اعلان

الاثنين، 25 مايو 2015

" ويتعلمون ما يفرقون به بين المرء وزوجه"





قد يحدث لبعض الناس أن يصابوا بأعراض نفسية أليمة عقب صدمة نفسية عنيفة .. أو عقب التعرض إلى الفشل والإخفاق في مسألة ما ، كالإخفاق في الحب أو الزواج أو أي عملية جنسية غير موفقة.. أو نتيجة لدخولهم في ظروف مشابهة للظروف التي حدثت فيها صدمة نفسية وقت الطفولة والتي سقطت في اللاشعور.. أو نتيجة للتعرض لخسارة مالية كبيرة .. إلى غير ذلك من الأسباب..
تتميز الأعراض غالبا بفقدان الوعي لفترات محدودة ، وعدم القدرة في السيطرة على النفس وضبط السلوك ، وظهور هواجس ومخاوف ، أو ظهور هلوسة سمعية أو بصرية أو حتى لمسية..
إرتجاف وظهور حركات جسدية مخيفة ، تؤدي إلى الظن في كثير من الأحيان بأنها حركات جني أو شيطان.. وقد يحدث فيها إعوجاج باليدين ..
أو يظهر الشخص بقوة غير معتادة فيه ، فيستطيع أن يتحدى مثلا هجوم العائلة في الوقت الذي تريد السيطرة عليه من أجل علاجه.. حيث أن الجانب العدواني يسيطر على معظم سلوكياته. 
وغالبا ما يظهر تشويه بالجسم ، حيث تصغر العينان إلى أن تصبحا في شكل نقطتين على الوجه.. ويصعد الفك السفلي فوق العلوي في منظر عجيب ومخيف ، إلى جانب ما يبعثه من الإشمئزاز والرعب في نفس الملاحظ..
لكن الأمر الذي يبعث إلى الإثارة بشكل أكثر ، هو الكلام الذي يصدر عن المريض المخالف لطبيعته وعادته ، كأن يتغير صوت الأنثى إلى صوت ذكر.. أو يتغير صوت الذكر إلى أنثى.. أو يظهر كلامه على شكل نباح كلب أو مواء قط...
وقد يظهر جانبا كبيرا من إطلاع المريض على أمور غيبية بحتة ، فيقول بمجيء فلان اليوم وهو على طريق كذا.. أو سيحدث اليوم كذا وكذا ، وغالبا ما تكون النتائج صحيحة إلى حد ما..  
 كما قد يتحدث المريض بلغة لا يعرفها من قبل ، وهو بطبيعة الحال لم يتعلم في مدرسة ولم يمسك القلم طوال حياته..
هذه الملاحظات الغريبة ، تقود الملاحظ إلى إستنتاج بأن ما يحدث أمامه ما هو إلا من فعل مس جني لا غير.. من حيث أنه لا يمكن القيام بها إلا من طرف الجني الذي تتوفر فيه هذه المقدرة الخارقة للطبيعة ..
في حين أن مقدرة الإنسان تتعدى حدود ما يقوم به الجن ، وأنه بإمكانه أن يعمل أكثر وأعقد من هذه الملاحظات..
هذه الأحكام تصدر عن أناس ولدوا في بئة جهل تؤمن كثيرا بالسحر والشعوذة ، كما تؤمن بتحركات الجن وسيطرته اللاأخلاقية والوهمية على بني البشر..
وقد تعرض أولاد هذه البئة بالمفعول الوراثي من أجدادهم القدماء إلى هذه المعرفة التي تسايرت معهم قرونا عديدة من الزمن ، حيث يصعب إقناعهم بأي شكل من الأشكال بالإتجاه المعاكس ، وبالحقيقة التي جاء بها القرآن حول وهمية هذا الموضوع ..
فيشخصون هذه الأعراض بمفعول المس الجني ، ويرون أن علاج ذلك يتواجد وراء ما يسمونه بالرقيا الشرعية.. حيث يقوم الراقي المعالج بقراءة القرآن على المريض ، إلى أن يدخل في شبه غيبوبة ، نتيجة لقوة التركيز التي يوجهها إليه ، ونتيجة لقوة الإعتقاد المنبثقة عن البئة التي يعيش فيها .. حتى يتكلم هذا الجني الوهمي ، ويسأله الراقي عن سبب مجيئه ومسه لهذه الجثة ، ثم يضغط عليه بالخروج ويحدث الشفاء.
لكن في الحقيقة يحدث اللاشفاء ، أو الشفاء المؤقت.. كما لوحظ ذلك آلاف المرات..
ذلك لأن الجني الذي كان الراقي يعتقد أنه يكلمه ما هو إلا صدى العقل الباطني للإنسان الذي يحمل صدمة نفسية مؤلمة منذ طفولة هذا المريض.. وأن الراقي كان يتكلم مع تلك الصدمة لا غيرها..
وبإمكان هذه الصدمة أن تقوم بعلامات معقدة تؤثر فيها على المستوى العقلي والجسدي والسلوكي لدى الإنسان المريض.. كما تقوم بظواهرغيبية خارقة تجعل صاحبها يتمتع بقدرة كبيرة على التنبؤ بما يحدث مستقبلا..
ولهذا يقول سبحانه وتعالى:
" وفي أنفسكم أفلا تعقلون"
واللغة االتي تكلم بها هذا المريض ، إنما كانت موجودة في عقله الباطني من قبل أن يولد ، وانتقلت بصورة وراثية عبر الجينات من شخص لآخر ، حتى وصلت إليه عن طريق الصدمة التي ضربت صميم عقله الباطني فحركت تلك اللغة التي تكلم بها ، والتي كانت كمينة في نفسه ، إشارة بالآية :
" وعلم آدم الأسماء كلها "
فالله سبحانه وتعالى ، أودع جميع العلوم ، بما فيها من مفاهيم ولغات في عقل آدم ، وانحدرت إلينا عن طريق عامل الوراثة مختبئة في عقلنا الباطني.. ويتحرك هذا العلم أو هذه اللغات عند التعرض لصدمة نفسية عنيفة يتم خلالها فقدان الوعي لفترة زمنية محدودة..
و الشفاء الذي يحدث لا يدوم طويلا ، بل تعود الأعراض مرة ثانية حينما تتوفر لها فرصة الظهور التي أظهرتها في السابق.. لكن كل من المريض وأهله والراقي حينما يرون عودة الأعراض من جديد ، يعتقدون بعودة الجني مرة ثانية ويباشرون بالرقيا من جديد..
وفي هذه الحالة ، أي عندما تعود الأعراض مرة ثانية أو ثالثة يصعب جدا إيقافها سواء عن طريق الراقي أو غيره .. ذلك لأن العقل الباطني لدى المريض تفطن وانتبه إلى الخدعة التي إستعملها له الراقي المتوهم ، فلا يسقط مرة أخرى في هذا الخداع..
ولذلك نرى الكثير ممن تعرّضوا لهذه الحالات ، إنتهت نتيجتهم باليأس واصبحوا يطوفون حول مستشفيات الأمراض العقلية ، وحذفوا من أذهانهم تماما مسألة المس الجني والرقيا الخادعة ، في وقت متأخر جدا بالنسبة لصحتهم بعد أن جربوها مرارا وتكرارا ..
عندما يتكلم الراقي مع الجن الوهمي ، يتطرق به عن سبب مجيئه إلى هذه الجثة ، ومسه إياها .. وغالبا ما تكون إجابته بأن مجيئه كان بسبب أحد السحرة قد أرسله..
أو بسبب سحر قام به شخص معين بالتحديد.. وكثيرا ما يكون هذا الشخص هو زوجة المريض نفسه.. فيعطيه إسمها وأوصافها واليوم الذي قامت به بالسحر.. وهي بريئة تماما مما يصفون..
ومن يومها يحدث التوتر بين هذين الزوجين ، والتنافر بينهما.. ويوما بعد يوم يزداد النزاع أكثر لدرجة الإنفصال في كثير من الأحيان ، ولذلك يقول سبحانه وتعالى:
" ويتعلمون ما يفرقون به بين المرء وزوجه "
والشيء الذي دفع بهذا المريض أن يذكر إسم زوجته ويتهمها بالسحر دون أن يدري ، إنما يعود إلى حدوث نزاع مسبق بينهما ، وشكه فيها في كثير من الأمور ، وخاصة في ما يتعلق بالجانب السحري ، لكنه كان يكبتها ، فخرجت من عقالها عندما كبت الراقي وعي المريض[1]..
فالزوجة التي كانت متهمة بقيامها بالسحر ، وهي بريئة ، شريفة طاهرة ، إنما أصبحت هي المسحورة بما قاله زوجها إستعانة بالراقي..
لقد تعرضت لأذى هذا الراقي وخدعته الذي لم يتعمد ذلك طبعا ولكنه راح ضحية مفاهيم خاطئة .. وما على هذه الزوجة البريئة إلا أن تقول من أعماق قلبها :
" حسبي الله ونعم الوكيل "
وبطبيعة الحال ، فإن ما قام به هذا الراقي المتوهم ، هو السحر بعينه الذي أشار إليه القرآن الكريم في ثلاثة وستين آية متكلمة عن السحر.. 
وغريب الأمر أنهم يعتقدون بأن السحر الذي قامت به هذه الزوجة البريئة ، تم عن طريق إتصالها بأحد حملة القرآن الكريم الذي كتب لها القرآن على أوراق وأعطاهم إياها من أجل تنفيذها بمواصفات معينة كالشرب أو الدهن أو التعليق..
وهذا هو السحر في نظرهم ..
السحر عندهم - والعياذ بالله – هو كتابة القرآن .. والساحر هو الحامل لهذا القرآن..
ونسي هؤلاء كلام الله فأنساهم الله أنفسهم.. ولكن لا يشعرون..
إن السحر في القرآن الكريم هو :
" النفاثات في العقد "
وليس ما يكتبه القلم من القرآن الكريم..
فالله يصف القرآن بأنه :
" قرآن مجيد في لوح محفوظ " وليس سحرا..  
و لو فحصنا ذلك المريض فحصا نفسيا أو طبيا ، لوجدنا أنه يعاني من أسباب أخرى لا علاقة لها بالجن أو بالسحر إطلاقا..
فهو يعاني من إضطرابات عصبية ، بسبب صدمة نفسية ، صربت صميم عقله الباطني فخرج ما به من مكبوتات قديمة ، ترجع لوقت طفولته..
 كما لو قمنا بتحريات أخرى لوجدنا أن هذا الشخص المتهوم أي الزوجة الشريفة لا تعرف شيئا عن السحر إطلاقا..
وهذه الزوجة التي ذهبت ربما إلى حامل القرآن الكريم لتشتكي له من ظلم زوجها مصداقا لقوله عزوجل :
" قد سمع الله قول التي تشتكي من زوجها "
إنما دفعها لذلك إيمانها بالله ، الذي سوف تجده من وراء القرآن الكريم وحملته الذين لا يعرفون من حياتهم سوى هذا القرآن الذي يستنجدون به عند الضرورة ، ويدافعون به عن المظلومين ، نظرا لما فيه من كرامات أعطاها الله لعباده المؤمنين ..
إن كرامة القرآن توجد في كتابته ، بيد طاهرة ، وقد أعطاها الله لكل عباده المؤمنين الذين يحرزون على قدر كبير من التقوى والإيمان..
والذنب الوحيد الذي إرتكبه حامل القرآن الكريم هو قراءته لهذا القرآن الذي يعتبره بعضهم سحرا .. لأن القرآن وحامل هذا القرآن في نظرهم شيء واحد وهو السحر..
إن هذا النوع من العلاج اللاشرعي ، الذي يتم عن طريق الرقيا ومكالمة الجن والإستفسار منه عن سبب إيذائه للبشر.. قد هدم بيوتا ، وحطم منازل ، وفرق الأزواج ، وعرّض الأطفال إلى اليتم ، وملأ العيون بدموع المأساة.. إن لم أقل قد وصل إلى جرائم قتل كاملة في كثير من الأحيان .. والناس لا تزال على هذا الإيمان الأعمى الذي لا تؤيده الشريعة الإسلامية..
وما يثبت الدجل ، هو أن المريض حينما يوجه إليه الراقي  سؤالا ، فإنه لا يجيب إلا عن أشياء موجودة في وعيه بمعرفة مسبقة ، ولا يتكلم إطلاقا عن أشياء غير موجودة في هذا الوعي .. فإذا كان يشك في أن فلان هو الذي سحره فإنه أثناء الرقيا كما لوكان تحت تأثير التنويم المغناطيسي ، ينطق عقله الباطني بمحتوى ما هو موجود في وعيه .
وقد يكون هذا الراقي قد قام بهذه الأخطاء الخطيرة ، عن حسن نية طبقا لما يعتقد به من الأوهام ، دون أن يتعمد الإيذاء .. لكنه يكون أصما عندما تريد وعضه ، ولا يستمع إليك بحجة أنه يملك الحقيقة المطلقة .. وما أن تبدأ في محاورته حتى يستدل بأحاديث وآيات لا علاقة لها بالموضوع على الإطلاق..
فقد يستدل بالآية :
" خلق الإنسان من صلصال كالفخار ، وخلق الجان من مارج من نار"
والآية كما نراها واضحة تتكلم عن خلق الجن ، بينما لم تتكلم عن مس هذا الجن للبشر..
فالخلق شيء..والمس شيء آخر..
أو يستدل بالحديث :
" إن الشيطان يجري في الإنسان مجرى الدم في العروق"
لكنه يجري في العروق بالوسوسة التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في سورة الناس..
فالوسوسة شيء .. والمس شيء آخر.
وعموما ، فإنه من لديهم الرغبة في إشهار السحر والمس الجني ، هم الذين يؤمنون بهذا السحر والمس..
أما الذين لديهم الرغبة في إشهار العلم الذي جاء به القرآن الكريم فإنهم يقفون بالمرصاد ضد هذه المفاهيم البتراء..
وعلى العكس من ذلك ، نرى بعض الرقاة يقومون بقراءة القرآن على المريض ، لا أكثر ولا أقل .. ولا يتطرقون أبدا إلى ذلك الجانب من الشعوذة عن طريق إدعائهم بمكالمة الجني.. وقد يقرؤون القرآن على الماء ويعطونه للمريض من أجل أن يشربه..
إن مثل هؤلاء يمثلون الجانب المطهر والمقدس من الرقاة ، لأنهم لم يظلموا أحدا بألسنتهم ولم يتسببوا في شيء من المنكرات..وإخلاء البيوت..
أما الفئة الثانية فعليهم أن تتقوا الله حق تقاته ، ويتوبوا عن ذنوبهم ، ويذكرون يوما لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.  





- عندما يكبت الوعي ينطلق عنان اللاشعور في الكلام وذلك من معطيات التنويم المغناطيسي[1]

الأربعاء، 20 مايو 2015

أليس له عينين ولسان وشفتين؟



                      

يقوم أهل الرقيا بعلاج حالة من الأمراض التي تنتاب بعض الناس ، حيث تظهر عليهم  أعراض إزدواج في الشخصية ، كما لو كانت هناك شخصية ثانية بداخل نفس المريض تقوم بسلوكيات تختلف عن الأولى ، من حيث الكلمات التي تقولها ، أو التصرفات التي تقوم بها..
ويفسر أصحاب الرقيا هذه الحالة على أنها عبارة عن جني سكن في داخل هذا المصاب نتيجة لأسباب معينة.. ومن أجل خروجها من هذا الجسد ، يقومون بقراءة القرآن تحت مفهوم الرقيا الشرعية .. وعندها يتكلم هذا الجني حسب زعمهم ليخبرهم عن سبب مجيئه لهذه الجثة وإيذائها.. وغالبا ما تكون الأسباب راجعة إلى قيام المصاب بظلم هذا الجني عن طريق الإصطدام به دون أن يره.. أو صب عليه الماء الساخن في بعض الأماكن أو..
لكنهم غالبا ما يقولون أنه جاء بسبب إرسال قام به أحد السحرة..
يقوم السحرة حسب زعم هؤلاء الرقاة ، بإرسال الجني إلى شخص ما ليسبب له المتاعب والآلام والإضطرابات النفسية من أجل هدف ما.. وليس لهذا الساحر القدرة حتى على إرسال ذبابة..  
ويكون أغلب هؤلاء السحرة حسب زعمهم ممن يحملون كتاب الله ، ويقومون بمداواة الناس عن طريق كتابة القرآن على أوراق ، وتطبيقها بمواصفات معينة كالشرب والدهن والتعليق..
ويقولون أن هذا الساحر يتفق مع الشيطان على أداء أعمال محرمة مقابل مساعدة هذا الشيطان له في القيام بأعمال سحرية..
وهذه الأعمال المحرمة تتمثل في مخالفة شرع الله ، كالصلاة لغير القبلة ، والوضوء بالنجاسة ، وإهانة القرآن الكريم إلى غير ذلك..
لكن ما هو ثابت في القرآن الكريم أن الشيطان يوسوس للإنسان من أجل إسقاطه في الزلل..وما أن يسقط الإنسان في هذا الزلل حتى يقول له هذا الشيطان :
" إني بريء منك ، إني أخاف الله رب العالمين"
ومن هنا أصبح من الواضح وضوحا لا جدال فيه بأن الشيطان لا يتفق مع الإنسان ، بل يهرب ويبرّئ نفسه منه..
وسيأتي دور قراءة القرآن التي يسمونها بالرقيا الشرعية فيعتبرونها سحرا أيضا في يوم من الأيام ..
وعندما يقوم الراقي بتلاوة القرآن على المريض ، فإنه يركز على الكلمات المفتاحية الباعثة للإعتقاد بالمس الجني.. أي الآيات التي تحمل كلمة (الجن) .. وعند ذلك يصاب المريض بحالة من الصرع أو فقدان الوعي.. ويبدأ الجني الوهمي في الكلام مع هذا الراقي الذي يسأله عن سبب دخوله لهذه الجثة ..
وبطبيعة الحال ، فإن أي إنسان مصاب بحالة هستيريا ، يتعرض للصرع في شكل يشبه التنويم المغناطيسي ، عندما يستمع إلى القرآن الكريم..
وذلك راجع إلى الإعجاز الموجود في القرآن من حيث ترتيب الآيات بداخل السورة التي يقرأها الراقي ، ومن حيث ترتيب الكلمات بداخل الآية ، ومن حيث ترتيب الحروف بداخل هذه الكلمات ، فتعطي في النهاية صوتا متميزا عن باقي الأصوات الأخرى التي يسمعها الإنسان والتي تؤثر بدورها على بعض المراكز العصبية لدى الإنسان المصاب بالهستيريا ، فيسقط إما في غيبوبة ، وإما في حالة فقدان الوعي..
وما يعمله الراقي ، يعمله أيضا الطبيب المتخصص في التنويم المغناطيسي عن طريق بعض التقنيات التي يقوم بها..
غير أن الطبيب المنوّم له قدرة فائقة عن الراقي بسبب إمكانياته العلمية التي جاء بها العلم وجاء بها القرآن الكريم..
وعندما يبدأ العقل الباطني أو الشخصية الثانية لدى المريض في الكلام .. فإن هذا الكلام يوهم المستمع في أن الجني هو الذي يتكلم ..
ويجيب هذا الجني الوهمي بانه جاء لأسباب معينة ، وغالبا ما يكون مجيؤه هذا بسبب ساحر من حملة القرآن الكريم أرسله بطرق سحرية معينة...
إنهم يقولون بأنهم يكلمون الجن على ألسنة البشر..
ولماذا لا يتكلم هذا الجن بلسانه وبشكل مستقل عن البشر ؟
ألم يكن له عينين ولسان وشفتين ؟
ولقد خلق الجن قبل الإنسان بمدة زمنية كبيرة ، فكيف كان يتكلم عندئذ في غياب الإنسان الذي ما زال لم يخلق بعد ؟
ومن هذا المنظور ، يكون هذا الجني بقي مدة زمنية أبكما لا يتكلم ، إلى أن خلق الله الإنسان وعند ذلك فرج الله كربه بالكلام..
وكيف كان سليمان بن داود عليه السلام يتكلم مع الجن ؟
هل كان يضطر لإحضار البشر من أجل هذه المكالمة ؟
سيردون بطبيعة الحال ، على أن هذه المكالمة للجن ، هي مكالمة خاصة بسيدنا سليمان بن داود عليه السلام وليس لبقية البشر..
لكن أليس هذه سنة من سنن الأنبياء والتي تستوجب على البشر إتباعها بنفس المواصفات؟
لم يثبت في تاريخ الأنبياء أبدا أن نبيا قام بسنة تستعصى عن بقية البشر المؤمنين..
وسيردون أيضا بأن الآية التي نزلت في دعاء سليمان تستثني بقية البشر من القيام بهذا الإمتياز كما هي واضحة :
"..... رب هب لي من لدنك ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي....."
إنه اليقين المطلق بطبيعة الحال الذي لا جدال فيه.. لكنه يقين عام وليس خاص..
بمعنى أنه إذا حكمنا بهذه الآية ، فإن مكالمة الجن على العموم ممنوعة من التصريف سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة عن طريق ألسنة البشر..
وبطبيعة الحال ، فإن الجن له جسم يتوفر على كل الأجهزة والأعضاء المناسبة له كجن.. فله عينان وأذنان وأنف وله فم ولسان مع كامل جهازه الصوتي ..
فمن غير المعقول أن يكون هذا الجهاز كله متوقف وعاطل عن العمل ، إلى أن يدخل في الإنسان فيكون عندئد له إشارة المرور إلى الكلام..
بعض الناس يشهدون بأنهم سمعوا الجن يتكلم بصورة مستقلة عن الإنسان كما يحدث في بعض الأماكن المهجورة التي تسكنها الارواح.. فلماذا تكلم الجن خارج وجود الإنسان ؟
أم أن الجن على نوعين ، نوع مستقل في كلامه ، ونوع مسكين ترتبط حياته بحياة الإنسان ..
أم أن الجن الذي يعرفه أهل الرقيا شيء ، والجن الحقيقي شيء آخر..
ولقد ألبسوا هذا الجن سروالا ومعطفا ، وقميصا ، ووضعوا له نظارات تجميلية ، وأعطوه من الإمكانيات الخارقة التي لا يصدقها العقل.. فهو يطلع الغيب خلافا لما جاء به القرآن الكريم ، ويعرف ما يقوم به بعض الناس من سحر بداخل ديارهم ذات الأبواب والنوافذ المحكّمة والتي لا يطلع عليها سوى الله وحده ..
وقد يستدلون بآيات أو أحاديث يظهر في مجملها على أنها تتكلم على إمكانية مس الجني لبني البشر.. بينما لو تمعنا فيها جيدا ، وتدبرناها ، لوجدنا أنها تتكلم عن شيء آخر يختلف تماما عما يقولون..
ففي حديثه (ص) :
" إن الشيطان يجري مجرى الدم في العروق "
نرى بأنه يشير إلى قدرة الشيطان على الوسوسة للإنسان بطرق فنية رائعة ، تجعل هذه الوسوسة تأخذ الإنسان من قدميه إلى رأسه ، كما لو كانت تجري مع دم الإنسان في عروقه..
بينما غيّروا مجرى الحديث إلى معنى آخر مخالف تماما ويرون بأن الشيطان يدخل جسم الإنسان ويجري مع الدم سابحا في العروق..
وإذا سلمنا بأن للساحر قدرة تماثل قدرة سيدنا سليمان عليه السلام في إرسال الجني.. فإن هذا الساحر يقوم بالنفث على العقد كما جاء ذلك واضحا في الآية :
" من شر النفاثات في العقد "
وليس بكتابة القرآن على أوراق كما يزعمون..
إنه إتهام خطير زعزع القرآن وحملته زعزعة خطيرة بالنسبة للآجيال القادمة التي تصبح تشك في عدم مصداقية القرآن الكريم ما دامت كتابته سحرا ..
وسيأتي دور زعزعة الرقيا لا محالة في يوم من الأيام القريبة..
لأن الأمر أمر إستدراج نحو الهاوية وليس إستدراج نحو الحقيقة..
وسنكشف بإذن الله ، بكل دقة ووضوح أمر المس الجني في هذه المدونة تحت عنوان :
" المس الجني والعقل الباطني لدى الإنسان "
فترقبوا ذلك ، وأستودعكم الله ..

الثلاثاء، 19 مايو 2015

كيف تتخلص من الخوف أثناء الإمتحان



كيف تتخلص من الخوف أثناء الإمتحان

الخوف بطبيعة الحال هو العاطفة العامة التي تسيطر على حياتنا أثناء المواقف الحرجة ، كما لوكان صفة فطرية في الإنسان .. ويوجد على نوعين :
الخوف الطبيعي : وهو الذي تتأثر به جميع الناس بصفة عامة ، عند التعرض لمواقف مثيرة لهذا الخوف..
الخوف المرضي : وهو ذلك الخوف الذي ليس له أي مبرر ، ولا يفسره أي منطق ، يظهر دون إصطدام بمواقف مثيرة.. ويلازم الإنسان منذ طفولته نتيجة لصدمة نفسية عنيفة .. أو صراع لم يتمكن من حله.. وقد تسقط هذه الصدمة في اللاشعور ، حيث تعبر عن نفسها بعلائم مرضية والخوف في مقدمتها..
والمهم هنا ماذا نعمل لتجنب الخوف من الإمتحانات ؟
الشيء الذي يقف ضد الخوف بطبيعة الحال ويقتلعه من جذوره هو الإطمئنان..
حالما نشعر بالإطمئنان فإن الخوف يشد رحاله مباشرة ليغادر النفس دون رجعة ، ودون ريب في ذلك..
وكيف نتحصل على هذا الإطمئنان ؟
في صباح يوم الإمتحان ، عند النهوض من نومك قل :
" الحمد لله الذي أماتني ثم أحياني ، وإليه النشور"
وهنا يبدا جزء من الغطمئنان يدخل قلبك لأنك أرضيت الله سبحانه وتعالى..
ثم توضأ وصلي لله ركعتين نافلة ، وعقبها إستغفر الله العظيم حوالي مائة مرة بنية صادقة وقلب خاشع لله بحانه وتعالى .. وعندئذ تبدأ بالتأكيد تشعر برضوان الله سبحانه وتعالى لأن الإستغفار يطفئ غصب الله عنك.. وعندئذ يزداد الشعور بالإطمئنان بدرجات أكثر..
وبعدها تذهب إلى الوالدين فقبلهما قبلات الطاعة الكاملة والإحترام ، واطلب منهما السماح حتى ولو لم تكن قد أسأت إليهما في يوم من الأيام.. واطلب منهما أن يدعيا الله لك بالتوفيق والنجاح..
وما أن يبدا الوالدان في الدعاء لك حتى تشعر بان درجات الإطمئنان قد زادت أكثرواكثر.. وإن كان لك آخ يكبرك سنا فاطلب منه السماح والدعاء أيضا.. وكذلك إن كانت لديك أخت تكبرك سنا..
وإن كان لديك كتكوت أو كتكوتة من إخوتك الصغيرات ، فاعطيهما شيئا من النقود أو الحلوى ، لتفرحهما بقدر المستطاع..
وقبل خروجك قل:
" اللهم عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير"
وفي طريقك إلى مؤسسة الإمتحان ، أقرئ السلام على كل أحد حتى لو كان عدوك ، ليزداد الإطمئنان أكثر..
وبهذا تكون قد تحصلت على قدر كاف جدا من الإطمئنان التام..
وبهذا الإطمئنان تكون قد إنتصرت على الخوف إنتصارا باهرا طوال اليوم..
لأن الخوف والإطمئنان لا يجتمعان في مكان واحد على الإطلاق.
هذا هو الدواء الواحد والوحيد ضد الخوف من الإمتحانات..
ألف مبروك على نجاحكم أعزائي الطلبة..

كيف تسترجع المعلومات بسرعة أثناء الإمتحان



كيف تسترجع المعلومات بسرعة أثناء الإمتحان

إبدأ ببسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة على نبيه عليه أفضل الصلوات والسلام..
وأنت بطبيعة الحال جالس على طاولة الإمتحان.. تذكر حديث حبيبك محمد (ص) :
" ما من مجلس علم إلا وحافته الملائكة "
أنت عندئذ تعلم علم اليقين بأن ملائكة الله محيطة بالمؤسسة من جميع جوانبها دون شك في ذلك أو إرتياب..
إنها حقيقة جاءتنا من أعظم وأصدق وأخلص إنسان على وجه الكرة الأرضية..
" وما ينطق عن الهوى ، علمه شديد القوى.."
وعندئذ تكون قد أيقنت بأن دعاءك يكون مقبولا.. لأنك في هذه اللحظة مع حظرة الملائكة ..
وعندئذ قم بهذا التمرين الذي هو بمثابة الدعاء إلى الله لا غيره.. وكأنك تطلب الله أثناء الصلاة ..
إسحب الهواء من أنفك في سرية تامة دون أن يعبأ بك أحد ، وبكل هدوء..
أثناء سحب الهواء من الأنف قل في قلبك :
" لا إله إلا الله "
ثم أخرجه من الفم بهدوء ، وأنت مركزا ذهنك على عملية خروج هذا الهواء وأنت تقول في قلبك :
" محمد رسول الله "
يجب أن يكون دخول الهواء متزامنا مع ذكر لا إله إلا الله..
كما يجب أن يكون خروج الهواء متزامنا مع ذكر محمد رسول الله..
كرر العملية كلما إحتجت إليها..
ومن الأحسن أن تكون خمسة مرات..
هذه الطريقة كفيلة جدا باسترجاع المعلومات في وقتها.. عن إعتبارات مجربة..
ألف مبروك لطلبتنا الأعزاء..

هدية لأصحاب إمتحان الباكالوريا بالتوفيق والنجاح




عزيزي الطالب
عزيزتي الطالبة
عندما تنهض صباح يوم الإمتحان ، صل ركعتين نافلة لوجه الله الكريم..
أطلب الدعاء من أبويك بكل نية وإخلاص..
إستعن بالله ، فما خاب أبدا من إستعان به..
إجلس على الأرض في وصعية القرفصاء..
ومن الأحسن وضعية اللوتيس التي أدرجناها سابقا في الصور..
أترك ظهرك مستقيما كالشمعة..
ضع يديك على ركبتيك مفتوحتين بحيث تكون الراحتان إلى أعلى..
أغمض عينيك في إسترخاء..
إلتزم بالهدوء والإسترخاء ما أمكن ذلك..
قم بعملية التنفس العميق بالكيفية التالية :
إسحب الهواء بعمق من أنفك حتى يمتلئ بطنك..
ثم أخرجه من الفم ببطء وهدوء..
ركز فكرك على الهواء وهو يخرج من أنفك..
أعد مرة ثانية وثالثة بكل هدوء حتى تصل إلى عشرين مرة..
عندئذ قل :
الحمد لله رب العالمين الذي علمني ما لم أعلم.. 3مرات
وقم من مكانك متوكلا على الله..
هذه الطريقة تساعدك جدا في الإنتصار على مشاعر الخوف من الإمتحان.. وتبعث في نفسك الشعور بالبهجة والسرور..ستذهب إلى الإمتحان وأنت تشعر بالسعادة التامة..
كذلك تساعدك على تركيز أفكارك وزيادة قوة الذكاء..والقدرة على إسترجاع المعلومات في وقتها أي تحسين سريع للذاكرة..
كررها كل أيام الإمتحان.. وهي موصوفة عن مجموعة من العلماء.. ومجربة أيضا..
ألف مبروك

الاثنين، 18 مايو 2015

يبقى السؤال سؤالا





قصة واقعية تكلم فيها عيسى وهو في عمر سبعة وسبعين سنة.. يخبرنا قبل موته بستة سنوات عن تعرضه لشبح في طريقه نحو السوق..
لقد كان عيسى فقيد الآب ، حيث تركه أبوه في سن إثنتي عشر سنة دون إخوة أو أخوات غيره .. وليس لديه من يكفله سوى أمه التي كانت تعيش معه في كوخ قديم بإحدى القرى ..
أرسلته أمه ذات يوم إلى السوق الذي كان يبعد عنهما بحوالي إثنتي عشر كيلومتر من أجل شراء بعض المصاريف ..
ركب على حمار واتجه إلى السوق ..
وفي منتصف الطريق أثناء عودته ، رأى زوبعة رملية تدور في شكل حلزوني ، وتقترب منه في سرعة خاطفة ، ولما وصلت عنده ، إنقشعت وظهر منها إمرأة ذات شكل غريب ..
يقول المرحوم عيسى بأنه شعر بقشعريرة تنتابه ، وارتجاف مصحوب بالخوف الشديد.. وقد إصطكت أسنانه من هول المنظر الذي أمامه..
كانت إمرأة سوداء اللون ، طويلة القامة ، مفتولة العضلات ، ذات أسنان كبيرة و بارزة.. مكشوفة الصدر ، وقد لوت بثدييها إلى الوراء على كتفيها .. في حين أنه لم يدرك جيدا اللباس الذي كانت تلبسه من شدة التأثر والخوف..
تقدمت المرأة الشبح نحو الحمار ومسكته من عنقه لكي تمنع تقدمه للأمام ..
ويقول عيسى بأن الحمار أيضا كان يرتجف..
وعندئذ قالت المرأة بصوت عال وخشن :
" إلى أين أنت ذاهب ؟ "
رد عيسى بصوت مذعور:
" أنا ذاهب إلى أمي "
قالت المرأة في حسرة :
" لك حظ عظيم ، عندما أحسنت الجواب.. لو لم تقل بأنك ذاهب لأمك لقتلتك.."
و همت بالإنصراف ثم عادت لتقول :
" ألا تخبرني عن حمّام خودة أين هو ؟ "
قال عيسى بصوت مضطرب :
" لا.. لا أعرف "
فقالت بكلمات تهديد :
" لو أعرف حمّام خودة أين هو ، فسأتركه حكاية للأجيال القادمة جيلا بعد جيل "
ثم إنصرفت متحولة إلى زوبعة رملية ، تدور بسرعة خاطفة ، حتى إختفت..
وصل عيسى إلى أمه يرتجف من شدة الخوف .. حيث أعطته مصحفا شجعته به ، إلى جانب أنها إستطاعت أن توهمه بأنها مجرد إمرأة تسكن في تلك النواحي ولديها إمكانيات سحرية تقوم بها..
وبعد أن قص علينا المرحوم عيسى القصة بحوالي سنتين.. جاء بعض من الرّحل الذين يسكنون الخيام ، ويرحلون من مكان إلى مكان طلبا لرعي ماشيتهم ، إلى الإمام الحاج بن شهرة رحمه الله يقصون عليه خبر شبح مرّ أمام خيامهم في وضح النهار..
كان الوقت صيفا.. بعد صلاة العصر.. خرجت جماعة من أهل الخيام ليجتمعوا في مكان واحد أمام خيمة كبيرهم إنتظارا للقهوة التي يشربونها جماعة على عادتهم.. وإذا بزوبعة رملية تدور بسرعة خاطفة ، وانقشعت لتظهر منها صورة لإمرأة مخيفة ، غريبة المنظر،
سوداء اللون ، وهي نفس المواصفات التي ذكرها المرحوم عيسى..
قالت الجماعة للإمام بأن المرأة الشبح لم يظهر عليها أي هجوم عدواني علينا ، ولا أي حركة مخيفة ، بل فقط سألتنا عن حمّام خودة أين هو.. لكننا إلتزمنا الصمت ولم نجبها عن شيء من شدة التأثر من شكلها الغريب ، وكأنها جاءت من عالم آخر..
لكن الإمام لم يجبهم إلا بما يعرفه عن الشياطين التي تقوم بهذه الملابسات صد بني البشر..
وبطبيعة الحال كانت هذه الجماعة خائفة على أموالها من الماشية وعلى أولادها ونسائها.. فاتجهوا لرجال الدرك .
قام رجال الدرك بمحاولة إقتفاء آثار الشبح لكن دون جدوى..
مما أدى بهؤلاء الرحل من مغادرة المكان ..
وبعد تحريات طويلة ، وجدنا أن المكان الذي ظهر فيه شبح الجماعة ، هو نفس المكان الذي ظهر فيه هذا الشبح على المرحوم عيسى.. مما يدل أنه نفس الشبح أيضا..
وتعاقبت الأخبار بما يزيد عن عشرة قصص ، روت عن ظهور نفس الشبح بنفس المنطقة على أناس لم يسمعوا قبل بهذه الحكاية.. وهو الأمر الذي جعلنا نتأكد من صحتها ..
وبعد سنوات طوال ، جاءت جماعة من المغرب الأقصى ، وعددهم أربعة رجال في زي حملة القرآن الكريم ، يحملون معهم مخططا يتكلم عن حمّام خودة.. ومكثوا بالمنطقة ما يزيد عن عشرين يوما طلبا للعثور على هذا الحمّام دون أن يأثروا على شيء ..
يتكلم المخطط عن كمية معتبرة من المجوهرات مدفونة بحمّام خودة منذ مئات السنين.. وقد جاء هؤلاء للتنقيب عنها بتقنيات يعرفونها في البحث عن الكنوز.. وانتهت مهمتهم بالفشل نظرا لجهلهم للمكان..
وبعد سنة إلتقينا بالحاج مبروك البالغ من العمر حوالي تسعين سنة.. وقادنا بنفس المنطقة إلى أرض جرداء ليس بها ما يدل على آثار هناك.. وأخبرنا بأن حمّام خودة يوجد بهذا المكان ، حيث كان قد رأى بعضا من آثار بناء هناك عندما كان صغيرا.. وسمع أيضا من بعض الناس الذين كانوا يكبرونه سنا في ذلك الوقت..
واعترف لنا الحاج مبروك بأنه يعرف المكان جيدا ، بينما لم يخبر به هؤلاء المغاربة خوفا منهم..
لم يكن المكان كأرض فلاحية ، لكن صاحبه منعنا من الحفر من أجل التأكيد ، إلا بعد محاولات طويلة..
حفرنا بنفس المكان ، وعثرنا فعلا على آثار البناء في شكل هندسي رائع..
لما تأكدنا من موقع حمّام خودة توقفنا عن البحث ، نظرا في أن الشيء الذي كان يهمنا هو التأكد من صحة الشبح ولغزه ، ولا يهمنا تلك المجوهرات التي يتكلمون عنها ، حيث لا يوجد دليل ملموس سوى رقعة عليها مخطط قد يكون خاطئا من أساسه..
لكن ما اللغز الذي وراء ظهور هذا الشبح ؟
لماذا يبحث عن حمّام خودة ؟
أيكون قد جاء باحثا عن عائلة له كانت تسكن بهذا الحمّام وانقرضت دون أن يدري بها؟
أتكون هذه المجوهرات من ملكه الخاص واختفت عنه باختفاء الحمّام بسبب زلزال رهيب هز تلك المنطقة في زمن ما ؟
هل هذا الشبح من عائلة الجن أم من عائلة مخلوقات أخرى في بقعة خفية من الأرض أو الجبال ؟
هل يمكن أن يكون هذا الشبح إنسان عاش في زمن آخر قديم وجاء إلى هذا الزمن لأسباب معينة لا زلنا لا ندركها بعد ، خصوصا وأن التحريات أثبتت على مدى الأزمنة بأن هذه الأشباح لا تختلف شكلها عن شكل الإنسان عدى في الطول أو ضخامة الجسم ؟
والتاريخ الطبيعي الذي جاءت به الحفريات يثبت بما لا يقبل الشك في أن الإنسان القديم كان طويل القامة ، وضخم الجسم..
والقدماء يتكلمون في مجموعة من الكتب القديمة ، على وجود علاقة قوية تربط بين دفائن الارض وطوائف الجن.. وأن هؤلاء الجن يمنعون الإنسان من الوصول إلى هذه الدفائن.. لكنه دائما كلام نظري لا يحوي الملموس..
وعلى كل سوف يبقى السؤال سؤالا..
ويبقى اللغز لغزا..
               

الأحد، 17 مايو 2015

ميكانيزم التطابق بين المعتقد والإستماع



ميكانيزم التطابق بين المعتقد والإستماع

آخر ما وصل إليه التنويم المغناطيسي ، هوتلك التجربة التي يقوم فيها الطبيب المنوم  ، أو الطبيب الإيحائي .. حيث يقوم بتمديد المريض على طاولة أو أريكة العلاج ، ويضع طاولة أخرى على بعد خمسة أمتار منه وعليها ورقة وقلم .
وبعد أن ينوّم الطبيب ذلك الشخض لدرجة السبات[1] .. يبدأ في مخاطبة عقله الباطني فيأمره بكتابة عبارة معينة على تلك الورقة الموضوعة على الطاولة..
وعند ذلك تحدث المعجزة ، إذ ينتصب القلم فوق الورقة ، ويكتب العبارة المطلوبة ثم يعود إلى وضعه الأول.
وغريب ما في الأمر ، أن القلم يكتب هذه العبارة ، بنفس الأسلوب الذي يكتب به الشخص الواقع تحت تأثير التنويم المغناطيسي ، وبنفس الخط ، ونفس الغلطات الإملائية إن وجدت ...
إن هذا يدفع إلى التأكد من أن الذي كتب هذه العبارة هو نفس الشخص لا غيره.. وقد تمت هذه الكتابة بمواصفات دقيقة جدا..
وقد ينحرف فكر الإنسان المشاهد أو المستمع في الحكم على هذه الظاهرة ، ويعمد كما هو شائع ، إلى التفسير السحري والشيطاني للظواهر العلمية ، ويقول بوساطة الجن فيها ، حيث يقوم هذا الجن حسب زعمهم بتنفيذ أمر المنوّم دون أي إتفاق مسبق بينهما[2] ، فيمسك القلم ليكتب ما أمر به على الورقة المطلوبة ..
غير أن تفسير الظواهر العلمية بالرجوع إلى الشيطان والجن والسحر هو مبادرة الشخص الفاشل في تقديم تفسير علمي للظاهرة ، نتيجة لعدم خضوعه للملموسية والشفافية والوضوح ، إذ يبقى الجواب يدور دائما في الإطار النظري المدعم بالدجل ..
وهو ما يماثل قصة الساعة الدقاقة التي قام بصنعها العرب أيام مجدهم العلمي والحظاري في عهد الأمين والمأمون ، حيث ظنها المرسل إليه بأن داخلها شياطين .
ونحن نعلم من جهة أخرى بان الشيطان لا يكتب البسملة على الإطلاق ، وذلك لأنها آية الإيمان ، وإن كتبها فإنه يشهد على نفسه بهذا الإيمان .
ومع ذلك فإن القلم يكتبها دون تردد ..
لأن فكر الإنسان شيء.. والواقع الذي حول هذا الإنسان شيء آخر..
وسيرد بعضهم بأن الذي كتب هذه المرة ، هو من الجن المسلمين الذين يكتبون آية الإيمان
دون خوف أو وجل..
وهذا معناه حسب معتقدهم ، أن الساحر يتفق مع الجن الغير مسلم على أداء أعمال محرمة مقابل مساعدة هذا الشيطان له في أعماله السحرية..
كما يتفق مع الجن المسلم بنفس الشروط أيضا .. حيث أن الجن المسلم يأمر الساحر بالقيام بأعمال محرمة مقابل رخصة مساعدته ، وهو وجه التناقض من المسألة ..
إلا إذا عدّل هؤلاء من معتقدهم.. حيث ينسبون الأعمال السحرية التي يقوم بها الساحر إلى تعامله مع الجن الغير مسلم الذي يأمره بالقيام بأعمال كفرية مقابل مساعدته له..
 بينما يتعامل هذا الساحر مع الجن المسلم بشروط أخرى ، حيث يأمره بالإلتزام بشرع الله وعدم مخالفته لحكمه ، مقابل مساعدته له..
وإن سلمنا بهذا المعتقد الجديد ، فإن هذا يرفع الظلم وضربات الجلاد عن القرآن وحملته الذين تعرضوا للإهانة باتهامهم بمعاملتهم مع الشيطان ، دون أي دليل ملموس سوى عن فلان يسمع عن فلان ..
وسوف لن يجد السحر مكانا أمام معطيات العصر الحديث والتي أصبحت تلوح براية العلم والتكنولوجيا التي ضربت صميم المعرفة لدى الإنسان..
وإذا رجعنا للتجربة السابقة نجد أن هذا المنوم لا يعرف شيئا عن الدجل ..
فهو لديه تقنيات معينة في التنويم ، يقوم بها عن خبرة وتجربة تمكنه من الوصول إلى التخاطب مع العقل الباطني لدى الإنسان..
ويرجع بعضهم الأمر إلى ما يسمى بالقرين ، مستندين في ذلك إلى بعض الآيات في القرآن الكريم ..
على أننا نشير إلى القارئ ، بأن هذه الآيات تتكلم عن وجود القرين ، بينما لم تتكلم عما يعمله هذا القرين.. حيث أن وجود القرين شيء.. والعمل الذي يقوم به هذا القرين شيء آخر.. تماما مثل مسألة المس الجني..
فهناك آيات في القرآن الكريم ، تكلمت عن الجن وخلقهم ، لكنها لم تتكلم عن مسهم لبني البشر..
فالإنتقال اللامنطقي من الخلق إلى المس هو إنتقال غير مشروع ..
وأهل الرقيا يقومون بقراءة هذه الآيات على المريض المصاب بالمس الجني حسب زعمهم ، والتي تتكلم عن وجود الجن ، فينخدع المريض في أن هذه الآيات تتكلم عن مس الجني له ..
وقد يشفى فعلا بموجب هذا الإعتقاد ، لكنه شفاء مؤقت ، حيث تعود الأعراص من جديد إلى الظهور بعد فترة قد تطول أو تقصر.. كما حدث ذلك آلاف المرات.
وقد ينخدع المريض في أن المس الجني أعاد كرته من جديد ، عوضا أن يتيقن ويعترف بأن التشخيص الأول كان خاطئا من أصله..
وعودة الأعراض في هذه المرة تكون أشد وطأة من الأعراض الأولى ، لأن العقل الباطني لدى الإنسان ينتبه إلى الخدعة التي تعرض لها من وراء المغالطة بالرقيا ، فيقوم بتعزيز قوته عن طريق شدة وحدّة الأعراض.. ولا دخل للجن في ذلك على الإطلاق.
وهو ما يحدث أيضا في مسألة السحر ، حيث يكون المريض لديه الرصيد الكافي من الإيمان بالتاثير السحري ، حسب ما إكتسبه من بئته التي تقوي الإعتقاد بهذا المفهوم الوهمي ، فيصبح لديه قوة الإستعداد الكامل لهذا المعتقد .. فهو بذلك يملك الارضية الصالحة لتقبل ما يقوله الراقي.. حيث تحدث مطابقة تامة بين ما يعتقده ، وبين ما يسمعه من الراقي..
 و هذه المطابقة هي التي تؤدي إلى السقوط في الغلط والأوهام والخرافات.. وفيها يقوم
الراقي بتلاوة الآيات الدالة على السحر ، فتحدث تلك المطابقة بين الإعتقاد والإستماع حيث ينخدع المريض بأنه يعاني من السحر فعلا..
ميكانيزم المطابقة يدخل ضمن المغالطات المنطقية الشائعة التي عددها إثنا عشر، والتي سوف نتطرق إليها واحدة بعد الاخرى بالتفصيل المقنع ليتمكن القارئ من حماية نفسه من السقوط في براثن الوهم.
إن عدم الإطلاع على الإنجازات العلمية ، والإطلاع على القرآن بتركيز كبير وعالي ، والتقيد بقراءة كتب معينة دون الاخرى ، هو الذي يمهد للسقوط في مثل هذه الأوهام..
وإذا أردنا أن نقوم بتعريف دقيق لعمل الجن والشيطان والسحر والقرين .. فهو ذلك التطابق الذي يحدث بين ما يعتقده الإنسان وبين ما يسمعه من الآخرين.. 
والذي يحدث في هذه الظاهرة التي تمت عن طريق التنويم المغناطيسي هو قوة التركيز الشديدة التي يبعثها المنوم في الشخص ، حيث تنطلق قوة أثيرية أشبه بالأشعة تعمل على القيام بالظاهرة.
وقد قامت دراسات علمية حديثة أثبتت بما لا يقبل الشك في أنه لا فراغ في الكون ، وأن هذا الكون مليء بما يسمى بالموجات الأثيرية.. وأنه لكل إنسان قدر من هذه الموجات الأثيرية التي تنطلق من جسمه تحت قيادة جهازه العصبي نحو هدف أو أهداف معينة .. وربما هي ما عبر عنه القرآن الكريم في الآية الشريفة :
" أفمن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس "
فالنور الذي ذكره سبحانه وتعالى في هذه الآية ، قد يكون هو الأثير الذي تكلم عنه العلماء..
فبطبيعة الحال ، وبناء على هذا المفهوم ، بالنسبة للتجربة التي ذكرناها ، فإن الطبيب المنوم يكون قد وجه إيحاءاته للعقل الباطني للنائم والهادفة إلى الامر بمسك القلم وكتابة العبارة المطلوبة.. وعند ذلك يجد العقل الباطني نفسه مأمورا بتنفيذ ما طلب منه.. فتخرج تلك الموجات الأثيرية صوب الهدف من أجل هذا التنفيذ..
وإذا رجع القارئ إلى إنجازات الإسقاط النجمي ، يعرف الحقيقة كاملة.


[1] الدرجة الثالثة من التنويم المغناطيسي-
[2] - هذا ينفي تماما إتفاقية الساحر مع الشيطان التي يروجها بعضهم