن حقيقتها التي تنتهي بعد تحليلاتها إلى مداخلة الجانب الروحي المختبئ فيها[4]..



- فقدان الشخص المحبوب[1]
- سنتكلم عن هذا بالتفصيل في الصفحات القادمة[2]
- سوف نقدم صفحات طويلة في هذا الموضوع[3]
- عد إلى موضوع تحليل الخلية بواسطة المجهر الإلكتوني  [4]

الجمعة، 17 أبريل 2015

أسباب النزاعات الزوجية والطلاق





يقوم المفهوم العامي لأسباب التفرقة الزوجية تعسفا على أساس وجود السحر بين الزوجين والذي أدى إلى فك العصمة الزوجية بينهما.. ويعتمدون في ذلك على الآية :
"... ويتعلمون ما يفرقون به بين المرء وزوجه..."
غير أن مفهوم الآية ليس كما يعتقدون.. وشرحها ليس بهذه البساطة ..
فلكي نقوم بشرح هذه الآية يجب أن نربطها بالآيات التي سبقتها والمتكلمة عن السحر ، والتي عددها ثلاثة وستون آية.. لكي نخرج في النهاية بخيط واحد يربط بين مفهوم كل آية وأخرى..
فكل آية من الآيات المتكلمة عن السحر تعاكس المفهوم التعسفي الذي جاء في شرح آية التفرقة بين الزوجين .  
ويعتقدون أن هذا السحر قد تم بكتابة آيات قرآنية على أوراق ، واستعملت بمواصفات معينة ، على يد من يسمى عندنا بالطالب الذي يكون قد تعلم السحر من القرآن ، باعتبار أن هذا القرآن سحرا في نظرهم والعياذ بالله .. في حين أن القرآن الكريم يخبرنا في أن السحر هو :
" النفاثات في العقد "
وليس ما يكتبه القلم من القرآن.. بل القلم أعد للتعليم فيما تقول الآية :
" وعلم الإنسان بالقلم "
والقرآن ليس سحرا بل هو :
" قرآن مجيد في لوح محفوظ "
والقرآن هو القرآن سواء قرأته أم كتبته..
وكتابة القرآن كما يقول العلماء أحسن من قراءته بقدر سبعين مرة..
وبهذا أصبح القرآن سحرا .. وحامل هذا القرآن ساحرا.. والتفرقة الزوجية تحدث بسبب هذا الطالب الذي يكتب القرآن.
وهو ما يجبرنا على الإستفهام حول النزاعات الزوجية والطلاق خارج المفهوم التعسفي للسحر..
هناك أمور واضحة للعيان تتسبب في الخصومات الزوجية وتؤدي في كثير من الأحيان إلى الطلاق دون أن يكون لذلك علاقة بالسحر.. فلماذا نتجاهل الأسباب الملموسة ونذهب إلى مفاهيم ميتافيزيقية أو باراسايكولوجية لا نعلم صحيحها من خطئها..
فالزوج الذي يكون عزيزا على أمه لدرجة الدلع والدلال ، فإن أمه تكون عدوة لزوجته على الدوام ، لأنها سلبتها عزيزها ، فتتوتر الأمور بينهما يوما بعد يوم .. وبالتالي لا يجد زوجها حلا إلا الفراق.. وهو ما حدث في آلاف الحالات .. دون تدخل السحر الذي يتكلمون عنه..
وبالمقابل فإن الزوجة العزيزة على أمها ، تجعل الزوج وجها إلى وجه مع أم زوجته من النزاع والعدوان الذي يصل في كثير من الأحيان إلى الإنفصال الزوجي الدائم..
والزوجة المدللة على أمها لا تجد هذا الدلال عند أم زوجها ، فتتوتر الأمور بينها وبين زوجها لدرجة العدوان الذي يتزايد يوما بعد يوم إلى أن يصل لحد الرغبة في فك العصمة الزوجية والفراق..
كذلك الزوجة التي تعاني من العدوان اللاشعوري تجاه أبيها فإنها تستعمل ما يسمى بالإسقاط حيث تسقط عدوانيتها بصورة لاشعورية على زوجها.. ويوما بعد يوم.. يصل الأمر لدرجة التوتر والإنفصال ..
والزوجة الرافضة لأنوثتها يصعب عليها الأمر في مواصلة حياتها الزوجية لدرجة الإستحالة الكاملة مما يجعلها تتصرف بطرق تؤدي إلى فك العصمة الزوجية مهما كانت النتائج..
كذلك الزوجة التي تميل إلى فرض سيطرتها بداخل الدار.. يجعل هذا السلوك غير متوافق مع أهل زوجها.. وحتى مع زوجها.. مما يؤدي إلى إزدياد التوتر والقلق والنزاعات الزوجية ..
وفي معظم الحالات يكون  نقص التوافق الجنسي والعمليات التناسلية بين الزوجين
هو السبب الرئيسي الذي يؤدي إلى الطلاق.. خصوصا إذا لم يتوفر عنصر الحب المشترك بينهما..
وكثيرا ما يقف الإختلاف الثقافي بين الزوجين كعامل أساسي في التوتر بينهما.
وهناك مئات الأدلة العلمية التي توضح أسباب النزاعات الزوجية ، والخصومات التي تؤدي إلى الوقوف أمام المحاكم والإنفصال والطلاق بين الزوجين.
ولم يقم الخبراء يوما بدراسة الأسباب المؤدية لفك هذه العصمات الزوجية بين الأزواج ، بينما أرجعوا الأسباب كلها إلى السحر..
وكأن الفتى الذي طلب يد فتاة ، جاءها لأسباب سحرية وافترق معها لنفس الأسباب أيضا ..
وأن الإضطرابات العضوية لا ترجع أساسا إلى عوامل الميكروب .. والإضطرابات النفسية لا ترجع إلى العقد النفسية .. بل هي من السحر..
والتركيب الضوئي الذي يحدث في النباتات الخضراء هو من السحر أيضا.. ودوران السايتوبلازم بداخل الخلايا هو نتيجة لعوامل سحرية...
والأوكسجين لم يتحد مع الهيدروجين ليعطي الماء هو من فعل السحر أيضا..
والسحر الذي تكلمت عنه الآية التي رشحت الملكين هاروت وما روت ببابل لتعليم الناس السحر.. إنما كان ذلك بالوسوسة التي تكلم عنها الله سبحانه وتعالى في سورة الناس..
وبهذا يعتمد الساحر على الوسوسة لهذا الغرض الرامي إلى التفرقة الزوجية..
أم أن شيطان سورة الناس شيء ، وشيطان المروّجين للسحر شيء آخر..
وأيهما الأصح ؟

الفرق بين المعجزة.. والكرامة.. والسحر






يرتاب الكثير من الناس في الخلط الغريب بين مفاهيم إلهية جاءت عبر العصور للمنفعة البشرية ، في ما يخص تعليمهم بدينهم وما يتعلق بهذا الدين من معجزات وكرامات.
وراح معظمهم يخلط بين هذه المفاهيم المقدسة وبين السحر بصورة مؤسفة للغاية ذهبت بهم إلى أبعد حدود الكفر..
فالمعجزات هي تلك الإمكانيات الخارقة التي أيد الله بها أنبياءه ورسله ، والتي تبرهن للناس صدق وصحة الرسالة التي بعثها الله لهم عن طريق هؤلاء الرسل والأنبياء ، واختلفت عبر العصور باختلاف الزمن والظروف التي جاءت فيها ..
فلما كان عصر سيدنا موسى هو عصر تميز بوصول الإمكانيات السحرية إلى أوج تطورها بعث الله بنبيه ورسوله وكليمه موسى عليه السلام بعصا تتلقف ما يأفكه سحرة فرعون آنذاك.
ولما وصل عصر الطب إلى حد بعيد ، بعث الله بنبيه عيسى عليه السلام ليأتيهم بمعجزة  مطابقة لظروف ذلك العصر ، فكان يشفي الأبرص والأكمه ويحيي الموتى بإذن الله.
ولما وصلت البلاغة العربية إلى أقضى حدودها ، في العصر الجاهلي ، بعث الله بسيدنا محمد (ص) ليأت ببلاغة أعجزت النوابغة والشعراء في ذلك الوقت وفي وقتنا الحالي.. وستبقى إلى يوم يبعثون.
أما الكرامات فهي تلك الإمكانيات العظيمة والخارقة التي أيد الله بها أولياءه الصالحين من أجل مواجهة أهل الكفر والطغيان ، ومن أجل تعليم الناس المبادئ الدينية الحنيفة والأخلاق السامية ، وحمايتهم من الإبتعاد عن النهج والصراط المستقيم.. فمنهم من كان يطير في السماء ، ومنهم من كان يطوي الأرض ، ومنهم من كان يمشي على الماء..
ذلك لأن الله جعلهم خلفائه في أرضه مصداقا لقوله :
" .. إني جاعل في الأرض خليفة.."
وفي آية أخرى :
" ولقد كتبنا في الزابور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون "
وقد تعرض أولياء الله الصالحين إلى الإنتقادات الجارحة ، والمشاكل العويصة ، والتكذيب والإهانة ، واتهامهم بالشعوذة ، بمثل ما تعرض له الأنبياء والرسل أيضا..
هذه الكرامات كانت خاصة بأوليائه الصالحين دون غيرهم..
وهناك كرامات أخرى موجودة في القرآن ، أعطاها الله لجميع عباده المؤمنين دون إستثناء ، سواء كانوا أولياء أم غير أولياء.. وهي تلك التي تتعلق بالمداوات بكتابة القرآن..
فما من مؤمن ، يكتب آية من القرآن بخشوع على صحن أو قطعة من ورق بنية شيء ما من أشياء الخير إلا أعطاه الله له دون شك أو إرتياب في ذلك..
ويقول العلماء في هذا الشأن بأن كتابة القرآن تفوق قراءته بسبعين مرة..
ومن يرى تلك الكرامات الموجودة في القرآن والتي أعطاها الله لعباده المؤمنين ، يزداد إيمانه ويقينه بالله ورسله.. وهذا بطبيعة الحال يقلق كثيرا أعداء الإسلام والمسلمين..
أما السحر فهو عبارة عن تلك التقنيات والأساليب الخادعة والمربكة للعقل ، والتي تجعل الإنسان يرى الأشياء على غير حقيقتها ، حيث يختل إدراكه للواقع عن طريق ما يصاب به من تخيلات مصداقا لقوله عز وجل :
"... فإذا حبالهم وعصيهم يخيّل إليه أنها تسعى "
وكلمة يخيل إليه واضحة جدا في القرآن الكريم ، على شكل بديهي ، فلا تحتاج إلى شرح ولا إلى تدخل أو مداخلة .. ولا تحتاج إلى إجتهاد .
وما أن بحث العلماء الأجلاء في قوة التخيل التي أودعها الله في الإنسان ، حتى وصلوا إلى علم قائم بذاته لا ينتهي البحث فيه إلى يوم يبعثون.. وتوصلوا إلى القيام بإمكانيات خارقة من وراء التخيل تبرهن على المفهوم الوهمي للسحر.
ونوجه القارئ الكريم إلى النظر بدقة وتركيز في الفرق بين هذه المعطيات الإلهية التي أشرنا إليها والمتمثلة في الفرق بين المعجزة والكرامة والسحر دفاعا عن القرآن الذي أصبح يرمى في المزابل والمراحيض من طرف أناس لا يفقهون شيئا.        

الأربعاء، 15 أبريل 2015

الضعف الجنسي





الضعف الجنسي عموما هو مرض من الأمراض البسيكوسوماتية وليس لديه أي علاقة بما يسمونه بالسحر أو الربط .. وإن حدث شيء من هذا فإنه يرجع بصورة خاصة إلى: عمق المعتقد الباطني لدى المريض..
 فهو يؤمن إيمانا باطنيا في أنه مربوط ولا سبيل له من الشفاء إلا بنزع هذا الربط.. وعندئذ لا سبيل له من الشفاء فعلا ويظل مربوطا بمعتقده الراسخ في ذهنه.. طبقا لقاعدة واضحة في الطب النفسي تقول :
" أنت على ما تعتقد "
إنه أسير لفكرة وهمية ، تجعله يضع حاجزا وجدارا صلبا بينه وبين الأخصائي القائم بعلاجه .. وبهذا الجدار يمنع وصول الإيحاءات الإيجابية لديه بموجب أسبقية تلقيه للإيحاءات السلبية من طرف المروجين لبضاعة السحر الوهمية ..
وفي الحقيقة هو من فعل إيحاءات سلبية ، ذات تقنيات الإيهامية ، أدت إلى إقناع المريض في أنه تعرض إلى عملية سحر ضربت جانبه الجنسي في شكل ربط..
وبالشكل الذي ضربت فيه الجانب الباطني من إيمانه بحيث أصبح يرى أن هذا السحر حقيقة لا مناص منها..
والحل يكمن في تقنيات أخرى معاكسة ، يتم من خلالها إقناع المريض بطرق منطقية جد معقدة في أنه لا يعاني من الربط إطلاقا .. بل يعاني من إعتقاده لهذا الربط فقط ..
وقد وصلت نتيجة هذا العلاج فعلا إلى نتائج حاسمة حتى عند الذين عانوا من هذا المرض لسنوات طويلة..
وقد يزداد الطين بلة حينما يلجأ المريض إلى الراقي ليرقيه ضد هذا الربط.. فيباشر هذا الراقي بالتدليل على أنه مسحور فعلا ، وهنا يستعصى الشفاء..
والراقي في هذه الحالة يستعمل تقنية الإيهام ، وقد يكون غير متعمد لذلك حسبما تمليه عليه ثقافته ، حيث يبدأ هذا الراقي بتلاوة آيات بطلان السحر ، فينخدع المريض في أنه يعاني من السحر فعلا.. خاصة وأنه يتجاهل فهم هذه الآيات تجاهلا قسريا من حيث يظن باستحالة فهمه لهذه الآيات لأنها من إختصاص العلماء..
في حين أنه لو تبصر قليلا واستجاب لنداء الله لوجد أن الآية تخاطبه هو بالضبط وبشكل مباشر:
" فتبصروا يا أولي الألباب.. "
و لوجد أن الله يخاطبه بلغته كعربي مسلم .. يخاطبه هو على الخصوص لا غيره.. لأن القرآن وضع في شكل مخاطبة لكل من يقرأه ، وليس فقط لطائفة معينة من الناس.. وبكلمات سلسة واضحة .. في إستدراج وتسلسل منطقي .. وبمعاني قابلة للفهم ، وبأسلوب يسير مطابقة للآية:
" إنما يسرناه بلسانك "
ولوجد من وراء هذه المخاطبة أيضا ، أن هذا الراقي يقوم بتلاوة آيات تتكلم عن بطلان السحر ولا تتكلم على إصابته بهذا السحر إطلاقا.
فبطلان السحر و الإصابة بهذا السحر أمران مختلفان.
والإلتصاق الذي يحدث بين آيات بطلان السحر و إعتقاد المريض بإصابته بهذا السحر هو المفهوم العميق للسحر ..
ذلك لأن السحر كما جاء مفهومه في القرآن الكريم عبارة عما تقوم به تخيلات المريض فقط ولا علاقة له بالواقع[1].
الشخص الذي يعاني من الضعف الجنسي ، هو شخص يعاني من عقدة الخصاء[2] التي تتطلب تدخل الأخصائي أو المحلل النفساني ، وليس تدخل الراقي أو الطبيب العضوي.
المصاب بعقدة الخصاء يخاف - دون أن يدري- من العقاب الناتج عن القيام بالعملية الجنسية ، وهذا الخوف يدفعه إلى إخصاء قضيبه التناسلي من القيام بالعملية ليتجنب العقاب الذي سوف يتعرض له[3].


[1] - راجع موضوع (مفهوم السحر في القرآن الكريم) في هذه المدونة
[2] - عقدة الخصاء في معناها الضيق هو الخوف وتوقع العقاب
[3] - من معطيات مدرسة التحليل النفسي