اعلان

الجمعة، 24 أبريل 2015

علاج الشقيقة وتوتر الرأس







هذه الوضعيات في مجملها تمثل وضعية وردة اللوتيس بكيفيات مختلفة

لقد تكلمنا في أحد المواضيع السابقة المتعلقة بالأمراض البسيكوسوماتية ، خاصة في موضوع فنجان قهوة لو سمحت ، ووضحنا الجانب النفسي في إحداث أمراض جسدية تربك الأطباء العضويين في علاجهم لحالات سريرية وظيفية ليس لها أي إنعكاس عضوي في جسم الشاكي..
وبعد أن كان كلامنا نظريا ، فسنقوم بالجانب التطبيقي على مرض التوتر الذي يحدث بالرأس وكذلك الشقيقة.. وقد وضحنا أن معظم هذه الأعراض التي تحدث بالرأس إنما سببها الصدمات التي يعيشها الإنسان في طفولته ، وخاصة تلك الطفولة المبكرة..
والمهم ماذا نفعل إذا كان الدواء لا يفيد فيها شيئا سوى ذلك الشعور المؤقت بالشفاء؟
عليك أولا وقبل كل شيء بإرادة جبارة لا تعرف الإستسلام لليأس خاصة في اليوم الأول من إجراء التمرين..
لا تياس.. كرر التجربة يوما أو يومان أو ثلاثة.. أو كلما أحسست بالألم.. وستصل إلى الشفاء بإذن الله عن إعتبارات مجربة وصحيحة..
وكان علي أن أدرج هذا الموضوع في الصفحة الخاصة بالتأمل .. ولكن عدلت عن رأيي لما يتميز به من تكفل وعلاج..
عند الشعور بألم الشقيقة ، أو عند الشعور باشتداد التوتر بالرأس..
إجلس على الأرض في وضعية القرفصاء ، ومن الأحسن في وضعية وردة اللوتيس[1]
أو تمدد على فراشك مستلقيا على الظهر..
أغمض عينيك..
إسترخ تماما لمدة دقيقة أو دقيقتين[2]..
تنفس بشكل بطيئ وبشكل عادي دون إجهاد..
تخيل بتركيز أن الهواء يمر من فتحة الأنف اليمنى ليخرج من اليسرى..
حاول أن يكون التنفس بطيئا قدر الإمكان..
كرر هذه العملية ببطء..
قم بحساب حركات هذا التنفس في قلبك إلى أن تصل حوالي 50 مرة..
قم بهذا التمرين مرة واحدة في اليوم عندما تشعر بتوتر الرأس ، أو ألم الشقيقة..
أو مرتين في اليوم إن دعت الضرورة لذلك..
إستمر بتطبيق التمرين يوميا كلما أحسست بالأعراض ، إلى أن تزول تماما دون رجوع.
وأأكد للقارئ الكريم الذي يعاني من هذه الأعراض ، بان هذا التمرين مجرب مئات المرات من طرف المئات من المصابين ووصلت النتيجة للشفاء التام .
المهم في الأمر هو الإرادة القوية وعدم الإستسلام لليأس منذ البداية..
وتذكر بأن الإستسلام للياس معناه في نفس الوقت الإستسلام لتعاطي الدواء مدى حياتك..


- سوف نقدم صورا خاصة بوضعيات التأمل في حينها[1]
- تقدر الدقيقة بعشر حركات في التنفس[2]

إنجازات أهل التصوف





يرجع الفضل في بقاء دعائم الإسلام واقفة في الجزائر دون تصدع ، إلى التعاليم الدينية التي كان يقوم بها أهل التصوف بما جادت به من حسن في التربية والسلوك طيلة قرون من الزمن حتى في الدول التي خضعت للإستعمار بصفة مطولة .                                     كما يرجع الفضل إلى رجال الصوفية في إنتاج أجيال قاومت الحركات الإستعمارية طيلة قرون من الزمن واستطاعت أن تطرد أقوى أمبراطورية عرفها التاريخ بما فيها من قوات الحلف الأطلسي.                                                                         وجميع الأعلام التارخيين إنطلاقا من الأمير عبدالقادر إلى العربي بن مهيدي وأصحابه قد تخرجوا من زوايا مختلفة عبر الوطن الجزائري .
لما استقلت الجزائر وانتصرت في ثورتها المقدسة والمباركة.. وقف العالم الإسلامي حائرا في تواجد الجزائريين أمام المساجد وبقوة إيمان خارقة وأخلاقيات إسلامية عالية لا توجد في الدول العربية والإسلامية الأخرى...
وكانت هذه الدول العربية والإسلامية تعتقد أن الإسلام قضي عليه في الجزائر من طرف الإحتلال الفرنسي قضاء مبرما...لكنها تفاجأت لما رأته من إلتزام ديني ينطلق من رجال تحتظن الإيمان العميق في عمق قلوبهم ، وتحفظ القرآن الكريم و شرحه عن ظهر قلب .. وهو ما جعلهم يتساءلون عن السر الذي يكمن وراء هذا الإيمان..
أيكون ذلك بسبب وجود المساجد ؟ 
مع أنه في الدول الإسلامية الأخرى يوجد ما هو أعظم منها ولم يحدث فيها مثلما حدث في الجزائر...
أيكون ذلك بسبب تواجد علماء الدين في الجزائر ؟
وفي الدول الإسلامية يوجد من هم أكثر منهم علما..
هل يعود ذلك لسبب البئة التي كان يعيش فيها الجزائريون ، والتي تتوفر عن المعالم والتعاليم الدينية ؟
مع أنهم يعلمون أن البئة الجزائرية آنذاك كانت بئة تخضع للإستعمار الفرنسي والأقدام السوداء التي تقوم بتعاليم مخالفة تماما للدين الإسلامي ومبادئه السامية .. وكانت تسعى بكل جهودها المكثفة إلى إلى إرساء الديانة المسيحية في المنطقة..
إستفهامات وتساءلات مكثفة ، جعلتهم يهتدوا بعدها إلى أن سر قوة هذا الإيمان العميق يكمن وراء الزوايا ومشايخها من رجال الصوفية دون جدل أو جدال ...
فالزوايا التي يحكم عليها البعض بالشرك ، والشعوذة ، والدجل ، واستخدامها للجن في أغراضها الدنيوية.. ظلت طوال قرون من الزمان تقوم بالتعاليم الدينية الحنيفة وتربي أجيالا شاء لها القدر في أن تطرد أقوى أمراطورية في العالم ، وتحفز الدول الأخرى الواقعة تحت الإستعمار إلى التحرر..
فالأمير عبد القادر والشيخ المقراني وأمثاله ، والشيخ بوعمامة والجماعة الذين فجروا ثورة نوفمبر1954 ، والآساد الضراغم الذين عرفهم التاريخ ، من أمثال العربي بن مهيدي ، ومحمد بوضياف ، و الكولونيل عميروش ، ومصطفى بن بوالعيد ، و...كلهم من خريجي الزوايا المقدسة ...
ولم تخلو مشارق الوطن الجزائري ومغاربه ، في الجنوب والشمال والوسط ، من حركة أولياء الله الصاحين.. ومنهم العرب والقبائل والفئات الأخرى المسلمة.. ولا تزال إلى اليوم ترفع شعار التحدي وتخوض معركة تقييم السلوك ، وتحفيظ القرآن عبر كامل التراب الوطني ، بالرغم من الظنون الخاطئة والتهم التي يتعرضون لها.
وفي الوقت الذي كان يجب علينا تشجيعهم ، والوقوف بجانبهم ، جزاء لهم بما عملوا وما سيعملون .. راح البعض منا يضربهم بضربات عنيفة من الكلام الجارح والإتهامات الباطلة..

هل هذا جزاء علمائنا الأجلاء ؟



                              
       
إن آخر ما وصل إليه التنويم المغناطيسي ، على يد علماء  أكفاء.. هوتلك التجربة التي يقوم فيها المنوم بتمديد المريض على طاولة العلاج ، أو على الأريكة .. حيث يضع طاولة أخرى على بعد خمسة أمتار منه وعليها ورقة وقلم .
وبعد أن ينوّم الطبيب ذلك الشخض لدرجة السبات[1] .. يأمره بكتابة عبارة ما..
أي يأمر ذلك الشخص الواقع تحت تأثير التنويم المغناطيسي ، أن يكتب العبارة التي يقولها
له على تلك الورقة الموضوعة على الطاولة ، والتي هي على بعد خمسة أمتار منه ، دون أن يمسك القلم..
وعند ذلك ينتصب القلم فوق الورقة ويكتب العبارة المطلوبة بكاملها ثم يعود إلى وضعه الأول.
والجدير بالذكر ، أن القلم يكتب العبارة المطلوبة ، بنفس السرعة أو البطء الذي يتمتع بها الشخص النائم ، وبنفس الغلطات الإملائية إن وجدت ، وكذلك نفس نوعية الخط .. كأن الذي يكتب في هذه العبارة هو الشخص نفسه الواقع تحت تأثير التنويم المغناطيسي.
وقد راح الدجالون في تفسير هذه الظاهرة على إعتبارها كعادتهم بأنها من عمل الجن الذي يقوم بمثل هذه الظواهر الغريبة .. وذهب بعضهم إلى مفهوم القرين..
إنه بطبيعة الحال النزعة التي تفسر الظواهر العلمية بالرجوع إلى السحر.. وبالرجوع إلى الشيطان.. فيقولون أن هذه مبادرة سحرية أو شيطانية من عمل الجن أو القرين..
غير أن رد هؤلاء العلماء القائمين بالتجربة ، كان ردا منطقيا ، يتوفر على الأحكام العلمية الموضوعية ، وإلغاء الأحكام الذاتية جانبا ، ويعتمد على الحجة الملموسة والبرهان الساطع الذي لا يختلف عنده إثنان..
لقد رد هؤلاء العلماء بأن الشيطان لا يكتب أبدا آية الإيمان وهي :
 "بسم الله الرحمن الرحيم"

وإن كتبت فإن ذلك يعني بأنها خارج مبادرة الشيطان دون ريب في ذلك..
وأعاد العلماء التجربة ، تحت الأمر بكتابة آية الإيمان المذكورة.. فانتصب القلم ليكتبها كاملة دون أي تردد  ، فكتب :
" بسم الله الرحمن الرحيم "
وهذه الحجة الساطعة أبطلت المفهوم السحري ، وأعطت الإمكانية في التفسير العلمي للظاهرة ، وفقا لما نص عليه القرآن الكريم في مائة وسبعون آية دون جدال.
واجتهد العلماء في تفسير الحادثة القائمة وفقا لتلك التجربة ملموسة ، يرجعون فيها إلى أن الذي حدث هو قوة التركيز الشديدة التي يبعثها المنوم في الشخص حيث تنطلق قوة أثيرية[2] تعمل على القيام بالظاهرة.. وهي ربما التي أشار إليها القرآن الكريم في الآية :
" أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس " 
والنور الذي أشار إليه سبحانه وتعالى قد يكون ربما هو تلك القوة الأثيرية التي تنطلق من جسمه وفقا لنقاط معينة ، أهمها تلك التي تنطلق من الجهاز العصبي الذي يعتبر كوسيط بين الجسم والروح.
ويقوم العلماء في بقاع العالم بالتأكد من هذا التفسير عن طريق مجموعة من التجارب والتي توحي لحد الآن بصحة مفعول الأثير المنطلق من جسم الإنسان ، ومنه عملية الإسقاط النجمي أو الخروج من الجسد أو السفر الروحي..
وقد أشار سبحانه وتعالى في قصة سيدنا سليمان عليه السلام مع ملكة سبأ[3] .. حيث يقوم الهدهد الذي كان في مخابراته العسكرية ، بتبرير غيابه عن طريق التأكد من إمرأة كانت تتملك قوما وتتولى شؤونهم ، لكنهم كانوا يعبدون الشمس من دون الله ، كما في الآية :
"... وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله...".
وبالإختصار ، كتب إليها سليمان عليه السلام رسالة من أجل هدايتها إلى الصراط المستقيم ، وأرسلها مع نفس الهدهد الذي يعمل في مخابراته العسكرية ، لكنها قررت أن ترشيه بهدية من ذهب ، مما أقلق سيدنا سليمان ، وطالب بالمجيء بعرشها في أسرع وقت..
وعند ذلك قام عفريت من الجن يعرض قوته وسرعته أمام النبي سليمان عليه السلام
والتي لم ترضيه بطبيعة الحال لأنها لا تتناسب مع الظرف المطلوب.. كما جاء ذلك واضحا في الآية :
" قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين "
وأظن أن هذا كافي للقارئ الكريم في أن يعلم ويتأكد في أن سرعة الجن باءت بالفشل أمام الملك سليمان..
وهو ما يعني أن الإمكانيات السحرية التي يروّجها بعضهم إنتهت بالإخفاق التام بدليل رفض سليمان لها نتيجة لعدم قدرتها على حل المشكل الراهن في الظرف المطلوب.
وعند ذلك قام أحدهم الذي عنده علم من الكتاب يقترح على النبي سليمان عليه السلام أن يأت بها قبل لمحة البصر .. أي بسرعة الضوء ..
ولم ينتظر هذا المبادر الرد من النبي سليمان حتى كان عرشها أمامه بنفس السرعة المطلوبة.. كما جاء ذلك واضحا في الآية دون جدال :
" قال الذي عنده علم من الكتاب ، أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك ، فلما رآه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر، ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ، ومن كفر لفإن ربي غني كريم "
ومن الواضح للقارئ ، أن الإمكانيات العلمية تجاوزت الإمكانيات السحرية  بصورة لا جدال فيها..
ومن الواضح أيضا أن الإمكانيات العلمية التي جاء بها القرآن الكريم ..
تغلبت على الإمكانيات السحرية التي جاء بها الكتاب المحرف من التوراة..
ومن الواضح أن القرآن تكلم عن العلم في 170 آية..
وتكلم عن التأمل في 270 آية..
بينما لم يتكلم عن السحر إلا في 63 آية..
وفوق ذلك قال عن السحر بأنه أوهام ومخادعة للبصر تتم عن طريق التأثير في قوة التخيلات ولا علاقة لها بالواقع ، وهو ما جاء واضحا في الآية :
"... فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى..."[4]
ومن وراء هذه القصة ، نتساءل عن ماهية هذا العلم الذي قال به الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم..
إنه دون شك أوريب ذلك العلم الذي يتم بمداخلة الروح..
وهذه الروح تستمد قوتها من علم البصيرة..
وهذه البصيرة تستمد قوتها من عمق مفهوم التأمل الذي نزل في 270 آية من القرآن الكريم.
فبفضل التأمل ، وعلم البصيرة ، واليوغا بمختلف فروعها ، والكارما ، والمفاهيم الصوفية .. توصل العلماء إلى إمكانيات خارقة في ما يقومون به من تأثير في الطبيعة ومعاكسة قوانينها ، والخروج عن الجسد ، والقيام بسياحة في ظرف ثوان ، كما ظهر ذلك واضحا في ما يسمى بالإسقاط النجمي..
على أننا نشير إلى القارئ الكريم ، بأن أهل الصوفية جاءونا بهذه الحقائق قبل أن ينتبه العالم إليها..
هؤلاء الصوفية الذين كافأناهم مقابل إنجازاتهم العلمية برميهم بالشرك والكفر والشعوذة .. في حين تلقت الفئة الأخرى من أهل اليوغا والكارما والتأمل ، مقابل إنجازاتهم العلمية بجوائز عظيمة ومكافآت شرفية.. مع أن أهل التصوف أشرف منهم بكلمة التوحيد .
وهل هذا هو جزاء علمائنا الأجلاء ؟    



[1] الدرجة الثالثة من التنويم المغناطيسي-
[2] يقول العلماء بأنه لا فراغ في الكون .. وأن هذا الكون مليء بالأشعة الأثيرية التي تنطلق من الأحياء.. مصداقا للآية الكريمة :" أفن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس" وهذا النور الذي أشار الله إليه في القرآن هو الأثير وذلك لأن هذا النور ينعدم تماما بعد موت الإنسان -
[3] - سورة النمل
[4] - سورة طه

الخميس، 23 أبريل 2015

الأمراض البسيكوسوماتية






هي أعراض مرضية نرجسية ، نفسية المنشأ.. تحدث في نفس الإنسان وتتحول إلى صبغة جسدية ، لأسباب ترجع إلى الميكانيزم الدفاعي الذي يتخذه المريض في مواجهة الصراع وحل أزمته.
إنها تلك الإضطرابات الوظيفية التي ترجع إلى الأحداث التاريخية السايكولوجية للشخص وإلى الصدمات الإنفعالية والأحداث الأليمة التي تعرض لها الفرد منذ طفولته ، وفي سن مبكر من هذه الطفولة.
فعندما تعجز النفس عن تحمل الصدمة ، ومقاومتها ‘ فإنها تدفع بها إلى الجسم حسب المنطقة المناسبة من الجسم.
ويتأثر جسم الإنسان حسب نوع الصدمة التي عاناها في طفولته .. فإذا كان لهذه الصدمة علاقة بالحالة العاطفية بحيث تمس الجانب العلائقي بينه وبين أحد أبويه ، أو كليهما ، فإن الإضطراب يذهب إلى منطقة الرأس على شكل توتر .. وقد يظهر ذلك في مرحلة كبره ويربك الأطباء العضويين.
وإذا كان للصدمة علاقة بالتعبير عن المشاعر ، فإن الإضطراب يذهب مباشرة إلى مركز التعبير على شكل إلتهاب في اللوزتين ، أو تضخم الغدة الدرقية ، أو خلل في الأحبال الصوتية..
وبالمثل ، فإن الإضطرابات الغذائية التي تحدث بين الطفل وأمه أثناء فترة الرضاعة ، تذهب في ما بعد إلى الجهاز الهضمي بما فيه المريء أو المعدة أو الأمعاء فيما يظهر من قرحة معدية أو إمساك مزمن أو إسهال حاد. وقد يخطأ الأطباء في تشخيصها ، ويوجهون المريض توجيها كيماويا بدلا من توجيهه توجيها نفسيا..
واضطراب الكبد ، له علاقة وطيدة بفقدان عزيز ما وقت الطفولة ، من حيث أن الكبد هو مركز الحب والحياة العاطفية.
والجهز البولي له علاقة وطيدة بما يحدث من مشاعر الخوف المبكر..
والجهاز التناسلي له علاقة بصفة عامة من الإخفاق في الحب أو الزواج ، خصوصا إذاكان المريض يعاني من عقدة الخصاء ومشاعر الذنب.
فعند المرأة يظهر الإضطراب على مستوى الحيض ، فيكون مؤلما وقد تطول مدة الحيض أو تقصر ، وغالبا ما يحدث إنقطاع أو إستمرار في النزيف.. وشيئا فشيئا يصل الأمر إلى الرحم وما يحدث به من إضطرابات يصعب تشخيصها.
وقد يعاني الرجل أيضا من فقدان القدرة على الإنتصاب ، والعجز الجنسي ، ونقص في الحيوانات المنوية .. وقد يؤدي ذلك إلى العقم سواء عند الذكر أو عند الأنثى.
وهكذا ، فما من إضطراب يحدث في منطقة ما من مناطق الجسم الداخلية أو الخارجية ، إلا وله سابق الإصابة بصدمة نفسية لها علاقة بتلك المنطقة ، حيث يكون الإستعداد للمرض جاهزا.
وما دامت هذه الأعراض ، هي أعراض نفسية المنشأ ، يجب معالجتها معالجة نفسية ، وما دور الدواء إلا دورا إستثنائيا يهدف لمقاومة المرض والتخفيف من حدته بدلا من زواله نهائيا..
فالزوال النهائي للمرض يكمن وراء متابعته بالعلاج النفسي ولا بديل لذلك على الإطلاق..




المس الجني في القرآن الكريم



                                    

ظهرت فتنة المس الجني بشكل حاد مع دخول العصر الحديث .. وهاجم هذا الموضوع القنوات ، والمجلات ، والجرائد ، والكتب .. وتداولت الناس أطراف الحديث في ترويج هذه المسألة بشكل فاق حدود الكلام عن مواضيع أكثر أهمية..
وأغلب هؤلاء الناس هم من الطبقة الشبه مثقفة من جهة ، ومن الذينهم يستمعون إلى الشرح الخاطئ للقرآن والسنة الشريفة من جهة أخرى.. والسبب الأكثر من هذا هو الخلل المنطقي في فهم الأحكام التي يسمعونها أو يقرأونها.. فيستدلون بالحديث الشريف :
" إن الشيطان ليجري مجرى الدم في العروق "
غير أن هذا الحديث من الوجهة المنطقية ليس له أي علاقة بالمس الجني على الإطلاق.. فهو يشير إلى أن الشيطان بوسوسته ، يتصرف بمختلف الطرق والإمكانيات حتى أنه يجري في عروق الإنسان مثلما يجري الدم في هذه العروق .. لكن في حدود معينة ومضبوطة متمثلة في إبعاد الإنسان عن الجنة والزج به في النار، لا في إيذائه كما يتصوره البعض.. وهو ما جاء واضحا تماما في سورة الناس.
فقد نزلت سورة الناس لتعرفنا بالوظيفية الحقيقية للشيطان والمتمثلة في الوسوسة لا غير.. وهذه الوسوسة تهدف لشيء واحد لا غيره وهي الدفع بالإنسان إلى نار جهنم لا إلى إيذائه .. ذلك لأن الشيطان يعلم جيدا أن إيذاء الإنسان لا يخدم مصلحة هذا الشيطان.. لأن الإنسان قد يتحصل على مثوبة من الله سبحانه وتعالى فيكفر عنه ذنوبه وسيئاته وخطاياه من جراء هذا الإيذاء ، ويدخله الجنة التي لا ترضي الشيطان.
فغشاوة المس الجني للإنسان يتعارض مع مهمة الشيطان شكلا ومضمونا.. و فضحتها سورة الناس.
حكمة الله سبحانه وتعالى ومعرفته للغيب أوضحت لنا الأمر ، حيث أنزل وظيفة الشيطان في أبسط سورة من القرآن ، لكي تتمكن كل الناس من قراءتها ، على عكس ما لو وضعت في السور الكبيرة كسورة البقرة أو آل عمران ، فلا يطلع عليها معظم الناس..
ولم يأت في القرآن الكريم ، ولا في الحديث الشريف ، مفهوم يدل على مس الجن للإنسان بل جاء في آيات أخرى من القرآن مفهوم الوسوسة واضحا ، كما في سورة طه.. حيث يامر الله سبحانه وتعالى الشيطان في أن يسجد لآدم .. لكنه أبى واستكبر ، وذهب إلى آدم يحثه على الأكل من الشجرة التي نهاه الله عنها وجاءت في ذلك الآيات واضحة حيث يقول عز وجل :
"... فوسوس إليه الشيطان ، قال ياآدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى"[1] ؟..
وتكررت الآيات الدالة على وظيفة الشيطان في مجموعة من السور في القرآن ، وذلك منعا لتحريف مفهوم وظيفة الشيطان ، وهي من ضمن التقنيات التي وضعها الله سبحانه وتعالى من أجل المحافظة على القرآن[2] وسلامته من التحريف .
فقد كان الله سبحانه وتعالى يعلم في غيبه ، الخلط الذي سقطنا فيه ، والإيهام الذي تعرضنا له ، والخلل المنطقي الذي حدث في فهمنا لوظيفة الشيطان .. فوضع المفهوم أولا وقبل كل شيء في أبسط سورة من القرآن لتتمكن الناس من قراءته ، عوضا عن وضعه في سور أخرى كبيرة لا تمكّن بعضهم من قراءتها.. ثم عزز المفهوم بآيات أخرى موزعة على مجموعة أخرى من السور تأكيدا ومنعا للإلتباس وتحريف المفهوم.
وزاد الله في تعزيز الموضوع بسورة الفلق التي زادت الأمر وضوحا وتجلية وزودته بالمنطق السليم ..
حيث لم تأتينا سورة الفلق إلا بأربعة أشياء حذرنا الله منها وهي بعد البسملة ، وبعد قل أعوذ برب الفلق:
 1/ من شر ما خلق
 2/ ومن شر غاسق إذا وقب
3/ ومن شر النفاثات في العقد
4/ ومن شر حاسد إذا حسد
لم يذكر الله هنا أبدا المس الجني على الإطلاق على غرار السحر الذي هو
" النفاثات في العقد"
وليس هو ما يكتبه المؤمنون على أوراق من أجل التداوي.
وليس هو الطلسمات الشريفة التي جاء بها القرآن..
وليس هو ما يكتبه القلم من آيات القرآن أو جداول موجودة في هذا القرآن.
بل هو :
" النفاثات في العقد "
فوهمية المس الجني للإنسان ، حطمت المفاهيم المنطقية لدى هذا الإنسان ، وتجاوزت حدود المعرفة العلمية إلى مفاهيم فسلجية ليس لها أي سلطان عدى تلك الغشاوة البصرية التي وضعت على العيون البريئة.
وقد يستدلون بوجود الجن في آيات كثيرة من القرآن الكريم.. وما دام الجن موجودا ، فإنه يمس بني البشر في نظرهم .. إنه خلل منطقي واضح في فهم هذه الآيات ..
فالآيات تكلمت عن وجود الجن وخلقه من طرف الله سبحانه وتعالى ، ولم تتكلم عن مسه لبني الإنسان.. حيث أن وجود الجني شيء.. ومسه لبني البشر شيء آخر.
 كما قد يستدلون بالآية :
" الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس "
وفي ذلك يجب أن يرجع القارئ إلى متابعة كل الآيات التي نزلت فيها كلمة المس ، فيهتدي للمفهوم الصحيح للكلمة .. وذلك نتيجة لوجود بنية ترابطية بين كل الآيات المشيرة لمفهوم ما.
فعلى سبيل المثال نجد أن هذه الكلمة نزلت في سورة يوسف حيث يقول سبحانه وتعالى على لسان إخوة يوسف عليه السلام :
"... مسنا وأهلنا الضر..."
وهنا أشار الله إلى مفهوم المس في عبارة التعرض إلى ألم الجوع..
وفي الآية التي تشير إلى عظمة القرآن الكريم :
"... لا يمسه إلا المطهرون.."
أي يفهمه أولائك المطهرون من الخلل المنطقي في تفهم المعنى مثلما أشرنا إليه سابقا.. وهو التفسير الأرجح الذي قال به مجموعة من العلماء.. أي أن المس هنا أصبح بمعنى الفهم الصحيح..
وهناك آيات كثيرة التي تناولت كلمة المس ، والتي إذا ربطنا بينها ، نخرج بالمفهوم الحقيقي للمس بعيدا عن مفهوم الجني تماما.
فالقرآن الكريم يتوفر على مفهوم الإكتفاء الذاتي ، فلا يحتاج إلى تفسير أو مفسر ، إذا ذهبنا للبنية الترابطية بين أجزائه ، ولذلك يقول سبحانه وتعالى :
" ما فرطنا في الكتاب من شيء "

 


 







                                                                                                                                                                                                                                                  



[1] - سورة طه
[2] - أرجع إلى موضوع حفظ القرآن من التحريف في هذه المدونة

الأربعاء، 22 أبريل 2015

بلا فكر ولا تفكير...





إننا مع الحياة اليومية ، وظروف العصر التي أصبحت تتطلب طاقة أعلى في مواجهة التوتر الذي يحدث عندما نصطدم بالأزمات وبوادر الإخفاق.. ونتعرض إلى خور النفس  الذي يؤدي إلى خلل في الأعمال الفيزيولوجية للجسم ، وهبوط في الدورية الدموية ، أو هبوط في مستوى السكر في الدم.. وعند ذلك نحتاج لإعادة الجسم إلى وضعه الطبيعي من الناحية الصحية..
سنلجأ إلى الطبيب ، وسيبادر هذا الطبيب بوصفة سيروم سريعة والتي غالبا ما تكون في المستشفى أو في العيادات الخاصة ، أو في المنزل ..
ولا نغالي في ذكر ما يترتب عن هذا الإجراء من أمور خفية لا ترضي الجسم.. فقد نعالج شيئا ونحطم أشياء.. فالجسم الذي كان يتحصل عن هذه المكونات الموجودة في السيروم عن طريق المسالك الهضمية ، حيث يدخل الغذاء من الفم مرورا بالمريء ، فالمعدة ، ثم الأمعاء الدقيقة أين تقوم الشعيرات الدموية بعملية الإمتصاص للغذاء وإلقائه في الدم وصولا إلى القلب الذي يدفعه إلى الرئتين من أجل إحتراقه بالأوكسجين القادم من الجو.. حيث تنتج طاقة .. وهذه الطاقة هي التي تؤدي إلى دوران السايتوبلازم في كل خلايا الجسم[1].
إن هذه الطاقة التي أدت إلى دوران السايتوبلازم بداخل الخلايا هي السيروم الطبيعي الذي يتلقاه الإنسان يوما بعد يوم على مدى حياته.. إنه ذلك المفعول الإلهي في الإنسان..
أما في الحالات الغير عادية فيلجأ الإنسان إلى ذلك السيروم الإصطناعي ، حيث يصطدم الجسم بإجراءات مخالفة تماما ناتجة عن الشعور بالتغيير الذي يربك الجسم في كثير من الحالات.
إن الشعور بالتغيير معناه في لغة النفس والجسم هو الشعور بعدم الإستقرار..
والشعور بعدم الإستقرار يؤدي إلى خلل في وظائف الأعضاء على المدى البعيد بطبيعة الحال..
وهو ما يجبرنا عن البحث عن هذه السيروم في ميادين أخرى .. أحسنها الميدان الطبيعي الذي تم من صنع الله ، لا من صنع الإنسان.. هذا السيروم يوجد في الكون تحت مفهوم الطاقة الكونية..
تتلقى الحوانات الثديية هذه الطاقة  بشكل كافي ، مما يجعلها قوية من حيث البنية الجسدية والقوة اللازمة في مواجهة الحياة بالحيوية والنشاط .. على عكس الإنسان تماما..
الإنسان بطبيعة الحال هو حيوان ثديي[2] بين الحيوانات الثديية الاخرى.. لكنه أضعفها من حيث البنية الجسدية ومن حيث الطاقة..
وعند ذلك يترتب علينا أن نتساءل عن سبب إستفادة الحيوان من هذه الطاقة الكونية ، دون أن يستفيد منها الإنسان ؟.. وهو ما يجبرنا على إيجاد الفرق بينهما وإيجاد سبب هذا الإختلاف في الإكتساب..
تنتشر الطاقة الكونية في الكون بطبيعة الحال ، إنتشارا على مستويين :
المستوى الأول يتم وفق وضع عمودي ، أي من الأعلى إلى الأسفل .
المستوى الثاني يتم وفق وضع أفقي ، أي من الشرق إلى الغرب.. ومن الشمال إلى الجنوب.
ويقر العلماء إلى أن المستوى الأفقي هو الأكثر فائدة بالنسبة للحيوانات الثديية بما فيها الإنسان.. مما يجعل الحيوانات تستفيد من هذه الطاقة باشكال مضاعفة نتيجة لوضعها الرباعي.. فهي تمشي على أربعة أرجل ، فتنتشر الطاقة عبر كل الجسم حيث تمده بالقوة والحيوية والنشاط اللازم على مدى الحياة..
أما بالنسبة للإنسان فيكون حظه ضئيلا من هذه الطاقة ، بسبب وضعيته الثنائية ، فهو يمشي على إثنين من هذه الأرجل بدلا من أربعة ، مما يجعل هذه الطاقة تتقاطع مع جسمه في نقطة واحدة ولا يسمح لها بالإنتشار عبر كل الجسم.
ومن أجل إكتساب هذه الطاقة ، بنفس الإكتساب في الحيوان.. عليك بهذا التمرين البسيط مرة أو مرتين في اليوم ، ولمدة خمسة دقائق على الأكثر.. على أنه كلما كانت مدة التمرين طويلة كلما كانت الفائدة أكثر فعالية..
لا تنتقد التمرين قبل أن تقوم به[3].. جرب أولا ، ثم أحكم على نتيجة التجربة..
إنها مجربة وصحيحة حتى في الحالات القصوى من الإنهيار الجسدي والنفسي..
ضع على الأرض فراشا وثيرا لكي لا يؤثر ضغط الأرض على ركبتيك..
إجلس على ركبتيك..
مدد جسمك إلى الأمام بحيث ترتكز على راحتي كفيك .. على أن يكون اليدان متجهتين إلى الأمام.. ويكون جسمك في وضع مستقيم.
في هذه الحالة تكون في وضعية رباعية..
أغمض عينيك ..
تخيل أنك حيوان تماما.. لا فكر ولا تفكير.. ليس لك علاقة بالبعدين الزمنيين .. لا الماضي ولا المستقبل.. بل لك بعد زمني واحد ، هو الحاضر.. مثل الحيوان تماما.. بلا فكر ولا تفكير..
هذا التمرين له فائدتان عظيمتان وثمينتان..
الفائدة الأولى تتمثل في إكتساب الطاقة الكونية اللازمة لصحة الإنسان الجسدية والنفسية..
الفائدة الثانية تتمثل في تنمية البصيرة بالشكل الذي يجعلك تتعامل مع الحياة معاملة الإنسان الحقيقي ، فتسيطر على معطيات العقل(الفكر) التي تصل بالإنسان إلى مستوى الإنهيار الجسدي والنفسي.       


- المعنى الطبي للروح[1]
- يلد ويرضع صغاره[2]
-  الإنتقاد معناه الإستسلام إلى قوات الردع الموجودة في النفس.. ويسميها العلماء بعملية المقاومة.. وتظهر بشكل حاد عند العصابيين.[3]

سيروم بدون دواء...



سيروم بدون دواء...

إننا مع الحياة اليومية ، وظروف العصر التي أصبحت تتطلب طاقة أعلى في مواجهة التوتر الذي يحدث عندما نصطدم بالأزمات وبوادر الإخفاق.. ونتعرض إلى خور النفس  الذي يؤدي إلى خلل في الأعمال الفيزيولوجية للجسم ، وهبوط في الدورية الدموية ، أو هبوط في مستوى السكر في الدم.. وعند ذلك نحتاج لإعادة الجسم إلى وضعه الطبيعي من الناحية الصحية..
سنلجأ إلى الطبيب ، وسيبادر هذا الطبيب بوصفة سيروم سريعة والتي غالبا ما تكون في المستشفى أو في العيادات الخاصة ، أو في المنزل ..
ولا نغالي في ذكر ما يترتب عن هذا الإجراء من أمور خفية لا ترضي الجسم.. فقد نعالج شيئا ونحطم أشياء.. فالجسم الذي كان يتحصل عن هذه المكونات الموجودة في السيروم عن طريق المسالك الهضمية ، حيث يدخل الغذاء من الفم مرورا بالمريء ، فالمعدة ، ثم الأمعاء الدقيقة أين تقوم الشعيرات الدموية بعملية الإمتصاص للغذاء وإلقائه في الدم وصولا إلى القلب الذي يدفعه إلى الرئتين من أجل إحتراقه بالأوكسجين القادم من الجو.. حيث تنتج طاقة .. وهذه الطاقة هي التي تؤدي إلى دوران السايتوبلازم في كل خلايا الجسم[1].
إن هذه الطاقة التي أدت إلى دوران السايتوبلازم بداخل الخلايا هي السيروم الطبيعي الذي يتلقاه الإنسان يوما بعد يوم على مدى حياته.. إنه ذلك المفعول الإلهي في الإنسان..
أما في الحالات الغير عادية فيلجأ الإنسان إلى ذلك السيروم الإصطناعي ، حيث يصطدم الجسم بإجراءات مخالفة تماما ناتجة عن الشعور بالتغيير الذي يربك الجسم في كثير من الحالات.
إن الشعور بالتغيير معناه في لغة النفس والجسم هو الشعور بعدم الإستقرار..
والشعور بعدم الإستقرار يؤدي إلى خلل في وظائف الأعضاء على المدى البعيد بطبيعة الحال..
وهو ما يجبرنا عن البحث عن هذه السيروم في ميادين أخرى .. أحسنها الميدان الطبيعي الذي تم من صنع الله ، لا من صنع الإنسان.. هذا السيروم يوجد في الكون تحت مفهوم الطاقة الكونية..
تتلقى الحوانات الثديية هذه الطاقة  بشكل كافي ، مما يجعلها قوية من حيث البنية الجسدية والقوة اللازمة في مواجهة الحياة بالحيوية والنشاط .. على عكس الإنسان تماما..
الإنسان بطبيعة الحال هو حيوان ثديي[2] بين الحيوانات الثديية الاخرى.. لكنه أضعفها من حيث البنية الجسدية ومن حيث الطاقة..
وعند ذلك يترتب علينا أن نتساءل عن سبب إستفادة الحيوان من هذه الطاقة الكونية ، دون أن يستفيد منها الإنسان ؟.. وهو ما يجبرنا على إيجاد الفرق بينهما وإيجاد سبب هذا الإختلاف في الإكتساب..
تنتشر الطاقة الكونية في الكون بطبيعة الحال ، إنتشارا على مستويين :
المستوى الأول يتم وفق وضع عمودي ، أي من الأعلى إلى الأسفل .
المستوى الثاني يتم وفق وضع أفقي ، أي من الشرق إلى الغرب.. ومن الشمال إلى الجنوب.
ويقر العلماء إلى أن المستوى الأفقي هو الأكثر فائدة بالنسبة للحيوانات الثديية بما فيها الإنسان.. مما يجعل الحيوانات تستفيد من هذه الطاقة باشكال مضاعفة نتيجة لوضعها الرباعي.. فهي تمشي على أربعة أرجل ، فتنتشر الطاقة عبر كل الجسم حيث تمده بالقوة والحيوية والنشاط اللازم على مدى الحياة..
أما بالنسبة للإنسان فيكون حظه ضئيلا من هذه الطاقة ، بسبب وضعيته الثنائية ، فهو يمشي على إثنين من هذه الأرجل بدلا من أربعة ، مما يجعل هذه الطاقة تتقاطع مع جسمه في نقطة واحدة ولا يسمح لها بالإنتشار عبر كل الجسم.
ومن أجل إكتساب هذه الطاقة ، بنفس الإكتساب في الحيوان.. عليك بهذا التمرين البسيط مرة أو مرتين في اليوم ، ولمدة خمسة دقائق على الأكثر.. على أنه كلما كانت مدة التمرين طويلة كلما كانت الفائدة أكثر فعالية..
لا تنتقد التمرين قبل أن تقوم به[3].. جرب أولا ، ثم أحكم على نتيجة التجربة..
إنها مجربة وصحيحة حتى في الحالات القصوى من الإنهيار الجسدي والنفسي..
ضع على الأرض فراشا وثيرا لكي لا يؤثر ضغط الأرض على ركبتيك..
إجلس على ركبتيك..
مدد جسمك إلى الأمام بحيث ترتكز على راحتي كفيك .. على أن يكون اليدان متجهتين إلى الأمام.. ويكون جسمك في وضع مستقيم.
في هذه الحالة تكون في وضعية رباعية..
أغمض عينيك ..
تخيل أنك حيوان تماما.. لا فكر ولا تفكير.. ليس لك علاقة بالبعدين الزمنيين .. لا الماضي ولا المستقبل.. بل لك بعد زمني واحد ، هو الحاضر.. مثل الحيوان تماما.. بلا فكر ولا تفكير..
هذا التمرين له فائدتان عظيمتان وثمينتان..
الفائدة الأولى تتمثل في إكتساب الطاقة الكونية اللازمة لصحة الإنسان الجسدية والنفسية..
الفائدة الثانية تتمثل في تنمية البصيرة بالشكل الذي يجعلك تتعامل مع الحياة معاملة الإنسان الحقيقي ، فتسيطر على معطيات العقل(الفكر) التي تصل بالإنسان إلى مستوى الإنهيار الجسدي والنفسي.       


- المعنى الطبي للروح[1]
- يلد ويرضع صغاره[2]
-  الإنتقاد معناه الإستسلام إلى قوات الردع الموجودة في النفس.. ويسميها العلماء بعملية المقاومة.. وتظهر بشكل حاد عند العصابيين.[3]