اعلان

الاثنين، 18 مايو 2015

يبقى السؤال سؤالا





قصة واقعية تكلم فيها عيسى وهو في عمر سبعة وسبعين سنة.. يخبرنا قبل موته بستة سنوات عن تعرضه لشبح في طريقه نحو السوق..
لقد كان عيسى فقيد الآب ، حيث تركه أبوه في سن إثنتي عشر سنة دون إخوة أو أخوات غيره .. وليس لديه من يكفله سوى أمه التي كانت تعيش معه في كوخ قديم بإحدى القرى ..
أرسلته أمه ذات يوم إلى السوق الذي كان يبعد عنهما بحوالي إثنتي عشر كيلومتر من أجل شراء بعض المصاريف ..
ركب على حمار واتجه إلى السوق ..
وفي منتصف الطريق أثناء عودته ، رأى زوبعة رملية تدور في شكل حلزوني ، وتقترب منه في سرعة خاطفة ، ولما وصلت عنده ، إنقشعت وظهر منها إمرأة ذات شكل غريب ..
يقول المرحوم عيسى بأنه شعر بقشعريرة تنتابه ، وارتجاف مصحوب بالخوف الشديد.. وقد إصطكت أسنانه من هول المنظر الذي أمامه..
كانت إمرأة سوداء اللون ، طويلة القامة ، مفتولة العضلات ، ذات أسنان كبيرة و بارزة.. مكشوفة الصدر ، وقد لوت بثدييها إلى الوراء على كتفيها .. في حين أنه لم يدرك جيدا اللباس الذي كانت تلبسه من شدة التأثر والخوف..
تقدمت المرأة الشبح نحو الحمار ومسكته من عنقه لكي تمنع تقدمه للأمام ..
ويقول عيسى بأن الحمار أيضا كان يرتجف..
وعندئذ قالت المرأة بصوت عال وخشن :
" إلى أين أنت ذاهب ؟ "
رد عيسى بصوت مذعور:
" أنا ذاهب إلى أمي "
قالت المرأة في حسرة :
" لك حظ عظيم ، عندما أحسنت الجواب.. لو لم تقل بأنك ذاهب لأمك لقتلتك.."
و همت بالإنصراف ثم عادت لتقول :
" ألا تخبرني عن حمّام خودة أين هو ؟ "
قال عيسى بصوت مضطرب :
" لا.. لا أعرف "
فقالت بكلمات تهديد :
" لو أعرف حمّام خودة أين هو ، فسأتركه حكاية للأجيال القادمة جيلا بعد جيل "
ثم إنصرفت متحولة إلى زوبعة رملية ، تدور بسرعة خاطفة ، حتى إختفت..
وصل عيسى إلى أمه يرتجف من شدة الخوف .. حيث أعطته مصحفا شجعته به ، إلى جانب أنها إستطاعت أن توهمه بأنها مجرد إمرأة تسكن في تلك النواحي ولديها إمكانيات سحرية تقوم بها..
وبعد أن قص علينا المرحوم عيسى القصة بحوالي سنتين.. جاء بعض من الرّحل الذين يسكنون الخيام ، ويرحلون من مكان إلى مكان طلبا لرعي ماشيتهم ، إلى الإمام الحاج بن شهرة رحمه الله يقصون عليه خبر شبح مرّ أمام خيامهم في وضح النهار..
كان الوقت صيفا.. بعد صلاة العصر.. خرجت جماعة من أهل الخيام ليجتمعوا في مكان واحد أمام خيمة كبيرهم إنتظارا للقهوة التي يشربونها جماعة على عادتهم.. وإذا بزوبعة رملية تدور بسرعة خاطفة ، وانقشعت لتظهر منها صورة لإمرأة مخيفة ، غريبة المنظر،
سوداء اللون ، وهي نفس المواصفات التي ذكرها المرحوم عيسى..
قالت الجماعة للإمام بأن المرأة الشبح لم يظهر عليها أي هجوم عدواني علينا ، ولا أي حركة مخيفة ، بل فقط سألتنا عن حمّام خودة أين هو.. لكننا إلتزمنا الصمت ولم نجبها عن شيء من شدة التأثر من شكلها الغريب ، وكأنها جاءت من عالم آخر..
لكن الإمام لم يجبهم إلا بما يعرفه عن الشياطين التي تقوم بهذه الملابسات صد بني البشر..
وبطبيعة الحال كانت هذه الجماعة خائفة على أموالها من الماشية وعلى أولادها ونسائها.. فاتجهوا لرجال الدرك .
قام رجال الدرك بمحاولة إقتفاء آثار الشبح لكن دون جدوى..
مما أدى بهؤلاء الرحل من مغادرة المكان ..
وبعد تحريات طويلة ، وجدنا أن المكان الذي ظهر فيه شبح الجماعة ، هو نفس المكان الذي ظهر فيه هذا الشبح على المرحوم عيسى.. مما يدل أنه نفس الشبح أيضا..
وتعاقبت الأخبار بما يزيد عن عشرة قصص ، روت عن ظهور نفس الشبح بنفس المنطقة على أناس لم يسمعوا قبل بهذه الحكاية.. وهو الأمر الذي جعلنا نتأكد من صحتها ..
وبعد سنوات طوال ، جاءت جماعة من المغرب الأقصى ، وعددهم أربعة رجال في زي حملة القرآن الكريم ، يحملون معهم مخططا يتكلم عن حمّام خودة.. ومكثوا بالمنطقة ما يزيد عن عشرين يوما طلبا للعثور على هذا الحمّام دون أن يأثروا على شيء ..
يتكلم المخطط عن كمية معتبرة من المجوهرات مدفونة بحمّام خودة منذ مئات السنين.. وقد جاء هؤلاء للتنقيب عنها بتقنيات يعرفونها في البحث عن الكنوز.. وانتهت مهمتهم بالفشل نظرا لجهلهم للمكان..
وبعد سنة إلتقينا بالحاج مبروك البالغ من العمر حوالي تسعين سنة.. وقادنا بنفس المنطقة إلى أرض جرداء ليس بها ما يدل على آثار هناك.. وأخبرنا بأن حمّام خودة يوجد بهذا المكان ، حيث كان قد رأى بعضا من آثار بناء هناك عندما كان صغيرا.. وسمع أيضا من بعض الناس الذين كانوا يكبرونه سنا في ذلك الوقت..
واعترف لنا الحاج مبروك بأنه يعرف المكان جيدا ، بينما لم يخبر به هؤلاء المغاربة خوفا منهم..
لم يكن المكان كأرض فلاحية ، لكن صاحبه منعنا من الحفر من أجل التأكيد ، إلا بعد محاولات طويلة..
حفرنا بنفس المكان ، وعثرنا فعلا على آثار البناء في شكل هندسي رائع..
لما تأكدنا من موقع حمّام خودة توقفنا عن البحث ، نظرا في أن الشيء الذي كان يهمنا هو التأكد من صحة الشبح ولغزه ، ولا يهمنا تلك المجوهرات التي يتكلمون عنها ، حيث لا يوجد دليل ملموس سوى رقعة عليها مخطط قد يكون خاطئا من أساسه..
لكن ما اللغز الذي وراء ظهور هذا الشبح ؟
لماذا يبحث عن حمّام خودة ؟
أيكون قد جاء باحثا عن عائلة له كانت تسكن بهذا الحمّام وانقرضت دون أن يدري بها؟
أتكون هذه المجوهرات من ملكه الخاص واختفت عنه باختفاء الحمّام بسبب زلزال رهيب هز تلك المنطقة في زمن ما ؟
هل هذا الشبح من عائلة الجن أم من عائلة مخلوقات أخرى في بقعة خفية من الأرض أو الجبال ؟
هل يمكن أن يكون هذا الشبح إنسان عاش في زمن آخر قديم وجاء إلى هذا الزمن لأسباب معينة لا زلنا لا ندركها بعد ، خصوصا وأن التحريات أثبتت على مدى الأزمنة بأن هذه الأشباح لا تختلف شكلها عن شكل الإنسان عدى في الطول أو ضخامة الجسم ؟
والتاريخ الطبيعي الذي جاءت به الحفريات يثبت بما لا يقبل الشك في أن الإنسان القديم كان طويل القامة ، وضخم الجسم..
والقدماء يتكلمون في مجموعة من الكتب القديمة ، على وجود علاقة قوية تربط بين دفائن الارض وطوائف الجن.. وأن هؤلاء الجن يمنعون الإنسان من الوصول إلى هذه الدفائن.. لكنه دائما كلام نظري لا يحوي الملموس..
وعلى كل سوف يبقى السؤال سؤالا..
ويبقى اللغز لغزا..
               

الأحد، 17 مايو 2015

ميكانيزم التطابق بين المعتقد والإستماع



ميكانيزم التطابق بين المعتقد والإستماع

آخر ما وصل إليه التنويم المغناطيسي ، هوتلك التجربة التي يقوم فيها الطبيب المنوم  ، أو الطبيب الإيحائي .. حيث يقوم بتمديد المريض على طاولة أو أريكة العلاج ، ويضع طاولة أخرى على بعد خمسة أمتار منه وعليها ورقة وقلم .
وبعد أن ينوّم الطبيب ذلك الشخض لدرجة السبات[1] .. يبدأ في مخاطبة عقله الباطني فيأمره بكتابة عبارة معينة على تلك الورقة الموضوعة على الطاولة..
وعند ذلك تحدث المعجزة ، إذ ينتصب القلم فوق الورقة ، ويكتب العبارة المطلوبة ثم يعود إلى وضعه الأول.
وغريب ما في الأمر ، أن القلم يكتب هذه العبارة ، بنفس الأسلوب الذي يكتب به الشخص الواقع تحت تأثير التنويم المغناطيسي ، وبنفس الخط ، ونفس الغلطات الإملائية إن وجدت ...
إن هذا يدفع إلى التأكد من أن الذي كتب هذه العبارة هو نفس الشخص لا غيره.. وقد تمت هذه الكتابة بمواصفات دقيقة جدا..
وقد ينحرف فكر الإنسان المشاهد أو المستمع في الحكم على هذه الظاهرة ، ويعمد كما هو شائع ، إلى التفسير السحري والشيطاني للظواهر العلمية ، ويقول بوساطة الجن فيها ، حيث يقوم هذا الجن حسب زعمهم بتنفيذ أمر المنوّم دون أي إتفاق مسبق بينهما[2] ، فيمسك القلم ليكتب ما أمر به على الورقة المطلوبة ..
غير أن تفسير الظواهر العلمية بالرجوع إلى الشيطان والجن والسحر هو مبادرة الشخص الفاشل في تقديم تفسير علمي للظاهرة ، نتيجة لعدم خضوعه للملموسية والشفافية والوضوح ، إذ يبقى الجواب يدور دائما في الإطار النظري المدعم بالدجل ..
وهو ما يماثل قصة الساعة الدقاقة التي قام بصنعها العرب أيام مجدهم العلمي والحظاري في عهد الأمين والمأمون ، حيث ظنها المرسل إليه بأن داخلها شياطين .
ونحن نعلم من جهة أخرى بان الشيطان لا يكتب البسملة على الإطلاق ، وذلك لأنها آية الإيمان ، وإن كتبها فإنه يشهد على نفسه بهذا الإيمان .
ومع ذلك فإن القلم يكتبها دون تردد ..
لأن فكر الإنسان شيء.. والواقع الذي حول هذا الإنسان شيء آخر..
وسيرد بعضهم بأن الذي كتب هذه المرة ، هو من الجن المسلمين الذين يكتبون آية الإيمان
دون خوف أو وجل..
وهذا معناه حسب معتقدهم ، أن الساحر يتفق مع الجن الغير مسلم على أداء أعمال محرمة مقابل مساعدة هذا الشيطان له في أعماله السحرية..
كما يتفق مع الجن المسلم بنفس الشروط أيضا .. حيث أن الجن المسلم يأمر الساحر بالقيام بأعمال محرمة مقابل رخصة مساعدته ، وهو وجه التناقض من المسألة ..
إلا إذا عدّل هؤلاء من معتقدهم.. حيث ينسبون الأعمال السحرية التي يقوم بها الساحر إلى تعامله مع الجن الغير مسلم الذي يأمره بالقيام بأعمال كفرية مقابل مساعدته له..
 بينما يتعامل هذا الساحر مع الجن المسلم بشروط أخرى ، حيث يأمره بالإلتزام بشرع الله وعدم مخالفته لحكمه ، مقابل مساعدته له..
وإن سلمنا بهذا المعتقد الجديد ، فإن هذا يرفع الظلم وضربات الجلاد عن القرآن وحملته الذين تعرضوا للإهانة باتهامهم بمعاملتهم مع الشيطان ، دون أي دليل ملموس سوى عن فلان يسمع عن فلان ..
وسوف لن يجد السحر مكانا أمام معطيات العصر الحديث والتي أصبحت تلوح براية العلم والتكنولوجيا التي ضربت صميم المعرفة لدى الإنسان..
وإذا رجعنا للتجربة السابقة نجد أن هذا المنوم لا يعرف شيئا عن الدجل ..
فهو لديه تقنيات معينة في التنويم ، يقوم بها عن خبرة وتجربة تمكنه من الوصول إلى التخاطب مع العقل الباطني لدى الإنسان..
ويرجع بعضهم الأمر إلى ما يسمى بالقرين ، مستندين في ذلك إلى بعض الآيات في القرآن الكريم ..
على أننا نشير إلى القارئ ، بأن هذه الآيات تتكلم عن وجود القرين ، بينما لم تتكلم عما يعمله هذا القرين.. حيث أن وجود القرين شيء.. والعمل الذي يقوم به هذا القرين شيء آخر.. تماما مثل مسألة المس الجني..
فهناك آيات في القرآن الكريم ، تكلمت عن الجن وخلقهم ، لكنها لم تتكلم عن مسهم لبني البشر..
فالإنتقال اللامنطقي من الخلق إلى المس هو إنتقال غير مشروع ..
وأهل الرقيا يقومون بقراءة هذه الآيات على المريض المصاب بالمس الجني حسب زعمهم ، والتي تتكلم عن وجود الجن ، فينخدع المريض في أن هذه الآيات تتكلم عن مس الجني له ..
وقد يشفى فعلا بموجب هذا الإعتقاد ، لكنه شفاء مؤقت ، حيث تعود الأعراص من جديد إلى الظهور بعد فترة قد تطول أو تقصر.. كما حدث ذلك آلاف المرات.
وقد ينخدع المريض في أن المس الجني أعاد كرته من جديد ، عوضا أن يتيقن ويعترف بأن التشخيص الأول كان خاطئا من أصله..
وعودة الأعراض في هذه المرة تكون أشد وطأة من الأعراض الأولى ، لأن العقل الباطني لدى الإنسان ينتبه إلى الخدعة التي تعرض لها من وراء المغالطة بالرقيا ، فيقوم بتعزيز قوته عن طريق شدة وحدّة الأعراض.. ولا دخل للجن في ذلك على الإطلاق.
وهو ما يحدث أيضا في مسألة السحر ، حيث يكون المريض لديه الرصيد الكافي من الإيمان بالتاثير السحري ، حسب ما إكتسبه من بئته التي تقوي الإعتقاد بهذا المفهوم الوهمي ، فيصبح لديه قوة الإستعداد الكامل لهذا المعتقد .. فهو بذلك يملك الارضية الصالحة لتقبل ما يقوله الراقي.. حيث تحدث مطابقة تامة بين ما يعتقده ، وبين ما يسمعه من الراقي..
 و هذه المطابقة هي التي تؤدي إلى السقوط في الغلط والأوهام والخرافات.. وفيها يقوم
الراقي بتلاوة الآيات الدالة على السحر ، فتحدث تلك المطابقة بين الإعتقاد والإستماع حيث ينخدع المريض بأنه يعاني من السحر فعلا..
ميكانيزم المطابقة يدخل ضمن المغالطات المنطقية الشائعة التي عددها إثنا عشر، والتي سوف نتطرق إليها واحدة بعد الاخرى بالتفصيل المقنع ليتمكن القارئ من حماية نفسه من السقوط في براثن الوهم.
إن عدم الإطلاع على الإنجازات العلمية ، والإطلاع على القرآن بتركيز كبير وعالي ، والتقيد بقراءة كتب معينة دون الاخرى ، هو الذي يمهد للسقوط في مثل هذه الأوهام..
وإذا أردنا أن نقوم بتعريف دقيق لعمل الجن والشيطان والسحر والقرين .. فهو ذلك التطابق الذي يحدث بين ما يعتقده الإنسان وبين ما يسمعه من الآخرين.. 
والذي يحدث في هذه الظاهرة التي تمت عن طريق التنويم المغناطيسي هو قوة التركيز الشديدة التي يبعثها المنوم في الشخص ، حيث تنطلق قوة أثيرية أشبه بالأشعة تعمل على القيام بالظاهرة.
وقد قامت دراسات علمية حديثة أثبتت بما لا يقبل الشك في أنه لا فراغ في الكون ، وأن هذا الكون مليء بما يسمى بالموجات الأثيرية.. وأنه لكل إنسان قدر من هذه الموجات الأثيرية التي تنطلق من جسمه تحت قيادة جهازه العصبي نحو هدف أو أهداف معينة .. وربما هي ما عبر عنه القرآن الكريم في الآية الشريفة :
" أفمن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس "
فالنور الذي ذكره سبحانه وتعالى في هذه الآية ، قد يكون هو الأثير الذي تكلم عنه العلماء..
فبطبيعة الحال ، وبناء على هذا المفهوم ، بالنسبة للتجربة التي ذكرناها ، فإن الطبيب المنوم يكون قد وجه إيحاءاته للعقل الباطني للنائم والهادفة إلى الامر بمسك القلم وكتابة العبارة المطلوبة.. وعند ذلك يجد العقل الباطني نفسه مأمورا بتنفيذ ما طلب منه.. فتخرج تلك الموجات الأثيرية صوب الهدف من أجل هذا التنفيذ..
وإذا رجع القارئ إلى إنجازات الإسقاط النجمي ، يعرف الحقيقة كاملة.


[1] الدرجة الثالثة من التنويم المغناطيسي-
[2] - هذا ينفي تماما إتفاقية الساحر مع الشيطان التي يروجها بعضهم

الخميس، 14 مايو 2015

فوبيا السحر في الجزائر(2)



                                          
العوامل الأخرى المساعدة على تنمية فوبيا السحر
غريزة حب البقاء وميكانيزم التعويض:
بطبيعة الحال ، توجد لدى الإنسان مجموعة من الغرائز الفطرية المتنوعة ، ومن بينها غريزة حب البقاء التي تتحكم في مصير سلوكياته ، بالصورة التي تميز نشاطه بالسعي وراء إيجاد السبل التي تمكنه من تحقيق الأمن الكامل من أجل هذا البقاء ..
ويرى أن هذه السبل تتأرجح بين التزود الكافي بالمال.. أو الظهور بمظهرالقوة ..أو في التفوق العلمي والثقافي ...
فالجري وراء المال ، والسعي خلفه ، هو وليد غريزة حب البقاء المطالبة بتحقيق الأمن الإقتصادي ..
وبالمثل الجري وراء القوة الذي يطالب بتحقيق الأمن الجثماني أي الجسدي ..
ولا تشذ الرغبة في التفوق عن الإثنين قاعدة ، إذ يرى صاحبه بأن الأمن يكمن وراء الإطلاع عن المعارف الكامنة لإيجاد طرق مواجهة الحياة ومكافحتها ..
لكن كثيرا ما تتعرض هذه النشاطات كلها إلى الإخفاق والفشل في تحقيق هذه المطالب والرغبات .. فيميل إلى تحقيقها عن طريق التعويض[1]..
 سيعوض هذا الفشل والإخفاق عن طريق السحر الذي كان على مرالدهور والأزمنة يلعب دور المساعد على تحقيقها ، مساعدة يلعب الخيال فيها الدور البارز .. وفي النهاية يجد نفسه بأنه كان يطارد خيط دخان..
عقدة الإتكالية( الإعتمادية ):
كما تلعب عقدة الإتكالية دورا كاملا في تمسك الإنسان بمعطيات السحر وتأثيراته الوهمية التي خلقت بدورها مرضا عضال يتميز بأعراض الفوبيا ..
وهذه العقدة تتميز بالرغبة الجامحة للإنسان في الحصول على مطالب الحياة كاملة دون أي عناء أو جهد .. مثلما كان يتحصل عليها من الأبوين إبان طفولته.. ويرجع ذلك مباشرة إلى العلاقة المزدوجة التي كانت بينه وبين أمه في مرحلة الرضاعة التي تسمى بالمرحلة الفمية[2]..
طغيان العقل(الفكر) على البصيرة:
عندما يتجه الإنسان إلى الرغبة في التفوق من أجل تحقيق رغباته المتميزة بالطالبة بالأمن ، فإن نشاطه سوف يخرج من الطور الإشباعي إلى الطور المعرفي إعتمادا على العقل..
لكن هذا العقل غير متحرر من التبعية لفكر الآخرين.. فهو يعتمد عليهم في كلامهم وفكرههم و تفسيراتهم الخاطئة في أغلب الأحيان ، فيأخذ توجها فكريا أعمى وتنعدم بصيرته بالموضوع وهنا تكون الطامة الكبرى..
فالإنسان ما فتئ واقفا منذ نشأته في صراع بين معطيات العقل وبين إحساس الإنسان بهذه المعطيات[3] ..  
وبهذا كان السحر ولا يزال يسيطرعلى المعتقدات البشرية عبر العصور .. بحيث تجاوز الطابع المعرفي للإنسان إلى طابع التأثير في النشاط الفكري لهذا الإنسان من حيث لم يسلم منها حتى إيمانه  الديني ، الذي أصبح متزعزعا باهتزاز ينطلق من تصورات خاطئة .. نتيجة لفقدان هذه البصيرة وتراجعها أمام المعطيات العقلية المنبثقة عن فكر الآخرين..
الآليات الإستعمارية :
خلل البصيرة يؤدي إلى خلل الإطلاع على الترابط الموجود بين الكل وأجزائه[4] .. وهو ما مهد إلى ظهور آليات إستعمارية صارمة .. جعلت القاضي بهذا المنظور والذي يتخذ موقفا إستعماريا ، يقوم بتفكيك الكل إلى أجزائه الأولية .. ثم يبدأ في تحطيمها وإعدامها واحدا واحدا .. مما يجعله في النهاية يقضي على هذا الكل بكامله ..
والإعتماد على هذه المعادلة الخبيثة ، هو الخطة التي ينتهجها الإستعمار الحديث ، والتي تختفي على العيون بألف غطاء .
فتحريف مفهوم السحر كجزء من معادلة كلية ، يؤدي إلى تحريف معظم الحقائق التي جاء بها القرآن ، ولا ريب في ذلك إذ تتنافس الناس بين هيئاتها ، في إعطاء مفاهيم عشوائية حول حقيقة هذا السحر التي تعاكس ما جاء ثابتا في القرآن الكريم.. فراح كل واحد  يعرفه بمفهومه الخاص.. تعريفا متناسبا مع ما يمليه عليه المجتمع المتشبع بالأفكار السحرية الوهمية .. وما تمليه عليه السيادة الأجنبية من الخارج .. وعن طريق القنوات الخاصة والمخصصة لهذا الشأن.. و الكتب ، خاصة منها الشارحة للرقيا بصفة عامة ، والجرائد والمجلات .. بمفاهيم تعاكس تماما ما جاء ثابتا وواضحا في القرآن الكريم..
ولا يوجد موضوع إستحق الإهتمام ، بالشكل الذي ظهر في موضوع السحر، ظهورا تعدى حدود القرآن الكريم ، مما يبعث على الشك في مصدر هذا الإهتمام ..
وهذا الإهتمام تجاوز أو تخطى التفسير العلمي لظواهر الكون ليستبدلها بذلك التفسير السحري لهذه الظواهر.. مما يلزمنا بالرجوع خطوات سريعة إلى الوراء .. إلى حيث نزول الكتب السماوية الأربعة .



- أحد الوسائل الدفاعية التي يتخذها المريض في مواجهة الصراع الناتج عن الغخفاق والفشل[1]
- عد إلى موضوع " أسباب الإختلاف" من هذه المدونة[2]
- موضوع " عد من حيث أتيت " من نفس المدونة[3]
- المدرسة الجشتاتية[4]

الأربعاء، 13 مايو 2015

علاج الضعف الجنسي بالرقيا





بكل إختصار.. مجرب صحيح.. مئات المرات وفي جميع الحالات.. وحتى في حالة إرتفاع نسبة السكر في الدم..
-       إختر وقتا مناسبا ومن الأحسن بعد صلاة الظهر أو بعد صلاة العشاء قبل أن تصلي الشفع والوتر.. أي بين الصلاتين ( بين صلاة العشاء ، وصلاة الشفع والوتر) ..
-       طهّر عقلك من الشرك ، وذلك بما يلي:
    1/ ألغ الإعتقاد تماما بأنك مصاب بالسحر أو الربط أو المس الجني.. لأن هذا الإعتقاد يصنع حاجزا ضخما يحول دون وصول كلمات القرآن الكريم إلى أعماق روحك.. حيث أنه من جهة يقول سبحانه عز وجل :
" ولا يفلح الساحر حيث أتى "
ومن جهة أخرى أنت تؤمن بأن هذا الساحر أفلح في سحرك وربطك..
هذا التناقض هو الذي يخلق ذلك الحاجز الذي يمنع كلمات القرآن الكريم من وصولها إلى هدفها..
ولهذا السبب يشكو الكثير من عدم جدوى العلاج بالرقيا ، ذلك لأنهم لا يدركون شروطها..
     2/ ألغ تماما من ذهنك علامات الشرك الأخرى ، مثل الإيمان بأن قراءة القرآن أمر شرعي في حين أن كتابته سحرا.. بل القرآن هو القرآن سواء كتبته أم قرأته.. وكتابته أحسن من قراءته سبعين مرة..
فإذا كنت تعتقد بأن كتابة القرآن شركا ، فأنت ظننت سوء بالقرآن الكريم ولن تصل كلماته إلى أعماق روحك ..
     3/ دع جانبا كل إنشغالاتك ، لا تفكر في شيء آخر.. فأنت في هذه اللحظة في جلسة مقدسة ، ومع الله لا غيره.. دع مشاكلك جانبا ، فالجلسة الآن مختصة في علاج نفسك لا في حل مشاكلك.. وعندما تنتهي الجلسة فأنت حر في الرجوع للتفكير في أمور أخرى..
-       بعد كل هذا إستلق على فراش طاهر وعلى ظهرك ، وبحيث يكون يداك ممدودتين على جانبي جسمك  ..
-       أغمض عينيك باسترخاء تام
-       تخيل الفراغ المطلق.. لاشيء في مخيلتك سوى الفراغ الكامل.. لا شيء يشغلك ويشركك عن ذكر الله..
-       إقرأ سورة الفاتحة سبعة مرات سرا في قلبك ، بهدوء وبطء تام..
-       أغلق يدك اليمنى بحيث تكون أصابعك محكمة..
-       إبدأ في قراءة الآيات التالية سرا وبهدوء وبطء تام مع المحافظة على مخارج الحروف.. وكرر هذه القراءة سبع مرات .. وهذه الآيات هي :
" بيم الله الرحمن الرحيم ، قال رب إشرح لي صدري ، ويسر لي أمري ، واحلل عقدة من لساني ، يفقهوا قولي ، واجعلي وزيرا من أهلي ، هارون أخي أشدد به أزري ، وأشركه في أمري ، كي نسبحك كثيرا ، ونذكرك كثيرا ، إنك كنت بنا بصيرا ، قال قد أوتيت سؤلك ياموسى "
وعندما تصل إلى " .. واحلل عقدة من لساني.." كررها ثلاثة مرات
-       في الوقت الذي تبدأ فيه في القراءة لهذه الآيات الشريفة ، إبدأ في نفس الوقت في فتح أصابع يدك بهدوء إلى أن تفتحهما تماما..
-       أحرص على أن تنتهي آخر خطوة في فتح الأصابع مع آخر خطوة في القراءة الأخيرة للآيات الشريفة..
-       ثم أغلق أصابع يدك اليسرى بإحكام..
-       إبدأ في قراءة سورة الإنشراح سبع مرات بنفس المواصقات السابقة ، مع فتح الأصابغ بهدوء .. على أن تنتهي آخر خطوة في الفتح مع آخر خطوة في القراءة..
-       أغلق أصابع اليدين مع بعض..
-       إبدأ في قراءة الآيات الأولى التي ذكرناها في فتح أصابع اليد اليمنى ثلاثة مرات ، ثم سورة الإنشراح أربعة مرات ، فيكون المجموع سبعة مرات.. وفي نفس الوقت الذي تبدأ فيه القراءة ، إبدأ في فتح الأصابع أيضا ، على أن تنتهي آخر خطوة في الفتح مع آخر خطوة في القراءة..
-       وفي النهاية إقرأ سورة الفاتحة حمدا لله على شفائك بكل إيمان ثلاثة مرات.. ومن الأحسن سبعة مرات..
ملاحظة :
إن كنت تقوم بهذا العلاج لنفسك فقم بالقراءة سرا.. وإن كنت في علاج غيرك كأحد أصدقائك ، فقم بالقراءة جهرا بترتيل وبطء كبير..
هذه الرقيا مجربة وصحيحة ، في حالة تطبيق الشروط التي ذكرناها في مقدمة هذه الصفحات..
تحياتي الطيبة لكل قارئ..  

الاثنين، 11 مايو 2015

فوبيا السحر في الجزائر(1)



فوبيا السحر في الجزائر(1)

مرض الفوبيا:
مرض الفوبيا أو الرهاب هو نوع من الخوف الغير طبيعي ، والغير منطقي ، يصل بالإنسان إلى درجة الهلع الشديد عند التعرض لمواقف معينة.
ويتمثل هذا الخوف الشديد في اشياء معينة ومتعددة لا يمكن الإحاطة بها كلها ، لكن يمكن تصنيفها إلى ما يلي :
1/ الخوف من الناس (الرهاب الإجتماعي) :
ويتمثل ذلك في عدم القدرة على مواجهة الناس والخوف منهم خوفا ليس له أي مبرر .. وتختص بعض حالات الفوبيا بالخوف من الغير أسوياء كالمجانين ، والسكارى ، والمجرمين ، والمعوقين...
2/ الخوف من الحيوانات :
ويختلف هذا الخوف من شخص إلى آخر ، حسب طبيعة الفوبيا لديه .. فمنهم من يخاق القطط ، ومنهم من يخاف الكلاب ، الحصان.. الأبقار.. الحشرات كالعناكب... العقارب .. البعوض.. الميكروبات..
3/ الخوف من العمران :
مثل البنايات المرتفعة ، والممرات الضيقة .. الحفر .. الآبار.. الغرف ذات الأبواب المغلقة ... النوافذ....
4/ الخوف من الكوارث الطبيعية :
مثل الزلازل ، الرعد ، البرق... العواصف ، سقوط الأمطار بغزارة ، الثلوج... النار والحرائق ...
5/ الخوف من الأمراض باختلاف أنواعها.. الأوساخ.
6/ الخوف من القيام بسلوكيات غير موفقة..
7/ الخوف من الأرواح الشريرة ، والمس الجني ، والسحر ..
وهو ما يأخذ الجانب الأكبر من الفوبيا في الجزائر بصفة خاصة..
وتقف مدارس علم النفس وقفة إختلاف في المنظور حول أسباب مرض الفوبيا ، وكل مدرسة ورأيها الخاص الذي يختلف عن المدرسة الأخرى ..
فالمدرسة السلوكية كعادتها في النظر إلى السلوكيات الشاذة بإيجاز ، ترى أن مرض الفوبيا كغيره من الأمراض ، هو سلوك متعلم من طرف المريض في مرحلة معينة من مراحل حياته .. والعلاج يكمن وراء المواجهة التدريجية للشيء المخيف..
غير أن هذا النوع من العلاج لا يدوم  طويلا ، إذ تعود الأعراض بعد فترة من زوالها إلى الرجوع إلى ساحة الوعي ، وقد يكون تأثيرها أشد وطأة من الأعراض السابقة..
وهو ما يحدث في العلاج بالرقيا بصفة عامة.. فبعد أن يشف المريض تعود الأعراض إليه ولو بعد حين ، تهدده بقوة مضاعفة عن القوة الأولى ويصعب عندئذ العلاج في ما بعد ..
لكن المريض لا ينتبه إلى عدم جدوى العلاج بالرقيا ، بل يظن بأن المس الجني أعاد كرته ، أو سحروه مرة أخرى.. وهنا يزداد الطين بلة..
إن فشل العلاجات السلوكية على إختلاف تقنياتها يجعلنا نلجأ لمدرسة أخرى أشد توضيحا للمشكلة وأحسنها تشخيصا وعلاجا مثل مدرسة التحليل النفسي..
وترى هذه المدرسة بانه مادامت الأعراض تعود ثانية بمفعول العلاجات السلوكية ، فإن هذا يفرض نتيجة لا مناص من الهروب منها ، وهي الأسباب الداخلية للمرض.. بمعنى وجود صدمة نفسية مقرها اللاشعور ، تظهر بشكل إسقاط على أشياء أخرى ذات الموقف المشابهة للصدمة الموجودة في العقل الباطني لدى المريض..
وغالبا ما تكون هذه الصدمة لها علاقة كبيرة بالنوازع الجنسية المحرمة من طرف المجتمع بصفة عامة ، ومن طرف أحد الأبوين بصفة خاصة..
فالشخص الذي يخاف الحصان مثلا ، يكون خوفه الأصلي له غلاقة بخوفه من عقاب أبيه له ..
ونتيجة في أن أبيه كان ملازما لركوب الحصان .. خصوصا يوم عقابه له بالصورة التي خلقت الصدمة.. فإنه يتذكر حادثة العقاب كلما رأى الحصان ،  فيعبر عن خوفه من أبيه عن طريق إسقاط هذا الخوف على الحصان بسبب شعوره بالذنب[1]..
فالإرتباط الشرطي الذي حدث بين الآب والحصان هو الذي ساعد على القيام بهذا الميكانيزم الدفاعي المتمثل في عملية الإسقاط..
والطفل بطبيعة الحال يصعب عليه الإعتراف بان مصدر الفوبيا لديه هو الخوف من عقاب الآب نتيجة لشعوره بالذنب تجاه أبيه ، فيعمد إلى حيلة يسقط فيها خوفه من الحصان ليتجنب هذا الشعور بالذنب..
وقد تكون فوبيا السحر التي أكلت مجتمعنا أكلا لما ، راجعة إلى الخوف اللاشعوري من عقاب الآب أو من الأم ..
وتقوم البئة التي يعيش فيها المريض بمثابة المدرسة التي تتولى تنمية هذه الفوبيا تنمية مضاعفة من حيث الإيمان بالتأثير الوهمي للسحر أو المس الجني .. فتترعرع في نفسه تلك المخاوف منذ طفولته والمقترنة في الحقيقة بالمخاوف اللاشعورية من العقاب وفي ما يسمى بالخصاء[2] ..
والإنسان بطبيعة الحال ، ليس له القدرة عادة على مناقشة الفكرة من بابها الصحيح ، نتيجة لفقدانه لتلك النزعة العلمية والإنتقادية لما يسمعه من الآخرين..
و لو فكر قليلا في الأمر لوجد أنه منذ طفولته وهو يسمع عن السحر ، لكنه لم يره أبدا يوما على أرضية الواقع ، بل يكتفي فقط بكلمة قالوا و سمعنا..
إن الإستماع لما يقوله الناس خاصة منهم أشباه العلماء ، مرفوض تماما من القاموس العلمي الذي لا يعترف إلا بالرؤيا بالعين المجردة..
والإنسان تأكيدا ما دام على قيد الحياة لن ير السحر بعينه طوال حياته ، بل يسمع عنه بأذنيه فقط .. ولا بد له أن يعرف بأن هناك طائفة كبيرة من الناس لها فوائد كبيرة من وراء ترويج مسألة السحر ، على حساب مصائب هؤلاء الناس ، كما نرى ذلك في الصفحات القادمة إستشهادا بما جاء به القرآن الكريم باعتباره المصدر الواحد والوحيد لإثراء وتوضيح المفاهيم العلمية والحياة الشرعية.
إذن فالفوبيا بالمنظور السايكولوجي هي عبارة عن صدمة نفسية سقطت في اللاشعور ، وأصبحت تلوح بعلامات مرضية تتميز بطابع الخوف الرهيب من مواقف معينة ذات الصلة الشبيهة بالصدمة الأولى[3] ..
وبالمنظور الأنتروبولوجي ، فإنها وليدة ثقافة البئة وما تحمله من أوهام..
وهذه الثقافة تزيد من تعزيز قوة الصدمة بحيث يصعب على الشخص المريض الإعتراف بالوهم الذي جاء في مسألة ترويج السحر.. خصوصا إذا تطرقوا به إلى المعطيات التي جاء بها القرآن الكريم بصورة مظللة في فهمهم للآيات التي جاء بها هذا القرآن.
................................................................. (يـتـبـع)........


- هذا الموضوع يتطلب دراسة من طرف المختصين في علم النفس الإكلينيكي ، ولذلك عالجناه معالجة بسيطة في إطار الثقافة الشعبية..[1]
- توقع العقاب نتيجة للقيام بالإتصال  الجنسي بالمحارم[2]
- مدرسة التحليل النفسي- سيجموند فرويد[3]

الأحد، 10 مايو 2015

les mediums الوسطاء الروحانيون




  
تتكون الحزمة الضوئية من سبعة ألوان ، منها الألوان الأساسية ، والألوان الغير أساسية.. وهي تخضع للرؤيا بالعين المجردة..
بينما توجد ألوان أخرى من غير ألوان الطيف السبعة ، لا تخضع لرؤية العين ، وتسمى بألوان ما فوق البنفسجية أو ما تحت الحمراء..
وحسب النتائج العلمية ، فإن الحيوانات لا ترى من ألوان الطيف السبعة إلا لونين إثنين ، هما اللون الأبيض واللون الأوسود ، بينما لها القدرة على عكس الإنسان ، من رؤية الألوان ما فوق البنفسجية.. ولذلك يتوقف الحيوان أحيانا فجأة في مكان ما ، ويبدأ في النظر بنظرات غريبة يتخللها الهلع والخوف ، ولا يستطيع إقتحام تلك الطريق التي توقف فيها إلا بتغيير مسار مشيته .. مما يدل على أنه يرى أشياء وقعت في مجاله البصري والتي لم يتمكن الإنسان من رؤيتها..
وهذه الأشياء عبارة عن أشباح تم خلقها بصورة تختلف عن خلق الإنسان ، فهي خلقت من تلك الأشعة ما فوق البنفسجية .. ولهذا جاءت الآية الكريمة :
" .... وخلق الجان من مارج من نار"
ومن هذا المنطلق يكون مارج النار هو تلك الأشعة التي لم تخصع للمجال البصري لدى الإنسان ، وخضعت للمجال البصري الحيواني ، وظهرت تحت مفهوم الأشعة ما فوق البنفسجية أو ما تحت الحمراء..
ويقول العلماء[1] في هذا الشأن بأنه من غير الحيوان ، يرى الأطفال الذينهم في سن الثالثة والرابعة أيضا هذا النوع من المخلوقات الغريبة ، وكثيرا ما يحاولون إخبارنا عن    أشياء تمر أمام أعينهم في أوقات معينة ، بينما نتجاهل كلامهم الغير واضح أحيانا..
وقد إستطاع العلماء من صنع أجهزة لها القدرة على إلتقاط هذا النوع من الأشعة ، وتمكنوا من رؤية مخلوقات غريبة جدا عن الإنسان ، وتمكنوا من إدخال بعضهم إلى المخبر من أجل التجريب والدراسة[2]..
وهناك نسبة قليلة جدا من الناس ، لديهم القدرة على رؤية الأشباح ويسمون بالوسطاء..
هذه الفئة لديها صفات جسدية متميزة يتمتعون بها ، وأهمها الشكل الدائري للعيون.. حيث أن هذا الشكل الدائري يتمكن من إلتقاط الأشعة التي تقع على القطر الكبير للعين على عكس العيون المتطاولة ، خصوصا في فترة المساء حيث تكون أشعة الشمس مائلة على سطح الكرة الأرضية.. مما يجعلها تسقط على العين بشكل مائل أيضا.
ويسود الإعتقاد بأن العدسات الدائرية للنظارات قد تساعد الإنسان من رؤية هذه الأشباح في فترة زمنية ما قد لا تتجاوز عدة ثواني..
ويقول بعضهم بأن الحيوانات المتسكعة ليلا في الظلام قد يكون بعضها لا ينتمي لعالم هذه الحيوانات ، إذ هي من الأشباح ، ولذلك ينهى عن ضربها والإساءة إليها..
ويتطرق بعضهم من المجربين إلى أنه من أجل التأكد من حقيقة هذا الحيوان ليلا يجب رصده بمرآة ، فإن إرتسم خياله على هذه المرآة فهو مجرد حيوان.. أما إذا لم يرتسم خياله فإن ذلك من الأشباح وبكل تأكيد..
وفيما يتعلق بهؤلاء الوسطاء ، فإنهم جاءونا بأوصاف لهذه الأشباح والمخلوقات الغريبة ، ويقولون بأنهم يوجدوا على أوصاف مختلفة ، وكل واحد منهم لا يشبه الآخر في أغلب الأحيان.. ولكل واحد شكله المميز والخاص به.. يجيبون عن الاسئلة التي تطرح لهم بلسان عربي دون أي صعوبة في الكلام أو اللغة.
وكان البعض من حملة القرآن الكريم يقومون بكتابة معينة على كف الوسيط ، ويشرعون في قراءة القرآن إلى أن ير الوسيط نزول أحد من الجن في كفه ويبدأ المعني بالأمر في طرح اسئلة معينة والجن يجيب عنها حسب قولهم باعتبارات صادقة في الكلام شريطة أن تكون هذه الأسئلة لا علاقة لها بالأمور الغيبية.. ويسمى هذا النوع من العمل بالإستنزال.. ويعللون ذلك بان للجن علاقة مباشرة مع الوسيط الذي تتوفر فيه شروط الوساطة.. ومن بينها علامات مميزة كالشكل الدائري للعيون ، وشكل الأنف المتطاول ، لكنهم يركزون على وجود خطوط بالكف تعطي العلامة المميزة للوسيط .
في الجزائر يمى هذا النوع من الناس بالزهريين ، أما في بقية الدول العربية الأخرى فيمونهم بالوسطاء ، وفي الدول الأجنبية:
Les mediums
ويقوم العلماء الإختصاصيون في كثير من الدول الأجنبية بتحضير أرواح الموتى والتخاطب معهم حسب زعمهم ، إعتمادا على هؤلاء الوسطاء..
هؤلاء الإختصاصيين يحضون في الخارج باسم علماء أما عندنا فيحضون باسم مشعوذين.. 
وتؤكد أقوالهم بأنهم إستطاعوا أن يحضروا أرواح شخصيات كبيرة في العالم ، وأجابتهم عن أدق الأسئلة وكانت تتكلم بنفس أساليب أصحابها..
ويرد البعض كعادتهم في تفسير الأمور العلمية بالرجوع إلى التفسير الشيطاني ، ويذهبون في قولهم تارة بملابسات الشيطان والجن ، وتارة أخرى ما يسمى بالقرين ..
أما نحن ، فيجب علينا أن نقف وقفة علم في تساءل باهتمام وتركيز.. هل ما يقوله هؤلاء الوسطاء هو حقيقة أم وهم ؟
هل ما يقولونه يدل على واقع علمي لازلنا نجهله أم هو مجرد هلوسة بصرية ؟




1- لا نقصد بالعلماء تلك الطائفة التي تقوم على الأحكام النظرية التي ليس لها برهان منطقي.. بينما نقصد بالعلماء تلك الطائفة التي تقوم على أساس التجريب
- عن مجلة العلم والإيمان[2]